التمحور على الذات من سيئ الصفات
التمحور على الذات من سيئ الصفات
لا أعني بذلك عزة النفس فعزة ُ النفس طبعٌ جميل والتمحور على الذات من سيئ الصفات يجمتع فيها الكبرُ والعجبُ والطمعُ والأنانية، وهي أن يجعل المرء ذاته هو المحور الذي عليه يدور، مادحه قريب ولو كان خسيس دنيس وشانئهُ بعيد وإن كان ناصحُ شفيق قريب، إن يمدح بغير مافيه فرح وإن ذُمّ بما فيه غضب، لايعرف أحكام الولاء والبراءة إلا مع نفسه، إن نصحته فيما يجبُ النصح فيه غضب وغن مدحته بشئ غير فيه فرح ، إن خاصمته فيما يستحق يقول عنك أنك لم تحقق الولاء للمسلمين وإن كان هو المُخاصم إبتداً ، وإن أحسنت صحبته وخاصمت غيره من المسلمين لا تجدُ منه نصح ولاإنكار بل أنت من خير المسلمين الأبرار لماذا ؟ لأنك أحسنت صحبته وتركت نصيحته للمسلمين ، كأن هذه الأحكام لاتنطبق إلا عليه، إن أعُطي رضي وإن مُنع سخط ، لايرفع من شأن نفسه في معالى الأمور، بل يرمي بها حبائل الشرور، غير معطاء ولكن يريد العطاء ، كثير الكلام حول نفسه وقليل في غيرها، إن علم خير من خصيمه كتمه وإن رائ شراً أذاعه وإن لم ير تأول وقال ربما يكون كذلك لأني أعرف عنه ذلك ووو.. ويبحث له عن عيبٌ يعيبه به وكأن ذلك هو الغاية المنشودة عافانا الله وإياكم من سيئ الصفات وسوء الأخلاق.
|