ثمرات التوحيد على الشباب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 218 - عددالزوار : 141161 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 100 - عددالزوار : 19992 )           »          إعانة الفقيه بتيسير مسائل ابن قاسم وشروحه وحواشيه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 19086 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 226 - عددالزوار : 73498 )           »          فواصل للمواضيع . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 29 - عددالزوار : 116 )           »          إزالة الأذى والسموم من الجسوم في الطب النبوي (pdf) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          صناعة المالية الإسلامية تعيد الحياة إلى الفقه الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          مواقيت الصلوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 3546 )           »          علة حديث: ((الصراط أَدقُّ من الشعرة وأَحدُّ من السيف)) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          صدى المعنى في نسيج الصوت: الإعجاز التجويدي والدلالة القرآنية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-09-2025, 06:32 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,221
الدولة : Egypt
افتراضي ثمرات التوحيد على الشباب

ثمرات التوحيد على الشباب

عدنان بن سلمان الدريويش

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا؛ أما بعد:
فأوصيكم - أيها المؤمنون - ونفسي بتقوى الله؛ فهي العصمة من البلايا، والمَنعة من الرزايا؛ ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 2، 3].

يا عباد الله، التوحيد هو أساس بناء الأفراد والمجتمع، وهو الصلة الحقيقية بين الإنسان وخالقه، وقد أرسل الله رسله، وأنزل كتبه، من أجل أن يوحِّده العباد؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [الذاريات: 56 - 58]، وتأمل وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن عباس، عندما قال له: ((يا غلام، إني أعلمك كلماتٍ: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله))؛ [رواه الترمذي].

أيها المسلمون، إن الشباب والفتيات بلا توحيد كالريشة في مهب الريح، لا تسكن إلى دار، ولا إلى قرار، تميل بها عواصف الفتن والشهوات في كل اتجاه، فيصبح الشاب قلقًا، حائرًا، ضائعًا، لا يعرف حقيقة نفسه، ولا سر وجوده، يصبح بقلبٍ لا يفقه، وأذن لا تسمع، وعين لا تبصر.

يقول أحد الشباب: ذهبتُ إلى رحلة مع أقربائي من الشباب، كانت الرحلة جميلة معهم، إلا أنني لاحظت أن أحدهم مقصر جدًّا في الصلاة، يتوارى عن الأنظار عند قيامها، لسانه لا يذكر الله إلا قليلًا، وعند الحوار معه لاحظت تأثره ببعض الأفكار المنحرفة عقائديًّا، خِفت كثيرًا عليه؛ فهو ابن عمي، ماذا أصنع معه؟

يا عباد الله، من تدبَّر أحوال الأُسر والمجتمعات، وجد كل صلاح واستقرار وطمأنينة فيها، كان سببه توحيد الله وعبادته، وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ لأن هذا هو منهج نبينا صلى الله عليه وسلم في تربيته للناس، فلقد مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة عشر عامًا في دعوته، يبني مفهوم التوحيد، ويرسخه في نفوس أصحابه، حتى بنى فيهم أن الحياة لها معنى وقيمة، وأنهم لم يُخلقوا عبثًا، بنى فيهم أن الله سبحانه خلق العبد ودبر أمره، وأنه هو من يُميته ويبعثه، ويغفر ذنوبه ويرحمه؛ قال تعالى: ﴿ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ * وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ ﴾ [الشعراء: 78 - 82].

أيها المسلمون، إن الشاب إذا وحَّد خالقه، وآمن به، وسار على هدى من ربه، نال ثمرات التوحيد؛ وهي:
أولًا: أن تستبين بصيرته، وتسلَم عقيدته، ويفوز برضوان الله؛ قال تعالى: ﴿ بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 112].

ثانيًا: أن تسلم نفسه من التمزُّق والتشتت بين الاتجاهات والأفكار، لتبقى غايته واحدة؛ وهي إرضاء الله سبحانه، فهو يعرف أين يذهب؟ وكيف يسير؟ وأين النهاية؟

ثالثًا: أن يعلم أن غاية وجوده هي عبادة الله، وأنه مأمور بذلك دينًا، وأنه مُثاب على كل ما يقوم به من عمل؛ لذا كان عليه العمل الجاد المخلص لله سبحانه.

رابعًا: أن يتطهر قلبه ويتنقى من الشوائب والشهوات، ويكون كالشجرة الطيبة التي تُثمر الأعمال الصالحة، فيصلح قلبه وسائر جسده، بل ويتعدى إلى صلاح غيره؛ قال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾ [إبراهيم: 24، 25].

خامسًا: أن يكون عمله خالصًا لله وحده، وذلك باستواء أعماله في الظاهر والباطن، مهما كانت ملاحظة المخلوقين عليه.

نفعني الله وإياكم بهديِ نبيه وبسُنة نبيه صلى الله عليه وسلم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، ولسائر المسلمين والمسلمات، من كل خطيئة وإثمٍ، فاستغفروه وتوبوا إليه، إن ربي لغفور رحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله، خلق فسوَّى، وقدَّر فهدى، وصلى الله وسلم على نبي الرحمة والهدى، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى؛ قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ﴾ [النساء: 1]؛ أما بعد عباد الله:
فإن الشاب إذا اعتصم بالله، وتوكل عليه، ودعاه واستعان به، فالله سبحانه سيكون له الحصنَ المنيع من الأخطار والأفكار التي تستهدف دينه؛ قال تعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ﴾ [الحج: 78].

قال ابن القيم رحمه الله مبينًا ثمرة الاعتصام بالله: "هو الدافع عن العبد - والله يدافع عن الذين آمنوا - فيدفع عنه الشبهات والشهوات، وكيد عدوه الظاهر والباطن، وشرَّ نفسه، ويدفع موجب أسباب الشر بعد انعقادها، بحسب قوة الاعتصام به وتمكنه"؛ [مدارج السالكين].

أيها المسلمون، عندما يستشعر الشباب والفتيات حِفْظَ الله لهم ومعيته معهم، يزدادون في التمسك بحفظ حدوده، واتباع أوامره، وترك نواهيه، ومن كانت هذه حال أولاده، فأي سعادة تغمر قلوب الآباء والأمهات، وهم يَرَون صلاح فلذات أكبادهم وفلاحهم وهدايتهم؟!

هذا، وصلُّوا وسلِّموا - عباد الله - على نبيكم؛ استجابة لأمر ربكم: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، اللهم صلِّ وسلم على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، واخذل أعداءك أعداء الدين، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، وألِّف بين قلوبهم، واجمع على الحق كلمتهم، ربنا آتنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وقِنا ووالدينا عذاب القبر والنار.

عباد الله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90]؛ فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ﴿ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.12 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.23%)]