|
الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() كنت في زيارة لصديقتي التي تعمل في مكتبة عامة للأطفال ، وجاءت طفلة مسرعة وهي خائفة وتمسك في يدها كتابا ،وبينما كانت صديقتي تتحدث في الهاتف اهتممت لأمر الطفلة وقرأت ما بيدها ، في حجرة صغيرة فوق سطح أحد المنازل , عاشت الأرملة الفقيرة مع طفلها الصغير حياة متواضعة في ظروف صعبة .. . . لكن أكثر ما كان يزعج الأم هو سقوط الأمطار في فصل الشتاء , فالغرفة عبارة عن أربعة جدران , و بها باب خشبي , غير أنه ليس لها سقف وذات يوم تجمعت الغيوم و امتلأت سماء المدينة بالسحب الداكنة و مع ساعات الليل الأولى هطل المطر بغزارة على المدينة كلها , فاحتمى الجميع في منازلهم , أما الأرملة و الطفل فكان عليهم مواجهة موقف عصيب ! ! . . نظر الطفل إلى أمه نظرة حائرة . . .فأسرعت الأم إلى باب الغرفة فخلعته و وضعته مائلاً على أحد الجدران , و خبأت طفلها خلف الباب لتحجب عنه سيل المطر المنهمر ، فنظر الطفل إلى أمه , و قال : "ماذا يا ترى يفعل الناس الفقراء الذين ليس عندهم باب حين يسقط عليهم المطر؟!!!" حكايا .. لتصوير مبدأ القناعة وترسيخه في أذهان الأطفال ، ولكنني لم أفهم ما الداعي لمثل هذه القصص ، وهل هي حقا لتعليم الأطفال درسا ... ام لتثير لديهم مشاعر القلق والشفقة ؟ وخاصة عندما يكتشف الاطفال ( أنها وهمية ) في مراحل الطفولة الأخيرة ؟ حاولت أن أتحدث مع الأفكار التي في عقل هذه الطفلة عن هذه القصة ... ماذا سأفعل ان اضطررت لخلع الباب ؟ ، كيف سأعيش في بيت بلا سقف ؟ كيف سيكفي الباب المخلوع لحمايتنا من المطر ؟ وماذا سيحدث لكتبي .....؟ لا اعتقد ان مبدأ هذه القصص المثيرة للقلق ، جيدة لتُتّخذ اسلوبا .. لزرع ( الفضائل ) عند الأطفال ، لأنها ، لن تزرع الا الخوف والألم والحزن في قلوبهم. فكرت في قصصنا ( عن القناعة ) - أيام زمان - ورغم انني أذكرها دوما بنوع من الرثاء ، إلاّ أنها كانت أقل رعبا من هذه القصص..... كانت قصصنا ( يدوية ) ،، تجريبية مخبرية .. نخرج منها مصقولي الفضائل والأخلاق .... بالتجربة والبرهان .. والممارسة . كان لا يعجبني الحذاء الذي يشتريه أبي لي ، واظهر امتعاضي ...موديل قديم .. فيضحك أبي بسخرية ويقول بتهكم ..( بنت بيرو ) ! لم أكن أحب طبق ( الفول ) ، إلا أن أمي كانت ترمقني بحدة وهي تقول ..( بنت بيرو )! لم أكن أفهم من هذا التعبير إلا أن بيرو هذا رجل غني لا يمكن أن يأكل الفول ، و أنني لا يمكن أن أشتري حذاءا -على مزاجي- لأني لست إبنة المدعو بيرو . كنا دوما نجتمع لنسمع قصة ( منغو ) الذي كان من كبار أغنياء البلد ، وأوصى بعد موته أن تُخرج يداه من التابوت للإشارة أنه ... لم يأخذ من أمواله معه شيئا ... لم تكن هذه العبرة تؤثر فيّ كثيرا أيضا ، لأنني ما كنت أريد أن آخذ معي شيئا !
__________________
[/CENTER][/COLOR] ![]() أنا لم أتغيّر ! كل ما في الأمر أني ! ترفعت عن ( الكثير ) ! حين اكتشفت أن ( الكثير ) لا يستحق النزول إليه ! |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |