ثلاثية في الولاء والبراء - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1214 - عددالزوار : 134097 )           »          ميزة جديدة لمتصفح كروم بنظام أندرويد 15 تتيح إخفاء البيانات الحساسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          كل ما تحتاج معرفته عن ميزة الصورة المستطيلة بإنستجرام.. اعرف التفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتفى iPhone 14 Plus وGoogle Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          احمِ أطفالك من الإنترنت.. احذر ألعاب الفيديو لحماية أبنائك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          أبل تعمل على جهاز بشاشة تشبه شاشة الآيباد مع ذراع آلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          طفلك يستخدم تطبيقات الموبايل سرا دون علمك.. كيف تكتشف ذلك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          أدوات مهمة هتساعدك للحد من استخدام طفلك للإنترنت.. جربها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          علماء روس يطورون برمجيات ذكاء اصطناعى لمعالجة النصوص الطويلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          روشتة لحماية أطفالك من الألعاب الإلكترونية.. خبير يوضح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 23-02-2020, 06:02 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,940
الدولة : Egypt
افتراضي ثلاثية في الولاء والبراء

ثلاثية في الولاء والبراء



الشيخ مثنى الزيدي





إنَّ الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونَعُوذ بالله من شرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، مَن يهده الله فهو المهتَد، ومَن يُضلِل فلن تجد له وليًّا مُرشِدًا، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسوله، وصفيُّه وخليلُه، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومَن اهتَدَى بهديه.


أمَّا بعدُ:
نقف مع حضراتكم اليومَ - أيُّها الأحبَّة الكِرام - مع الوَلاء والبَراء من خِلال سورة المجادلة، هذه السُّورة التي علَّمتْنا في الجُمعة الماضية درسًا بليغًا من دروس الأدب؛ لنقف اليوم أمامَها بإجلالٍ لتُعلِّمنا درسًا آخَر، لكنَّه من دروس العقيدة، ولا بُدَّ في البداية أن نقفَ عند هذه الآيات الكريمة التي وقفتُ عندها بيني وبين نفسي، فأثارتْ ثائرتي، وأجاشَتْ عَواطِفي، وعلَّمتْنِي عقيدتي، تعالَوْا لنسمَع تلك الآيات أوَّلاً؛ يقول - تعالى - مُخاطِبًا رسولَه الكريم - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ * لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ * اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ * إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ * كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ * لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [المجادلة: 14 - 22].

بدأت الآيات تتكلَّم مع النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وتُعلِن أنَّ الذين يتولَّون اليهودَ هم منافقون، ليسوا منكم ولا من اليهود، وتابَعت الكلام عن صِفاتهم؛ لئلاَّ يتَّصِف بها أهل الإيمان، فماذا فعَل المنافِقون؟ فالمنافقون تولَّوا اليهود، وصادَقُوهم، وناصَرُوهم، وواعَدُوهم بالنُّصرة، فالآية في شأن المنافِقين، ألم تَرَ إلى هؤلاء المنافقين الذين تولَّوا وناصَرُوا وآزَرُوا قومًا غَضِبَ الله عليهم وهم اليهود؟ وقد وُسِم اليهودُ بأنهم مغضوبٌ عليهم في عِدَّة آياتٍ من القرآن الكريم أوَّلها آيات الفاتحة.

ثم إنَّ من صفاتهم أيضًا أنَّهم لا يُوالُون المؤمِنين ويتبرَّؤُون من أعدائهم؛ قال - تعالى -: ﴿ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ ﴾؛ أي: المنافقون الذين تولَّوا اليهود ليسوا منكم وليسوا من اليهود، هذا قول قتادة - رحمه الله تعالى - كما وصَفَهم الله بقوله: ﴿ مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ ﴾ [النساء: 143].

لكن الذي يتَّصف بهذا - والعِياذ بالله - فإنَّ مَوعِده أليم؛ حيث أعلن - تعالى - وقال: {﴿ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [المجادلة: 15]؛ أي: ساءَ هذا الفعل، وساءَ هذا الصَّنِيع.

فالآية إذًا ذمَّتْ كلَّ مَن يتولَّى اليهود، ويُلحَق بهم كلُّ مَن يتولَّى الكفَّار أو النصارى ويُناصِرهم، ويُؤازِرهم، وقد تَضافرَتْ نصوصُ الكتاب والسنَّة على ذلك.

وهنا لاحظتُ شيئًا مهمًّا وأمرًا غريبًا، وكأنَّ القرآن الكريم يَعِيش بيننا، كيف لا وهو المُعجِزة الصالِحَة لكلِّ زمانٍ ومكانٍ، لكلِّ وقت وحين؟ الأمر الغريب هو أنَّ اللهَ ذكَر ثلاثةَ أشياء في ثَنايا كلامِه عن تَولِّي المشرِكين، ولم يذكر غيرَ هذه الأمور الثلاثة، وهذه الثلاثيَّة المكوِّنة لمثلَّث الوَلاء في سورة المجادلة هي: الأموال - الأولاد - الأحزاب.

﴿ لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [المجادلة: 17]، الأموال، والأولاد.

لِمَ قال: الأموال والأولاد أولاً؟ لِمَ؟ أرى - والله تعالى أعلم - أنَّ أهمَّ سببٍ في فقدان الوَلاء لله أولاً: الأموال، وخصوصًا هؤلاء الذين ضَعُفَ إيمانهم وتَزعزَعتْ عقيدتهم، وهذا رأيناه بأمِّ أعيُنِنا، فباتت الوَلاءات والذِّمَم والضَّمائر بل وحتى العَقائد تُشتَرَى بالأموال، من أجل تَحقِيق هدف المشتَرِي، سواء عَلِمَ البائع أو جَهِل، وهذا واقعٌ اليومَ في بلادنا في العراق.

رَأَيْتُ النَّاسَ قَدْ مَالُوا
إِلَى مَنْ عِنْدَهُ مَالُ

وَمَنْ لاَ عِنْدَهُ مَالُ
فَعَنْهُ النَّاسُ قَدْ مَالُوا

رَأَيْتُ النَّاسَ قَدْ ذَهَبُوا
إِلَى مَنْ عِنْدَهُ ذَهَبُ

وَمَنْ لاَ عِنْدَهُ ذَهَبُ
فَعَنْهُ النَّاسُ قَدْ ذَهَبُوا

رَأَيْتُ النَّاسَ مُنْفَضَّهْ
إِلَى مَنْ عِنْدَهُ فِضَّهْ

وَمَنْ لاَ عِنْدَهُ فِضَّهْ
فَعَنْهُ النَّاسُ مُنْفَضَّهْ



ثم إنَّ السبب الثاني في فقدان الولاء لله: الولدان، ولم يقل الله: الرجال، الولدان، الشباب، الصِّغار، الذين وإن بلَغُوا الحلم ربما لم يَبلُغوا الرشد، رشد العقول، رشد العقيدة، رشد الثَّبات.


فيَكون الشباب أسهل من غيرهم للإغراء ولحبِّ الشَّهوات والأموال والرَّواتِب، والسيَّارات، والمناصِب والكراسي، والسلطة والهيبة والمكانة، والظُّهور والتسلُّط، وهذا ما رأيناه، بل هو الذي يحصل الآن، والله المستعان.

ولهذا ذكَر - تعالى - الأولاد، فإيَّاكم أيُّها الأولاد! إيَّاكم أيُّها الآباء! انتَبِهوا لأولادِكم وشبابِكم؛ ((فكلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّته))، كما قال المصطفى - عليه صلوات ربي.
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 79.60 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 77.92 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (2.11%)]