|
الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() إنكار الملحدين للخالـق اتبــاع للهـوى ومخالفة للفطـرة جرت عادة الملحدين على إنكار دلالة الإحكام والتصميم في المخلوقات، فها هو ذا الملحد الشهير (ريتشارد دوكينز) في كتابه (صانع الساعات الأعمى) يزعم أنه لا يوجد تصميم حقيقي في الطبيعة، وذلك لأنه إذا ثبت وجود التصميم أو الغائية فإن ذلك يستلزم وجود الخالق المتصف بالعلم والحكمة. وهذه في الواقع مهمة عسيرة جدًا ومرتقى صعب؛ لأن آيات الدقة والإحكام في العالم كثيرة وباهرة وقاهرة، ولا يمكن تفسيرها إلا بأنها من خلق الحكيم البديع، من الذرة إلى المجرة، ومن خلق الأميبا إلى خلق الإنسان، ومن باطن الأرض إلى أعالي السماء، حتى أنه في إحصائية عام 2014 عن الملحدين في أمريكا أفاد أكثر من 80% منهم أنهم يشعرون بالعجب والانبهار أمام آيات الكون بشكل متكرر.رفض دلالة الإحكام والإتقان لكن هل يعني هذا أن القوم على استعداد للتراجع عن إلحادهم والدخول في زمرة المؤمنين بالخالق؟ إطلاقًا؛ فإنهم بدلاً من الاعتراف بالخالق الحكيم الخبير الذي أتقن كل شيء، قاموا برفض دلالة الإحكام والإتقان على العليم الحكيم، ولهم في هذا مسلكان:المسلك الأول المسلك الثاني وقد اكتسب هذا المسلك في الاستدلال شعبية عريضة بين الملحدين، فتجد مثلاً الملحد الدارويني (دوجلاس فوتويما) في كتابه (العلم قيد المحاكمة) يخصص فصلاً كاملاً لضرب الأمثلة من هذا النوع، كذلك (ستيفن جاي جولد ونيل دي جراس تايسون) وغيرهم، وصار الاستدلال بهذه الأمثلة معروفًا بأسماء عديدة: - الاستدلال بالتصميم السيء Bad Design Argument. - الاستدلال بعيوب التصميم Broken Design Argument. - الاستدلال بما دون المثالية Suboptimality Argument. إشكالات هذا الاستدلال الإشكال الأول أننا عند الاستدلال بوقوع الدقة والإحكام والإتقان في العالم وفي الكائنات الحية والجمادات، فنحن لا يلزمنا بيان وقوعه في كل شيء، بل يكفينا مثال واحد فقط، ومع هذا فالأمثلة كثيرة وعديدة ومتنوعة وأكثر من أن تحصى في المخلوق الواحد، وعندما يقوم الملحد بتقديم مثال على عدم الإتقان -من وجهة نظره- فإن هذا لا ينفي دلالة سائر الأمثلة الغزيرة الثابتة المحكمة الدالة على الإتقان في الخلق، بل سيكون هذا المثال مجرد شبهة أمام كثرة الأدلة القاطعة المحكمة وغزارتها، ومسلك العقلاء في كل زمان ومكان هو رد المتشابه إلى المحكم، والظني إلى القطعي، والمتوهم إلى اليقيني.الإشكال الثاني الإشكال الثالث اعتراضهم على خلق بقعة عمياء في العين اعتراضهم على ما يعتري الإنسان من أمراض والخلاصة هي أن إنكار الملحدين لدلالة الإحكام والإتقان في المخلوقات على خالقها الحكيم الخبير ليس أمرًا مبنيًا على أسس عقلية سليمة أو قواعد موضوعية صحيحة، بل هو ليس إلا إتباعًا للهوى ومعاندة لمقتضيات الفطرة ومخالفة لبديهيات العقول. اعداد: د. هشام عزمي
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |