|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() لماذا أحب الله؟ د. وليد عبداللطيف الصيفي حب الله "عز وجل" جنة الدنيا والآخرة.. غاية المؤمنين الصادقين.. حب الله "عز وجل" عاطفة تشتعل في القلب والوجدان، فتحرق كل ما سوى المحبوب سبحانه وتعالى، وكما قال ابن القيم: (القلب في سَيْرِه إلى الله عز وجل بِمَنْزِلة الطائر؛ فالْمَحَبّة رأسه، والخوف والرجاء جَناحاه، فمتى سَلِم الرأس والجناحان فالطير جَيِّد الطيران، ومتى قُطِع الرأس مات الطائر، ومتى فُقِد الجناحان فهو عُرْضة لكل صائد وكاسِر)، ومن شرف الحب أنه يبقى وحده يوم القيامة في الجنة، ويذهب الخوف والرجاء. ولكن، لماذا أحبُّ الله؟ ولماذا كل عبد مسلم يحب الله "عز وجل"؟ أولًا: لأن النفس جبلت على حب من أحسن إليها، والله سبحانه وتعالى هو المحسن كامل الإحسان، وهو أصل كل إحسان يصل إلى العبد، يحسن إلى عبده من غير سابقة فضل أو طلب مقابل، قال تعالى: ﴿ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ ﴾ [النحل: 53]، وقال تعالى: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ﴾ [إبراهيم: 34]. فالعبد يغرق في نعم الله من مولده إلى وفاته، بل من قبل مولده وحتى يدخله الله الجنة برحمته وفضله، وعندما يتأمل العبد في نعم الله عليه وإحسانه إليه فإن شجرة حب الله تنمو في قلبه وتكبر وتينع، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أَحِبُّوا اللَّهَ لِمَا يَغْذُوكُمْ بِهِ مِنْ نِعَمِهِ، وَأَحِبُّونِي لِحُبِّ اللَّهِ». ثانيًا: يقول العلماء: إن سبب الحب ودافعه إما لكمال أو جمال في الذات المحبوبة، والله سبحانه وتعالى له الكمال كله، كمال علمه.. وكمال قدرته.. وكمال حكمه وسلطانه.. وكمال حكمته.. وكمال ذاته وصفاته.. منزه عن العيوب والنقائص والعلل، والإنسان لو سمع عن شخص في ناحية من الأرض، وسمع عن وصفه وكمال أخلاقه وسماته، لأحبه دون أن يراه، ولله المثل الأعلى سبحانه.. فأهل هو "جل وعلا" لأن يحب. ولو جئت إلى جماله، فسمَّى نفسه الجميل سبحانه وتعالى، يستغرق جماله القلوب، ويدهش العقول، نور السماوات والأرض، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله جميل يحب الجمال»، وما تراه حولك من جمال الكائنات والمخلوقات فهو جزء ضئيل من جماله وإبداعه سبحانه وتعالى: ﴿ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الأنعام: 101]. فدونك أيها العبد المؤمن: أسباب الحب ودواعيه.. اجتمعت في أكمل صورة وأتم هيئة، في مولاك سبحانه وتعالى: الإحسان المطلق.. الجمال المطلق.. الكمال المطلق.. العظمة التي لا تُضاهى.. التنزُّه عن العيوب والنقائص.. واعلم أن حب الله للعبد يسبق حب العبد لله، قال تعالى: ﴿ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ﴾ [المائدة: 54].
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |