مشهد عرفة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكأنك معه - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 889 - عددالزوار : 119567 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 27 - عددالزوار : 8871 )           »          البشعة وحكمها في الشريعة الإسلامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الألباني.. إمام الحديث في العصر الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 1199 )           »          لا تقولوا على الله ما لا تعلمون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 50 - عددالزوار : 22008 )           »          اصطحاب الأطفال إلى المساجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          صلة الرحم ليس لها فترة زمنية محددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الدعاء بالثبات والنصر للمستضعفين من المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الأسباب المعينة على قيام الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-09-2024, 09:22 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,296
الدولة : Egypt
افتراضي مشهد عرفة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكأنك معه

مشهد عرفةَ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكأنك معه

فهد عبدالله محمد السعيدي

لما انتهى النبي صلى الله عليه وسلم من استقبال وفود قبائل وملوك العرب، وطهَّر الله بلاد العرب من الشرك وأهله، بل قد أهلك الله قبل هذا المشهد العظيم كبيرَ المنافقين ابنَ أبي سلول؛ حتى لا يكون له شرف هذا الجمع العظيم الذي سيكون في عرفات، فأرسل في الناس أن النبي صلى الله عليه وسلم حاجٌّ للبيت الحرام.

فتأهَّب الناس لحضور هذا المشهد العظيم، وانطلقت الوفود من سائر الجزيرة العربية، فوصلت مكة تلك الوفودُ، حتى انضمت لوفد محمدٍ صلى الله عليه وسلم تحت قيادته وأمرِهِ ونهيِهِ، ولم تعرف مكة وفدًا وقومًا وأمة أكرمَ على الله منهم.

لم يتخلف عن هذا المشهد أفضلُ الصحابة رضي الله عنهم، فحضره العشرة المبشرون بالجنة، وسادات الأنصار، بل حضره كل أهل النبي صلى الله عليه وسلم وزوجاته كلهن، وغيرهم عشرات الآلاف من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فكتب الله أن يجتمعوا في عرفات مع محمد صلى الله عليه وسلم، فكان في خيرِ يومٍ مع خير الخَلْقِ في خير البقاع؛ كرامة لأُمَّةٍ هي خير الأمم، وكان في يوم جمعة، الذي هو خير الأيام السبعة.

ولم يكن ذلك الاجتماع العظيمُ للمفاخرة ولا للمباهاة، ولا لإظهار القوة، بل اجتمعوا ليكونوا في مشهد ضعف بين يدي الله تعالى، اللباس واحد، والتوجه واحد، والقلوب والوجوه نحو جهة واحدة.

هذا في أرض عرفات.
أما فوقهم، فقد دنا الله عز وجل منهم دنوًّا يليق بجلاله وكماله؛ فيباهي بهم ملائكته.
فازدانَ كلُّ شيء في عرفات.

فخطب النبي صلى الله عليه وسلم خطبة عظيمة حقيقة بذاك المشهد العظيم.

فقال في آخرها يخاطب الحاضرين أجمعين: ((ألَا هل بلغت؟ فقالوا: نعم، فقال: اللهم فاشهد، اللهم فاشهد، اللهم فاشهد))، يخاطب الله تعالى الذي قد دنا فوق عرفات.

ثم بعد انتهاء الخطبة والصلاة، مشى النبي صلى الله عليه وسلم إلى وسط عرفة، فقام يدعو الله تعالى، وبينما النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه مشغولون بدعاء الله عز وجل، وربهم قريب منهم، إذ نزل جبريل عليه بهذه الآية الفذة، التي زادت ذلك المشهد عظمةً وجلالًا: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3]، وكان نزولها في آخر يوم الجمعة في الوقت الفاضل فيه.

فتأملوا حالَ النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو يتلقَّى هذه الآية العظيمة، التي اختار الله لها أفضل يوم في السنة، وأفضل يوم في الأسبوع (يوم الجمعة)، وأفضل ساعة في يوم الجمعة، بل كان ذاك اليوم أفضل أيام الدنيا على الإطلاق.

وكيف لا يكون أفضل أيامها، وقد أكمل الله به دينه الكريمَ، على أكرم الأنبياء، لأكرم أمة أُخرجت للناس؟

لقد فرح النبي صلى الله عليه وسلم واستبشر؛ لأنه قد أكمل المهمة، وبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، حتى أكرمه الله بهذه الشهادة في أكبر وأعظم مشهد حَضَرَهُ محمدٌ صلى الله عليه وسلم، فِداهُ نفسي وأبي وأمي.

فناسبت شهادة الله له بكمال البلاغ، بعدما شهِد له الناس بالبلاغ المبين، فناسبت الآية ما وقع قبل نزولها من شهادة الناس للنبي صلى الله عليه وسلم.

مع أن الناس هؤلاء في بداية الرسالة كانوا ضده، ورأوا أنه جاءهم بشيء غريب عنهم.

فكم بين يوم عرفة هذا، وبين ليلة القدر التي نزل بها القرآن كاملًا إلى السماء الدنيا، حينما كان محمدٌ صلى الله عليه وسلم وحيدًا؟

كان بينهما ثلاثة وعشرون سنة مرَّت على النبي صلى الله عليه وسلم بشدتها وعنائها، وجهدها وجهادها، حتى بلَّغه الله أعظم جَمْعٍ عرفته العرب.

فسبحان من بدأ هذا الدين من غار حراء الضيق الصغير المظلم، وأكمله في أعظم ساحة تعرفها العرب، وهي ساحة عرفة والشمس تَسْطَعُ فيها!

وسبحان من بدأ دينه في مكة، وأكمله في مكة، رغم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد طُرِدَ منها، لكن يأبى الله إلا أن يكمل دينه في المكان الذي بدأه فيه!

وسبحان من بدأ هذا الدين في ليلة هي خير الليالي؛ ليلة القدر، وأكمله في يوم هو أعظم الأيام؛ يوم عرفة!

فكان أول نزول الوحي في ظلمة، حينما كانت الناس في ظلمات، وكان كماله وتمامه في ضوء نهار عرفة، حين مُلئت جزيرة العرب نورًا وضياءً من الوحي.

فالليل إشارة لظلمات الجاهلية، والنهار إشارة لنور الإسلام.

وكان نبيُّنا في تلك المدة كلها سراجًا منيرًا، سواء في ليل أو نهار، ولكن يوم عرفة كان أكمل ما هو عليه من النور والضياء، صلى الله عليه وسلم.

وبعد نزول هذه الآية عرَف النبي صلى الله عليه وسلم أن أجَلَهُ ورحيله قد دنا؛ ولهذا قال لهم في تلك الحجة في يوم النحر بعد يوم عرفة: ((لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا))، وودَّع الناس الذين أكثرهم لأول مرة يلتقي بهم، فما كان بين اللقاء والوداع إلا أيام معدودات، فودَّعهم لانتهاء الأجل، ولا لقاء بهم بعدها، إلا اللقاء في يوم الدين.

ولما سمع عمر بن الخطاب هذه الآية بكى؛ فقال: "قد علمت أنه ليس بعد الكمال إلا النقصان".

ويعني بهذا النقصان موتَ محمد صلى الله عليه وسلم؛ فقد نقصت الحياة بذهابه، ونقص الدين حين انقطع الوحي.

فهذا النقصان الذي عناه عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

ثم أكمل النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء والتوجُّه لله تعالى بعد نزول هذه الآية، لم يَفْتُرْ، ولم يَمَلَّ مع أن الله قد أخبره بكمال دينه وأمره، وأنه قد أدى مهمته على الكمال والتمام.

فلم يغترَّ بهذا ولم يتكل عليه، بل واصَلَ الدعاء في ذلك اليوم الفاضل حتى غابت شمسه.

فلم تغِبْ شمس على يومٍ أكملَ من ذلك اليوم.

ولم تمر بعدها ثلاثة أشهر حتى غاب عن الدنيا سراجها المنير، ونورها المبين؛ محمدٌ صلى الله عليه وسلم.

اللهم أحْيِنا على سُنَّته، وأمِتْنا على ملته، واجمعنا به في دار النعيم.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.84 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.17 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.36%)]