حوار بين طالب وأستاذه - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ابتسامة تدوم مدى الحياة: دليلك للعناية بالأسنان في كل مرحلة عمرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          كم يحتاج الجسم من البروتين يوميًا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          أطعمة ممنوعة للمرضع: قللي منها لصحة طفلك! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          مكملات البروبيوتيك: كل ما تحتاج معرفته! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          التخلص من التوتر: دليلك لحياة متوازنة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          أطعمة مفيدة لمرضى الربو: قائمة بأهمها! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          كيفية التعامل مع الطفل العنيد: 9 نصائح ذكية! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          كيف يؤثر التدخين على لياقتك البدنية وأدائك الرياضي؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          كل ما تحتاج معرفته عن لقاح السعال الديكي للأطفال والبالغين! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          لمرضى السكري: 9 فواكه ذات مؤشر جلايسيمي منخفض! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-06-2021, 01:58 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,695
الدولة : Egypt
افتراضي حوار بين طالب وأستاذه

حوار بين طالب وأستاذه


عبدالله بن راشد الراشد





لا أدري ما الذي جعلني أتحدَّث عن النظام وتطبيقه في المُجتمعات في أحد الفصول الدراسيَّة، وأُسهِب فيه إسهابًا على خلاف العادة، وأظنُّ أنْ لو لَم يكن هناك سببٌ هيَّج الحديث في هذا الموضوع، لكان جديرًا أو حريًّا أن يذكَّر به، كيف وبواعث الحديث عنه لا تعدُّ ولا تحصى، وفي كل يوم نلحظ اختراقًا لسياج النِّظام، وتهميشًا لتطبيقاته في شتَّى مجالات الحياة؟ وأي أمة تريد أن تنظر إلى مستوى رقيِّها وتقدُّمِها فلْتَنظر إلى احترامها للنظام.

وطبيعةُ التمرُّد على النظام موجودةٌ في الشرقيِّين والعرب أكثر من غيرهم، وإن كان الأمر - ولله الحمد - بدأ يُعالَج ويطبَّق، ولكن ما زالت الخُطَى في ذلك بطيئةً، بل في بعض البيئات بطيئة جدًّا.

ولما حَمِي الكلام أمام الطُّلاب عن أسباب التخلُّف عن النظام، وعدم الاكتراث به، رفع أحد الطلاب يدَه بأدب واحترامٍ أشعرني لأوَّل وهلة أنه منظَّم في طريقة سؤاله.

فقال لي وهو يحترق أسى للواقع: يا أستاذ، أصبت المَحزَّ في حديثك، ووقعتَ على الجرح، ولكن تطبيق النِّظام في بيئة متمرِّدة من الصعوبة بمكان.

فقلت له: لماذا؟

فأجابني بِمثال من صميم واقعه، فقال: إذا دقَّ جرس الفسحة، ووقفتُ في الطابور أنتظر دوري، والجوع يلفُّ بطني أُفاجأ ببعض الطُّلاب عن اليمين والشمائل يتسارعون نحو المَقْصِف، فتُقضى حاجتهم وتُلبَّى رغبتهم، وأنا أتلمَّظ في مكاني تكاد عروقُ رأسي تنفجر، والأدهى والأمَرُّ أنني إذا وصلتُ إلى شباك الباعة أُفاجأ بأنَّ الفطور قد نفد! أتريدني بعد هذا كلِّه أن أتبع النظام، وتضيع مصلحتي وحقوقي؟ أو أتَمرَّد على النظام كما تمرَّد غيري، وأضمن حقِّي كاملاً غير منقوص؟

فقلت له: أنت ذكَّرتَني بقصة موظَّف نزيهِ النفس، متين الدِّيانة، لا يرضى على نفسه الدناءة في استحلال المال الحرام، أو تعطيل العمل من أجل رشوةٍ ومصلحة عاجلة، كان ضميرُه الحيُّ وحِسُّه اليَقِظ ومراقبته لله سببَ متاعبه في وظيفته.

فقال الطالب: كيف يا أستاذ؟


فقلتُ: كان المكان الذي يعيش فيه ويكتسب منه قُوتَه موبوءًا بالخيانة، وتضييع الأمانة، وشراء الضمائر، فهو يرى الموظَّفين من حوله يُعَرقلون النِّظام، ويرى مَن حوله من المديرين وأصحابِ المَناصب يغضُّون الطَّرْف عن هذه التجاوزات كلِّها؛ لأنَّهم لو تكلَّموا لفَضحوا أنفسهم أوَّلاً، ولَم يجترئ مَن تحتهم إلاَّ بسببهم، وأصبح هذا الموظف يعيش معركةً ضروسًا، وصراعًا نفسيًّا بين ضميره الحيِّ الذي يقول له: "لا" للمال الحرام، "لا" لتضييع الحقوق، "لا" لدناءة النَّفْس، وبين داعي الْهَوى والواقع المرير الذي يراه صباحَ مساء، وتثور في نفسه تساؤلاتٌ: لِمَ أنا الوحيد فقط "المنظَّم"؟ لمَ أنا الوحيد فقط "الكافُّ عن الرِّشوة"؟ لمَ أنا الوحيد فقط "اللاَّفت للنظر"؟ أبسبب ضميري أشقى؟ ألأجل أمانتي ونزاهتي أُبغَض مِمَّن حولي؟

وهكذا احتدم الصِّراع في نفسه حتى استطاع أن يتغلَّب على تمرُّد نفسه وبواعث الانفلات على الفضيلة، فرَسخَت قدمه على أرض الشَّرف، ولَم يظفر بما تَصْبو إليه نفوسٌ مِمَّن حوله من عرَضٍ زائل، لكن ظفر بأعظم منال يُمكن أن تتوَّج به الرؤوس؛ وهو رضا الضَّمائر, فليس هناك أعظم من أن يُرضي الإنسانُ ضميره، ويَنفض يديه من كلِّ فتيلٍ يشعل فيها النار، ويكون سببًا في إحراقها.


فقال الطالب: يا أستاذ، لِم لا يُطَبَّق القانون بصرامةٍ وحزم على هؤلاء؛ حتَّى يرتدعوا؟

فقلت: هذا هو المؤمَّل، ولكن إذا كان هناك فراغ في تطبيق النظام والقانون؛ فلن تكون النُّفوس فارغةً من يقظة الحسِّ وتأنيب الضمير، ولن يُملأ فراغُ القانون حتَّى تُملأ فراغات النُّفوس.

فقال الطالب حينها: صدقتَ يا أستاذ.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.20 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.53 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.39%)]