قدوة لا منافسة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         فواصل للمواضيع . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 21 - عددالزوار : 94 )           »          ماذا كان يفعل النبيﷺ فى العشر الأواخر من رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          هدي النبي صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر من رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          شـــــــرح دُّعَاءُ يقال عِنْدَ إغْمَاضِ الـمَيِّتِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          شرح حديث"اللَّهُمَّ ربَّ النَّاسِ، أَذْهِب الْبَأسَ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 69 - عددالزوار : 14595 )           »          دفع الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          الصلاة جالسًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          خطورة الدعاء على الأبناء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          الميت ينتفع بالمصحف الموقوف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-02-2020, 06:59 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,648
الدولة : Egypt
افتراضي قدوة لا منافسة

قدوة لا منافسة
عبير النحاس




عندما كنت في المدرسة الإعدادية كنت أحصل دائما على الدرجة الثانية في الترتيب، وكانت صديقتي المقربة تحول دائما بيني وبين الدرجة الأولى، وفي الحقيقة لم أكن لأهتم بالأمر كثيراً، ولم تكن الدرجة الأولى شيئاً مهماً بالنسبة لي، فقد كنت سعيدة أن وجدت بين ثلة الأوائل وكان هذا كافياً لإسعادي.

ولكن في المنزل كان لا بد من مقارنات دائمة، وسؤال أهلي الدائم عن منافِسَتي تلك، وعن العلامات التي تفوقت بها علي، ووصل بي الأمر إلى أن ابتعدت عن تلك الصديقة زمناً، وشعرت أنها من يهز مكانتي لدى عائلتي ولكن.

كانت صديقتي تلك محببة.. لطيفة المعشر.. متواضعة.. ولم تكن لتتكبر.. أو تؤذي بتفوقها أحداً.

وقد جعلني تواضعها ومساعدتها للجميع أعود بحب لصداقة جمعتنا طويلا، وأتجاهل كل تلك المقارنات التي تحدث بيننا من قبل الآخرين.

وقد كبرنا الآن، وغاب كل منا في هموم الدنيا ومشاغلها، ولم نعد نفكر في تلك الأيام مطلقاً، لقد انتهت تلك المرحلة وعدنا صديقات بعيداً عن تلك المنافسة.

يغيب عن بالنا ونحن في سن الصبا أن الأيام تمضي مسرعة، وأن ما نعيشه لا يتعدى مرحلة من العمر لا تلبث أن تمضي، وأننا نتغير وتتغير اهتماماتنا معها، وأننا نسيء لأنفسنا وصحة مشاعرنا كثيرا عندما نضع أنفسنا في ميزان ما ونقارنها بأي كان.

أذكر تماما أن منافسة أخرى كانت تجري بين زميلتين لنا في المدرسة الثانوية، وكان محور التنافس هو الجمال والأناقة، وأذكر أنه قد حيكت مؤامرات، ودبرت مكائد، وأن كلتا الصديقتين لم تسعد مطلقاً في المرحلة الثانوية من حياتنا، لقد شغلن ببعضهن عن كل ما كان يسعد من هن خارج نطاق تلك الحرب الباردة.

ما الصحيح إذن؟

حدثني الشاعر والطبيب الأديب (عبد المعطي الدالاتي) يوماً عن الأمر وأخبرني أن المنافسة تستهلك الطاقة بلا فائدة، وأن من يريد السير في دروب النجاح والتفوق لا يجعل بينه وبين غايته عوائق من منافسين، بل هي القدوة والقدوة والقدوة.

كان كلام أستاذنا حكمة رائعة وقد غيرت بها حياتي ونظرت بأسف نحو سنوات مضت كنت فيها طرفاً من منافسة.

لماذا القدوة؟

إحدى معارفي كانت لا تتوقف عن النقد والتجريح والبحث عن عيوب الآخرين، وكانت ترهقنا بالحديث عن مزاياها والتقليل من شأن المنافسين، وفي صدفة عجيبة وجدت لها من العيوب ما لا يوازيه عيوب من ذكرتهم مجتمعة، فكانت نهاية صداقة وعلاقة آلمتني طويلاً.

وهنا تأتي خطورة المنافسة وأستطيع أن أوجزها ببعض الأمور:

· سوف تهدر وقتك وجهدك في التفكير في من لا يجعل لك هذه المساحة من وقته وفكره.

· ستبحث عن عيوبهم بلا شك لتكسب درجة في تلك المنافسة.

· وربما سيتطور الأمر إلى اختلاق العيوب أو تدبير المكائد.

· وفي النهاية سيسبقونك لأنك اشتغلت بهم عن هدفك.

نافس نفسك بداية.

لعلنا نعلم ونوقن أن كلا منا يحتاج إلى ما نسميه هدفا.

وأننا بحاجة لتقسيم هذا الطريق إلى مراحل تشجعنا على المتابعة والمسير.

وفي الحقيقة يجب أن ننافس أنفسنا أولا ونتفوق على إمكانياتنا بتطويرها، ومن ثم نضع أمامنا قدوة قد وصل إلى ما وصل إليه من نجاح يعجبنا، ونغذ السير في طريقنا دون التفات للأنداد.

وهنا فقط يصبح الطريق أسهل وأجمل.

أين يكون التنافس؟

طريق واحد فقط سيسعدنا أن نجلس فيه بين المتنافسين والمتسابقين وهو بعكس كل ما سواه لن يتعب قلوبنا، ولن يستنزف طاقتنا ووقتنا، ولن يؤرق منا العيون، ولن يلهينا عن نهايته الجميلة.

وهو طريق الطاعات والخيرات والتسابق في طلب رضا الخالق ومرضاته، وقد قال سبحانه: (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) 26- المطففين.

فلنتنافس هنا بحب ولنسعد بعملنا، وفي أمور الدنيا فلننافس أنفسنا فقط، ولنضع أمامنا قدوتنا الرائعة.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.80 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.44%)]