حديث: هم الأخسرون، ورب الكعبة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 602 - عددالزوار : 339292 )           »          أبناؤنا وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          7خطوات تعلمكِ العفو والسماح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          تربية الزوجات على إسعاد الأزواج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          الغزو الفكري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          حدث في العاشر من صفر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الإنسان القرآني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          الخطابة فنّ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الرحمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          متاعب الحياة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-12-2021, 12:09 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,926
الدولة : Egypt
افتراضي حديث: هم الأخسرون، ورب الكعبة

حديث: هم الأخسرون، ورب الكعبة
الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح




عَنْ أَبِي ذَر قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وَهُوَ جَالِسٌ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: «هُمُ الأَخْسَرُونَ، وَرَبِّ الْكَعْبَةِ»، قَالَ: فَجِئْتُ حَتَّى جَلَسْتُ، فَلَمْ أَتَقَارَّ أَنْ قُمْتُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللّهِ، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي مَنْ هُمْ؟ قَالَ: «هُمُ الأَكْثَرُونَ أَمْوَالًا، إِلاَّ مَنْ قَالَ هكَذَا وَهكَذَا وَهكَذَا مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ، مَا مِنْ صَاحِبِ إِبِلٍ وَلاَ بَقَرٍ وَلاَ غَنَمٍ لاَ يُؤَدِّي زَكَاتَهَا إِلاَّ جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْظَمَ مَا كَانَتْ وَأَسْمَنَهُ، تَنْطِحَهُ بِقُرُونِهَا وَتَطَأُهُ بِأَظْلاَفِهَا، كُلَّمَا نَفِدَتْ أُخْرَاهَا عَادَتْ عَلَيْهِ أُولاَهَا؛ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ».


وفي رواية: «إِنَّ الْمُكْثِرِينَ هُمُ الْمُقِلُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلاَّ مَنْ أَعْطَاهُ الله خَيْرًا، فَنَفَحَ فِيهِ يَمِينَهُ وَشِمَالَهُ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ وَوَرَاءَهُ، وَعَمِلَ فِيهِ خَيْرًا».


شرح ألفاظ الحديث:
((هُمُ الأَخْسَرُونَ)) الخسارة الضلال والهلاك؛ ( انظر لسان العرب لابن منظور مادة ( خسر ) 4 / 89 )، وجاء تفسير الأخسرين في الحديث بقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -:" هُمُ الأَكْثَرُونَ أَمْوَالًا، إِلاَّ مَنْ قَالَ: هكَذَا وَهكَذَا وَهكَذَا مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ، وَقَلِيلٌ مَا هُمْ".

((فَلَمْ أَتَقَارَّ)): أي لم أستطع الثَّبات والقرار.

(( فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي)): الفِداء بالكسر والمد، ويكون بالفتح مع القصر تقول ( فَدًى)، وهو فكاك الأسير بشيء، وقيل: هو فكاك الأسير بأسير مثله، فمن فداه بنفسه قال: جُعلت فداك، ومن فداه بأمه وأبيه قال: (فداك أبي وأمي)، وإطلاق لفظ الفداء مع الله يحمل على المجاز لا الحقيقة؛ لأنه لا يُفدى من المكاره إلا من تلحقه المكارة، فيحمل قول الشاعر: (فاغفر فداءً لك ما اقتفينا)، على أن المراد بالفداء: التعظيم والإكبار؛ [ انظر لسان العرب مادة ( فدن ) 10 / 204، 205، وانظر النهاية في غريب الحديث مادة ( فدا ) ].

(( هُمُ الأَكْثَرُونَ أَمْوَالًا، إِلاَّ مَنْ قَالَ: هكَذَا وَهكَذَا وَهكَذَا)): أي بذل المال الذي عنده في وجوه الخير والمكارم، ولذلك عدَّد الجهات، ولفظة ( هكذا)، كرِّرت في الحديث ثلاث مرات والجهات المذكورة في الحديث أربع، وذكر الحافظ ابن حجر [ انظر " الفتح 11 / 320 ]: "أن هذا تصرف من بعض الرواة، وأنها جاءت لفظة (هكَذَا) في رواية أخرى مكررة أربع مرات".

((وَقَلِيلٌ مَا هُمْ)(مَا) زائدة مؤكدة للقلة، ولفظ قليل خبر مقدم، و(هم) مبتدأ والتقدير (وهم قليل)، وقُدِّم الخبر للمبالغة في الاختصاص.

((المكثرون هم المقلون)) المراد الإكثار من المال والدنيا والإقلال من ثواب الآخرة، والعمل الصالح.

(( أعطاه الله خيرًا))؛ أي أعطاه الله مالًا، فالمراد بالخير هنا المال، ومنه قوله تعالى: ﴿ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ[العاديات: ٨]؛ أي لحب المال لشديد، وأما قوله: ((وَعَمِلَ فِيهِ خَيْرًا))، فالمراد بالخير هنا الحسنة، مع أن اللفظ واحد إلا أن المعنى مختلف في كلمة (خير)، وهذا يسميه البلاغيون جناسًا تامًّا، وهو اتحاد اللفظ واختلاف المعنى، ومنه قول تعالى: ﴿ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ [الروم55]، "فالمراد بالساعة الأولى يوم القيامة والساعة الثانية المدة من الزمن .

((فَنَفَحَ)): النفح الرمي والضرب والمعنى ضرب يديه بعطاء هذا المال، وذلك ببذله في وجوه الخير.

من فوائد الحديث:
الفائدة الأولى: في الحديث دلالة على أن أصحاب الأموال الكثيرة الذين لا يبذلونها في وجوه الخير في خسارة عظيمة حلف عليها النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بقوله: (هُمُ الأَخْسَرُونَ، وَرَبِّ الْكَعْبَةِ)، وإن كانوا في أعين الناس في الدنيا (مكثرين) من المال، لكنهم يوم القيامة (مقلِّون) من الثواب بسبب عدم إنفاقهم، ولذا قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: (إِنَّ الْمُكْثِرِينَ هُمُ الْمُقِلُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ).

ووجه ذلك: أن من أكثر من المال والدنيا غفل وتلهى عن العمل الصالح، فقلَّ ثوابه يوم القيامة.

الفائدة الثانية: في الحديث حث المسلم على الصدقة في وجوه الخير، فلا يقتصر على نوع واحد من وجوه البر، بلينفق في كل وجه للخير يحضره، ويستطيع البذل فيه، ولذا عدَّد النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - الجهات من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وشماله.



الفائدة الثالثة: في الحديث دلالة على أن المال قد يكون حجة على صاحبه يوم القيامة؛ حيث أغناه الله عز وجل وكثَّر ماله، ولأنه لم يبذله في وجوه الخير، صار من الأخسرين المقلِّين من الثواب يوم القيامة، بخلاف من كان كثير المال، ولكنه بذله في وجوه الخير، فإن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - استثناه بقوله: ((إِلاَّ مَنْ قَالَ هكَذَا وَهكَذَا وَهكَذَا)).



الفائدة الرابعة: في الحديث دلالة على جواز الحلف من غير استحلاف، بل ربما يكون مطلوبًا أحيانًا للمصلحة المترتبة عليه؛ كتأكيد أمر مهم وتحقيقه، ونفي المجاز عنه بألا يحتمل أمرًا آخر، وهذا النوع من الحلف جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في السنة النبوية كثيرًا، ومنه حديث الباب وقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: "هم الأخسرون ورب الكعبة".



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.73 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.06 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.22%)]