|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() فشلت في حياتي الزوجية رغم تفوقي الدراسي أ. لولوة السجا السؤال ♦ ملخص السؤال: فتاة في العشرين من عمرها، تزوجتْ وعمرُها 17 عامًا، ثم طُلِّقَتْ بسبب الخلافات التي كانت بينها وبين زوجها، وبعد سنواتٍ تعرَّفتْ على شاب، لكن فَرحتَها لَم تَدُمْ طويلاً بسبب مُعاملَتِها السيئة له، ثم ندمتْ، وتُريدُه أن يعودَ إليها، وتسأل: ماذا أفعل؟ ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاةٌ في العشرين مِن عُمري، أعطاني ربِّي الكثير مِن النِّعَم، ولكني أعيش في عذابٍ دائمٍ، ولا أعرف مَخْرجًا لعذابي! تزوَّجتُ وكان عمري 17 عامًا، ثم طُلِّقتُ بسبب الخِلافات التي كانتْ بيني وبين زوجي، لا أعلم كيف كان عذابي وقتها! مرَّت خمس سنوات وأنا أتألَّم كلما تَزَوَّجَتْ واحدةٌ مِن صديقاتي أو قريباتي.. دَعوتُ اللهَ كثيرًا وأنا أعلَم أنَّ الله لن يَخذُلَني. عوَّضني الله بتفوُّقي في الجامعة، واحتواء أهلي لي، وتعامُلاتي الحسنة مع الناس، حتى وصل الحال ببعض الناس أن يقولوا: "حببتنا في الطلاق"، وحاول طليقي بعد ٥ سنوات إرجاعي، مع أني كنتُ أدعو طوال هذه السنوات أن يرجع لي، لكني لم أعُدْ إليه. ذهبتُ لأداء العمرة، بالرغم مِن أني غير مُلْتَزِمة، فأنا أُصَلِّي، وأصوم، وأتصدَّق، وغير محجبة، دعوتُ الله أن يُريحَني مِن تَعَبي ويرزقني بابن الحلال! تعرفتُ إلى شخص من نفس مدينتي يريد التقرُّب مني، لكنه لم يكن يعجبني، لأني كنتُ أميل إلى الرجوع إلى زوجي! كان هذا الشابُّ صبورًا جدًّا، فكنتُ أرفضُه وكان يُلاحقني، وبعد عامين مِن التعارُف قرَّرنا الارتباط، وبرغم سَعادتي وفرحتي إلا أنها لم تَدُمْ طويلاً إذ انقلبتْ تعاسة بسبب عدم إكمال الخطبة! كنتُ قويةً، واستعنتُ بالله، ونجحتُ في حياتي، وتفوقتُ في جامعتي، ولكنني الآن ضعيفة جدًّا، وأحس أني السببُ في تَرْكه لي، فلم أكن أُعاملُه بطريقة حسنة، فقد تركني ولَم يُحاول الاتصال بي، وأظنُّه ذهب إلى حياة جديدة! أريد أن أعيش وأتزوَّج وأُنجب أولادًا، أنا ما زلتُ أحبُّه وأريدُه أن يعودَ لي، حاولتُ أن أتواصَلَ معه لكن رفض. فماذا أفعل؟ الجواب الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، وبعدُ: فإنَّ المؤمنَ في هذه الدنيا مُعَرَّض للامتحان، والعاقلُ هو مَن يُحسِن التعامُل مع كلِّ بليَّةٍ تنْزِل به مستعينًا بالله، مُستنيرًا بكتابه وسنة نبيه، صلوات ربي وسلامُه عليه، حيث أبان الله عز وجل لنا المنهج والطريقة، وأخبرنا سبحانه بأنه يَبتلي عباده ليعلمَ الصابر والمجاهد، ولا يعني ذلك أننا خُلِقنا فقط من أجل ذلك، كلاَّ، بل إنَّ الله جلَّ جلالُه وعَد بالحياة الطيبة لِمَن آمن وعمل صالحًا؛ قال عزَّ مِن قائل: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97]. إذًا مِن أسباب الحياة الطيِّبة: الإيمانُ والعمل الصالح، وأنتِ في أثناء حديثك ذكَرْتِ أنَّ الله عزَّ وجلَّ أنعم عليك بِنِعَمٍ، وأنت تُدركين أنَّ مِنْ أسباب دوام النِّعَم والاستمتاع بها أداء حقها بالشُّكر عليها، وأعجبني حقيقةً استشعارك بالذنب، وربطك لما يحدث لك بمسألة تقصيرك وارتكابك لبعض المخالَفات والمنهيَّات، وهذا هو الحالُ الذي يَحْسُن بالمؤمن أن يُرَبِّيَ نفسه من خلاله، ألا وهو استشعار النِّعَم مع تذكُّر التقصير. والمقصودُ مما سبق: أن تَتَفَقَّدي علاقتك بالله، وتُسارعي في التغيير الذي سيُحدث لك تغيرًا بإذن الله. ولا تتحسَّري على أمرٍ مضى، بل اصبري واحتسبي ذلك عند الله، وأحْسِني الظَّنَّ بأنَّ القادمَ أجمل ما دُمت تتقدَّمين إلى الأمام. ولا تتعلَّقي بأمرٍ لا تُدْرِكينَ عاقبتَه، فخُروجُ أناسٍ مِن حياتنا قد يكون خيرًا. لا تيئَسِي وتظنِّي أنَّ فوات ما تحبِّين قد أضاع الفُرصة عليك، كلاَّ، بل قد يكون الله عزَّ وجلَّ دفَع عنك مِن الشَّرِّ ما لا تُدركينَ، وهيَّأ لك مِن الخير ما لا تظُنِّين. قيل: وراء كل مِحنة مِنحة، نعم، فقد يكون كلُّ ذلك تمهيدًا لعطايا وأرزاق لَم تحسبي لها حسابًا فأحسني الظَّنَّ. المهم في ذلك كلِّه أن تلتفتي لعلاقتك بربك، فتسدِّي الخَلَل، وتُرَمِّمي النقص، وتجتهدي في إرضاء خالقك، ثم أبْشِري بعد ذلك بما يَسُرُّك، فما خيَّب الله عبدًا أقْبَل عليه. أسأل الله أن يُحَبِّب إليك الإيمان، وأن يُلْهِمَك رُشدك، وأن يُعينَك ويُفَرِّج همَّك ويخلفك خيرًا مما أخذ منك إنه وليُّ ذلك والقادرُ عليه
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |