القراءة الفاعلة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 994 - عددالزوار : 122277 )           »          إلى المرتابين في السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          رذيلة الصواب الدائم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          استثمار الذنوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          حارب الليلة من محرابك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          حديث: ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          ذكر الله تعالى قوة وسعادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          السهر وإضعاف العبودية لله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          مميزات منصات التعلم الإلكترونية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-10-2020, 06:51 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,513
الدولة : Egypt
افتراضي القراءة الفاعلة

القراءة الفاعلة



د. وليد قصاب







أعلت الاتجاهات البنيوية من سلطة النَّص، ولم تعر اهتمامًا مماثلاً للعناصر الأخرى، فكان ذلك أحد المآخذ التي جعلت البنيويَّة منهجًا نقديًّا عاجزًا عن الوفاء بالدرس الأدبي درسًا عميقًا متكاملاً.














ثم جاءت التَّفكيكيَّة لتأخذ اتجاهًا أحاديًّا آخر مخالفًا للمنهج البنيوي؛ إذ أعلَّت من سلطة القارئ والقراءة، وأعلنت انتهاء عصر تسلط النَّص الأدبي، وبدأ الكلام على فاعليَّة القراءة، ومستوياتها، وأشكالها، حتى كاد يتطور علم جمال خاص بالقراءة أو التَّلقي.





والواقع أنَّ السؤال عن تأثير العمل الأدبي، وعن نشاط القارئ ليس بالأمر الجديد، وإن نقدنا العربي القديم قد عني بالمتلقي عناية منقطعة النَّظير، حتى عرفت أقوال وآراء نقديَّة وبلاغيَّة كثيرة تشكَّلت في ضوء الإحساس بالمخاطب (المتلقي)، ومراعاته، وتقدير دوره.





ولكن نظريَّة التَّلقي الحديثة تقع في أحاديَّة النَّظرة نفسها التي وقعت فيها كثير من المناهج النَّقديَّة المعاصرة، ومنها البنيويَّة كما أشرنا.





إنَّ هذه البدعة الغربيَّة الوافدة توجه النَّقد الأدبي باتجاه القراءة والقارئ، وتسعى إلى استبعاد المؤلف وسيرته، وكل ما يمكن أن يكون علاقات خارجيَّة تتَّصل بالنَّص أو تعين على إضاءته، حتى بلغ الأمر أن ذهب ناقد مثل "لويس ألتوسير" إلى قراءة نصوص لـ"كارل ماركس" بعيدًا عن أيَّة ملابسات خارجيَّة تتعلَّق بها، وإلى تحريرها من التَّصور الماركسي نفسه.





ذهبت نظريَّة القراءة - في أحاديَّتها - إلى حد الادعاء أنَّ النَّص شكل من أشكال الإنجاز اللغوي، يقيمه نظامه الخاص، وهو لذلك يستغني بلغته عن غيره عن: المراسل والمرسل إليه، زيادة على أنَّ طبيعة النَّص الأدبي - وهي طبيعة تخييليَّة - تجعله غير مرتبط بمرجعيَّة خارجيَّة تتحكَّم فيه، وتفرض عليه قراءة معينة، ومعنى واحدًا لا يتجاوزه.





إنَّ النَّص - الأدبي خاصَّة - مليء بالفجوات التي ينبغي أن يملأها القارئ، فالقراءة شكل من أشكال الأخذ والعطاء، وحوار بين القارئ والنَّص، وهي نشاط منتج يجعل المتلقي شريكًا في عمليَّة إنتاجه، وفي إنتاج معرفة به، وهو ما يميز القراءة الجديدة من القراءة التَّقليديَّة القديمة.





وذلك كله نسف لما جاءت به البنيويَّة، إذ البنيويَّة تبدأ من النص وتنتهي به، والنَّص يكشف عن بنية محددة، وعن نسق أو مجموعة أنساق وأنظمة محددة ووظيفة القارئ - متلقيًا عاديًّا أو ناقدًا - لا تتجاوز الكشف عن "شفرة" النَّص وأنساقه المختلفة، إنَّ القارئ إذًا محكوم بالنَّص، لا يحق له أن يضيف شيئًا من عنده، وما القراءة - في المنظور البنيوي - إلا نشاط يهدف إلى الكشف عن أسرار النَّص ونظامه المكون له.






أمَّا في التَّفكيك فإنَّ القارئ شريك في إبداع النَّص، وهو مانح إيَّاه دلالاته ووجوده، والنَّص لا قيمة له بلا قارئ، ودلالته يحددها القارئ لا النَّص، ومن هنا أطلقت التَّفكيكيَّة العنان لقراءات غير متناهية وغير نهائيَّة، وشكَّكت في كل قراءة، وفتحت الباب على مصراعيه أمام قراءات لا يمكن الوثوق بها، أو الاقتناع بصحَّتها.





إنَّ النَّص والمؤلف والمتلقي والملابسات المختلفة التي نشأ النَّص في ظلها، هي جميعًا ممَّا يخدم الظَّاهرة الأدبيَّة، وينبغي أن تؤخذ كلها في حسبان النَّاقد عند دراسة النَّص، وفهمه، وكشف أسراره، ولا يجوز ممارسة الأحاديَّة الفكريَّة في الانحياز لطرف على حساب الأطراف الأخرى. إنَّ الديكتاتوريَّة المستهجنة في الحياة السياسيَّة والاجتماعيَّة، ينبغي أن تكون أكثر استهجانًا في الفكر.





إنَّ أي سلطة تعطى للقارئ والقراءة ينبغي أن تنبع من النَّص أولاً، وأن تعتمد على فك رموزه، وإنَّ القراءة الجادَّة الفاعلة تعتمد - بالتَّعبير البنيوي - على فهم طبيعة العلاقة بين الدَّال والمدلول، أو بالذَّات على ثنائيَّة الحضور والغياب القائمة بينهما؛ فالدَّال - وهو الصورة الصَّوتيَّة أو المكتوبة للنَّص - يمثل الحضور لهذا النَّص، بينما يمثل المدلول - وهو المتصور الذهني له - الغياب، وإنَّ دور القارئ - المتلقي عندئذٍ هو استحضار هذا الغائب، أو البحث عنه.





وقد أطلقت البنيويَّة على هذا النَّوع من القراءة الذي اعتمدت فيه على منجزات "السيميولوجيا"، أو علم الدلالة اسم "القراءة السيمولوجيَّة"، التي تبدأ من النَّص باعتباره حامل أسرار عديدة بحاجة إلى فك.





ولكن هذا الفك - كما يعول على النَّص - لا يجوز أن يهمل العناصر الأخرى التي أشرنا إليها حتى تكون القراءة فاعلة مجدية.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.86 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.18 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.42%)]