إنكار الملحدين للخالـق اتبــاع للهـوى ومخالفة للفطـرة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         أشهى الوصفات للإفطار فى رمضان جدول أكل رمضان ثلاثون يوما تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 14 )           »          كتاب الصيام والحج من الدر المختار وحاشية ابن عابدين (رد المحتار) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 45 - عددالزوار : 62 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14684 - عددالزوار : 1071263 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 231 - عددالزوار : 75284 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5025 - عددالزوار : 2169969 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4606 - عددالزوار : 1451011 )           »          حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 224 - عددالزوار : 144054 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 105 - عددالزوار : 22665 )           »          إعانة الفقيه بتيسير مسائل ابن قاسم وشروحه وحواشيه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 64 - عددالزوار : 21781 )           »          بيع الاستجرار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-10-2023, 06:09 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,689
الدولة : Egypt
افتراضي إنكار الملحدين للخالـق اتبــاع للهـوى ومخالفة للفطـرة

إنكار الملحدين للخالـق اتبــاع للهـوى ومخالفة للفطـرة


جرت عادة الملحدين على إنكار دلالة الإحكام والتصميم في المخلوقات، فها هو ذا الملحد الشهير (ريتشارد دوكينز) في كتابه (صانع الساعات الأعمى) يزعم أنه لا يوجد تصميم حقيقي في الطبيعة، وذلك لأنه إذا ثبت وجود التصميم أو الغائية فإن ذلك يستلزم وجود الخالق المتصف بالعلم والحكمة.
وهذه في الواقع مهمة عسيرة جدًا ومرتقى صعب؛ لأن آيات الدقة والإحكام في العالم كثيرة وباهرة وقاهرة، ولا يمكن تفسيرها إلا بأنها من خلق الحكيم البديع، من الذرة إلى المجرة، ومن خلق الأميبا إلى خلق الإنسان، ومن باطن الأرض إلى أعالي السماء، حتى أنه في إحصائية عام 2014 عن الملحدين في أمريكا أفاد أكثر من 80% منهم أنهم يشعرون بالعجب والانبهار أمام آيات الكون بشكل متكرر.
رفض دلالة الإحكام والإتقان
لكن هل يعني هذا أن القوم على استعداد للتراجع عن إلحادهم والدخول في زمرة المؤمنين بالخالق؟ إطلاقًا؛ فإنهم بدلاً من الاعتراف بالخالق الحكيم الخبير الذي أتقن كل شيء، قاموا برفض دلالة الإحكام والإتقان على العليم الحكيم، ولهم في هذا مسلكان:
المسلك الأول
أنهم زعموا أن انطباعنا عن الدقة والإتقان والإحكام مجرد وهم غير حقيقي، وأن هذه كلها ظواهر طبيعية عادية، وأنه يمكن نشوء النظام من الفوضى، والمعلومات المشفرة من العشوائية، وتعقيد الكائنات الحية من التطور الدارويني. وهو مسلكٌ يقوم على معاندة الفطرة ومكابرة بديهيات العقول، وهو يسبب لهم إحراجًا عظيمًا.
المسلك الثاني
أنهم اجتهدوا في صرف النظر عن الإحكام الظاهر في الطبيعة والكائنات إلى ما يزعمونه من أمثلة على عدم الإتقان أو سوء الصنعة، مما لا يصح وجودها في عالم خلقه خالق متصف بالعلم المطلق والحكمة البالغة، فمن وجهة نظرهم إن كان يصح الاستدلال بالإحكام والإتقان في العالم على الخالق العليم الحكيم، فإن عدم الإتقان يدل على عدم وجود هذا الخالق!
وقد اكتسب هذا المسلك في الاستدلال شعبية عريضة بين الملحدين، فتجد مثلاً الملحد الدارويني (دوجلاس فوتويما) في كتابه (العلم قيد المحاكمة) يخصص فصلاً كاملاً لضرب الأمثلة من هذا النوع، كذلك (ستيفن جاي جولد ونيل دي جراس تايسون) وغيرهم، وصار الاستدلال بهذه الأمثلة معروفًا بأسماء عديدة:
- الاستدلال بالتصميم السيء Bad Design Argument.
- الاستدلال بعيوب التصميم Broken Design Argument.
- الاستدلال بما دون المثالية Suboptimality Argument.
إشكالات هذا الاستدلال
لكن في واقع الأمر فإن هذا الاستدلال يمر ببعض الإشكالات:
الإشكال الأول
أننا عند الاستدلال بوقوع الدقة والإحكام والإتقان في العالم وفي الكائنات الحية والجمادات، فنحن لا يلزمنا بيان وقوعه في كل شيء، بل يكفينا مثال واحد فقط، ومع هذا فالأمثلة كثيرة وعديدة ومتنوعة وأكثر من أن تحصى في المخلوق الواحد، وعندما يقوم الملحد بتقديم مثال على عدم الإتقان -من وجهة نظره- فإن هذا لا ينفي دلالة سائر الأمثلة الغزيرة الثابتة المحكمة الدالة على الإتقان في الخلق، بل سيكون هذا المثال مجرد شبهة أمام كثرة الأدلة القاطعة المحكمة وغزارتها، ومسلك العقلاء في كل زمان ومكان هو رد المتشابه إلى المحكم، والظني إلى القطعي، والمتوهم إلى اليقيني.
الإشكال الثاني
أنه قد يكون للشيء وظيفة وهدف وغاية محكمة متقنة، لكنها مجهولة لنا، فلا يصح أن يكون جهلنا وقصورنا المعرفي حاكمًا على الله العليم الحكيم الخبير الذي أحاط بكل شيء علمًا، فالجهل بالغاية أو الحكمة ليس دليلاً على غياب الحكمة، وعدم العلم ليس علمًا بالعدم، أي: أن عدم علمنا بالحكمة ليس علمًا بعدمها، بل هو مجرد جهل وعجز معرفي، وتراكم الجهالات مهما بلغت لا يمكن أن يكون علمًا، ولا يصح في العقل أن يأتي شخصٌ إلى عضو في جسم الإنسان «لا يعلم له وظيفة» ولا يستطيع أن يقطع بأنه «ليس له وظيفة»، ثم يزعم بعد ذلك أن «انعدام الوظيفة» يعني «انعدام الحكمة»، ثم يتعاظم ليعمم استنتاج «انعدام الحكمة» هذا على كل مخلوقات الله، وينفي الحكمة كلها رأسًا! هذا من أعجب الباطل وأكثره طرافة!
الإشكال الثالث
أننا عندما نظرنا في الاعتراضات على تصميم أو هيئة أي شيء في المخلوقات لإنكار الدقة والإحكام والإتقان، وجدنا أنها تقوم على افتراضات وانطباعات مسبقة، ولا تقوم على أسس موضوعية، ومن ثم فهي ليست من جنس الاستدلالات العقلية السليمة، بل هي من جنس النقد الانطباعي، كاعتراض (نيل دي جراس) مثلاً أننا نأكل ونشرب ونتنفس ونتكلم من خلال فتحة واحدة وهي الفم، ويرى أن هذا من سوء التصميم! بينما النظرة الموضوعية تقتضي أن خلق عضو واحد أو هيئة معينة من الأعضاء لتقوم بوظائف عدة مختلفة بحسب الاحتياج هو من الإبداع في التصميم؛ حيث يكون للجهاز نفسه وظائف ومهام عدة، بدلاً من خلق عضو أو جهاز منفصل لكل وظيفة ومهمة، فهذا فيه من الإبداع والإعجاز ما يفوق خلق فتحات عدة في الجسم لكل من الأكل والشرب والتنفس والكلام، بل إننا في الصناعات البشرية نمدح الماكينة وصانعها كلما كانت تقوم بعدد أكبر من الوظائف والأعمال.
اعتراضهم على خلق
بقعة عمياء في العين
ومن الباب نفسه اعتراضهم على خلق بقعة عمياء في شبكية العين، وكأن الله خلق للإنسان عينًا واحدة فقط لا عينين، والصواب أن يتوجه الانتقاد للعينين اللذين خلقهما الله، وليس لعين واحدة، فعندما تعمل العينان تختفي البقعة العمياء نظرًا لتكامل الصورة بين العينين، والله جعل لنا عينين وشفتين، فلا يصح أن ننتقد تركيب عين واحدة بمعزل عن العين الأخرى، كما أنه لا يصح أن ننتقد تركيب شفة واحدة بمعزل عن الشفة الأخرى، فالله خلق الإنسان وله عينان متكاملتان لا عين واحدة.
اعتراضهم على ما يعتري
الإنسان من أمراض
كذلك اعتراضهم على ما يعتري الإنسان من أمراض وشيخوخة وما يجري عليه من الموت وفناء الجسد، وهذا لأنهم يفترضون مسبقًا أن غاية الخالق لابد أن تكون خلق إنسانٍ لا يمرض ولا يشيخ ولا يموت! بينما يدرك المؤمنون أن الله خلق الإنسان وأراد أن يختبره ويمتحنه بالأمراض وآفات الجسد، وأراد أن تكون لحياته الدنيا نهاية إلى تراب الأرض، وهذا كله لحكم عديدة ليس هذا مجال سردها، لكن المراد هو بيان الفارق الواسع بين ذهنية المعترض الملحد وحكمة الله البالغة، فما يراه نقصًا وعيبًا هو من وجوه الحكمة الإلهية، فهذه الاعتراضات وأضرابها ليست إلا انطباعات وافتراضات في غير محلها، بل هي في حقيقتها أوهامٌ وظنونٌ، والظن لا يغني عن الحق شيئًا.
والخلاصة هي أن إنكار الملحدين لدلالة الإحكام والإتقان في المخلوقات على خالقها الحكيم الخبير ليس أمرًا مبنيًا على أسس عقلية سليمة أو قواعد موضوعية صحيحة، بل هو ليس إلا إتباعًا للهوى ومعاندة لمقتضيات الفطرة ومخالفة لبديهيات العقول.


اعداد: د. هشام عزمي




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.71 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.04 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.16%)]