|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() أمي قاسية فكيف أتعامل معها؟ أ. سحر عبدالقادر اللبان السؤال ♦ ملخص السؤال: فتاة تشكو مِن معامَلة والدتها القاسية لها ولأختها، فلا تَرضى بشيءٍ، وهي دائمة الصُّراخ على كل فِعلٍ تفعلُه، وتسأل عن حلٍّ للتعامل معها. ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاةٌ أمي مزاجية وقاسية جدًّا، لا تُحب إلا نفسها، دائمة الصُّراخ وعصبية جدًّا، كما أنَّ أخلاقَها سيئة في التعامل! تَطلُب شيئًا وإذا نفذ تَرجع في كلامها وتصرُخ! حاولتُ كثيرًا أن أبحثَ عن رضاها، لكن لا يُعجبها شيءٌ، بل تقيم الدنيا على مشكلة صغيرةٍ لا قيمة لها وتُكبرها وتَجعلها شيئًا كبيرًا. أمي لا تُحبني - بالرغم مِن أنني أصغر إخوتي عمرًا - ولا تُحب أختي كما تُحب إخوتي وزوجاتهم، وأخواتي الكبيرات، بل نحن عندها أقل كثيرًا منهم، بل تعاملنا كالخادمات! دائمًا مُتسلِّطة؛ وتريد أن نكونَ خدمًا لها وهي المَلِكة التي تأمُر ونحن نُنَفِّذ كل ما تقوله، وإلا ستصرخ وتكرهنا! حاولتُ التقرُّب منها، لكنها لم تَقبَلْ شيئًا، حاولتُ أن أُحبَّها أنا وأختي لكن للأسف تصرُّفاتها تُبعدنا عنها. فما الحل مع تلك الأم؟ وكيف نتعامل معها؟ أرجوكم لا تُكلموني عن وُجوب برِّ الوالدين فقد قدمتُ الكثير ولا فائدة الجواب الأخت الفاضلة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أُرَحِّب بك أختي في قسم استشارات شبكة الألوكة، وبعدُ: فعزيزتي، لا تريدينني أن أتكلَّمَ معك عن بر الوالدين، وعن حُسن مصاحبتهما في الدنيا، وأنهما الباب إلى الجنة، ولا تريدينني أن أُذَكِّرك بكلام الله تعالى عن أهمية بر الوالدين، وقد قال: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا * رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا ﴾ [الإسراء: 23 - 25]. فلن أتكلمَ معك عن هذا؛ لأني على يقينٍ أنك تعرفينه، ولكني أريد أن أقول لك: إنها أمك مهما فعَلَتْ، فعليك وعلى أختك القبول، فهي التي حملتك وأنجبتك وربَّتك، خافتْ عليك، وسهرتْ لتكبري، فاحفظي لها هذا، وارحميها في كِبَر سنِّها، فالمرءُ عندما يكبر به العمر يُصبح كالطفلِ الصغيرِ يحتاج إلى درايةٍ وعنايةٍ، ويصبح خلُقُه ضيقًا، ولا يستطيع تحمُّل ما نَطلبُه منه. عزيزتي، اغفري لأمِّك ما ترين أنها مقصِّرة فيه نحوك، وحظك أنك أتيتِ متأخرة عن إخوتك وأخواتك، فبينك وبين أمِّك عمرٌ وتفاوُتٌ في التفكير، فأنت مِن جيل التكنولوجيا والعصر الحديث وأمك بعيدة عن هذا؛ لذا تَجدين تفاوُتًا بينكما في الفكر، فلا تَجعليه سببًا لعقوقِها! أما بالنسبة لحبِّ نساء إخوتك وحب أخواتك الكبيرات عنك وعن أختك، فأقول لك: إنه لا يوجد أي سبب لتحب أمك إخوتك وأخواتك أكثر منك ومن أختك، وقد تكون ما تطلبه منكما مِن خدمةٍ لهم هو مِن واجب الضيافة، فهم ضيوفٌ عندكم حتى ولو كانوا إخوتك وأخواتك، فلا تجعلي للشيطان منفذًا ينفذ إليك لتعقي أمك، فكلكم أبناؤها، وإن سلَّمنا بما تقولين وتشعرين به فيكفي أنها أمك وأنك تحبينها. عزيزتي، تَحَمَّلي كلَّ ما تجدينه مِن أمك بحبٍّ، وإياك ومعاندتها أو إهمالها أو التقصير في حقها، فما تفعلينه تجاهها هو لك أنت وليس لها، إن أحسنتِ لها وأكرمتِها وتحمَّلتِ كل ما تجدينه منها راجيةً رضا الله تعالى؛ فتيقَّني أنك ستجدين هذا في الدنيا قبل الآخرة. أمَّا إن أنتِ أغفلتِ عن هذا وعن حقِّها عليك وقسوتِ عليها بنظرةٍ أو نبرةٍ مرتفعةٍ، أو تأفُّف في النفس، فأؤكِّد لك أنك أيضًا ستجدين ثمرةَ هذا في الدنيا قبل الآخرة. والله الموفق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |