|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() زوجتي لا تتوافق معي فكريا فهل أطلقها؟ أ. فيصل العشاري السؤال: ♦ الملخص: رجل زوجته غير مُتوافقة معه في القدرات العقليَّة والذَّكاء، تعرَّف إلى امرأةٍ مُتوافقةٍ معه في الاهتمامات والفكر، لكنه لا يستطيع الزواج لعدم توافر القدرة المادية، ويسأل: ماذا أفعل؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا شابٌّ متزوِّج ولديَّ أولاد، حاولتُ كثيرًا أن أحب زوجتي خلال سنوات الزواج لكني عجزتُ؛ فقد كنتُ أظن أن الحبَّ سيأتي مِن خلال المعيشة والتعامُل، لكنه لم يحدث. مِن أسباب عدم حبي لها: التفاوتُ الكبير في القدرات العقلية والذَّكاء، وعدمُ رغبتها في التعلُّم وتطوير الذات، فليس لديها اهتمامات أو رغبة في تعلُّم أي جديد! هذه الأمورُ لم تَظهرْ إلا بعد مدة طويلة مِن الزواج، علمًا بأني قد استخرتُ الله قبل زواجي، فكيف يكون الذي أنا فيه خيرًا؟ بعدما أُحبطتُ وحُرِمتُ شعورَ الحبِّ والتوافق النفسي والعاطفي، تعرَّفتُ إلى امرأةٍ أخرى تُشاركني عقلي واهتماماتي، وبيننا توافُق في كلِّ شيءٍ فأحْبَبْتُها، وأشعر أنها شريكة حياتي الحقيقية، لكن المشكلة الكبرى أني لا أستطيع الزواج بتلك المرأة لسببينِ: الأول: أنني لا أستطيع تحمُّل تكاليف الزواج الثاني، ونفقة الزوجة الأولى. الثاني: أنني أخشى على زوجتي؛ فهي حساسة، وخبرٌ كهذا مِن الممكن أن يُدمِّرَها. فأشيروا عليَّ ماذا أفعل؟! الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. نشكركم على تواصُلكم معنا، وثقتكم في شبكة الألوكة. يقول الله تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21]. ففي الآية لَفتةٌ لمقاصد الزواج؛ حيث ذكرتَ أمرين: حصول المودة والرحمة، فالمودة تكون عن حبٍّ، أما الرحمةُ فهي مجال إنساني، فإذا لم يكنْ هناك حبٌّ فلتكنْ هناك رحمة، فإلى هذا الحدِّ يُمكن أن تستقيمَ الحياةُ الزوجية. ولَمَّا كانتْ رابطة الرحمة بين الزوجين أضعف مِن رابطة المودة، فإنَّ الحياة الزوجية يُمكن أن تَهتزَّ لأيسر هبَّة ريحٍ؛ مثل وجود علاقة مع امرأة أخرى تُفضِّلها في الصفات، ولعل هذا هو ما حدَث معك تمامًا. الأصلُ أن تبحثَ عن إمكانية التعدُّد والزواج بالمرأة الثانية، ولكن يبدو أن الظروفَ المادية لا تسمح حاليًّا بهذا الزواج، وبناءً على ذلك فلديك ثلاثة خيارات: 1 - الجمع والتعدُّد، وهذا مُتعذر ماديًّا. 2 - طلاق زوجتك الحالية بدون وجود بديلٍ مناسب، وهذا لا ينبغي. 3 - الرضا بوضعك الحالي والتحلِّي بالصبر، حتى يجعلَ الله لك فرَجًا ومخرجًا. ولعل الخيار الثالث هو الخيار المتاح، أما خيار فراق الزوجة الحالية، فهو لا يبدو خيارًا موفَّقًا لسببينِ اثنين: الأول: أنه يمكنك تكملة نقصها بالزواج الثاني، وهذا وإن كان شديدًا عليها، فإنه أهونُ مِن فِراقها وتركها كُليةً. الثاني: أنه يمكنك البقاءُ مع الزوجة الحالية، وإعادة تغيير نَمَط تفكيرك بخصوص الصفات الواجب توافُرها فيها، فقد لا تتناسَب معك فكريًّا، لكنها قد تكون ربَّةَ بيتٍ ناجحةً وترعى ولدَك، وهذه إيجابيات ربما تكون مفقودةً في المرأة الثانية التي تُفكِّر فيها! ولعل هذه اللفتة سرٌّ يسيرٌ مِن أسرار قول الله تعالى في سورة النساء: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 19]. هذه هي طبيعة الحياة الزوجية، مبنيَّة على النقص، والزوجان يُكمل كلٌّ منهما الآخر، فليس شرطًا أن يكونَ لهما نفس الاهتمام، ونفس كمية المعلومات، فهذا التوافُق قليلٌ في الحياة الزوجية! بقِي أن نشيرَ إلى تساؤلٍ ورَد أثناء رسالتك عن الاستخارة وهو: كيف أنك لم تُوفَّقْ في الاختيار رغم شدة اعتمادك على الاستخارة؟ والجوابُ عنه في نقطتين: الأولى: الاستخارة عبارة عن دعاء، والدعاءُ قد يُستجاب وقد لا يُستجاب بحسب الظُّروف والأحوال، فعمَلُ الاستخارة لا يعني بالضرورة وجوب تحقُّق ما تَطلبُه تمامًا. الثانية: أن الاستخارة ربما تكون قد نجَحتْ مِن حيث لا تدري؛ فربما لو لم تَقُم بالاستخارة لكنتَ صادفتَ امرأة أخرى أكثر سوءًا من زوجتك الحاليَّة، عِلمًا بأن المرأة الحالية ليستْ سيئةً، لكنها لا تُوافقك عقليًّا وفكريًّا فحسبُ. نسأل الله تعالى أن يُيسر أمرَك، وأن يَشرح صدرَك، وأن يُزوِّدَك التقوى والله الموفق
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |