|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() خطبة وزارة الشؤون الإسلامية – الكويت .. نِعْمَةُ الإِسْلَامِ
كانت خطبة الجمعة لوزارة الشؤون الإسلامية لهذا الأسبوع 11 من ربيع الآخر 1447هـ الموافق 3/10/2025م، بعنوان: (نِعْمَةُ الإِسْلَامِ)، وقد بينت الخطبة أنَّ أَعْظَمَ الْمِنَنِ عَلَى الْإِنْسَانِ، وَأَجْلَى النِّعَمِ عَلَى سَائِرِ الْأَنَامِ: مَا امْتَنَّ اللَّهُ بِهِ عَلَيْنَا؛ إذْ هَدَانَا لِلْإِسْلَامِ وَجَعَلَنَا مِنْ أَهْلِهِ، فَتِلْكُمْ وَاللَّهِ النِّعْمَةُ الْعُظْمَى وَالْمِنَّةُ الْكُبْرَى وَالشَّرَفُ الْأَعْلَى، قَالَ -تَعَالَى-: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (الحجرات:17)، وَعَنْ كُرْزِ بْنِ عَلْقَمَةَ الْخُزَاعِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى لله عليه وسلم -: «أَيُّمَا أَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الْعَرَبِ أَوِ الْعُجْمِ أَرَادَ اللَّهُ بِهِمْ خَيْرًا: أَدْخَلَ عَلَيْهِمُ الْإِسْلَامَ» (رَوَاهُ أَحْمَدُ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانِيُّ)، وَعَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ - رضي الله عنه - أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى لله عليه وسلم - يَقُولُ: «طُوبَى لِمَنْ هُدِيَ إِلَى الْإِسْلَامِ». وَلِعَظِيمِ هَذِهِ النِّعْمَةِ كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى لله عليه وسلم - يَتَذَاكَرُونَهُا فِي مَجَالِسِهِمْ وَيَحْمَدُونَ اللَّهَ عَلَيْهَا، فَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى لله عليه وسلم - خَرَجَ عَلَى حَلْقَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ: «مَا أَجْلَسَكُمْ؟» قَالُوا: جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللَّهَ وَنَحْمَدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا لِلْإِسْلَامِ، وَمَنَّ بِهِ عَلَيْنَا، قَالَ: «آللَّهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلَّا ذَاكَ؟» قَالُوا: وَاللَّهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلَّا ذَاكَ، قَالَ: «أَمَا إنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهَمَةً لَكُمْ، وَلَكِنَّهُ أَتَانِي جِبْرِيلُ فَأَخْبَرَنِي أَنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- يُبَاهِي بِكُمُ الْمَلَائِكَةَ». الْإِسْلَامِ هُوَ الدِّيْنُ الْقَوِيمُ نَعَمْ، كَيْفَ لَا يَتَذَاكَرُونَ نِعْمَةَ الْهِدَايَةِ لِلْإِسْلَامِ؟ وَهُوَ الدِّيْنُ الْقَوِيمُ، الْمُوصِلُ إلَى جَنَّاتِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَهُوَ دِيْنُ الْفِطْرَةِ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ عِبَادَهُ بِالْإِقْبَالِ عَلَيْهِ، قَالَ -تَعَالَى-: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (الروم:30)، وَهُوَ الدِّينُ الْمَرْضِيُّ الْمَقْبُولُ عِنْدَ رَبِّ الْعِزَّةِ وَالْجَبَرُوتِ، قَالَ -تَعَالَى-: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}(آل عمران:19). خَيْرُ الْأَدْيَانِ وَأَفْضَلُهَا دِينٌ أَكْمَلَهُ اللَّهُ وَأَتَمَّهُ وَرَضِيَهُ {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (المائدة:3)، لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنَ النَّاسِ سِوَاهُ بَعْدَ بِعْثَةِ النَّبِيِّ - صلى لله عليه وسلم -، {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (آل عمران:85)، هُوَ خَيْرُ الْأَدْيَانِ وَأَفْضَلُهَا، وَالنَّاسِخُ لَهَا وَالْمُهَيْمِنُ عَلَيْهَا، مَنْ سَلَكَ طَرِيقَهُ وَاتَّبَعَ سَبِيلَهُ حَقَّقَ الْفَضَائِلَ وَالْخَيْرَاتِ، وَضَاعَفَ اللَّهُ لَهُ الْأُجُورَ وَالحَسَنَاتِ، وَجَعَل لَهُ الْأَنْوَارَ وَأَنْوَاعَ الْمَسَرَّاتِ، قَالَ -تَعَالَى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (الحديد:28)، وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى لله عليه وسلم -: «إِذَا أَحْسَنَ أَحَدُكُمْ إسْلَامَهُ، فَكُلُّ حَسَنَةٍ يَعْمَلُهَا تُكْتَبُ لَهُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِ مِئَةِ ضِعْفٍ، وَكُلُّ سَيِّئَةٍ يَعْمَلُهَا تُكْتَبُ لَهُ بِمِثْلِهَا». الاعتزاز بالإسلام احْمَدُوا رَبّكُمْ عَلَى نِعْمَةِ الْإِسْلَامِ وَتَمَسَّكُوا بِهَا، وَاعْرِفُوا لَهَا قَدْرَهَا، افْتَخِرُوا بِهَا وَارْفَعُوا بِهَا رَأْسًا، أَظْهِرُوا الْإِسْلَامَ فِي أَعْمَالِكُمْ وَأَقْوَالِكُمْ، وَكُونُوا مَعَهُ فِي حَرَكَاتِكُمْ وَسَكَنَاتِكُمْ، وَعِيشُوا بِهِ فِي بُيُوتِكُمْ وَأَسْوَاقِكُمْ وَمَجَالِسِكُمْ، افْرَحُوا بِهِ كَمَا أَمَرَ اللَّهُ -تَعَالَى- إذْ يَقُولُ: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} (يونس:58) قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: «فَضْلُهُ: الْإِسْلَامُ، وَرَحْمَتُهُ: الْقُرْآنُ»، فالْإِسْلَامَ الَّذِي أَمَرَنَا اللَّهُ بِالدُّخُولِ فِيهِ: هُوَ كُلُّ مَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ - صلى لله عليه وسلم - مِنَ السُّنَنِ وَالْأَوَامِرِ وَالْآثَارِ؛ كَإِخْلَاصِ الْعِبَادَةِ لِلَّهِ، وَتَوْحِيدِهِ جَلَّ فِي عُلَاهُ، وَالِانْقِيَادِ لِطَاعَتِهِ وَعُبُودِيَّتِهِ وَأَوَامِرِهِ، وَالْبَرَاءَةِ مِنْ كُلِّ مَعْبُودٍ سِوَاهُ. هُوَ الدِّينُ الصَّافِي عَنْ الشَوَائِبِ فَالْإِسْلَامُ هُوَ الدِّينُ الصَّافِي عَنْ شَوَائِبِ الشِّرْكِ وَالْبِدَعِ وَالْمُحْدَثَاتِ، وَكُلُّ مَا أَحْدَثَهُ النَّاسُ بَعْدَهُ مِنَ الشِّرْكِ وَالْبِدَعِ وَالْمُحْدَثَاتِ لَيْسَتْ مِنَ الْإِسْلَامِ فِي شَيْءٍ، وَمَنْ رَغِبَ عَنْ شَيْءٍ مِنْ سُنَّتِهِ - صلى لله عليه وسلم - فَقَدْ رَغِبَ عَنْ شَيْءٍ مِنْ دِينِ الْإِسْلَامِ، يَقُولُ الْإِمَامُ الْبَرْبَهَارِيُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: «اعْلَمُوا أَنَّ الْإِسْلَامَ هُوَ السُّنَّةُ، وَالسُّنَّةُ هِيَ الْإِسْلَامُ، وَلَا يَقُومُ أَحَدُهُمَا إلَّا بِالْآخَرِ»، فَالْوَاجِبُ عَلَى الْمُسْلِمِ أَنْ يَتَمَسَّكَ بِالْإِسْلَامِ الْحَقِّ الَّذِي نَزَلَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَلَى رَسُولِهِ - صلى لله عليه وسلم - عِنْدَ اخْتِلَافِ النَّاسِ بِسَبَبِ انْتِشَارِ الْبِدَعِ وَالطُّرُقِ الْمُحْدَثَةِ، فَالنَّاسُ فِي إسْلَامِهِمْ يَتَفَاوَتُون بِتَفَاوُتِهِمْ فِي تَمَسُّكِهِمْ بِالسُّنَّة وَالسَّبِيلِ، قَالَ الْعَلَّامَةُ ابْنُ الْقَيِّمِ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: «هَذَا الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ الَّذِي وَصَّانَا بِاتِّبَاعِهِ: هُوَ الصِّرَاطُ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى لله عليه وسلم - وَأَصْحَابُهُ، وَهُوَ قَصْدُ السَّبِيلِ، وَمَا خَرَجَ عَنْهُ فَهُوَ مِنَ السُّبُلِ الْجَائِرَةِ»، وَقَالَ التَّابِعِيُّ الْكَبِيرُ أَبُو الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-:»تَعَلَّمُوا الْإِسْلَامَ، فَإِذَا تَعَلَّمْتُمُوهُ فَلَا تَرْغَبُوا عَنْهُ، وَعَلَيْكُمْ بِالصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ فَإِنَّهُ الْإِسْلَامُ، وَلَا تُحَرِّفُوا الصِّرَاطَ يَمِينًا وَلَا شِمَالًا، وَعَلَيْكُمْ بِسُنَّةِ نَبِيِّكُمْ - صلى لله عليه وسلم - وَالَّذِي عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ»، قَالَ الْإِمَامُ الْآجُرِّيُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ: «عَلَامَةُ مَنْ أَرَادَ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا: سُلُوكُ هَذَا الطَّرِيقِ؛ كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَنِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى لله عليه وسلم -، وَسُنَنِ أَصْحَابِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ، وَمَا كَانَ عَلَيْهِ أَئِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ». التَّمَسُّك بِالْإِسْلَامِ فعلينا فِي التَّمَسُّكِ بِالْإِسْلَامِ الصَّافِي النَّقِيِّ عَنْ شَوَائِبِ الشِّرْكِ وَالْبِدَعِ وَالْمُحْدَثَاتِ، تَمَسَّكُوا بِالْإِسْلَامِ الَّذِي جَاءَ بِهِ النَّبِيُّ - صلى لله عليه وسلم - وَكَانَ عَلَيْهِ صَحَابَتُهُ الْمَرْضِيُّونَ، حَتَّى يَتَوَفَّاكُمُ اللَّهُ وَأَنْتُمْ عَلَى ذَلِكَ، كَمَا قَالَ -تَعَالَى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}(آل عمران:102)، رَوَى الْإِمَامُ مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَهُوَ عَلَى الصَّفَا يَدْعُو وَيَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}، وَإِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ، وَإِنِّي أَسْأَلُكَ كَمَا هَدَيْتَنِي لِلْإِسْلَامِ أَن لَّا تَنْزِعَهُ مِنِّي، حَتَّى تَتَوَفَّانِي وَأَنَا مُسْلِمٌ»، وَلَمَّا حَضَرَ الْمَوْتُ مَسْرُوقًا -رَحِمَهُ اللهُ- قَالَ: «اللَّهُمَّ لَا أَمُوتُ عَلَى أَمْرٍ لَمْ يَسُنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى لله عليه وسلم - وَلَا أَبُو بَكْرٍ وَلَا عُمَرُ». أركان الإسلام العظام لقد أَكرمَنا اللهُ بدينِ الإسلام، وبَنَاهُ على خمسةِ أركانٍ عِظام، قالَ عنها النّبيُّ - صلى لله عليه وسلم -: «بُنِىَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ، وحَجِّ البيتِ لمن استطاعَ إليه سبيلًا». لقد شبّهَ النّبيُّ - صلى لله عليه وسلم - الإسلامَ بالبناءِ القويِّ والصّرحِ العظيم، ثمّ بَيَّنَ الأركانَ التي يَقومُ عليها صرحُ الإسلام، وهي خمسةُ أركانٍ، وأولُ هذه الأركانِ وأعظمُها: كلمةُ التّوحيدِ، وهي: شَهَادَةُ أَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ؛ فهي المفتاحُ الذي يَدخلُ به العبدُ للإسلامِ وإلى دارِ السّلام، وشِقُّها الأولُ لا إلهَ إلا الله. فلا مَعبودَ بحقٍّ إلا الله، وتَقتضي الإخلاصَ والثّباتَ عليها حتّى الممات؛ يَقولُ رسولُ اللهِ - صلى لله عليه وسلم -: «مَنْ كَانَ آخِرُ كَلاَمِهِ لاَ إِلَهَ إِلّا اللَّهُ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ». وشِقُّها الثّاني: محمّدٌ رسولُ الله، إقرارٌ بأنّ محمّدَ بنَ عبدِاللهِ رسولُ اللهِ إلى جميعِ الخلقِ بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى اللهِ بإذنِه وسِراجًا مُنيرًا، وتَقتضي اتّباعَه وطاعتَه فيما أَمَر، واجتنابَ ما نَهَى عنه وزَجَر، وألّا يُعبدَ اللهُ إلا بما شَرَع. والرّكنُ الثّاني: إقامُ الصّلاة، وهي أعظمُ الأركانِ بعدَ الشّهادتين، وهي خمسُ صلواتٍ في اليومِ والليلة، والمُرادُ بإقامتِها المحافظةُ عليها في وقتِها بخُشوعِها وشُروطِها وأركانِها، ومَن تَركَها فقد خَرَجَ مِن دينِ الإسلام، يَقولُ - صلى لله عليه وسلم -: «بينَ الرّجلِ وبينَ الكفرِ والشّركِ: تَرْكُ الصّلاة». وثالثُ هذه الأركان: إِيتَاءُ الزَّكَاةِ، فالزّكاةُ عبادةٌ ماليّةٌ فَرَضَها اللهُ -سبحانَه وتعالى- على عبادِه، طُهْرَةً لنفوسِهم مِن البُخْل، ولصحائفِهم مِن الخطايا، وإحسانًا إلى الفقراءِ والمساكين، وتأليفًا لقلوبِهم، وسدًّا لحاجتِهم، وإعفافًا لهم عن السّؤال، ومَنعُها مَحْقٌ للبركةِ وسُوءٌ في العاقبةِ في الدّنيا والآخرة. ورابعُ الأركان: صومُ رمضان، وهو الإمساكُ عن المفطّراتِ تَعُبّدًا للهِ -عزَّ وجلَّ- مِن الفجرِ إلى غروبِ الشّمسِ في شهرِ رمضان؛ فمَن صامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تَقدّمَ مِن ذنبِه. وخامسُ أركانِ الإسلام: حَجُّ بيتِ اللهِ الحرام، ويَجبُ المبادرةُ إلى أدائِه على كلِّ مسلمٍ عاقلٍ بالغٍ مستطيع؛ {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}؛ يَقولُ - صلى لله عليه وسلم -: «مَن حَجَّ فلم يَرفُثْ ولم يَفسُقْ خَرَجَ مِن ذنوبِه كيومِ ولدتْه أمُّه»، والحَجُّ المبرورُ ليس له جزاءٌ إلا الجنّة. فعلينا أن نحافظ على هذه الأركانِ كاملةً غيرَ منقوصةٍ مُخلصينَ لربِّ العالمينَ مُتّبعينَ لهدي سيّدِ المرسلين، ولنجبر ما نَقَصَ منها بالنّوافلِ والتّطوعات، ونعين مَن تحتَ أيدينا على أدائِها والمحافظةِ عليها؛ ففيها فلاحنا ونجاتُنا وسعادتُنا في الدّنيا والآخرة. اعداد: المحرر الشرعي
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |