تأثري بمهنة أبي عطل حياتي

[ابوالوليد المسلم]

تأثري بمهنة أبي عطل حياتي
أ. لولوة السجا


السؤال:

♦ الملخص:
فتاةٌ والدها يعمَل في المجال الطبي، وهي تُحب هذا المجال بصورة غير طبيعية، مما جعلها متأثرةً به جدًّا، وترفض أي متقدِّم للزواج منها لا يعمل في الطب!

♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة في الثلاثين من عمري، روتينية جدًّا، وأخاف من التغيير، مشكلتي أني متأثرة بوالدي منذ طفولتي؛ فهو طبيب وأستاذ جامعي، ويُساعد المرضى والأقارب!

تخرَّجتُ في كليَّة أدبيَّة كنتُ أكرهها، ولم أهتم بها لاهتمامي بمجال أبي، حتى إنني كنتُ أُساعده في أبحاثِه وأفكاره، وأجد متعةً في قراءة أعمالِه!

كلُّ هذا أثَّر على شخصيتي واختياراتي؛ ففي المجال العمَلي كرهتُ عملي، ولا أجد له متعةً، وأشعر بالضيق منه، مما يضطرني إلى أن أتركَ العمل، حتى تيسَّرتْ لي فرصة العمل في المجال الطبي والتي استقررتُ فيها لفترة، ثم تركتُها لأبدأ مِن جديد في البحث عن عمل، لكن بكل أسف لا أرتاح لغير المجال الطبي.

وأما المجال الاجتماعي: فما زلتُ آنسةً ولم أتزوَّج إلى الآن؛ لأنَّ كل مَن يتقدم لي أسأل أولًا عن عمله وهل له علاقة بالمجال الطبي أو لا! رغم أني أعلم خطأ تفكيري، لكني لا أستطيع أن أرتبط بشخص غير طبيب! حتى عندما تَقَدَّم لي شابٌّ يعمل بالمحاماة ويتكلم عن عمله، شعرتُ بالحسرة والانهيار وضياع أحلامي التي حلمتُ بها طوال عمري، فرفضتُه!!

أخبروني هل أنا مُعقَّدة نفسيًّا؟ وهل من الصواب أن أجبر نفسي على الزواج بشخصٍ لا يعمل في المجال الطبي وكل أحلامي محصورة في هذا المجال؟ أخشى بعد كل ذلك أن أكون ضحية مِن ضحايا العنوسة!




الجواب:

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فيبدو أنك مُعجَبَة جدًّا بوالدك، وبنيتِ على ذلك الإعجاب إعجابك بعمله، وذلك أمرٌ جيد ولا غبارَ عليه، لكن لا يَحْسُن أن تصل الأمور إلى ما ذكرتِ، وهذا ما يجب عليك المسارَعة في تغييره؛ حيث لا يعدُّ ذلك أمرًا طبيعيًّا، والدليلُ هو شعورك بالضيق مِن كل مجال سوى مجال عمل والدك، كما يدل على ذلك رفضك لخاطبك، فهل يُعقَل أن ترفضي رجلًا فاضلًا مِن أجل ذلك؟

قد أخطأت يا بنية، والحل يكون في استعانتك بالله في أن يلهمك رشدك ولا يكلك إلى نفسك طرفة عين، هذا أولًا.

ثانيًا: أن تجتنبي مخالَطة الرجال، خصوصًا مَن هم في مجال عمَل والدك، وذلك درءًا لحصول الفتنة.

ثالثًا: أن تُخبري والدك بمشاعرك؛ فلعل له توجيهًا مناسبًا.

رابعًا: أن تنظري من حولك ممن تزوجن وقَبِلْن أزواجًا أقل منهنَّ شأنًا، فهل كان لذلك تأثيرٌ سلبيٌّ؟ ثم إن مَن تنظرين إليهم نظرة كمال بسبب تخصصاتهم، إنما هم أشخاص عاديون لا فرقَ بينهم وبين غيرهم في باقي السلوك؛ حيث لا علاقة للعمل بالشخصية، فقد تعجبين بعمله وتخصصه الطبي، لكن لا يروق لك طبعه الشخصي.

شاوري أهل العقل والحكمة من أهلك وأقاربك وأصدقائك؛ حتى تتضحَ لك الصورة، وتُدركي خطأ تصوُّرك، والمهم أن تهتمي بالأمر، ولا تستسلمي لِمِثْل ذلك، ولا تبقي رهينة أفكار غير صائبة أنتِ مَن سيتضرر بها.

وفَّقك الله للصواب