الطفولة المؤمنة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 219 - عددالزوار : 141164 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 100 - عددالزوار : 19993 )           »          إعانة الفقيه بتيسير مسائل ابن قاسم وشروحه وحواشيه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 19095 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 226 - عددالزوار : 73499 )           »          فواصل للمواضيع . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 29 - عددالزوار : 116 )           »          إزالة الأذى والسموم من الجسوم في الطب النبوي (pdf) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          صناعة المالية الإسلامية تعيد الحياة إلى الفقه الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          مواقيت الصلوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 3546 )           »          علة حديث: ((الصراط أَدقُّ من الشعرة وأَحدُّ من السيف)) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          صدى المعنى في نسيج الصوت: الإعجاز التجويدي والدلالة القرآنية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-10-2020, 03:33 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,222
الدولة : Egypt
افتراضي الطفولة المؤمنة

الطفولة المؤمنة


عبدالتواب يوسف





كانَ مَلِكٌ – فيمَنْ كانَ قَبْلَكُمْ – وَكانَ لَهُ ساحِرٌ.

فَلَمَّا كَبِرَ (السَّاحِرُ) قالَ لِلْمَلِكِ:
- إنِّي قَدْ كَبِرْتُ فَابْعَثْ إلَيَّ غُلامًا أُعَلِّمُهُ السِّحْرَ.
فَبَعَثَ (الْمَلِكُ) إلَيْهِ غُلامًا يُعَلِّمُهُ.
وَكانَ في طَريقِهِ (طَريقِ الْغُلامِ) – إذا سَلَكَ – راهِبٌ، فَقَعَدَ إلَيْهِ وَسَمِعَ كلامَهُ..
وَكانَ إذا أتى السَّاحِرَ ضَرَبَهُ..

فَشَكا – (الْغُلامُ) – ذلِكَ إلى الرَّاهِبِ.. فَقالَ:

- إذا خَشِيتَ السَّاحِرَ فَقُلْ حَبَسَني أهْلي..
- وَإذا خَشيتَ أهْلَكَ فَقُلْ حَبَسَني السَّاحِرُ..
فَبَيْنَما هُوَ عَلى ذلِكَ، إذْ أتى عَلى دابَّةٍ عَظيمَةٍ قَدْ حَبَسَتِ النَّاسَ.. فَقالَ (الْغُلامُ):
- اليَوْمَ أعْلَمُ: السَّاحِرُ أفْضَلُ أمِ الرَّاهِبُ؟


فَأخَذَ (الْغُلامُ) حَجَرًا، فَقالَ:
- اللَّهُمَّ إنْ كانَ أمْرُ الرَّاهِبِ أحَبَّ إلَيْكَ مِنْ أمْرِ السَّاحِرِ فَاقْتُلْ هذِهِ الدّابَّةَ، حَتَّى يَمْضِيَ النَّاسُ.
فَرَماها، فَقَتَلَها.. وَمَضى النَّاسُ.
فَأتى (الْغُلامُ) الرَّاهِبَ، فَأخْبَرَهُ، فَقالَ لَهُ الرَّاهِبُ:
- أيْ بُنَيَّ، أنْتَ الْيَوْمَ أفْضَلُ مِنِّي.. قَدْ بَلَغَ مِنْ أمْرِكَ ما أرى..
وإنَّكَ سَتُبْتَلى، فَإنِ ابْتُليتَ، فَلا تَدُلَّ عَلَيَّ.
وَكانَ الْغُلامُ يُداوِي النَّاسَ مِنْ سائِرِ الأدْواءِ..
فَسَمِعَ (بِهِ) جَليسٌ لِلْمَلِكِ، كانَ قَدْ عَمِيَ..
فَأتاهُ بِهَدايا كَثيرَةٍ، فَقالَ (جَليسُ الْمَلِكِ):
- ما هاهُنا لَكَ أجْمَعُ، إنْ أنتَ شَفَيْتَني!

قال (الْغُلامُ):


- إنِّي لا أَشْفي أحَدًا، إنَّما يَشْفي اللهُ تَعالى..
فَإنْ آمَنْتَ بِاللهِ تَعالى، دَعَوْتُ اللهَ فَشَفاكَ..
فَآمَنَ (جَليسُ الْمَلِكِ) بِاللهِ تَعالى.
فَشَفاهُ اللهُ تَعالى.


فَأَتى الْمَلِكَ، فَجَلَسَ إلَيْهِ، كَما كانَ يَجْلِسُ.. فَقالَ لَهُ الْمَلِكُ:
- مَنْ رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ؟
- قالَ: رَبِّي.
قالَ الْمَلِكُ: أَوَلَكَ رَبٌّ غَيْري؟
قالَ: رَبِّي وَرَبُّكَ اللهُ.
فَأَخَذَهُ (الْمَلِكُ)، فَلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبُهُ، حَتَّى دَلَّ عَلى الْغُلامِ.
فَجِيءَ بِالْغُلامِ، فَقالَ لَهُ الْمَلِكُ:
- أيْ بُنَيَّ، قَدْ بَلَغَ مِنْ سِحْرِكَ ما تُبْرِئُ الأكْمَهَ وَالأبْرَصَ.. وَتَفْعَلُ... وَتَفْعَلُ...

فَقالَ (الغُلامُ):

- إنِّي لا أشْفي أحَدًا، إنَّما يشْفي اللهُ تَعالى..
فَأخَذَهُ، فَلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبهُ، حَتَّى دَلَّ عَلى الرَّاهِبِ..
فَجِيءَ بِالرَّاهِبِ، فَقيلَ لَهُ:
- اِرْجِعْ عَنْ دينِكَ..
فَأبى (أي رَفَضَ).
فَدَعا بِمِنْشارٍ، فَوُضِعَ المِنْشارُ في مَفْرِقِ رَأْسِهِ.. فَشَقَّهُ بِهِ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ..
ثُمَّ جِيءَ بِالْغُلامِ فَقيلَ لَهُ:
- اِرْجِعْ عَنْ دينِكَ..

فَأبى..

فَدَفَعَهُ (المَلِكُ) إلى نَفَرٍ مِنْ أصْحابِهِ، فَقالَ:
- اِذْهَبوا بِهِ إلى جَبَلِ (كَذا، وكَذا)، فَاصْعَدوا بِهِ الْجَبَلَ..
فَإذا بَلَغْتُمْ ذِرْوَتَهُ (أيْ قِمَّتَهُ)، فَإنْ رَجَعَ عَنْ دينِهِ.. وَإلاَّ فَاطْرَحوهُ.
فَذَهَبوا بِهِ (بِالْغُلامِ) فَصَعِدوا بِهِ الْجَبَلَ، فَقالَ:
- اللَّهُمَّ، اكْفِنيهِمْ بما شِئْتَ (أيْ اكْفِني شَرَّهُمْ)..
فَرَجَفَ بِهِمُ الْجَبَلُ (أيْ اهْتَزَّ)، فَسَقَطوا..
وَجاءَ يَمْشي إلى الْمَلِكِ...
فَقالَ لَهُ الْمَلِكُ: ما فَعَلَ أصْحابُكَ؟


فَقالَ: كَفانيهِمُ اللهُ تَعالى..

فَدَفَعَهُ (الْمَلِكُ) إلى نَفَرٍ مِنْ أصْحابِهِ، فَقالَ:
- اذْهَبوا بِهِ، فَاحْمِلوهُ في قُرْقورٍ (نَوْعٍ مِنَ السُّفُنِ)، وَتَوَسَّطوا بِهِ الْبَحْرَ، فَإنْ رَجَعَ عَنْ دينِهِ...
وَإلاَّ فَاقْذِفوهُ!
فَذَهَبوا بِهِ، فَقالَ (الْغُلامُ):
- اللَّهُمَّ اكْفِنيهِمْ بِما شِئْتَ...
فَانْكَفَأَتْ بِهِمُ السَّفينَةُ، فَغَرِقوا...
وَجاءَ يَمْشي إلى الْمَلِكِ.

فَقالَ لَهُ الْمَلِكُ:

- ما فَعَلَ أصْحابُكَ؟
فَقالَ: كَفانيهمُ اللهُ تَعالى...
فَقالَ (الْغُلامُ) لِلْمَلِكِ:
- إنَّكَ لَسْتَ بِقاتِلِي حَتّى تَفْعَلَ ما آمُرُكَ بِهِ.
قالَ (الْمَلِكُ): ماهُوَ؟!

قالَ: تَجْمَعُ النّاسَ في صَعيدٍ واحِدٍ، وَتَصْلُبُني عَلى جِذْعٍ، ثُمَّ خُذْ سَهْمًا مِنْ كِنانَتي، ثُمَّ ضَعِ السَّهْمَ في كَبِدِ الْقَوْسِ، ثُمَّ قُلْ: ((بِاسْمِ اللهِ رَبِّ الْغُلامِ)) ثُمَّ ارْمِني... فإنَّكَ إنْ فَعَلْتَ ذلِكَ قَتَلْتَني..

فَجَمَعَ (الْمَلِكُ) النّاسَ في صَعيدٍ واحِدٍ، وَصَلَبَهُ عَلى جِذْعٍ، ثُمَّ أخَذَ سَهْمًا مِنْ كِنانَتِهِ، ثُمَّ وَضَعَ السَّهْمَ في كَبِدِ الْقَوْسِ، ثُمَّ قالَ:
- بِاسْمِ اللهِ رَبِّ الْغُلامِ...
ثُمَّ رَماهُ، فَوَقَعَ السَّهْمُ في صُدْغِهِ، فَوَضَعَ يَدَهُ في صُدْغِهِ، فَماتَ..


فَقالَ النَّاسُ:
- آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلامِ...
فَأتى الْمَلِكُ، فَقيلَ لَهُ:
- أَرَأيْتَ ما كُنْتَ تَحْذَرُ...
قَدْ وَاللهِ نَزَلَ بِكَ حَذَرُكَ.
قَدْ آمَنَ النَّاسُ...
فَأمَرَ (الْمَلِكُ) بِالأُخْدودِ (أيْ حُفْرَةٍ في الأرْضِ)...
وَأضْرَمَ فيها النِّيرانَ (أيْ أوْقَدَ فيها النَّارَ)... وَقالَ:
- مَنْ لَمْ يَرْجِعْ عَنْ دينِهِ، فَأقْحِموهُ فيها (أيْ ألْقوا بِهِ فيها).

فَفَعَلوا...

حَتَّى جاءَتْ امْرَأَةٌ، ومَعَها صَبِيٌّ لَها...
فَتَقاعَسَتْ أنْ تَقَعَ فيها... (أيْ تَوَقَّفَتْ وَخافَتْ).
فَقالَ لَها الْغُلامُ:
- يا أُمَّهْ. اِصْبِري. إنَّكِ عَلى الْحَقِّ...
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.88 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.21 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.94%)]