أحكام وآداب الجمعة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4451 - عددالزوار : 878542 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3984 - عددالزوار : 409211 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          المرأة والأسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 65 - عددالزوار : 7472 )           »          أحكــــــام الصيــــــــــام وآدابــــــــه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 88 - عددالزوار : 24332 )           »          تحت العشرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 65 - عددالزوار : 8617 )           »          آفاق التنمية والتطوير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 19 - عددالزوار : 5025 )           »          خواطر الكلمة الطيبة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 22 - عددالزوار : 1756 )           »          أهمية الشعور بالمسؤولية وتحملها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-05-2024, 06:10 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,415
الدولة : Egypt
افتراضي أحكام وآداب الجمعة

أحكام وآداب الجمعة

د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي

الخطبة الأولى
الحمدُ لله، الحمد لله الذي جعل الجمعة من أسباب الاجتماع، تُقرأ فيه المواعظ لتمزق غشاء الأسماع، فتتأثر منها القلوب والطباع، وتفتح بذلك أبواب الخير والانتفاع، أحمده سبحانه وتعالى على جزيل الفضل والإحسان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له المنان، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله المبعوث بالبيان، اللهمَّ صلِّ وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه في كل وقت وأوان، أما بعد:
فاتَّقوا الله عبادَ الله، اتقوا اللهَ وراقبوه، وأطيعوا أمرَه ولا تعصوه، ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ ‌حَقَّ ‌تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، فمن اتَّقى الله وقاه، ومِن كلِّ ما أهمَّه كَفاه.

أيها المؤمنون، إنَّ الله جلَّ وعلا مِن حِكمتِه فاضَلَ بَين الأيَّام وبين الأزمِنَة، فالأشهر الحُرُم هي أفضَلُ أشهُرِ العام، كما قال جل وعلا: ﴿ مِنْهَا ‌أَرْبَعَةٌ ‌حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ﴾ [التوبة: 36]، وفضَّلَ شهرَ رمضان فجعَله أفضلَ شهور العام، وجعل عشرَه الأخيرةَ أفضل أيَّامِه ولياليه، وفضَّل تِسعَ ذِي الحجة على بقية الشهر، وفضَّل يوم عرفَة، وفضَّل عيدَيِ الفطر والأضحى؛ كلُّ هذا التفضيل لما لله فيه من حكمةٍ، ولما أودَعَ في هذه الأيَّام من الخير والفضل، وفضَّل يوم الجمعةِ، فجعله أفضلَ الأيَّام، وخصَّ الأمَّةَ المحمديَّة فيه بخصائص لم تكن لأمةٍ قبلَهم، يقول الله جلَّ وعلا، أمرٌ مِن الله لعباده بالعناية بهذا اليوم والاهتمامِ بصلاةِ الجمعة: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ‌نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ﴾ [الجمعة: 9]، إذا نودِيَ إليها فاهتَمُّوا بالمُضِيِّ إليها، وجِدُّوا في الحضور إليها.

وإنه من كبائر الذنوب يا عباد الله أن يتخلف المسلم عن حضور الجمعة من غير عذر شرعي، فقد شدَّد رسول الله صلى الله عليه وسلم في التحذير من ذلك مبينًا صلى الله عليه وسلم أن من فعل ذلك فقد عرض نفسه للإصابة بداء الغفلة عن الله، والطبع على قلبه، ومن طبع الله على قلبه عميت بصيرته وساء مصيره، روى مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ))، وروى الإمام أحمد وغيره عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ تَهَاوُنًا بِهَا؛ طُبِعَ عَلَى قَلْبِهِ))؛ صححه الألباني.

أيها المسلمون، هذا يوم الجمعة يومٌ عظيم من أيام الله، هذا اليوم هَدانا الله له يا أمّةَ محمّد؛ فضلًا منه وكرَمًا، وأضلَّ عنه مَن قَبلَنا من اليهود والنصارى، ﴿ وَمَا رَبُّكَ ‌بِظَلَّامٍ ‌لِلْعَبِيدِ ﴾ [فصلت: 46]، ﴿ وَاللَّهُ ‌يَخْتَصُّ ‌بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [البقرة: 105]. هذا يومٌ يعظِّمه المسلمون، يعظِّمون الصلاةَ فيه، ويهتمون به، ويعدون حضورَه نعمةً من نِعَم الله عليهم، وحُقَّ لهم ذلك؛ فهو يومٌ من أفضل الأيام، يقول فيه صلى الله عليه وسلم: ((خيرُ يومٍ طلعَت عليهِ الشمس يومُ الجمعة؛ فيه خلِق آدم، وفيه أدخِلَ الجنَّة، وفيه أخرِجَ منها، ولا تقوم الساعة إلا يومَ الجمعة))؛ أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، فاعرِفوا لهذا اليوم فضلَه، واعرفوا له شأنَه، واعلموا أنَّه يومٌ مِن أفضل الأيام وأجلِّها، يوم يلتقِي فيه المسلمون، فيسمعون توجيهات الخطيب.

فيخرجون وقد تزوَّدوا عِلمًا وفَهْمًا وإدراكًا لِواقِعهم، وحَلًّا لمشاكِلهم بتوفيقٍ من الله وهِداية.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقـول: ((نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا، ثُمَّ هَذَا يَوْمُهُمُ الَّذِي فُرِضَ عَلَيْهِمْ، فَاخْتَلَفُوا فِيهِ، فَهَدَانَا اللَّهُ، فَالنَّاسُ لَنَا فِيهِ تَبَعٌ الْيَهُودُ غَدًا وَالنَّصَارَى بَعْدَ غَدٍ))؛ متفق عليه.

وجاء رجل من اليهود إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، آيَةٌ فِي كِتَابِكُمْ تَقْرَؤُونَهَا لَوْ عَلَيْنَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ نَزَلَتْ لاَتَّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا، قَالَ: أَيُّ آيَةٍ؟ قَالَ: ﴿ الْيَوْمَ ‌أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3]، قَالَ عُمَرُ: قَدْ عَرَفْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ، وَالْمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ قَائِمٌ بِعَرَفَةَ يَوْمَ جُمُعَةٍ؛ أخرجه البخاري.

ومما يدل على عظمته ومكانته، أنه من مات فيه وقي من فتنة القبر، ولا يكون ذلك إلا لمن مات وهو مسلم مُوحِّد، كما جاء عند الترمذي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قـال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ إِلَّا وَقَاهُ اللَّهُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ)).

تأمَّل فقد عدَّد رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الأحاديث بعض خصائص هذا اليوم ومزاياه، وإن من أجلها ما أشار إليه صلى الله عليه وسلم من أن فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله شيئًا إلا أعطاه إياه، وقد قال الإمام أحمد رحمه الله: "أكثر الأحاديث في الساعة التي ترجى فيها إجابة الدعوة أنها بعد صلاة العصر".

وقد روى أبو داود وغيره من حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الْتَمِسُوهَا آخِرَ سَاعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ)).

وإن مما شرع من العبادات في هذا اليوم قراءة سورة الكهف، ففي الحديث عند النسائي وغيره عن أبي سعيد الخُدْري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ))؛ صححه الألباني رحمه الله.

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ هَذَا يَوْمُ عِيدٍ، جَعَلَهُ اللَّهُ لِلْمُسْلِمِينَ، فَمَنْ جَاءَ إِلَى الْجُمُعَةِ فَلْيَغْتَسِلْ، وَإِنْ كَانَ طِيبٌ فَلْيَمَسَّ مِنْهُ، وَعَلَيْكُمْ بِالسِّوَاكِ))؛ رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني.

فعلى المسلم أن يلبس أحسن ثيابه، ويغتسل، ويتطيب، ويتسوك في هذا اليوم العظيم، عن أبي سعيد رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((غُسْلُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ وَسِوَاكٌ وَيَمَسُّ مِنَ الطِّيبِ مَا قَدَرَ عَلَيْهِ))؛ متفق عليه.

ويُشرَع لكَ إذا دخلتَ المسجدَ يومَ الجمعة أن تصلِّيَ ما قسَم الله لك، فإن كان الإمام يخطُب فاكتفِ بركعتين فقط، فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ سُلَيْكٌ الْغَطَفَانِيُّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ، فَجَلَسَ، فَقَالَ لَهُ: ((يَا سُلَيْكُ، قُمْ فَارْكَعْ رَكْعَتَيْنِ، وَتَجَوَّزْ فِيهِمَا))، ثُمَّ قَالَ: ((إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ وَلْيَتَجَوَّزْ فِيهِمَا))؛ أخرجه مسلم.

عباد الله، ولتحذروا كل ما نهى عنه الشرع وحذر، مما يكون سببًا في فوات أجر الجمعة، أو نقصان ثوابها؛ كالتأخر في الذهاب إليها حتى يخرج الإمام، أو إشغال المصلين بتخطي رقابهم، فقد رأى صلى الله عليه وسلم وهو يخطب يوم الجمعة رجلًا يتخطى رقاب الناس، فقال له صلى الله عليه وسلم منكرًا عليه: ((اجْلِسْ فَقَدْ آذَيْتَ وَآنَيْتَ»؛ رواه أحمد وغيره من حديث عبدالله بن بسر رضي الله عنه، وإنه ليخشى على من يفعل ذلك أن يدخل في عمـوم قـول الله عز وجـل: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ ‌احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 58].

وليحذر التشويش على عباد الله برفع الصوت بالذكر أو التلاوة، فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله للصحابة حينما علت أصواتهم بالقراءة: ((لا يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقُرْآنِ»؛ رواه الطبراني من حديث عائشة رضي الله عنها، وصححه الألباني.

وإن من الحرمان وقلة البصيرة أن ينشغل المرء عن الخطبة بحديث أو عبث بحصى أو غيره، فيفوته بذلك ثواب الجمعة وفضلها، فقد قال صلى الله عليه وسلم في التحذير من ذلك: ((مَنْ مَسَّ الْحَصَى فَقَدْ لَغَا»؛ رواه مسلم في صحيحه، وروي أيضًا عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ: أَنْصِتْ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ فَقَدْ لَغَوْتَ».

فانظر أخي المسلم إلى هذا الفضل العظيم، واحرص على الخير، مع العلم أن الصلاة قبل الجمعة نافلة لا عدد لها، واعلم أنه ليس هناك سنة راتبة قبل الجمعة؛ إنما السنة الراتبة بعدها إما أن تكون ركعتين في البيت، أو أربعًا في المسجد، كما ذكر أهل العلم جمعًا بين الحديثين التاليين:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّى بَعْدَ الْجُمُعَةِ رَكْعَتَيْنِ فِي بَيْتِهِ؛ متفق عليه.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمُ الْجُمُعَةَ فَلْيُصَلِّ بَعْدَهَا أَرْبَعًا»؛ رواه مسلم.

بارَك الله لي وَلكُم في القرآنِ العَظيم، ونفعني الله وإياكم بما فيهِ من الآياتِ والذكر الحَكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفِر اللهَ لي ولَكم ولجميعِ المسلِمين من كل ذنب فاستغفِروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.

أيها المسلمون، ولتعلموا أن من أفضل الأعمال الصالحة يوم الجمعة وليلتها الإكثار من الصلاة والسلام على رسول الهدى صلى الله عليه وسلم، فقد روى أبو داود عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ))؛ صححه الألباني.

قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: "رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الأنام، ويوم الجمعة سيد الأيام؛ فللصلاة عليه في هذا اليوم مزية ليست لغيره، مع حكمة أخرى؛ وهي أن كل خير نالته أمته في الدنيا والآخرة فإنما نالته على يده، فجمع الله لأمته بين خيري الدنيا والآخرة، فأعظم كرامة تحصل لهم فإنما تحصل يوم الجمعة، فإن فيه بعثهم إلى منازلهم وقصورهم في الجنة، وهو يوم المزيد لهم إذا دخلوا الجنة، وهو يوم عيد لهم في الدنيا، ويوم فيه يسعفهم الله تعالى بطلباتهم وحوائجهم، ولا يرد سائلهم، وهذا كله إنما عرفوه وحصل لهم بسببه وعلى يده، فمن شكره وحمده وأداء قليل من حقه صلى الله عليه وسلم أن نكثر من الصلاة عليه في هذا اليوم وليلته.

وقد قال الله عز وجل: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ ‌وَسَلِّمُوا ‌تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

اللهمَّ صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولك محمد، وارضَ اللهمَّ عن الخلفاءِ الأربعة الراشدين.

اللهمَّ أعز الإسلام والمسلمين.

اللهمَّ أرنا الحق حقًّا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه.

اللهمَّ ارحم موتانا، واشفِ مرضانا، وتولى أمرنا.

اللهمَّ إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.

اللهمَّ اجعلنا نشكرك ونذكرك حتى ترضى.

اللهمَّ إنا نعوذ بك من جحد النعمة، اللهمَّ إنا نسألك شكرها.

اللهمَّ استعملنا في طاعتك، وجنبنا مساخطك.

عباد الله، ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ ‌وَالْمُنْكَرِ ‌وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [النحل: 90-91].

واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، الله يعلم ما تصنعون.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.27 كيلو بايت... تم توفير 1.52 كيلو بايت...بمعدل (2.78%)]