الاستقالة الصامتة في ميدان الدعوة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 130 - عددالزوار : 16108 )           »          رسالة لمن ينادي بإزالة الواسطة بين الناس والقرآن والسنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          حول إصلاح التعليم الشرعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          قلبٌ وقلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 77 - عددالزوار : 23429 )           »          احترام الرأي المخالف عند الصحابة ــ رضي الله عنهم ــ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الأصفهاني صاحب كتاب الأغاني.. راوٍ ماجنٌ وليس بمؤرخ مدقق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 317 )           »          خطر فتنة التكفير على الشباب وواجب البيان في زمن الفتن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          الاستقالة الصامتة في ميدان الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          علوم القرآن الكريم وارتباطها بالعلوم الأخرى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 17 - عددالزوار : 8939 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 67 - عددالزوار : 47220 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم يوم أمس, 09:56 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 167,570
الدولة : Egypt
افتراضي الاستقالة الصامتة في ميدان الدعوة

الاستقالة الصامتة في ميدان الدعوة



كتبه/ محمد صادق
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
حين يُقيل الداعية نفسه دون أن يدري:
ليست الإقالة الصامتة طريقة مؤسساتية فحسب، بل هي داءٌ يتسلَّل أحيانًا إلى صفوف الدعاة والمصلحين.
يحدث حين لا يُقصي أحدٌ الداعية من الميدان، بل هو الذي يُقصي نفسه بهدوء.
يطفئ همَّه بيده، ثم يُقنع نفسه أنه "فقط يستريح قليلًا".
بداية الانسحاب:
الإقالة الصامتة لا تبدأ من الخارج، بل من الداخل.. حين يضعف الارتباط بالله في قلب الداعية،
ويتحول العمل من عبادةٍ إلى عادة، ومن رسالةٍ إلى دورٍ اجتماعي.
يبدأ الانسحاب حين يفقد الداعية لذّة البلاغ، وحين يُصاب بفتورٍ مستتر خلف ألف عذر: (الناس تغيَّرت - الساحة فوضى - المرحلة صعبة - لا أحد يقدِّر الجهد - ...)؛ كلها كلمات مريحة تُسكّت الضمير، لكنها في حقيقتها استقالة مغلَّفة بالتبرير.
ملامح الإقالة الصامتة:
- أن يُقلّص الداعية جهده إلى الحدّ الأدنى، دون أن يتوقف تمامًا؛ فيكتفي بالحدّ الذي يُبقي صورته لا أثره!
- أن يفقد غيرته على المنكر، ولا يتألم لانطفاء النور من حوله.
- أن يعتاد غيابَه عن الميادين فلا يشعر بالوحشة.
- أن يُصبح صمته عادة، وكأن الدعوة كانت مرحلةً وانتهت.
في كل هذه المظاهر، هو لا يزال بين الناس، لكن رسالته داخله قد أُحيلت إلى التقاعد.
الجذر التربوي للمشكلة:
الإقالة الصامتة ليست ضعفًا تنظيميًّا، بل خللًا تربويًّا؛ تبدأ حين تنفصل الهمة عن النية، وحين تتحول الدعوة إلى "مشروعٍ بشري" بدلًا من أن تبقى "عبادة ربانية".
الداعية حين لا يجدد صلته بالله، يعمل بطاقة العادة لا حرارة الرسالة؛ فإذا نفدت الطاقة انطفأ، وإذا انطفأ القلب لم تُجدِ المهارات ولا الألقاب.
ولهذا قال بعض السلف: "من أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس".
فما خسر الداعية مكانته إلا حين خسر علاقته بربه.
طريق العودة:
الإقالة الصامتة لا تُعالج بخططٍ جديدة، بل بإحياء القلب القديم.
العودة ليست إلى المنبر، بل إلى المحراب.
ليس إلى العمل، بل إلى المقصد.
- جدد نيتك: هل أنت في الميدان لله أم ماذا؟
- راجع أثرك: هل الناس يزدادون بالله قربًا من كلماتك؟ أم أنت تزداد بعدًا من نفسك؟
- واجه ضعفك لا تهرب منه، فالهروب من التعب الدعوي هو التعب الأكبر.
- الزم الصحبة الصالحة التي تذكّرك بلماذا بدأت، لا التي تبرِّر لك التوقف.
ختامًا:
يا من بدأ الدعوة بحلمٍ كبيرٍ وهمٍّ صادق: إياك أن تُقيل نفسك من خدمة هذا الدين دون أن تشعر.
قد تُقصى من لجنةٍ أو تُنسى من منصب، لكن الخطر أن تُقصى من مقام البلاغ عن الله.
الإقالة الصامتة لا يصدر فيها قرارٌ من إدارة، بل من قلبٍ لم يعُد يرى في الدعوة شرفًا؛ فاحذر أن تُصبح دعوتك "عملًا إداريًّا" بعد أن كانت "نبضًا ربانيًّا!".



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.19 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.47 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.85%)]