|
فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الصلاة 1: كلما أرادت الصلاة وجدت العقبات ؟؟! بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين السلام عليكم و رحمة الله و بركاته الصلاة 1: كلما أرادت الصلاة وجدت العقبات ؟؟! رقم الفتوى: 99139 منقول من الإسلام سؤال وجواب سؤال: أنا مقتنعة بما قلته عن تارك الصلاة كسلا. وخاصة بعد قراءتي لبعض المراجع. ولكن مشكلتي أني كلما أريد أن ابتدئ الصلاة يقف شيء ما عقبة أمامي إما مرض أو مشكلة يجب حلها بسرعة....... فما السبب في ذلك? الشيطان ؟. الجواب: الحمد لله الصلاة أمرها عظيم ، وشأنها كبير ، وهي أعظم فرائض الإسلام بعد الشهادتين ، ولا حظ لتاركها في الإسلام كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه . وقد جاء في الوعيد على تركها نصوص كثيرة من الكتاب والسنة ، وهي دالة على كفر تاركها ، وخروجه من الإسلام ، وقد سبق بيان ذلك في الجواب رقم (5208) : ترك الصلاة كسلاً http://islamqa.info/index.php/ar/5208 وما دمت مقتنعة بهذا الحكم ، فما عليك إلا المسارعة والمبادرة ، فإنك لا تدرين ما يكون غدا ، بل لا تدرين ما يكون بعد ساعة ، أو بعد لحظة. وليس هناك عذر لترك الصلاة ، مهما زعم الإنسان لنفسه أنه معذور ، فالصلاة عمل يسير لا يستغرق إلا دقائق معدودة ، لا تزيد على عشر دقائق ، تشمل الوضوء وأداء الفرض . وإنما يحتاج المرء إلى الإيمان الصادق بأن الله تعالى فرض الصلاة ، ويريد من عبده أن يصلي ، وسيعاقبه إذا ترك الصلاة ، فإذا وُجد هذا الإيمان الصادق تحرك البدن ، وانقادت الجوارح . وإن علاجك هو المبادرة ، فبمجرد قراءتك لهذا الجواب ينبغي أن تقومي فتتوضئي ثم تصلي الفريضة الحاضرة ، وبهذا يزول الوهم الخادع بأنك لا تستطيعين الصلاة ، أو يُحال بينك وبينها ، ثم إذا حان وقت الصلاة التالية قمت فصليت ، وهكذا لن تمضي أيام حتى تشعرين بنعمة الصلاة ، ولذة الوقوف بين يدي الله . تأملي في نفسك ، وفيما أعطاك الله من النعم والهبات ، في شكلك وعقلك وسلامة حواسك ... إلخ ، ثم تفكري : هل يليق بك جحود النعم ونكران الجميل ؟! إن الإنسان حين يأتيه الإحسان من إنسان مثله ، يجد رغبة قوية في نفسه لرد جميله ، وشكر معروفه ، ويبحث عن الكلمات والأفعال التي يكافئ بها أخاه ، فهل تأملت في إحسان الله تعالى المتتابع ؟ وكرمه الممتد ؟ وعطائه الواسع ؟ وهل شعرت بفضل الله عليك ؟ وبكرمه معك ؟ وبمحبته لك ؟ ألا يستحق هذا منك أن تقولي : لك الحمد يا رب ، ما أعظمك وما أكرمك ، وما أجمل أن أكون في طاعتك وخدمتك ، لك وقتي ، وجهدي ، وفكري ، وطاقتي ، وكل ذلك بعض من جودك وكرمك . والله لو تأملت ذلك لرأيت أن من حق الله عليك أن تصلي الليل والنهار ، شكرا له ، واعترافا بفضله. تذكري أن المعاصي حجاب بين العبد وربه ، فكلما كثرت الذنوب زاد الحجاب ، فحجبه عن محبة الله ، والأنس به ، والرغبة في لقائه ، فما عليك إلا أن تتوبي إلى الله ، وتندمي على جميع الزلات والهفوات ، وتقلعي عن المعاصي والسيئات ، لا سيما مشغلات القلب ، من الغناء والموسيقى والتعلق بغير الله ، فإن هذه حجب ، تحول بين العبد وبين الانتفاع بالقرآن ، والتلذذ بالصلاة ، والأنس بطاعة الله . وأما الشيطان فهو حريص غاية الحرص أن تدعي الصلاة ، وتسقطي من عين الله ، ليتحقق له ما يريد من الغواية والإفساد ، لكن كيده ضعيف أمام أهل الإيمان ، وليس له عليهم من سلطان . ( إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون ) -النحل/99- ولعله قد لاح لك من هذا الجواب أنك بحاجة إلى ثلاثة أمور : الأول : المبادرة لفعل الصلاة . الثاني : تقوية الإيمان ، بالإكثار من الطاعات الأخرى ، كالذكر والصدقة وقراءة القرآن . الثالث : الإقلاع عن المعاصي والتوبة منها ، حتى لا يكون للشيطان سبيل عليك . ويضاف إلى ذلك ضرورة اللجوء إلى الله ، وسؤاله تعالى الهداية والتوفيق والإعانة . ونحن نسأله سبحانه أن يشرح صدرك ، ويغفر ذنبك ، وينعم عليك بحلاوة الإيمان ، ولذة القرآن ، ونور الصلاة ، إنه ولي ذلك سبحانه . والله أعلم . منقول
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() الصلاة 2: ترك الصلاة كسلاً ؟؟ مسألة خطيرة جدا.. ؟!! بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين السلام عليكم و رحمة الله و بركاته الصلاة 2: ترك الصلاة كسلاً؟؟ رقم الفتوى: 5208 منقول من الإسلام سؤال وجواب السؤال : إذا لم أصل بسبب الكسل فقط فهل أعتبر كافراً أم مسلماً عاصياً ؟ الجواب : الحمد لله قال الإمام أحمد بتكفير تارك الصلاة كسلاً وهو القول الراجح والأدلة تدل عليه من كتاب الله وسنة رسوله وأقوال السلف والنظر الصحيح -الشرح الممتع على زاد المستنقع 2/26-. والمتأمل لنصوص الكتاب والسنة يجد أنها دلت على كفر تارك الصلاة الكفر الأكبر المخرج من الملة ، فمن أدلة القرآن: قول الله تعالى{فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين} -التوبة:11- ووجه الدلالة في هذه الآية أن الله تعالى اشترط لثُبوت الأخُوَة بيننا وبين المشركين ثلاثة شروط : أن يتوبوا من الشرك وان يقيموا الصلاة وأن يؤتوا الزكاة فإن تابوا من الشرك ولم يقيموا الصلاة ولم يؤتوا الزكاة فليسوا باخوة لنا ، وإن أقاموا الصلاة ولم يؤتوا الزكاة فليسوا باخوة لنا ، والأخوة في الدين لا تنتفي إلا حين يخرج المرء من الدين بالكلية فلا تنتفي بالفسوق والكفر دون الكفر . وقال تعالى أيضا {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً(59) إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئاً(60)} -مريم- ووجه الدلالة : أن الله قال في المضيعين للصلاة المتبعين للشهوات : ( إلا من تاب وآمن ) فدل على أنهم حين إضاعتهم للصلاة واتباع الشهوات غير مؤمنين. وأما دلالة السنة على كفر تارك الصلاة فقوله صلى الله عليه وسلم : " إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة " -رواه مسلم في كتاب الإيمان عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم-. وعن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر" -رواه احمد وابو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه - والمراد بالكفر هنا الكفر المخرج عن الملة لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الصلاة فصلا بين المؤمنين والكافرين ومن المعلوم أن ملة الكفر غير ملة الإسلام فمن لم يأت بهذا العهد فهو من الكافرين. وفيه من حديث عوف بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ويصلون عليكم وتصلون عليهم ، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم " ، قيل يا رسول الله أفلا ننابذهم بالسيف قال: " لا ما أقاموا فيكم الصلاة ". ففي هذا الحديث دليل على منابذة الولاة وقتالهم بالسيف إذا لم يقيموا الصلاة ولا تجوز منازعة الولاة وقتالهم إلا إذا أتوا كفرا صريحا عندنا فيه برهان من الله تعالى ، لقول عبادة بن الصامت رضي الله عنه : " دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعناه فكان فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله قال : إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان " -متفق عليه- ، وعلى هذا فيكون تركهم للصلاة الذي علق عليه النبي صلى الله عليه وسلم منابذتهم وقتالهم بالسيف كفرا بواحا عندنا فيه من الله برهان . فإن قال قائل : ألا يجوز أن تحمل النصوص الدالة على كفر تارك الصلاة على من تركها جاحدا لوجوبها ؟ قلنا : لا يجوز ذلك لأن فيه محذورين : الأول : إلغاء الوصف الذي اعتبره الشارع وعلق الحكم به فإن الشارع علق الحكم بالكفر على الترك دون الجحود ورتب الأخوة في الدين على إقام الصلاة دون الإقرار بوجوبها، لم يقل الله تعالى : فإن تابوا وأقروا بوجوب الصلاة ، ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم بين الرجل وبين الشرك والكفر جحد وجوب الصلاة . أو العهد الذي بيننا وبينهم الإقرار بوجوب الصلاة فمن جحد وجوبها فقد كفر . ولو كان هذا مراد الله تعالى ورسوله لكان العدول عنه خلاف البيان الذي جاء به القرآن ، قال الله تعالى: {ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء} -النحل:89- ، وقال تعالى مخاطبا نبيه : {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم} -النحل:44- . المحذور الثاني : اعتبار وصف لم يجعله الشارع مناطا للحكم فإن جحود وجوب الصلوات الخمس موجب لكفر من لا يعذر بجهله فيه سواء صلى أم ترك ، فلو صلى شخص الصلوات الخمس وأتى بكل ما يعتبر لها من شروط وأركان وواجبات ومستحبات لكنه جاحد لوجوبها بدون عذر له فيه لكان كافرا مع أنه لم يتركها . فتبين بذلك أن حمل النصوص على من ترك الصلاة جاحدا لوجوبها غير صحيح ، والصحيح أن تارك الصلاة كافر كفرا مخرجا من الملة كما جاء ذلك صريحا فيما رواه ابن أبي حاتم في سننه عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تشركوا بالله شيئا ولا تتركوا الصلاة عمدا فمن تركها عمدا متعمدا فقد خرج من الملة ". وأيضا فإننا لو حملناه على ترك الجحود لم يكن لتخصيص الصلاة في النصوص فائدة فإن هذا الحكم عام في الزكاة والصيام والحج فمن ترك منها واحدا جحدا لوجوبه كفر إن كان غير معذور بجهل. وكما أن كفر تارك الصلاة مقتضى الدليل السمعي الأثري فهو مقتضى الدليل العقلي النظري فكيف يكون عند الشخص إيمان مع تركه للصلاة التي هي عمود الدين وجاء في الترغيب في فعلها ما يقتضي لكل عاقل مؤمن أن يقوم بها ويبادر إلى فعلها وجاء من الوعيد على تركها ما يقتضي لكل عاقل مؤمن أن يحذر من تركها وإضاعتها ؟ فتركها مع قيام هذا المقتضى لا يبقى إيمانا مع الترك. فإن قال قائل : ألا يحتمل أن يراد بالكفر في تارك الصلاة كفر النعمة لا كفر الملة أو أن المراد به كفر دون الكفر الأكبر فيكون كقوله صلى الله عليه وسلم : " اثنتان بالناس هما بهما كفر ، الطعن في النسب والنياحة على الميت " ، وقوله : " سباب المسلم فسوق وقتاله كفر " . ونحو ذلك ؟ قلنا هذا الاحتمال والتنظير له لا يصح لوجوه : الأول أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الصلاة حدا فاصلا بين الكفر والإيمان وبين المؤمنين والكفار يميز المحدود ويخرجه من غيره . فالمحدودان متغايران لا يدخل أحدهما في الآخر . الثاني : أن الصلاة ركن من أركان الإسلام فوصف تاركها بالكفر يقتضي أنه الكفر المخرج من الإسلام لأنه هدم ركنا من أركان الإسلام بخلاف إطلاق الكفر على من فعل فعلا من أفعال الكفر. الثالث : أن هناك نصوصا أخرى دلت على كفر تارك الصلاة كفرا مخرجا من الملة فيجب حمل الكفر على ما دلت عليه لتتلاءم النصوص وتتفق. الرابع : أن التعبير بالكفر مختلف ففي ترك الصلاة قال : " بين الرجل وبين الشرك والكفر " فعبر بأل الدالة على أن المراد بالكفر حقيقة الكفر بخلاف كلمة : كفر - منكّرا - أو كلمة : كَفَرَ بلفظ الفعل فإنه دال على أن هذا من الكفر أو أنه كفر في هذه الفعلة وليس هو الكفر المطلق المخرج عن الإسلام . قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب ( اقتضاء الصراط المستقيم ) -ص70 طبعة السنة المحمدية- على قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "اثنتان في الناس هما بهما كفر " . قال:"فقوله هما بهما كفر أي هاتان الخصلتان هما كفر قائم بالناس فنفس الخصلتين كفر حيث كانتا من أعمال الكفر وهما قائمتان بالناس لكن ليس كل من قام به شعبة من شعب الكفر يصير بها كافرا الكفر المطلق حتى تقوم به حقيقة الكفر ، كما أنه ليس كل من قام به شعبة من شعب الإيمان يصير بها مؤمنا حتى يقوم به أصل الإيمان وحقيقته . وفرق بين الكفر المعرف باللام كما في قوله صلى الله عليه وسلم : " ليس بين العبد وبين الكفر أو الشرك إلا ترك الصلاة " وبين كفر منكر في الإثبات" . انتهى كلامه رحمه الله. فإذا تبين أن تارك الصلاة بلا عذر كافر كفرا مخرجا من الملة بمقتضى هذه الأدلة كان الصواب فيما ذهب إليه الإمام أحمد وهو أحد قولي الشافعي كما ذكره ابن كثير في تفسير قوله تعالى{فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلوات واتبعوا الشهوات} -مريم:59 -وذكر ابن القيم في كتاب الصلاة أنه أحد الوجهين في مذهب الشافعي وأن الطحاوي نقله عن الشافعي نفسه. وعلى هذا قول جمهور الصحابة بل حكى غير واحد إجماعهم عليه ، قال عبد الله بن شقيق "كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة" -رواه الترمذي والحاكم وصححه على شرطهما- . وقال اسحاق بن راهويه الإمام المعروف "صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن تارك الصلاة كافر وكذلك كان رأي أهل العلم من لدن النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا أن تارك الصلاة عمدا من غير عذر حتى يخرج وقتها كافر" ، وذكر ابن حزم أنه جاء عن عمر وعبد الرحمن بن عوف ومعاذ بن جبل وأبي هريرة وغيرهم من الصحابة وقال "لا نعلم لهؤلاء مخالفا من الصحابة" . نقله عنه المنذري في الترغيب والترهيب وزاد من الصحابة : عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس وجابر بن عبد الله وأبي الدرداء رضي الله عنهم . قال : ومن غير الصحابة أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وعبد الله بن المبارك والنخعي والحكم بن عتيبة وأيوب السختياني وأبو داود الطيالسي وأبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وغيرهم أهـ . رضي الله عن الصحابة الأخيار ورحم الله علماء وأئمة المسلمين. والله اعلم . (المرجع : رسالة في حكم تارك الصلاة للشيخ محمد بن صالح العثيمين) -رحمه الله تعالى منقول
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
![]()
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
![]() الصلاة 4: كيف يصبر نفسه على الصلاة ؟ كلام نفيس بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين السلام عليكم و رحمة الله و بركاته كيف يصبر نفسه على الصلاة ؟ فتوى رقم: 114994 منقول من الإسلام سؤال وجواب السؤال: أنا مسلم أعمل في السعودية ، متزوج ، عمري الآن (30) عاما ، كنت من المحافظين على الصلاة ، وتكاسلت عنها من عدة سنوات ، أصلي الجُمع ورمضان ، وأيام أصلي كاملا ، وأتكاسل ، أنا خائف جدا ، أحب أن أعرف ما توبتي ، وكيف أُصَبِّرُ نفسي على الصلاة ، وأنا والله أحب الصلاة ، وكنت أرتاح راحة عظيمة خاصة في صلاة الفجر . الجواب: الحمد لله لا نكتمك القول – أخانا السائل – أننا نحتار في مثل هذا السؤال ، لا ؛ لأن موضوعه جديد أو غريب ، ولكن لأننا نقرأ في جُمَلِهِ وكلماته مِن صادق الأماني ما نرجو أن يتبعها صادقُ العزيمة والإرادة. ولعلك تدرك أن كلماتٍ قليلةً منا لا تملك أن تغير حالك الذي تشكو إلى الحال التي تتطلع إليه ، ولكنا نرجو أن تراجع أسباب الإرادة والعزيمة في نفسك ، لتنظر إن كنت – ما زلت – تملك القرار أم أنك لست كذلك . ونصدقك القول والنصيحة – أخانا الكريم – ولو أقسمنا لبررنا بالقسم ، أن الأمر أخطر وأكبر من أن تسعه كلمات سؤالك ، أو عبارات جوابنا ، أو نصيحة ناصح ، ولا موعظة واعظ ، فهو يتعلق بالحقيقة التي يغفل الإنسان عنها ، حقيقة ما وراء هذا الوجود المشاهد ، وحقيقة الجنة والنار التي أعدت لأهل الدنيا ، تنزلهم فيها أعمالهم ، وتتحكم فيها أعمارهم ، وكل إنسان مَجزِيٌّ بعمله ، إن خيرًا فخير ، وإن شرًّا فشر. >> أي شيء ينتظر المتكاسل عن الصلاة ؟! << هل ينتظر تلك " اللحظة الفاصلة " التي يظن أنها تهدى إليه كرامة ربانية خالصة ؟ أو ينتظر الموت الذي له مع بني آدم في كل يوم ميعاد؟ المكارم والمعالي لا تأتي بالتسويف ولا بالتأجيل ، وإذا كانت خمس صلوات لا تستغرق من يوم المرء وليلته أكثر من ساعة تُعجِز شابا مسلما ، وتكون له سبب همٍّ وغمٍّ وضيق ، فكيف هي الحياة إذن بعد ذلك ؟! وأي نصح ووعظ يمكن أن يجدي فيه ؟!!. لو تأمل أحدنا بالطفل الصغير الذي يصر على الحبو الشديد كي يصل إلى حاجته التي يريد، أو تأمل أحدنا في إصرار جميع الدواب التي خلقها الله تعالى على تحصيل معاشها رغم كل المصاعب والأخطار . بل لو تأمل أحدنا أحوال كثير من الكفار ، كيف يحرصون على إقامة دينهم ودنياهم، ويبذلون في سبيل ذلك الكثير من التضحيات، وهم على باطلهم وضلالهم . لو تأملنا في ذلك جميعا ، ثم قارنَّا ما نستخلصه بصلوات خمس لا يملك بعض شبابنا أن يؤديها في أوقاتها ، لكان لذلك التأمل أثر كبير في قلوبنا التي علاها الصدأ والرين. ولا نرى الخطوة الأولى في سبيل تجاوز هذا الواقع الأليم إلا المبادرة – وعلى الفور – لأداء الصلاة الحاضرة ، والاستعانة بالله عز وجل ، وصدق اللجوء إليه أن يثبتنا جميعا على طاعته ، وننصحك هنا – إذا أردت العون على المحافظة على الصلوات – أن تحرص على أداء الصلاة في أول وقتها ، فالإنسان الذي يقدم الأهم في وقته ينجزه وينجح فيه ، فإن أخره بدأت تعرض له العوائق والشواغل ، حتى لا يكاد يشعر بأهمية العمل الذي هو أولى الأولويات. تذكَّر أخانا الكريم أن الله تعالى أنعم عليك بنعم لا تعد ولا تحصى ، وسلب هذه النعم عن بشر كثير ، أفلا يستحق ربك منك الحمد والشكر ؟! هل صغرت في عينك نعمة الهداية إلى الإسلام ، لنلقى الله عز وجل يوم القيامة مسلمين موحدين فننجو من النار يوما من الدهر ؟! ولو استمرت النفس في طغيانها وشقاقها ، فلتأخذها إلى المقابر ، لتتأمل حالها بعد بضع سنين ، حبيسة تلك الحفرة الضيقة ، رهينة ما كسبت في دنياها ، وقدمت لأخراها ، فلا نظنها ستشُك حينئذ أن الصلاة ستكون نورا ونجاة وبرهانا في الدنيا والآخرة . يقول الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ . وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ . لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ . لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) -الحشر/18-21-. وما دامت نفسك تغلبك ، وما دُمت تضل ـ وحدك ـ في الطريق ، فاصحب معك في سفرك إلى ربك رفيقا ، هاديا للطريق ، أمينا : قال الله تعالى : ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ) -الكهف /28- . قال الشيخ السعدي – رحمه الله - : " ففيها الأمر بصحبة الأخيار ، ومجاهدة النفس على صحبتهم ، ومخالطتهم وإن كانوا فقراء فإن في صحبتهم من الفوائد ، ما لا يحصى . ( وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ ) أي : لا تجاوزهم بصرك ، وترفع عنهم نظرك ، ( تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) ، فإن هذا ضار غير نافع ، وقاطع عن المصالح الدينية ، فإن ذلك يوجب تعلق القلب بالدنيا ، فتصير الأفكار والهواجس فيها ، وتزول من القلب الرغبة في الآخرة ، فإن زينة الدنيا تروق للناظر ، وتسحر العقل ، فيغفل القلب عن ذكر الله ، ويقبل على اللذات والشهوات ، فيضيع وقته ، وينفرط أمره ، فيخسر الخسارة الأبدية ، والندامة السرمدية ، ولهذا قال : ( وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا ) غفل عن الله ، فعاقبه بأن أغفله عن ذكره ، ( وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ) أي : صار تبعا لهواه ، حيث ما اشتهت نفسه فعله ، وسعى في إدراكه ، ولو كان فيه هلاكه وخسرانه ، فهو قد اتخذ إلهه هواه ، كما قال تعالى : ( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم ) الآية ، ( وَكَانَ أَمْرُهُ ) أي : مصالح دينه ودنياه ، ( فُرُطًا ) أي : ضائعة معطلة ، فهذا قد نهى الله عن طاعته ، لأن طاعته تدعو إلى الاقتداء به ، ولأنه لا يدعو إلا لما هو متصف به . ودلت الآية : على أن الذي ينبغي أن يطاع ، ويكون إماما للناس ، من امتلأ قلبه بمحبة الله ، وفاض ذلك على لسانه ، فلهج بذكر الله ، واتبع مراضي ربه ، فقدمها على هواه ، فحفظ بذلك ما حفظ من وقته ، وصلحت أحواله ، واستقامت أفعاله ، ودعا الناس إلى ما من الله به عليه ، فحقيق بذلك ، أن يتبع ويجعل إماما ، والصبر المذكور في هذه الآية ، هو الصبر على طاعة الله ، الذي هو أعلى أنواع الصبر ، وبتمامه تتم باقي الأقسام . وفي الآية : استحباب الذكر والدعاء والعبادة طرفي النهار ؛ لأن الله مدحهم بفعله ، وكل فعل مدح الله فاعله ، دل ذلك على أن الله يحبه ، وإذا كان يحبه ، فإنه يأمر به ، ويرغب فيه " انتهى -" تفسير السعدي " (475)-. ونرجو أن يحرص السائل الكريم على مراجعة الأجوبة السابقة المتعلقة بهذا الموضوع ، والتي هي تحت الأرقام الآتية : (83997) ترك الصلاة سبب كل ضيق http://islamqa.info/index.php/ar/83997 (98682) ضعف إيمانه بعد استقامته ، وترك الصلاة لعدة أيام http://islamqa.info/index.php/ar/98682 (99139) كلما أرادت الصلاة وجدت العقبات http://islamqa.info/index.php/ar/99139 والله أعلم . ***** والله الموفق نحبكم في الله ولا حول ولا قوة إلا بالله والحمد لله منقول
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
![]() الصلاة 5: ترك الصلاة سبب كل ضيق ! - كلام نفيس جدا بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين السلام عليكم و رحمة الله و بركاته الصلاة 5: ترك الصلاة سبب كل ضيق!؟ فتوى رقم: 83997 منقول من الإسلام سؤال وجواب السؤال: أنا فتاة عمري 23 سنة ، الصراحة أنا لا أصلي ، وإن قمت للصلاة لا أصلي كل الفروض ، والصراحة أنا أستمع للأغاني ، ولكن - والله شاهد - أن هذا الموضوع يسبب لي حالة نفسية ، أريد الصلاة ، وأريد أن أطيع الله ، وأنا أخافه ، أنا أعتز بكوني مسلمة ، وربي هو الله وحده لا شريك له ، وأحب الحبيب المصطفى وسيرته ، وأتأثر عند سماع قصصه ، الحمد لله ، أكرمني الله عز وجل بأن ذهبت إلى العمرة هذه السنة ، وكنت فرحة لهذا ، ولكني أحس أني جاحدة ، أو لا فرق بيني وبين الكافرين لأني لا أصلي ، حاولت كثيراً أن أداوم على الصلاة ، لكن لا أدري لماذا يحدث معي هذا ، مع العلم أني كنت لفترة طويلة جدّاً لا أصلي أبداً ، وأحس أيضاً أني أجهل أموراً كثيرة بالدِّين ، وأشعر أيضاً أن الله لن يتقبل مني أي عمل كان : صلاة أو زكاة أو عمرة أو غير ذلك من أمور الدين الإسلامي ، وأن مثواي لا محالة النار ، أحتاج إلى من يأخذ بيدي ، ينصحني ، ينتشلني من حالة الضياع التي أنا فيها ، أكره كوني على هذه الحالة !! وفوق كل هذا هناك مشكلة أخرى ، وهي أني أشعر أني لم أصم أياما من رمضان ، وأنا لا أعاني من أي شيء ، أي لا يوجد هناك مانع من الصوم !! والصراحة أني لست متأكدة إن كانت أياما من رمضان أو كانت من أيام شوال الستة ، فعندنا عادة في منزلنا أن نصوم هذه الأيام الست كل سنة ، فاختلطت الأمور علي ، وهذه المشكلة حدثت لي في الفتره التي كنت فيها بعيدة عن الله ، وأنا أعلم أنه من أفطر رمضان بدون سبب لا يقبل الله له صوما ، وعليه كفارة ، فماذا أفعل ؟ أرجوك ساعدني وأفدني ، أرجوك ، أنا يائسة جدّاً ، جعله الله في ميزان حسناتك إن شاء الله ، وجزاك عن المسلمين جميعاً خيراً . الجواب: الحمد لله أولاً : لا بد – أختي الفاضلة – أن تُحَدِّدِي أولا مكان المشكلة ثم تنطلقي في العلاج ، وإن طلبتِ منَّا المساعدة في تحديدها فسنقول لكِ : المشكلة في نفسك أنتِ وليس في شيءٍ آخر! ولن تكون المساعدة التي يقدمها لك الآخرون نافعة حتى تأخذي أنتِ بنفسكِ إلى النجاة. والمشاعر التي بَثَثتِيها في سؤالك تدل على أن مُقومات الاستقامة والصلاح موجودةٌ فيك، فإن المؤمن هو الذي يحاسب نفسه ويعاتبها ، ويبدو أنك تقومين بذلك . والمؤمن يخاف تقصيره وذنوبه ، ويراها كأنها جبل يوشك أن يقع عليه ، ويظهر أنك تشعرين بذلك أيضا. والمؤمن يرتفع بإسلامه وإيمانه ، ويعتز بانتسابه إلى هذا الدين العظيم ، ويحب نبيه الكريم محمداً صلى الله عليه وسلم ، ورسالتك تنضح بذلك ؟!! إذاً فكيف اجتمعت هذه الصفات مع التقصير في أعظم واجبات الدين ، وهي الصلاة ؟! ليس عندنا تفسير لذلك سوى سوء إدارة النفس وضعف التحكم فيها ، وإلا فأداء الصلاة لا يستغرق جهدا ولا وقتا ، ما هي إلا دقائق يخلو فيها المرء بربه ، يناجيه بحاجته ، ويبث إليه ثقل الدنيا ، ويشكو إليه شوقه إليه وإلى رحمته . فإذا كانت أنفسنا لا تحتمل الالتزام بهذه الدقائق المعدودة ، فلا أظننا ننجح في حياتنا أبدا ، فإن قيادة النفس تحتاج إلى شيء من العزم والحزم ، ونحن المسلمين لم يكلفنا ربنا فوق طاقتنا ، بل لم يكلفنا ما يشق علينا ، وهو سبحانه يحب أن يتوب علينا ويخفف عنا. قال سبحانه وتعالى : ( يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ) البقرة/185 وقال سبحانه : ( يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ . وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً . يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً ) النساء/26-28 والصلاة رحمة فرضها الله علينا من جوده وكرمه ، من حافظ عليها وقام بحق القيام بها : رأى فضل الله تعالى علينا حين كتبها علينا ، وعرف أن الإنسان المحروم هو الذي حرم نفسه لذة الصلة بالله سبحانه . عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الصَّلَاةُ خَيرٌ مَوضُوعٌ ، فَمَنِ استَطَاعَ أَن يَستَكثِرَ فَلْيَستَكثِرْ " -رواه الطبراني ( 1 / 84 ) وصححه الألباني في " صحيح الترغيب " ( 390 )-. وانظري كيف عقب الله تعالى آيات فرض الطهارة للصلاة بقوله : ( مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) المائدة/6. والنبي المصطفى صلى الله عليه وسلم ، الذي تحبينه وتحبين سيرته كان يقول : " جُعِلَت قُرَّةُ عَينِي فِي الصَّلَاةِ" -رواه النسائي ( 3940 ) وحسنه الحافظ ابن حجر في " التلخيص الحبير " ( 3 / 116 ) وصححه الألباني في " صحيح النسائي "-. فكيف يرضى المؤمن لنفسه أن تفوته تلك الخيرات والبركات ؟. قال ابن القيم - رحمه الله - : "فوا أسفاه وواحسرتاه كيف ينقضي الزمان وينفذ العمر والقلب محجوب ما شم لهذا رائحة ، وخرج من الدنيا كما دخل إليها ، وما ذاق أطيب ما فيها ، بل عاش فيها عيش البهائم ، وانتقل منها انتقال المفاليس ، فكانت حياته عجزاً ، وموته كمداً ، ومعاده حسرة وأسفاً ، اللهم فلك الحمد ، وإليك المشتكى ، وأنت المستعان ، وبك المستغاث ، وعليك التكلان ، ولا حول ولا قوة إلا بك" -طريق الهجرتين " ( ص 327 )-. ولا أذكر لك هذا الكلام لأزيد اليأس الذي تشعُرين به ، إنما كي تَسعَي جاهدة للتخلص منه ، فهو لم يصبك إلا لعجزك عن أداء أسهل الفرائض ، فعرفتِ أنكِ عن سواها أعجز. ويجب أن لا تجعلي في حياتك مجالاً لليأس في جنب الله ؛ ويجب أن تعلمي أنه سبحانه يكره القنطين: ( وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ) -الحجر/56- ، ويحب عباده المستبشرين برحمته وفضله ، ومن سعة كرمه أنه يغفر السيئات ، ويصفح عن الزلات ، بل قال سبحانه وتعالى : ( إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً . وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً ) -الفرقان/70-71- ، وقد قال بعض الحكماء : " لا يأتي بالأمل إلا العمل " ، ولن يخرجك من حالة اليأس التي أوقعك الشيطان فيها إلا البدء بالعمل ، ومحاولة الالتزام بالاستقامة ، ولو تخللها في البداية بعض النقص . قال الله تعالى : ( وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) -يوسف/87-؛ فإن الرجاء يوجب للعبد السعي والاجتهاد فيما رجاه ، والإياس : يوجب له التثاقل والتباطؤ ، وأولى ما رجا العباد ، فضل الله وإحسانه ، ورحمته ، وروحه . " (إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون) ؛ فإنهم ـ لكفرهم ـ يَستَبعِدون رحمته ، ورحمته بعيدة منهم ، فلا تتشبهوا بالكافرين . ودل هذا على أنه بحسب إيمان العبد ، يكون رجاؤه لرحمة الله وروحه ." -تفسير ابن سعدي-. وأول ما يجب أن تبدئي به أن توجدي في نفسك همّاً كبيراً (عزم على القيام بهذا الأمر) وحرصا عظيما للمحافظة على الصلاة ، كما هو الهم الذي تستشعرينه لأمور الدنيا الأخرى من طعام وشراب ودراسة وزواج ونحو ذلك ، فإن كل عمل يسبقه اهتمام وتفكر ، وقد كان بعض السلف يجاهد نفسه على الإكثار من نوافل الصلاة مجاهدة عظيمة ، حتى قال ثابت البُناني رحمه الله : " كَابَدتُ الصلاة [ يعني : قيام الليل ] عشرين سنة ، واستمتعت بها عشرين سنة" . ولا يكفي هذا الفكر والاهتمام حتى يقوم بموازاته فكر واهتمام بوسائل المحافظة على الصلاة ، وكيف تحتالين على نفسك حتى تلتزم بما فرض الله تعالى ، والإنسان يملك قدرة كبيرة في حسن اختيار الأساليب التي تعينه على ما يريد . احرصي أن تقومي مباشرة إذا سمعت صوت المؤذن بالتكبير ، واستشعري أنه سبحانه أكبر من كل الدنيا التي أنت منشغلة بها ، ثم اعمدي إلى محرابك لتصلي ما كتب الله لك ، ولا تنسي أن تقولي الدعاء الذي علمنا إياه نبينا صلى الله عليه وسلم دبر كل صلاة " اللهم أعِنِّي على ذِكْرِك وشُكْرِك وحُسْنِ عِبادتِك". وقد ذكرتِ أنكم أهل بيت حريصون على صيام الست من شوال ، وهذه أمارة صلاح وإحسان تعينك على أداء الصلاة في وقتها ، حين ترين الوالدة والإخوة يقيمونها في وقتها ، واحمدي الله تعالى على ذلك ، فكم من شكاوى تأتي من أبناء يضربهم أهلهم على ترك الصلاة وخلع الحجاب ، وأنت قد أكرمك الله تعالى بالأهل الذين يعينونك على تقوى الله تعالى . صاحبي الفتيات المصليات المستقيمات ، واطلبي منهن العون على الصلاة ، وتذكيرك بها ، والتواصي عليها ، وقد يكون ذلك خير معين لك . وأخيرا احذري المعاصي فهي أساس كل داء ، والمعصية تأتي بأختها وهكذا حتى تجتمع على الإنسان فتهلكه ، فتثقل العبد عن صلاته ، وتحرمه من نورها وبركتها ، نسأل الله السلامة. قال ابن القيم - رحمه الله - : "المعاصي تزرع أمثالها ، وتولد بعضها بعضا ، حتى يعِزَّ على العبد مفارقتُها والخروج منها ، كما قال بعض السلف : إن من عقوبة السيئة السيئة بعدها ، وإن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها" -" الجواب الكافي " ( ص 36 )-. ثانيا : أما سؤالك عن صيام رمضان ، وأنك تشكين في تركك صيام أيام منه من غير عذر ، فنقول لك : لا تلتفتي لهذه الشكوك ، إذ يبدو أن الغالب على ظنك أنك أديت تلك العبادة في وقتها مع أسرتكِ ، وغلبة الظن كافية لبراءة الذمة ، ولا عبرة بالشك بعد ذلك . وفي " فتاوى اللجنة الدائمة" ( 7 / 143 ): "الشك بعد الانتهاء من الطواف والسعي والصلاة لا يلتفت إليه ؛ لأن الظاهر سلامة العبادة" انتهى . وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله - : "إذا كان الشك بعد انتهاء العبادة : فإنه لا يلتفت إليه ، ما لم يتيقن الأمر" -" مجموع فتاوى الشيخ العثيمين"( 14 / السؤال رقم 746 )-. ثم إن ترك الصيام بغير عذر لا يوجب القضاء ولا الكفارة ، وإنما يوجب التوبة والاستغفار ، كما سبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم ( 50067 ): هل على تارك الصيام من غير عذر قضاء ؟ http://islamqa.info/ar/50067 أسأل الله تعالى أن يكتب لك أجرك ، وأن يثبت قلبك على الحق والدين ، وأن يعيذك من الشيطان الرجيم . والله أعلم. ***** ولفائدتة العظمى هذا كتاب نفيس لا يستغني عنه مسلم ولا مسلمة ترسلونه أو تنصحون به أخ أو أخت فهو يصف الداء والدواء في صفحات معدودات.. نفعه لا يعلم قدره إلا الله عز وجل: العنوان: الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي، المعروف بعنوان : "الداء والدواء" المؤلف: : العلامة محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية أبو عبد الله -رحمه الله تعالى- على هذه الروابط: 1-مقدمة الكتاب http://archive.org/download/WAQ90079s/90079ps.pdf 2-متن الكتاب http://archive.org/download/WAQ90079s/90079s.pdf ***** والله الموفق نحبكم في الله ولا حول ولا قوة إلا بالله والحمد لله منقول
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |