المحافظون الجدد ..عقيدة وفلسفة سياسية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح صحيح مسلم الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 269 - عددالزوار : 54219 )           »          طريقة عمل صينية بطاطس مهروسة بالكفتة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          7 علامات تدل على أنك تنمو داخليًا.. تتحمل المسؤولية ولا تهرب من المواجهات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          4 خطوات لحفظ الحبوب والبقوليات بطريقة صحيحة وحمايتها من التلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          طريقة عمل طاسة سجق بالجبنة.. لذيذة ومش بتاخد وقت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          وصفات طبيعية لتطويل الشعر بخطوات بسيطة.. مش هتاخد وقت كتير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          طريقة عمل رقائق الجبنة بخطوات بسيطة.. مقرمشة وطعمها لذيذ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          5 عادات يومية تتسبب فى ظهور البثور وخطوط التجاعيد.. أبرزها الهاتف المحمول (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          رجعتى من المصيف ولونك اتغير.. 4 خطوات لتفتيح البشرة وتوحيد لونها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          كيف تجعل ابنك المراهق يثق بك ويتحدث إليك بحرية؟.. كُن قدوة في الصراحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > الحدث واخبار المسلمين في العالم > ملتقى الملل والنحل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الملل والنحل ملتقى يختص بعرض ما يحمل الآخرين من افكار ومعتقدات مخالفة للاسلام والنهج القويم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-11-2009, 09:50 AM
الصورة الرمزية hamamzajil
hamamzajil hamamzajil غير متصل
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: algeria
الجنس :
المشاركات: 665
الدولة : Algeria
افتراضي المحافظون الجدد ..عقيدة وفلسفة سياسية

إن دراسة مشروع الهيمنة الأمريكي ـ الصهيوني على منطقتنا



العربية؛ لا يمكن فهمه دون معرفة الأسس الثقافية



والإيديولوجية التي قامت عليها الفلسفة السياسية لما أصبح



يعرف اليوم بالمحافظين الجدد . هذه الفلسفة التي جعلت طلائع



القوات الأمريكية تبدأ عملها خارج أراضي الولايات المتحدة منذ



القرن السابع عشر ؛ هي ذاتها التي تمارسها اليوم الإدارة



الأمريكية ؛ بعد أن غدت القطب الواحد الذي يريد تقرير مصير



المجتمع البشري وفق فلسفته السياسية التي أسسها متشددون



من أصول بروتستانتية أُطلق عليهم ( الآباء المؤسسون )



للهيمنة على المنظمات



والهيئات الدولية لفرض فلسفتها السياسية ذات البعد



الإيديولوجي . ومن خلال دراستنا لهذه الفلسفة سنجد أنها تقوم



على عاملين أساسيين ؛ وضعهما الآباء المؤسسون ؛ ولو



حللناهما سيتبين لنا أنها ذاتها التي تسير وفقها سياسة الإدارة



الأمريكية الحالية ولكن الشكل يختلف من حين إلى آخر وهذان



العاملان هما :



أولاً : الأصول البروتستانتية :



تشكلت عقلية الجماعة الأولى التي جاءت إلى أمريكا الشمالية



دينياً من خلال المفهوم البروتستانتي للمسيحية ؛ الذي يرى أنه



لا يمكن فهم المسيحية إلا بالعودة إلى التوراة ؛ سواء في العلاقة



مع الكنيسة ، أو فهم الدور اليهودي عالمياً ؛ بعكس الكاثوليكية



التي ترى أن الكنيسة هي القناة التي تصل الإنسان بالرب ؛ وأن



الأمة اليهودية انتهى دورها الديني إلهياً بمجيء المسيح ؛ وأن



الله عاقبهم على نكثهم بالمواثيق التي أخذها عليهم ؛ وعلى



دورهم في صلب المسيح . أما الفهم البروتستانتي الذي أسسه



(مارتن لوثر) فيقوم على إلغاء دور الكنيسة في علاقة الإنسان



بربه ، وبالتالي إلغاء صكوك الغفران التي شبهها ( مارتن لوثر )



بصك العبودية ، وأنه لا يمكن فهم المسيحية إلا بالعودة إلى



التوراة ؛ وهذا يعني أن الفكر الديني البروتستانتي قائم على



الإيمان العميق بنبوءات التوراة ( رؤيا يوحنا اللاهوتي ) التي من



ضمنها أن اليهود هم شعب الله المختار ، وأن المسيح سيعود إلى



الأرض ، وإلى فلسطين تحديداً ، ليحكم العالم مدة ألف عام تقوم



بعدها القيامة ، وهذه العودة لن تتم إلا إذا تحققت ثلاث نبوءات



توراتية :



الأولى : قيام دولة لبني إسرائيل في فلسطين وقد قامت عام



1948 .



الثانية : احتلال القدس . وقد احتلت عام 1967 .



الثالثة : بناء الهيكل مكان المسجد الأقصى . وهم يعملون مع



الصهاينة على تحقيق تلك النبوءة . من خلال هذا الاعتقاد



التوراتي في فهم العقيدة المسيحية البروتستانتية ؛ تشكلت



العقلية الدينية الأمريكية على اعتبار اليهود شعب الله المختار ،



وبالتالي تغيرت النظرة إلى فلسطين ، وأصبح دعم اليهود لتحقيق



هذه النبوءة واجباً دينياً ؛ يجب أن يعمل الأمريكيون البروتستانت



من أجله . وعندما نفهم البعد الديني لهذه الفلسفة ؛ تصبح صورة



علاقة الولايات المتحدة بالكيان الصهيوني أكثر وضوحاً .



ثانياً :البراغماتية العمياء :



إن مَنْ أسَّسَ الولايات المتحدة ينظر إلى



مصلحته الشخصية ومصلحة الجماعة التي خرجت مضطهدة من



أوروبا على أنها شيء مقدس ؛ وبالتالي يجب أن تكون مصلحة



هذه الجماعة وأمنها وأهدافها مأخوذة بعين الاعتبار لدى كل من



يقودها ؛ ويعد الخطاب الذي ألقاه السيناتور ألبرت بفريدج عام



1898 أحد المبادئ الأساسية التي يجب أن توضع بعين الاعتبار



في الفلسفة السياسة الأمريكية ، وأطلق على هذا الخطاب اسم



(مسيرة الراية) ويتلخص هذا الخطاب الشهير بأن التوسع



الاقتصادي هو إستراتيجية أمريكية ، لذلك يجب فتح أسواق جديدة



للتجارة الأمريكية في العالم ؛ لتنشيط الاقتصاد الأمريكي ،



وهيمنته على الاقتصاد العالمي ويجب على القوة العسكرية أن



تخدم هذا المبدأ . واليوم نشاهد القوة العسكرية الأمريكية تقوم



بهدم البنية التحتية للبلاد التي تحتلها الولايات المتحدة ، وبعد



الاحتلال تدخل الشركات الأمريكية لتبنيها ؛ فتحقق أرباحاً كبيرة



تنعش من خلالها الاقتصاد الأمريكي ، وتجعل عجلته تدور ؛ ومن



ثم تصبح هذه البلاد المحتلة سوقاً جديدة لمنتجات الشركات



الأمريكية ؛ وقد أكد على هذا المبدأ البراغماتي (جورج واشنطن)



الأب الأكبر للفلسفة السياسية الأمريكية عندما قال : يجب أن



نعتبر أي تحالف مع أية دولة مؤقتاً إلا إذا كان هذا التحالف مفيداً



لمصالحنا ، وإذا أصبح هذا التحالف عبئاً علينا فمن الواجب تركه



وإحلال تحالف جديد مكانه ؛ حتى ولو كان صاحبه عدو الأمس .



والعاملان الديني والبراغماتي لهما دور كبير في الفلسفة



السياسية الأمريكية منذ نشأتها إلى يومنا هذا ، وبحسب المصالح



الشخصية لقادة البيت الأبيض نرى أحياناً العامل الديني يتقدم



على البراغماتي ؛ وأحياناً البراغماتي يتقدم على الديني . المبادئ



التي تقوم عليها الفلسفة السياسية للمحافظين الجدد . هناك



مجموعة مبادئ تتحكم وتوجه القرار السياسي الأمريكي ، هما



نتاج للعاملين المذكورين آنفاً ؛ وتعد من الثوابت التي تقوم عليها



الإستراتيجية الأمريكية وهي :



1ـ القـــــــــــــــوة :



القوة في الفلسفة السياسية الأمريكية هي أقصر الطرق لتحقيق



الأهداف الأمريكية ؛ فأية مشكلة تواجه السياسة الخارجية



الأمريكية تفكرفوراً بالقوة لحلها ، وازدادت القناعة في هذا المبدأ



بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ، وتفردها كقوة عظمى بالعالم ، ولا



أعتقد أن هناك دولة في العالم خاضت حروباً لتحقيق فلسفتها



كالولايات المتحدة ، ولو تدبرنا التاريخ الأمريكي لوجدنا أن كل



رئيس لا بد أن يخوض في ولاياته الرئاسية حرباً أو أكثر ؛



وأصبح لهذا المبدأ فلاسفته ومشرعوه ؛ ويعتبر (هنري ويجر)



أحد المنظرين الأوائل لهذا المبدأ ، وكان يعد من أشهر منتقدي



دعاة اللاعنف في السياسة الأمريكية ؛ كما كان يسبغ على فلسفة



القوة لبوساً دينياً فيقول : الكتاب المقدس لم يمنع الحرب بل إننا



نجد في التوراة أن الحرب مأمور بها والمسيح عاش في عصر



الحرب ولم يمنعها .



وأكد على ذلك المبدأ إمام المحافظين ( ألكسندر هاملتون )



عندما قال : إن القوة هي التي تملي شروط العلاقة بين أمريكا



والعالم .



وتحت مسميات مختلفة وذرائع شتى تستخدم الإدارة



الأمريكية القوة لتحقيق فلسفتها السياسية ، فباسم الإرهاب التي



لم تحدد له تعريفاً تحتل بلاداً ، وباسم الديمقراطية تطيح بأنظمة ؛



وباسم حقوق الإنسان والأقليات تعتقل دولاً !؟.




2 . الجمهورية الإلهية :



المجموعة التي انتصرت في حرب الاستقلال والحرب



الأهلية الأمريكية ، قامت فلسفتها السياسية على عقيدة دينية



بروتستانتية هذه العقيدة شكلت شيئاً فشيئاً أهدافاً محددة ؛ عَمِلتْ



على تحقيقها الإستراتيجية الأمريكية فيما بعد ؛ منها الاعتقاد بأن



المجتمع الأمريكي مجتمع متفوق ومتميز على كل مجتمعات العالم



، ويحق له ما لا يحق لغيره لأنه تم اختياره إلهياً ؛ لتشكيل



جمهورية إلهية على غرار دولة إسرائيل ، وبالتالي أعطتهم هذه



العقيدة وصايا إلهية على الشعوب الأخرى ، ولقد مارس



الأمريكيون الأوائل هذه الوصاية في أمريكا الوسطى والجنوبية ،



ثم توسعوا فيها بعد الحرب العالمية الثانية في آسيا ، وعادوا



لممارستها عالمياً بشكل سافر بعد انفراد إمبراطوريتهم بالعالم



إثر انهيار الاتحاد السوفيتي . وهذه الفلسفة تقوم على ضرورة



توسيع حدود الولايات المتحدة ، حتى لو اضطرت لسلب أراضي



جيرانها ؛ لتصبح الجمهورية الإلهية قادرة على استيعاب صفوة



العقول البشرية التي تهاجر إليها ؛ لتقدم خدماتها لشعب الله



المختار الجديد ، فتم شراء مقاطعة ( لويزيانا ) من نابليون



فرنسا عام 1803 ثم ( ألاسكا ) واستعمروا نصف المكسيك ؛



وضموها إليهم. وما كادت الولايات المتحدة الأمريكية تستقل عن



بريطانيا حتى كانت فكرة الجمهورية الإلهية ؛ قد أخذت تتبلور



وتتطور ، لتشكل الاعتقاد السائد والمسيطر على صانع القرار



الأمريكي ، وأنه أصبح شعب الله المختار الجديد ، وقد تم اختياره



إلهياً ليقود العالم ، وقد تحدث الصحفي الفرنسي( بيار سالينجر )



عن ذلك في تقديمه لكتاب أمريكا التوتاليتارية للكاتب الفرنسي



ميشيل موردان قائلاً : إن الأمريكي مفعم بالعقيدة الكالفينية التي



تقرر بأن الله قد جمع شعباً من رجال ونساء مميزين ؛ ليمنحه



قيادة العالم .



يتبع...
__________________

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-11-2009, 09:56 AM
الصورة الرمزية hamamzajil
hamamzajil hamamzajil غير متصل
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: algeria
الجنس :
المشاركات: 665
الدولة : Algeria
افتراضي رد: المحافظون الجدد ..عقيدة وفلسفة سياسية

ويؤكد ( ميشيل موردان ) أن هذا الاعتقاد كان



المحرك الأساسي للنخب القيادية الأمريكية قبل حرب الاستقلال ؛



ويضرب مثالاً بالمفكر الأمريكي ( فوليام مستوغون1631ـ



1701) الذي يرى أن الله اختار الشعب الأمريكي بعناية ؛



وغربلهم كما تغربل الحبوب لفصل البذرة الصالحة عن غيرها ،



أما ( جون ونثروب ) حاكم ولاية مساشوستس عام 1629 فقد



وصف نفسه وأصحابه بأنهم في خدمة الإرادة الإلهية ، وأنهم



مرتبطون معها بميثاق وهم شعب الله المختار الجديدلا . وبقيت



فكرة الجمهورية الإلهية المتميزة مسيطرة على عقلية صاحب



القرار الأمريكي من جورج واشنطن حتى إدارة بوش الصغير لذلك



سمعناه يقول دون خجل : إن العناية الإلهية اختارته لمحاربة



الإرهابيين . وأنه يشن حرباً باسم السماء . وأن الله اختار الشعب



الأمريكي للقيام بهذا الدور . ووصل الأمر به إلى أنه ادعى بأن الله



زاره في بيته وألهمه شن الحرب على العراق وهذا بالضبط الذي



قاله الرئيس الأمريكي ( وليم ماكنلي ) إبان العدوان الأمريكي



على الفلبين عام 1898 . ويؤكد فلاسفة السياسة الأمريكية على



الترابط بين مبدأي القوة والجمهورية الإلهية حيث قال السيناتور



( هارت بنتون ) في خطاب له أمام مجلس الشيوخ عام 1846 :



إن قدر أمريكا هو الغزو والتوسع فهي مثل عصا موسى التي



صارت أفعى ، وابتلعت كل الحبال هكذا ستغزو أمريكا الأراضي



وتضمها إليها أرضاً بعد أرض ، ذلك هو قدرها الإلهي .




ويؤكد على ذلك الكاتب الأمريكي ( ريتشارد نيبر ) في كتابه



( مملكة الله في أمريكا ) بقوله : إن الفكرة القديمة عن شعب الله



المختار الأمريكي قد أعطت دورها لفكرة الأمة الأمريكية المختارة



والمفضلة عند الله .



وأكد الكاتب الأمريكي ( جوسياسترونغ ) صاحب الكتاب



الشهير ( بلادنا ) بعد اجتياح أمريكا



للفلبين وجزر الهاواي وكوبا ذلك المبدأ بقوله : إن تصميم الله



لمستقبل الإنسانية يعتمد كلياً على الإنجلوساكسون .





3 . الحرب العادلة :



وضع الآباء المؤسسون نظرية قاموا بتطبيقها



في كل نزاعاتهم مع الآخرين منذ حرب الاستقلال حتى بوش



الصغير ، وتتمثل تلك النظرية بأن أية حرب تدخلها الولايات



المتحدة ضد الآخرين هي حرب عادلة ، مادامت تحقق الأهداف



الإستراتيجية للولايات المتحدة حتى أن البروفيسور ( روبرت



تكر ) الأستاذ في جامعة ( جون هوبكنز ) قال : يمكن اعتبار



استخدام العنف والوحشية في أية حرب ندخلها ؛ حرباً عادلة .



هذا المبدأ جعل الولايات المتحدة تعتبر كل حرب تدخلها ضد أية



دولة تعمل بعيداً عن المصالح الأمريكية حرب تحرير ، وهذا ما



ادعاه بوش الصغير من خلال عدوانه على أفغانستان والعراق إذ



أطلق على عدوانه على أفغانستان والعراق ( الحرب العادلة ) و



( حرب التحرير ) وأكد روزفلت في شرحه لمبدأ ( مونرو ) أن



الولايات المتحدة هي صاحبة الحق المطلق في تحديد شرعية أو



لا شرعية أي سلوك تقوم به دولة أخرى . الدور الصهيوني في



الفلسفة السياسية الأمريكية : هناك اعتقاد ديني راسخ عند معظم



الإدارات التي تعاقبت على حكم الولايات المتحدة إن لم نقل كلها ،



بأن اليهود هم أكثر شعوب الأرض حاجة للحماية والرعاية لأنهم



شعب الله المختار !!؟؟. ويعتقد كثير من الزعماء الذين حكموا



الولايات المتحدة أن حب اليهود ورعايتهم وحمايتهم يؤدي إلى



رضا الله عنهم ، وأما كرههم وعدم رعايتهم يوجب غضب الله



كما يؤمنون بأن الإمبراطوريات السابقة التي سقطت واندثرت



بسبب ظلمها للشعب اليهودي . والتأثير اليهودي في تشكيل



الفلسفة السياسية الأمريكية ؛ بدأ مع السنوات الأولى التي شكلت



الولايات المتحدة ؛ وكان تعَلُمَ العبرية آنذاك واجب ديني في



المدارس والجامعات الأمريكية ؛ لذلك لا نستغرب بأن تكون أول



شهادة دكتوراه منحتها جامعة ( هارفارد ) الأمريكية في عام



1642 كانت بعنوان ( العبرية هي اللغة الأم ) وليس مصادفة أن



يكون أول كتاب يُطبع في أمريكا هو (سفر المزامير) وأما المجلة



الأولى التي تأسست في أمريكا هي مجلة يهودية واسمها ( مجلة



اليهودي ) والولايات المتحدة هي أول دولة مارست الضغط على



بريطانيا لفتح باب هجرة اليهود إلى فلسطين المقدسة دون تحديد



؛ وكان ذلك في عهد( روزفلت ) ومن قبله ( ويلسون ) الذي شن



حملة على الكتاب الأبيض البريطاني الذي حدد هجرة اليهود إلى



فلسطين ؟!. من هنا نجد هذه الوقفة العجيبة للزعماء الأمريكيين



مع الصهاينة ليست مستغربة لمن قرأ تاريخ الولايات المتحدة ؛



وهذا ما أكده الرئيس الأمريكي هاري ترومن حينما أعلن



الصهاينة في 14 / 5 / 1948 قيام دولتهم سارع فوراً للاعتراف



بها قائلاً : إن هذه نقطة البداية ؟!. دعم المحافظين الجدد



للمشروع الصهيوني ؟: ساهمت الإدارات الأمريكية المتعاقبة



بإنشاء جمعيات سياسية واقتصادية لدعم المشروع الصهيوني ؛



فنشأت منظمة المسيحيين المتحدين مع إسرائيل التي أشرف



عليها القس ( لويس ) ، والمصرف الأمريكي المسيحي من أجل



إسرائيل ، ومؤتمر القيادة الوطنية المسيحية من أجل إسرائيل ،



ويرأسها البروفسور فرانكلين بجامعة المعبد في ( بنسلفانيا ) ،



والاتحاد المسيحي من أجل سلامة أمريكا ؛ ومنظمة الصوت



المسيحي والإئتلاف من أجل القيم التقليدية . وحول ذلك يقول



المؤرخ البريطاني البروفسور (بول جونسون) في محاضرة له



في مكتبة (بيير بونت مورغن) بنيويورك : إن النخبة



الأنجلوسكسونية مقتنعة تماماً بأن أمريكا هي الجسر إلى مملكة



الله ؛ كما أن هذه النخبة هي التي ستبني أورشليم الجديدة على



أنقاض القدس ؛ وإن إرادة الله اختارتها لتلك المهمة المقدسة ؟! .



هذه القناعة الدينية موجودة في سلوك معظم الرؤساء الأمريكان



من جورج واشنطن إلى بوش الصغير ، ويبدو أن علاقة اليهود



الصهاينة بالإدارة الأمريكية أصبحت تأخذ بعداً تاريخياً ودينياً ؛



فهاهو رجل السلام كما يسميه الإعلام ( جيمي كارتر ) الرئيس



الأمريكي الأسبق عندما خطب في الكنيست الإسرائيلي ؛ ذكر



الصهاينة بهؤلاء الرواد أو الحجاج ؛ وبين أوجه التشابه بين



الشعبين الأمريكي والصهيوني إذ قال : لقد أقام الرواد وأقوام



تجمعوا من كلا الشعبين من دول شتى ، فشعبي كذلك أمة من



المهاجرين واللاجئين إننا نتقاسم معاً ميراث التوراة . وفي عهد



الرئيس ( ريغان ) وصل الدعم الأمريكي للمشروع الصهيوني إلى



ذروته سياسياً واستراتيجياً ودينياً ، حيث نشطت الجمعيات



اليهوـ مسيحية ووجهت مذكرة في تشرين الثاني 1982 إلى



ريغان جاء فيها : إن الله أعطى أرض إسرائيل للشعب اليهودي ؛



وإن الكتاب المقدس يرسم حدود دولة إسرائيل التي تتجاوز حدود



الدولة الموجودة حالياً . وأخذ أعضاء هذه الجمعيات يروجون



لخرافة المعركة النووية التي ستقع في هرمجدون ، واستجاب



ريغان المشبع بأحلام التوراة إلى تلك المبادرة ؛ وبدأت حملته



التي سميت بحرب النجوم ؛ وقد تحدث البروفسور الأمريكي



اندرو بانغ مدير الأبحاث في المعهد المسيحي في مؤتمر صحفي



عام 1984 قال فيه : إن ريغان كان مؤمناً بنظرية هرمجدون كما



يعتقد أن الله قضى بنشوب حرب نووية بين أتباع الرب وأعدائه



؟!. وأخذت الدعوات لهذه الرؤيا تتشكل في جمعيات مسيحية



يهودية من أشهرها على الإطلاق ( السفارة المسيحية العالمية )



التي أُنشئت في القدس في 30 / 9 / 1980 وشارك في إنشائها



أكثر من ألف رجل دين من المسيحيين البروتستانت المتصهينين



، وأصبح لها فروع على شكل سفارات وقنصليات في أكثر من



( 40 ) دولة ، يترأسها رجل دين صهيوني مسيحي ولها في



الولايات المتحدة فقط ( 22 ) مركزاً موزعة في ( 22 ) ولاية



أمريكية ، ولقد ورد في النشرة الأولى لها : الإسلام مسؤول عن



السخرية الكبيرة من الله ، وهناك مسجد إسلامي في أقدس بقعة



في جبل موريا ، وهذه وصمة عار للموقع المقدس للهيكل ، والله



وحده هو الذي أنشأ هذه السفارة الدولية في هذه الساعات



الحرجة من أجل تحقيق راحة صهيون وإن القدس هي المدينة



الوحيدة التي تحظى باهتمام الله ؛ وإن الله أعطى هذه الأرض



لإسرائيل إلى الأبد .

يتبع...
__________________

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 08-11-2009, 10:04 AM
الصورة الرمزية hamamzajil
hamamzajil hamamzajil غير متصل
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: algeria
الجنس :
المشاركات: 665
الدولة : Algeria
افتراضي رد: المحافظون الجدد ..عقيدة وفلسفة سياسية

الآثار العالمية للفلسفة السياسية الأمريكية :




إن الفلسفة السياسية التي تحدثنا عنها آنفاً جعلت



الإستراتيجية الأمريكية تنظر إلى منطقتنا العربية نظرة خاصة ،



وتعد بداية التسعينيات من القرن المنصرم مرحلة جديدة شهدها



المجتمع الدولي ، لأنها مثلت مرحلة خطيرة وفريدة في التاريخ



البشري ؛ إذ شهد العقد الأخير من القرن العشرين تفرد



الإمبراطورية الأمريكية بالعالم كقوة سوبر عظمى ؛ وهذا استثناء



تاريخي لا سابق له . واعتبر كثير من المحللين الاستراتيجيين في



العالم أن هناك لحظتين تاريخيتين ؛ ساهمت بشكل كبير بكشف



الولايات المتحدة لإستراتيجيتها الكونية كإمبراطورية جديدة بدأت



تقود العالم بمفردها هما :



أولاً : عاصفة الصحراء :



حيث أعلن بوش الأب بعد انتصاره على العراق ؛ أن العالم اليوم



يشهد نظاماً عالمياً جديداًُ ؛ لن تسمح خلاله الولايات المتحدة



لأحد بأن يحاول الوقوف بوجه استراتيجيتها .




ثانياً : أحداث الحادي عشر من أيلول :



هذه الأحداث كان المستفيد الأكبر منها الولايات المتحدة ؛



لما شهدناه لاحقاً من تداعيات لهذه الأحداث كمحاربة الإسلام



تحت مسمى الإرهاب ، والإدارة الأمريكية إلى هذه اللحظة ترفض



أن تضع تعريفاً للإرهاب من جهة ؛ ومن جهة أخرى فشلت في أن



تفصل في حربها ما بين الإرهاب والإسلام . وكان الحدثان



فرصتين تاريخيتين كي تعيد الولايات المتحدة ترتيب خارطة



العالم بما يتلاءم مع فلسفتها السياسية ، وهذا ما صرح به تماماً



وزير الدفاع الأمريكي السابق ( رامز فيلد ) بعد يومين من أحداث



أيلول لوكالات الأنباء العالمية حيث قال : إن الدماء الأمريكية



التي زهقت في الأحداث ستحقق أهدافاً عظيمة للولايات المتحدة



على مدى قرن كامل ؟؟!!. نتائج الفلسفة السياسية للمحافظين



الجدد :



أولاً : محاولة إيجاد عدو يجعل الشعب الأمريكي ملتفاً



حول إدارته . وقد تم تحديد ذلك العدو بالإسلام .



ثانياً : تطبيق نظرية ( ماكندر ) المتمثلة بالسيطرة على مناطق



الثروات في العالم .



ثالثاُ : إيجاد أسواق ناشئة مستهلكة للسلع الأمريكية



؛ دون أن يكون لهذه السلع منافس حقيقي .




رابعاً : الدعم المطلق للكيان الصهيوني الذي يساعد على تحقيق



فلسفتها السياسية .



خامساً : محاولة قمع ووأد أي مشروع يُريد الظهور كمنافس



للولايات المتحدة .



سادساً : وجود شركات عملاقة " الشركات المتعددة الجنسيات"



تعمل على ضخ المال من شتى بقاع الأرض



بقوة إلى داخل الولايات المتحدة حتى تبقى محافظة على اقتصاد



قوي ؛ على مبدأ الأطراف يجب أن تعمل على خدمة المركز .



سابعاً : دعم المشروع الصهيوني والتصدي لكل من يحاول أن



يتعرض له بسوء . وحينما ننظر إلى ما يمد الإستراتيجية



الأمريكية بالحياة ويجعلها دائماً متفوقة ؛ سنجده يتمثل في ثلاثة



أشياء :



الأول : أن تكون مصادر الطاقة أو جلها تحت السيطرة



الأمريكية.



الثاني : امتلاك الولايات المتحدة لترسانة عسكرية لا



قبل لأحد بها وعدم السماح للآخرين بامتلاك قوة تدافع عن



نفسها.



الثالث : اقتصاد قوي ومتين ؛ يضمن التفوق



الإمبراطوري للولايات المتحدة . وإذا نظرنا إلى الآثار العالمية



للفلسفة الأمريكية ؛ والمقومات التي تجعلها إمبراطورية قوية



متحكمة بمفاصل الثروة والقرار في العالم ؛ سنجد أن منطقتنا



العربية هي أفضل ملعب تتحرك فيه الإدارة الأمريكية لكي تحقق



هذه الإستراتيجية ، وهذا ما يفسر الاهتمام الشديد بمنطقتنا .



ولكن هناك عائق إيديولوجي في هذه المنطقة ؛ يجعل



الإستراتيجية الأمريكية لا تستطيع تحقيق أهدافها الإستراتيجية



بسهولة ؛ ويتمثل هذا العائق الإيديولوجي بالإسلام ؛ الذي يمثل



اعتقاداً ايدولوجيا يؤمن به معظم شعوب هذه المنطقة ؛ وهذا



الاعتقاد الديني لأهل هذه المنطقة يتصادم كثيراً في مفاصل



متعددة مع إستراتيجية الإمبراطورية الأمريكية . واختيار الإسلام



كعدو محتمل يتمتع بكل المواصفات التي تجعل الإدارة الأمريكية



تخوف العالم من امتداده وتحشد الصفوف إلى جانبها يعدُّ اختياراً



ذكياً وهنا نتساءل :




لماذا الإسلام تحديداً ؟:



رغم أن دول المنطقة مجتمعة لا تشكل خطراً حقيقياً على الولايات



المتحدة كقوة مادية ؛ يمكن مقارعتها إلا أن الولايات المتحدة



اتخذت قراراً استراتيجيا قبل وبعد أحداث الحادي عشر من أيلول



اعتبرت الإسلام عدواً استراتيجياً لها ؛ وذلك لعدة أسباب منها



الحقيقي ومنها الوهمي.



من هذه الأسباب :



1 . أمريكا لم تحدد عدوها الاستراتيجي في منطقة جغرافية محددة :



وهذا يجعلها تتحرك في كل بقاع الأرض



؛ وتزرع قواعدها في المناطق التي تمد الولايات المتحدة بالطاقة



التي هي شريان الحياة للإمبراطورية الأمريكية بحجة وجود



إسلاميين يريدون استهداف مصالحها .



2 . عداؤها للإسلام يضفي على حربها الطابع الأممي :



وبالتالي تستطيع أن تختلق



الأعذار ؛ وتضع الأكاذيب لتتدخل عسكرياً في المناطق التي لها



مصالح حيوية فيها .



3 . خلق وجود عسكري أمريكي في



المناطق العربية والإسلامية :




يكون خادماً لاستراتيجيتها بحيث



تكون دائماً قريبة من المناطق التي ستشكل خطراً على



استراتيجيتها في المستقبل كالصين وإيران وروسيا ؛ وللعلم فإن



عدد القواعد العسكرية الأمريكية التي تحيط بالصين بلغ (130)



قاعدة عسكرية أمريكية ؟؟!! . عدا قواتها الموجودة اليوم في



أفغانستان ؟.



4 . المنطقة الجغرافية التي يقيم عليها المسلمون



هي أغنى مناطق العالم بالطاقة ؛ وتحتاج إليها الولايات المتحدة



بشدة . وعندما تتواجد الولايات المتحدة عسكرياً في هذه المناطق



فإنها تضمن تدفق مصادر الطاقة إليها دون أية معارضة



( والعراق مثالاً ) .‏



---------------------


منقول مع تحياتي
__________________

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 116.83 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 114.23 كيلو بايت... تم توفير 2.60 كيلو بايت...بمعدل (2.22%)]