لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 344 - عددالزوار : 18001 )           »          الناسخ والمنسوخ - أبو جعفر محمد بن إسماعيل النحاس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 44 )           »          اسم الله (الجميل) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          فضـائل العقـل ومزايـاه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          ترشيد الاستهلاك بين الأصالة والمعاصرة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 54 )           »          البيئة المستدامة في الوعي الاقتصادي الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          الحالقة «فساد ذات البين» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          أربع خطوات تعلم ابنك كيف يكون الأفضل في مدرسته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          وصية تكتب بماء الذهب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          النخب الثقافية والتدليس على الأمة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-07-2020, 03:48 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,170
الدولة : Egypt
افتراضي لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ

لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ


أحمد قوشتي عبد الرحيم




لا تخلو حياة الإنسان - من أولها إلى آخرها - من سلسلة متتابعة من الكبد والنصب ، والخيارات الصعبة والمفاضلة بين أنواع من المشاق والآلام ، بعضها عاجل والآخر آجل ، وبعضها هين ، والآخر ثقيل شديد ، والعاقل من تلمح العواقب وتحمل التعب اليسير طمعا في الراحة الكبرى .
وأول كبد يعانيه الإنسان : لحظة خروجه من بطن أمه ومواجهته الدنيا باكيا ، تاركا رحم الأم الآمن الضيق إلى الحياة الواسعة المليئة بالمخاوف والابتلاءات .
وبعد أن يتعود قريبا من الحولين على لبن الأم كغذاء رئيس مفضل ، تأتي لحظة الفطام بألمها وشدتها ، لكنها خيار لابد منه حتى يترك النوع الواحد من الطعام إلى الأصناف المختلفة والمتنوعة .
وبعد أن يظل محمولا من المحيطين به تأتي لحظة تعلم المشي وما يصاحبها من سقوط وآلام لابد منها ليسير على قدميه وليضرب في مناكب الأرض الواسعة غير محتاج لمن يحمله .
ثم تأتي لحظة مفارقة الطفولة ببراءتها وعفويتها لمرحلة البلوغ بتكاليفها ومشاكلها ولكنها ضريبة لابد منها ليكون رجلا ، وليواجه الدنيا ، وليتحمل أمانة التكليف ، وليعمر الأرض ، وليحقق شيئا ذا بال .
ومع طول الحياة وعرضها يواجه بخيارات وامتحانات ، يفاضل فيها بين أنواع من الألام ، وكل امرئ وما اختار :-

- فهل يأكل الحرام ، ويتعامل بالربا ، ويغش في المعاملات ، ويقبل أي وظيفة ولو كانت محرمة ليجني المال والثروة أم يصبر على الفقر وقلة المال مع العفاف والأمانة .
- وهل يبيع مبادئه ، ويوالي الباطل وأهله ، ليحظى بالمناصب ، أم يستمسك بالحق والمبادئ ولو بقي مقصيا عن المغانم .

- وهل يطلق بصره في الحرام ، ويتسكع كيفما شاء ، ويرتع في الشهوات ، أم يصبر ، ويتعفف ، وينهى النفس عن الهوى ، حتى يرزقه الله الحلال الطيب .
- وإن كان عنده شيء من علم ، فهل يصفق للباطل ، ويشرعن للفساد ، ويبحث عن الشهرة ، ويقدم ما يطلبه المستمعون ، أم يستمسك بالحق ، ويصبر على تكاليفه ، حتى يلقى الله غير مبدل ولا مغير .
- وهكذا تستمر المكابدة والاختبارات المتوالية في التعامل مع النفس والناس والأحداث ، حتى تأتي أخيرا لحظات مفارقة الروح للبدن ، وسكرات الموت وشدته ، وتلك الآلام التي لابد منها ليترك ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ، وكبد الحياة ونصبها إلى جنات النعيم حيث لا تعب ولا نصب ولا لغوب .
قال تعالى {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ . الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ }










__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.95 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.28 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.55%)]