$$ نلتقي لنرتقي $$ الحلقة رقم 6 .. بعنوان " نحن والقرآن "

[درة الأقصى]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحلقة السادسة من مشروع نلتقي لنرتقي بعنوان

أقبل رمضان..
شهر الرحمة والغفران..
شهر الخير وتلاوة القرآن..

هناك من يذهب إلى مصحفه ليزيل عنه الغبار الذي اعتلاه طيلة 11 شهراً من السنة..!
وهناك من يعاهد نفسه على الزيادة في القراءة في هذا الشهر الفضيل..
ليزداد من ربـِّه قرباً في هذه الأيام المباركة..
وهناك –والعياذ بالله- من لا يعنيه رمضان بشيء سوى النوم حتى قبيل أذان المغرب كي لا يشعر بالجوع والعطش..!

ونحن..
ما عسانا نكون..!
من أي الأصناف..؟!
من الصنف الأول..!
فلعل الله يهدينا فنجعل من القرآن رفيق دربنا بقيـّة العام..

أم من الصنف الثاني..!
فيثبّتنا الله على ذلك حتى نلقاهـ..

أم من الصنف الثالث..!
فنخشى أن يصيبنا سخط الله عافانا الله وهدانا وإيـّاهم ..

تأمـّلات..
قال الشيخ عبد الرحمن السِعدِي في تفسيرهـ:
{ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ } القمر
أي: ولقد يسرنا وسهلنا هذا القرآن الكريم، ألفاظه للحفظ والأداء،
ومعانيه للفهم والعلم، لأنه أحسن الكلام لفظا، وأصدقه معنى، وأبينه تفسيرا،
فكل من أقبل عليه يسر الله عليه مطلوبه غاية التيسير، وسهله عليه،
والذكر شامل لكل ما يتذكر به العاملون من الحلال والحرام، وأحكام الأمر والنهي،
وأحكام الجزاء والمواعظ والعبر، والعقائد النافعة والأخبار الصادقة،
ولهذا كان علم القرآن حفظا وتفسيرا، أسهل العلوم، وأجلها على الإطلاق،
وهو العلم النافع الذي إذا طلبه العبد أعين عليه،
قال بعض السلف عند هذه الآية:
هل من طالب علم فيعان عليه؟
ولهذا يدعو الله عباده إلى الإقبال عليه والتذكر بقوله: { فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ }
وقال أيضاً..
{ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } [24 سورة محمد]
أي: فهلا يتدبر هؤلاء المعرضون لكتاب الله، ويتأملونه حق التأمل، فإنهم لو تدبروه،
لدلهم على كل خير، ولحذرهم من كل شر، ولملأ قلوبهم من الإيمان، وأفئدتهم من الإيقان،
ولأوصلهم إلى المطالب العالية، والمواهب الغالية، ولبين لهم الطريق الموصلة إلى الله،
وإلى جنته ومكملاتها ومفسداتها، والطريق الموصلة إلى العذاب، وبأي شيء تحذر،
ولعرفهم بربهم، وأسمائه وصفاته وإحسانه، ولشوقهم إلى الثواب الجزيل، ورهبهم من العقاب الوبيل.
{ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } أي: قد أغلق على ما فيها من الشر وأقفلت، فلا يدخلها خير أبدا؟
هذا هو الواقع.