|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() اعتداء في الصغر دمر حياتي في الكبر أ. عائشة الحكمي السؤال: ♦ ملخص السؤال: فتاة تعرضت لاعتداء وهي صغيرة، وبعد أن تزوجت علم زوجها بذلك فدارى الأمر، ولكنه أخبرها بعد مدة بأنه لا يستطيع العيش معها بسبب ماضيها، وتسأل: ماذا أفعل حتى لا يَتْرُكني؟ ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا متزوجة منذ 3 سنوات، عمري 20 عامًا، عندما كنتُ صغيرةً اعتدى عليَّ قريبٌ لي وفقدتُ عذريتي، ولم أكنْ أعلم أن ما حدث يمنعني من الزواج. تقدم قريب لي وأحبني وأحببتُه، وضحى كثيرًا من أجلي، ثم خطبني وتزوجني، ولم أكنْ أعلم كثيرًا عن الزواج، وفي اليوم الأول اكتشف أني لست عذراء. أخبرني زوجي بأنه سيخفي الموضوع على الناس، وسنواصل حياتنا معًا، وحملتُ وولدتُ، وطوال هذه المدة وأنا أعلم أنه يَخونني، لكني كنتُ أسامحه لحبي له. بعد فترة وجدتُه يتكلم معي بصراحة بأنه لا يستطيع أن يكمل معي حياته، لأنه لا يستطيع لمسي أو الكلام معي، لأن قلبه مكسور مني، ثم أخبرني بأنه سيُطلقني، لكنه اشترط أن يأخذ أولادي مني مقابل ألا يَفضحني؛ علمًا بأنَّ لديَّ طفلان. قلبي يحترق على حالي، وحرماني من أولادي، فقد أحببتُه ولم أقصد أن أكسر قلبه، وهو يتصور أنني استغللتُ حبه من أجل مداراة فضيحتي. أشعر بالذنب، وأنني قهرته وكسرتُ قلبه، فأرجوكم أخبروني ماذا أفعل حتى لا يُطلقني؟ فهو يحبني وأنا أحبه، لكنه لا يستطيع أن يكملَ حياته معي لأنني لستُ ملكه، ولأنه لا يستطيع رؤيتي بسبب الماضي! وجزاكم الله خيرًا الجواب: بسم الله الموفق للصواب وهو المستعان سلامٌ عليك، أما بعدُ:فإنك كتبتِ تسألين عنْ حلٍّ يُثني زوجك عن طلاقك، وليس عندي سِوى إرشادك أنت إلى فَهْم مشكلتك التي تتراءى لي بين سُطورك؛ وهو شُعورك المُفْرط بالذنب والمسؤولية تجاه قبيحٍ لم تقترفيه، كأثَرٍ مِن آثار التحرش على شخصيتك وطريقة تفكيرك! شُعورك المتضخِّم بأنك قد "قهرت" زوجك، و"كسرتِ قلبه"، وأنك "لست ملكه" يُنبئ عن تدنٍّ كبيرٍ في مستوى احترامك وتقديرك لذاتك؛ حيث تتعاملين مع خبرة التحرش وكأنما كنتِ أنتِ مَنْ سلَّمَ جسَده طواعية للمتحرِّش، ويبدو أنك قد أوحيت لزوجك بذلك - مثلما أوحيت لي بذلك - فكنتِ سببًا في تشْويه الحقيقة في عقل زوجك، فانقلب الموقفُ عن جهته، وصارت الطفلةُ ضحيَّة الإساءة الجنسية في عين زوجها مُذنبة منفرة جنسيًّا! يجب أن تعلمي أنك لست مذنبة، وأن الشرفَ ليس غشاءً يَفُضُّه الزوج، وأنَّ قيمتك كامرأةٍ مسلمةٍ أغلى من أن يخفضها التحرُّش، أو أن يُعليها الزواج. أما موقفُ زوجك بعد الزواج فاسمحي لي أن أقول: إنه موقفٌ غير رجولي، ويخلو من علائم الحبِّ والرحمة؛ إذ لا يمكن أن يجتمعَ الحبُّ والخيانة على فراشٍ واحد، لا يمكن أن يحبك زوجك ويخونك مع أخرى وأخريات في الوقت ذاته، ولا يمكن أن تجتمعَ الرحمة والقسوة في قلبٍ واحد، لا يمكن أن يحنَّ عليك زوجك ثم يكسر قلب الأم بداخلك بحرمانك مِن فلذات كبدك. وأما الطلاقُ فليس بمشكلةٍ، بل هو حلٌّ شرعيٌّ لكثيرٍ مِن مشكلات الزواج، ووحده المجتمع - وبعض علماء الاجتماع - مَن جَعَلَهُ ظاهرةً ومشكلةً اجتماعيةً، أما أنا فأراه حلاًّ شرعيًّا مُباركًا، وكثيرًا ما يَعْقُبه خيرٌ متى استُعمل في مَوْضِعه الصحيح. أنصحك أختي الكريمة بمُراجعة معالجة نفسية، والاهتمام بمستقبل أبنائك عِوَضًا عن التفكير في العيش مع زوج خائنٍ يَسْتَغِلُّ خبرة الإساءة الجنسية في طفولتك لإشباع نزواته المنحرفة، وحرمانك من أغلى ما لديك؛ أبنائك! واعلمي أنه لا يجوز له حرمانك من أبنائك، وحرمان أبنائك منك! وفي إمكانك الحصول على حقِّ الحضانة شرعًا وقانونًا، فلا تخشي التهديد بفضح أمرك - إن كنتما تسميان الإساءة الجنسية في الطفولة فضيحة - فليس معه شاهدٌ واحدٌ على خيانتك له، بل أنتِ مَن يملك الأدلة على خيانته لك، فلا تسمحي لمشاعر الدونية واللوم الذاتي وانخفاض احترام الذات عندك أن تقلبَ وجه الحقيقة، فتُريكِ المذنب ضحيةً، والضحية مذنبًا، والله المستعان! والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |