|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() هل أترك خطيبي أو لا؟ أ. محمد الشهراني السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. عقدت قراني منذ حوالي 10 أشهر على شخصٍ لا أعرفه، تقدَّم لي مع أهله بعد أنْ دلَّه عليَّ زوجُ صديقةٍ لي، في فترة الخطوبة كان يزورُنا وأحيانًا نخرُج في وجود والدتي، ولكن لم يكن الحديث بيننا كثيرًا، شعرت بأنَّه ربما خجل من الأهل، وقد كنت قبل خِطبته لي أُعاني من اكتئابٍ وإحباطٍ شديدَيْن، وعانَيْت لأوَّل مرَّة في حياتي من نوبات الهلع، باختصارٍ: فترة الـ7 أشهر ما قبل الخطبة كانت أسوأ 7 أشهر في حياتي، نتيجة ضُغوطات الحياة ووَفاة والدي، وعدم حصول شيء جديد في حياتي يرضيني أو يسعدني، فحياتي كلها روتين؛ عمل بيت، بيت عمل، لا شيء آخَر، وكنت خائفةً جدًّا من تأخُّر زَواجي، ربما هذا السبب الأكبر في المشاعر التي ذكرتها، والحالة التي عانَيْتُ منها، الآن وبعد عقدِ القران بـ10 أشهر ومنذ أوَّل شهرين بعد عقد القران بدأت مشاكل بيننا، وعندما كنَّا نتحاوَرُ أحيانًا كثيرة يكون أسلوبه غير راقٍ أو منطقي أو عقلاني، وأسلوبه بالحوار كان يُزعِجني جدًّا، وكنت أشعُر بعِناده وقلَّة عقله، وكأن الموضوع موضوع مَن يُثبت أنَّه الأقوى وأنَّه على حقٍّ، وليس موضوع تفاهُم أبدًا، بعد أكثر من موقفٍ بهذه الطريقة بدأتُ أشعُر بأنَّني لا أريدُه، ولا أحبُّه، وغير مقتنعة به، ولكنَّ الخوف يمنعُني من أخْذ القَرار بتركه كما أنِّي لا أعلَمُ هل قَرار تَرْكِه صائبٌ؟ من ضمن عيوبه أنَّه أكثر من مرَّةٍ يغضب بشدَّةٍ لأمورٍ تافهة جدًّا، وأيضًا يتحوَّل الحوار بيننا إلى مشكلة، ويصبح أسلوبه سيئًا، وكلامه سيِّئًا وغير منطقي... إلخ، هو شخص طيِّب وحَنون ويحبُّني ولكنَّه غير رومانسي، ولا يُصلِّي ويقول: إنَّه سوف يُصلِّي، لكنِّي لم ألحظ أيَّ تحسُّن عليه خِلال سنة كاملة معه، كما أنَّه كان يعرف الكثير من الفتيات، وعلاقته معهن كانت تتجاوَز الحلال من قُبلات وغيره، تقريبًا كل شيء ما عدا ما يُفعل ليلة الدخلة، وهذا الكلام هو قالَه لي بنفسه، ولكن بطريقةٍ فعلاً قزَّزتني منه، خُصوصًا منذُ فترةٍ بسيطة قال لي عن فتاةٍ، ماذا كانت تفعَلُ معه؟ وهو يتحسَّر بأسلوبٍ مزحي معي أنِّي لا أُقدِّره كما كانت تفعل فلانة أو علانة. لا أدري ما الصواب؟ أحيانًا أقول: شخص مقبول وممكن أنْ أغيِّره للأفضل، لكنِّي أخشى أنْ أتزوَّجه وأشعُر بإحباطٍ لأنِّي لا أحبُّه، ربما الآن أنا فقط أعزُّه ولكنِّي لا أشعُر بأنِّي أحترمه كثيرًا، على الأقلِّ بيني وبين نفسي، ولا أشعر أنَّه كبيرٌ بعيني من خِلال تصرُّفاته وكل ما عرفته وشاهدته منه، أتمنَّى في قَرارة نفسي أنْ أجد أفضلَ منه، ولكنِّي خائفةٌ ومُتردِّدة كثيرًا من أنْ أترُكه، أحيانًا أقول: هو يحبُّني ومتمسِّك بي وراضٍ بعيوبي وبشخصيَّتي، هل سأجد غيرَه يحبُّني ويتمسَّك بي وأحبه ويحبُّني؟! باختصارٍ: هو ليس شخصًا سيئًا جدًّا، لكنَّه لا يَرقى إلى ما كنت أرجو من أخلاقٍ ودِين وشخصيَّةٍ وأسلوب ورُقي، هذا باختصار، فماذا أفعل؟ أرشدوني بالله عليكم. الجواب أيتها الأخت الفاضلة، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أقول لكِ مستعينًا بالله: ما الذي يُرغِّبك في زوجك وهذا حاله منذ البداية؟! رجل لا يصلِّي؛ إذًا هو مُضيِّع لحق الله الذي أنعم عليه بنِعَمٍ شتَّى، فهل تتوقَّعين منه أنْ يحفظ لكِ معروفًا أو يُعامِلك بالحسنى ويجزيك بالخير؟! والمصيبة العُظمى أنَّه لم يتحسَّن خلال سنةٍ كاملة على الرغم من أنَّه يزعُم أنَّه يحبُّك، فلو كان صادِقًا في حُبِّك لاستَمَع نصيحتك وحافَظ على صَلاته، أو على الأقلِّ حاوَل المحافظة وتحسَّن ولو تحسُّنًا يسيرًا، فهل يعصي المحب محبوبَه؟! الأمر الآخَر هو علاقاته السابقة والتي اعترف بها بنفسه، والأمور التي كان يفعَلُها ممَّا يندى له جبين المسلم، هل ترضين أنْ يكون زوجك مثل هذا الشخص؟! والأدهى والأمرُّ أنَّه يُقارِنك بهؤلاء الساقطات وأنتِ أشرَفُ منهنَّ، ولكنَّه لا يُقدِّر نعمة وجودك بين يديه وتعامُلك الحسن معه، وفعله هذا من المجاهرة بالمعصية، ولو كان تابَ لله - تعالى - لما جاهر بمعاصيه وكأنَّه يفتخِر بها! أيَّتها الأخت الفاضلة، تخيَّلي بعد الزواج وإذا هو لا يَسأل عنكِ ولا يُنفِق عليكِ، ويخرج ويُنفِق على فلانة وعلانة، وأنتِ تتحرَّقين وتنتَظِرين منه كلمة عطفٍ وحَنان ولا تجدين منه شيئًا. أختي الفاضلة، قِيل قديمًا: "أنْ يفوتك القطار خيرٌ من أنْ يدهسك"، إنَّني أتفهَّم حرصَ أيِّ فتاةٍ على الزواج والاستِقرار مع مَن يُكرِمها ويحبُّها، ولكنَّ ذلك لا يعني بأيِّ حالٍ من الأحوال أنْ تقبَلَ الفتاة أيَّ طارقٍ للباب بحجَّة الخوف من العنوسة، فوالله إنَّ العنوسة خيرٌ من زوج سوءٍ لا يَرعَى حقًّا لله ولا لخلقه، ويُجاهِر بمعاصيه ويفتَخِر بها، بل يحنُّ ويشتاق إليها! عندنا مثلٌ عامي يقول: "اللي هذا أوله ينعاف تاليه"؛ بمعنى: إنْ كانت بداية الطريق بهذا السوء، فما بالك بعد الزواج وبعد أنْ تُصبِحي ملك يديه؟! ويجبُ عليكِ شرعًا طاعته في غير معصية لله، وتَعِيشين مشاكلَه التي تعرفينها جيِّدًا قبلَ الزواج، ولكنَّك وافقتِ عليه خوفًا من كلام الناس الذين يرمون سِهامهم السامَّة: "لِمَ لَمْ تُخطَبْ فلانة، أو لم تتزوَّج؟ أو لماذا تأخَّرت في الزواج؟"، وهم - هؤلاء الناس - لن ينفَعوكِ إن أغلق عليكِ الباب مع زوجك وعشتِ معه حياةً لا تسرُّ عدوًّا ولا صديقًا. ولستُ أدري ماذا تعنين بقولك: "هو ليس شخصًا سيئًا جدًّا"، فإنْ لم يكن - وهو بهذه المواصفات - سيئًا جدًّا، فما هو تعريف السيِّئ جدًّا في نظرك؟! رجل يعرفُ الكثير من النساء ويقيمُ معهن علاقات غير شرعيَّة، ولا يُصلِّي ألبتَّة، معاند وغَضُوب على أمورٍ تافهةٍ، ما الذي بَقِيَ من الصِّفات ليحمل لقب "سيئ جدًّا"، هذا الرجل ليس سيئًا، بل قد بلغ الغاية في السوء! أختي الفاضلة، ما دام أنَّكِ ما زلتِ في مرحلة القران ولم يتمَّ الدُّخول وإعلان الزواج، فهي فرصةٌ لتُراجِعي قَرارَك، وتُفكِّري مليًّا قبلَ الاستمرار مع شخصٍ كهذا، ولا تنسي أنْ تُكثِري من الاستخارة، واسألي الله بإلحاحٍ أنْ يهديكِ لما فيه الخير والتوفيقُ. ودُمتِ في حِفظ الله ورعايته.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |