|
|||||||
| ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
الثورة البركانية خالد محمود الحماد لقد توصَّل العالَمُ في العِلم والتكنولوجيا إلى حدٍّ مُذْهِل، ومع كلِّ هذه الطَّفْرة العِلميَّة، إلا أنك تجد ضَعْفًا وعجزًا لهذا الماردِ العلميِّ أمام عُنصر مِن عناصر الكون، فالعالَم كلُّه يقف مذهولًا أمام زلزالٍ لا يَتعدَّى دقائقَ معدودة، يخلِّف ضحايا بالآلاف، ناهِيك عن الدَّمار الذي يُحْدثه، وها هو العِلم يقف مكتوفَ الأيدي أمام بركانٍ ثائرٍ يُعطِّل الملاحة الجويَّة، ويجعلها كأن لم تكُن؛ لِيُسَيطر وحدَه على جوِّ السماء، ودُون أيِّ مقاومةٍ!! قال تعالى: ﴿ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ﴾ [المدثر: 31]. فهل هذه رسالةُ تحذيرٍ وتذكيرٍ مِن الله يجب أن نفطن إليها؛ لكي نحمد اللهَ على الرفاهية والنِّعَم السابغة التي نَحْيا ونتمتَّع بها؛ حتى نَعلَم أنَّ ما أصابَنا مِن خيرٍ ونعمةٍ وتقدُّمٍ هو مِن الله وَحْدَه، ويجب أن نُرْجِع الفضلَ إليه سبحانه، وكذلك ما يُصيبنا مِن سوء ونقصٍ وبلايا هو مِن عند أنفُسنا؛ قال تعالى: ﴿ مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ﴾ [النساء: 79]. ومِن هذا المنطَلَق يجب علينا أن نرجع إلى اللهِ، ونتوب إليه، فهذا هو منهج نبيِّنا صلى الله عليه وسلم، ومنهج أصحابه المرضِيِّ عنهم مِن فوق سابع سماء، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إنْ رأى غيمًا قادمًا أو كسوفًا حادثًا، تغيَّر لونه، وبادَرَ إلى الصلاة حاثًّا أصحابه على الصَّدَقة، والاستغفار؛ خوفًا مِن عذابٍ قد يَقع بهم، وهم مَن هم! فكيف بنا ونحن مَن نحن، وما أدراك مَن نحن؟! فهل سنسلُك هذا المسلَك؟ أو أننا سنحلِّلُ وننظِّرُ ونُرجِعُ كلَّ هذا إلى المادَّة المحْضة التي لا يتحكَّم بها أحدٌ، لا ربٌّ ولا عبدٌ؟ وهذا قول الملاحِدة، زنادقة كلِّ عصر، قد نقشُوه في صدورِ كثيرٍ من الْجَهَلَة، نعوذ بالله مِن الخذلان! أم أننا ننتظر بُركانًا آخرَ وزلازلَ متتابعة، تجعل القلوب تُعانق الحناجرَ، وعندها: هل سيكُون لنا متَّسَعٌ للتوبة والأَوْبَة؟ أو أنها ستكُون نوبة كلمح البصر، لا تُبقي ولا تَذر؟ لا نشعُر بها إلا وقد وقع القدَر، وساعتها لن يَنفع الحذَر!! فعلينا أن نحمد الله؛ أنْ جعَل لنا دِينًا كاملًا فيه الرُّشد والهداية مِن كلِّ عاصفة وواردة. ونسأل الله السلامة والعافية، ونستغفره ونتوب إليه في الغدوِّ والآصال، ونسأله أنْ يوفِّقنا إلى الحق والخير، وألا يَقْبضنا إليه إلا وهو راضٍ عنَّا، والحمد لله مُنجي المؤمنين، التائب على المستغفرين.
__________________
|
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |