|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قال الله تعالى : ((ولا تَحْسَبَنَّ اللهَ غافِلاً عَمّا يعملُ الظّالمونَ ، إنّما يُؤخّرهُم ليومٍ تَشْخَصُ فيهِ الأبصارُ )) ، إبراهيم : 42 .سُنّّة الله في الظالمين المُخَاطَب في هذه الآية الكريمة هو النبي – صلى الله عليه وسلم – والخطاب عامٌّ لجميع الأمة ؛ أي : لا تظننّ – يا محمد – أنّ ربّك ساهٍ عمّا يفعله المشركون من قومك ، بل هو عالمٌ بهم ، وبأعمالهم محصيها عليهم ليجزيهم بها . وأنّ تأخير العذاب عنهم ليس للرضا بأفعالهم ؛ بل سُنّة الله في إمهال العُصَاة مدّة ، وفي الصحيحين أنّ النبيّ – عليه الصلاة والسلام – قال : " إنّ الله ليملي للظالم ؛ حتى إذا أخذه لم يفلته ؛ ثم قرأ : ((وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إنّ أخذه أليم شديد)) " . قال ميمون بن مهران : " هذا وعيد للظالم ، وتعزية للمظلوم " . ويا لله ! كَمْ في هذه الآية من تسلية وشفاء لقلوب المؤمنين الموحّدين ، وجبر لخواطر المكلومين في زمن كُثر فيه الظلم والعدوان ، وتداعتْ علينا أذلّ وأحقر أمم الأرض ! وإنّ المرء لتخنقه العَبَرات ، وتحرقه الزفرات والآهات ، حتى يكاد يموت كمداً وهَمّاً لما يحدث للمسلمين في بقاع الأرض ؛ فيسمع هذه الآية فتكون بلسماً شافياً – بإذن ربّ العالمين – لتذكره أنّ حقه لن يضيع ، وأنه سوف يقتصّ ممّن اعتدى عليه وظلمه ، وأنّ الظالم مهما أفلتْ من العقاب في الدنيا ؛ فإنّ جرائمه مسجّلة عند مَن لا تخفى عليه خافية ، ولا يغفل عن شيء ، فسبحان مَن حرّم الظلم على نفسه ، وجعله بين عباده مُحرّماً ، وانتصر لعباده المظلومين ولو بعد حين . اللهم أهلِك الكافرين بالكافرين ، وأهلِك الظالمين بالظالمين ، وكُنْ لإخواننا المضطهدين المظلومين ، يا ناصر المستضعفين . صيد الفوائد |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |