الزواج واختلاف اللغة والعادات - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         بعض خصائص منصات التعلم الإلكترونية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          تجويع غزة: سلاحٌ فتاك في صمت مطبق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          أعظم الناس أثرًا في حياتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          ثَمَراتُ الإيمانِ باليَومِ الآخِرِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          مفهوم وفاعلية منصات التعلم الإلكترونية في التعليم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          عثمان بن عفان ذو النورين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          لمن يُريد الجنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          فضائل التوحيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          أَفْشُوا السَّلَامَ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          شتات الأمر وانفراطه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-01-2021, 03:01 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,265
الدولة : Egypt
افتراضي الزواج واختلاف اللغة والعادات

الزواج واختلاف اللغة والعادات
أ. مروة يوسف عاشور


السؤال

ملخص السؤال:
فتاة تحب شابًّا وهو يحبها ويريدان الزواج، إلا أن أهلَه يرفضون الزواج منها لأن بينهما اختلافاً في اللغة، وتسأل: ماذا نفعل لنتزوج؟

تفاصيل السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاةُ والسلام على أشرف المرْسَلِين، وعلى آله وصَحْبِه أجمعين


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لديَّ مشكلةٌ وهي أني على عَلاقة بشخصٍ منذ سنوات، لكننا قرَّرنا ألَّا نلتقي بعد ذلك؛ بهدف التوبة والرجوع إلى الله؛ ليغفرَ لنا تلك العَلاقة.


تكلَّمنا بعد ذلك عن الخطبة؛ فوافَق وقال: إنه سيُخبر أهلَه، لكنني تفاجأتُ بردِّه؛ فقد قال: إنَّ والدَيْه غير مُوافقين على زواجنا، والسببُ في ذلك أنه "أمازيغي"، وأنا مِنَ العرب، وهم لا يُريدونني؛ لأنني لستُ أمازيغية!


أرجوكم ساعدوني؛ فكلٌّ منَّا مُتَعَلِّق بالآخر، وهو لا يعرف ماذا يفعل لإقناعِهم؟!


وجزاكم الله خيرًا

الجواب

وعليكِ السلام ورحمة الله وبركاته.
وردَ في حكم "كنفوشيوس": "طبائعُ الناس تُوحِّدهم، وعاداتهم تُفَرِّقهم!".


فقد يتناسَى الناسُ مَن يكونون، ويتجاهَلون أصولهم إن توحَّدتْ طبائعهم، واتَّفقتْ أرواحُهم، وتقاربتْ قلوبُهم، وقد يتبخَّر دُخَان الحَسَب، وتتهاوى أعمدةُ النَّسَب أمام شدة دقَّات القلب وقوة خفقانه، بل قد يشتد الحبُّ ويقوى عودُه؛ فيضحي المُحِب ببلدِه، ويَذَر أهله وديارَه في سبيل الظفر بمحبوبه، وكم قرأنا مِنْ أحوال المحبِّين ما يعجبُ له العقلُ، الذي لا يفهم القلبَ ولا يقرُّه على ذلك!


تأتي العاداتُ لتُحَطِّم كلَّ ذلك، وتكسره بحدة تهوي على إثرها قلوبُ المحبين، وتخر صريعةً لا حول لها ولا قوة!


وقد أطلَّتْ تلك العاداتُ عليكما؛ لتهدمَ كلَّ ما بَنَيْتُما؛ فهو مِن عرقٍ، وأنتِ مِن غيره، ولا تقبلُ الكثيرُ مِن الأعراق ذلك بدعوى خشْية اختلاطِ الأنساب!


مَن هم الأمازيغ؟
هم شُعوبٌ استوطنتْ شمال إفريقيا قديمًا، وتفرَّقوا فيه على عدة بلاد؛ مثل: الجزائر، وليبيا، ومصر، ويحوي المغربُ العربي النسبةَ الأعلى منهم، ويعدُّ "أمازيغ المغرب" أكثر العروق تمسُّكًا بعاداتهم، واعتزازًا بأصولهم، وسعيًا للتوحُّد بينهم، كما أنهم يتحسَّسون لكثير مِن الأفعال، أو الكلمات، أو العبارات التي يتحدَّث بها أهلُ المغرب عنهم، ولو كانتْ عن غير قصدٍ؛ ككلمة "بَرْبَر"؛ ظنًّا منهم أنها للهمز أو اللمز، أو لقَصْد اتهامهم بالشراسة، ونحو ذلك، وهذا يحدُث أحيانًا مِن سكَّان البلد، ويُفَضِّلون كلمة "أمازيغ"، على اعتبار أنها تعني الحرية ونُبْل الأخلاق، ورغم أنهم يزيدون على نصف سكان المغرب، إلا أنهم يشعرون بأنهم أقليَّة، ويُحاولون التمسُّكَ بكلِّ ما يُحافظ على وحدتِهم ويجمع كلمتهم، ولكل ذلك لا يكون مِن اليسير عليهم قَبول فكرة اختلاط الأنساب، ومُصاهَرة غيرهم مِن العُرُوق الأخرى.


وفيما رأيتُ أنَّ الزواجات التي تتم بين العربِ المغاربة والأمازيغيين برغم نجاحِها في كثيرٍ مِن الحالات، إلا أنها تبقى محفوفةً ببعض المخاطر، أو بعض المُشاحَنات التي تظهر في ثورات الغضب مِن الطرفين، وما زلتُ أذكُر إحدى صديقاتي العزيزات وهي تشكو حالها مع أهلِ زوجِها، الذين يظلمونها ويعتدون عليها، ثم تتبع ذلك بقولها: "بَرْبَر"! فالخلافاتُ لم تندثرْ تمامًا كما كانتْ تظنُّ، والعادات تتبايَن، ووجهات النظر تُنذِر بالفراق بين حينٍ وآخر.


عزيزتي، هذه المعتَقَدات - سواء مِن العرب أو الأمازيغيين - غير شرعية، ولا تمتُّ للدين بصلةٍ، إلا أنها تحكمنا في كثيرٍ مِن الأحوال، شِئْنا أم أَبَيْنا، رَضِينا أم سَخِطنا، وفي الغالب نقف أمامَها عاجزينَ، ومنها متعجِّبين.


لا أعتقد أنه سيُفلح في إقناع أهله - إن كانوا بالفعل قد رفضوا زواجَه بكِ - بسهولةٍ بأمر هذا الزواج، ولا أرى لكِ إلا التوكُّل على الله، والنظر إلى الأمر مِن وجهة نظر أخرى.


أليس الله بأعلم مني ومنكِ ومِن صاحبكِ بالخير؟ ألم يقلْ في كتابه العزيز: ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216]؛ فقد يظهر لكِ - لشديد حبكِ له - أن السعادةَ كلها قد جُمِعتْ في هذا الزواج، وأنَّ أيام الهناء والراحة تنتظرُ على أعتابه، وأن الخلافاتِ لن تعرفَ لبيتكما طريقًا، ولن تهتدي إليكما سبيلًا، وكل ذلك قد يتبدَّد مع أول يوم عملي في حياةٍ زوجيةٍ حقيقيةٍ، وتعامُل مع أهل الزوج، واختلاط حقيقيٍّ معهم، وكم كذَّب الواقعُ كلَّ أحلامِنا، وقضى على آمالنا!


نحن الآن أمام حالتين:
أن يكونَ أهلُه قد رفضوا حقًّا هذا الزواج، وأبوا إلا تجنُّب الاختلاط، وآثروا الاحتفاظَ بنَسْلِهم الذي يخشون عليه الضياع، وهنا عليكِ أن تُسلِّمي وترضي بقضاء الله، وأن تحصري تفكيركِ في الغد، بعد قَطْع العَلاقة به، واستقبال الخاطبين عِوَضًا عن انتظار أملٍ لا يلوح تحقُّقه في الأُفُق البعيد!


والإيمانُ بالقضاء والقدَر مَطْلبٌ شرعيٌّ، وواجبٌ على كلِّ مسلم ومسلمةٍ، فواللهِ ما قضى الله للمؤمنِ قضاءً إلا كان فيه الخير له، ولو بدا عكس ذلك، وكم يكون الخير متواريًا في بُطون الآلام، مُتَخَفِّيًا بين ثنايا المِحَن! ولتحْمَدي الله أن سَتَركِ عدة سنوات، وأنه ردَّكِ إليه، ورغَّبكِ في الهداية، وسهَّل لكِ طريقها، وأما الزواجُ فهو رزقٌ يرزق - سبحانه - مَن يشاء بمَن يشاء وقتما يشاء، فله الحمدُ في كل حين.


أن يكونَ هذا الشاب - كغيره من الشباب - جلس مع نفسِه جلسةَ مُصارحة؛ فباحتْ له بما كان يخفى عليه؛ فالزواجُ ممَّن كان على عَلاقة بها غيرُ موثوق، وائتمانها على بيته وأطفاله غير مضمون؛ فالأَوْلى أن يُضَحِّي بهذا الحب ولو بَقِيَ أثر لَـهِيبِه في قلبه، ويُلقِي بتلك السنوات خلف ظهرِه، ثم يُفكِّر في فتاةٍ يغلب على ظنِّه أنها لم تَخُضْ مِضْمار العَلاقات ولم تَسِرْ في درْبِ الصداقات، هكذا يفكِّر الكثيرُ مِن الشباب ممَّن يعيشون سنوات يخدعون أنفسهم وغيرهم من الفتيات بالحبِّ الموهوم من وراء الشاشات، يتعلَّلون بقصص حبٍّ غريبة ينقلونها من التراث الإسلامي، يتحجَّجون بأن المشاعرَ لا سلطانَ لبشرٍ عليها، ويُدلِّلون على ذلك بأخبارٍ عن الصالحين وأهل الخير، وكَذَبوا في دعواهم؛ فلم يَرِدْ عن السلَف الصالح - بَلْه الصحابة - أنهم تواصَلوا مع مَن أحبُّوا، أو أنهم كانوا يعتدون حتى في النظرة! وهؤلاءِ يتمادون في الأحاديث، ويتوغَّلون في المشاعر، ويصرُّون على ما يعملون، بحجة أن التاريخ مليءٌ بقصص الحب!


وعلى كل حالٍ، فمِثْل ذلك النوع ممَّن يعشقون الخداع، ويتفنَّنون في التغرير، ويقضون أيامَهم ولياليهم في العبَث بقلوب ضعاف النساء - لا يُبكَى عليهم، ولا يؤسَف لفقْدِهم، ولا يُلتَفت لخيانتِهم؛ فهم أقلُّ شأنًا من ذلك.


لستُ أرى في يدكِ ما يُمكنكِ تغيير الوضع به، ولو كان هذا الشابُّ حقًّا راغبًا فيكِ، لبَذَل كلَّ ما في وُسْعِه لإقناع أهله، فلا تَحْزَني على قدَرٍ كتبَه اللهُ عليكِ، وأكثري من الاستغفار والدعاء بأن ييسِّرَ اللهُ لكِ الخير حيث كان، ويهديكِ لصالح الأفعال، وأن يرزقكِ الرضا بما قدَّره في كلِّ حال.


والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.03 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.36 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.98%)]