|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أحببته وتركني الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل السؤال: ♦ الملخص: فتاة مراهقة أحبت شابًّا حبًّا شديدًا وضحَّت لأجله بالكثير، لكنه أُجبر على الزواج من ابنة عمه؛ فتركها، وهي لا تستطيع نسيانه، وتسأل: ما الحل؟ ♦ التفاصيل: أحببتُ شخصًا مدة سنة كاملة، وصلت بحبه لدرجة أنه لو أن مشكلة تواجهه، كنت أقوم من نومي في أشد البرد، وأصلي وأدعو ربي عز وجل، ولا يهدأ لي بالٌ حتى أطمئن عليه، المهم أنه وبعد سنةٍ من الوعود، صارحته بأنه إن كان خائفًا من رفض أهلي له إن هو تقدم لي، فلا غبارَ عليه في ذلك، وليذهب كلٌّ منا في طريق، لكن كن صريحًا معي، فرفض كلامي بشدة، وأخبرني بأنه لن يتركني أبدًا، وبأنه سيخطبني، وإن كان لا بد فسيأتي بأناس لأبي كي يوافق، ولم يمرَّ أسبوع على هذا الكلام، وأرسل لي رسالة على الواتس قال فيها: "أنا آسف، سامحيني، رغمًا عني، والسلام"، وحظرني من الواتس، فكان لذلك الأمر وَقْع الصاعقة عليَّ، فهذا الشخص حاربت لأجله أهلي، ثم إنه اتصل علي وأخبرني أنه مجبور على الزواج من ابنة خاله، أشعر بأن جرحه في قلبي لن يندمل أبدًا، مرَّ على هذه القصة ثلاثة أشهر، أقوم فيها من نومي فزِعة والدموع تملأ عيني، وليس على لساني إلا حسبي الله ونعم الوكيل، لا أستطيع سُلْوانَهُ، صحتي ونفسيتي في تراجع مستمر، أصابني المرض والإعياء لفراقه، أدعو ربي وأصلي وأقرأ القرآن، لكن قلبي لا يشفى، أرجو نصيحتكم، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فبعد قراءة مشكلتكِ بتمعُّنٍ خرجتُ بالأمور الآتية: 1- يبدو والعلم عند الله سبحانه أن هذا الحب كان من طرفكِ فقط، أما هو فقد يكون حبُّه لكِ حبَّ المحب المتردد غير الجازم. 2- لا ننكر أن بعض القبائل والعشائر العربية إلى الآن عندهم عادة غير حميدة في حجز فلانة لابن عمها فلان، وإجبارهما على هذا الزواج. 3- ولكن طريقته في الاعتذار لكِ باردة جدًّا تدل على أن هذا الاعتذار ليس هو السبب الحقيقي. 4- وإنما هناك ما هو أبعد منه، وهو فيما يبدو لي؛ إما التردد والتخوف، أو التعلق بغيركِ، سواء كانت ابنة عمه أو غيرها. 5- إذا عُلِم ما سبق، فمن العبث بصحتكِ ونفسيتكِ التعلق بشخصٍ أظهر لكِ عدم رغبته فيكِ. 6- بل من الحزم والعقل أن تقولي: رجل باعني بهذه الطريقة، ولم يكن صادقًا في حبه لي - لا يستحق حبًّا ولا تعلقًا. 7- ومن العقل أن تقولي: الحمد لله الذي كشف لي حقيقته، قبل أن أتورَّط معه في زواج، ينتهي بالمشاكل ثم بالطلاق. 8- بدلًا من الحزن عليه، اسجدي شكرًا لله الذي كشفه لكِ على حقيقته، واسألي الله أن يعوضكِ بخيرٍ منه. 9- أنصحكِ مستقبلًا أن تتركي وسائل التعارف على الشباب في وسائل التواصل؛ فما هي إلا حبائل شيطانية للانزلاق للهاوية، أو تعلُّق القلب بالسراب. 10- وتيقَّني أن الحب الحقيقي إنما ينشأ ويقوى بعد الزواج، وما قبله في الغالب مجرد عواطف مراهقة. 11- وتذكَّري أن الزوج الصالح سيأتيكِ بطريقة سليمة عن طريق أهلكِ، وفي وقت مُقدَّرٍ ومكتوب، فلا تستعجلي بطرقٍ مغشوشة على أمرٍ قد قُدِّر لكِ في وقت محدد، وهذه الطرق المغشوشة لا تثمر إلا علقمًا. 12- أنتِ لا زلتِ مراهقة وصغيرة، فاحذري من لعب الذئاب البشرية بمشاعركِ. 13- أنتِ الآن في مرحلة حَرِجَةٍ تتقاذفكِ فيها العواطف - وربما العواصف - يمينًا ويسارًا؛ فأحسني قيادة سفينة النجاة إلى بَرِّ الأمان قبل الغرق. 14- أكْثِري من الدعاء، والاستغفار، والاسترجاع، وتصدَّقي، ولازمي الصلاة وتلاوة القرآن. 15- وأبشري، فالزوج المكتوب سيأتي في يوم كتبه الله سبحانه، ولن يمنعه أحدٌ مهما كان؛ قال عز وجل: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: 49]؛ قال ابن عباس في هذه الآية: "حتى وضعك يدك على خَدِّك، فهي بقدر الله سبحانه". 16- ولذا أقول لكِ: الشاب الذي ترككِ لم يكتبه الله زوجًا لكِ، لذا صرفه الله عنكِ، ولعل صَرْفَهُ خيرٌ عظيم لكِ؛ كما قال سبحانه: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216]. 17- وإذا علمتِ بكل ما سبق، فلِمَ الحزن؟! فهذا أمرٌ عجيبٌ جدًّا، بل الفرح والشكر لله سبحانه هو الصحيح والأَوْلَى، حفظكِ الله ورزقكِ زوجًا صالحًا تقر به عينكِ، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |