|
الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() مقالة جميلة ومؤلمة عن واقع حال لايمكننا تجاهه إلا أن نحزن كما حزن الكاتب الأستاذ أحمد العمري......أرجو أن تعجبكم " مسلم حزين".. في ليلة رأس السنة الميلادية ! د.أحمد خيري العمري *(كتبت قبل أن تبدأ المجزرة الاخيرة..و الحزن صار أدعى بالتأكيد مع ما حصل..) اسمحوا لي ان أكون حزيناً ليلة رأس السنة ، رغم كل الصخب و كل مظاهر الفرح و الامنيات ، اسمحوا لي أيضا ان أؤكد أن إقتران و تزامن وصول رأس السنة الهجرية و الميلادية لن يكون مدعاة لتخفيف حزني ، رغم أن ذلك قد يكون مناسبة سعيدة للبعض من اجل التأكيد على روح و عمق التعايش و إطلاق التصريحات و الامنيات بشأن ذلك.. شخصياً لا أجد في ذلك هذا المعنى بالضبط ، كما لا أجد في أن يأتي رأس السنة الهجرية في منتصف الصيف مثلا معنىً يضر بالتعايش ..فالتعايش في جوهره يرتبط بما هو أعمق من من المناسبات و الاعياد ...بل إن اعتبار هذا التزامن فرصة للحديث عن التعايش ، يعبر عن ازمة حقيقية يعيشها هذا التعايش.. و هي أزمة لن يحلها مجرد تزامن المناسبتين و الخطاب العاطفي حول ذلك.. على العكس من كل ذلك ، أجد تزامن المناسبتين حزيناً ، بل و حزيناً جدا..ذلك إن الوهج الاعلامي الذي يحيط برأس السنة الميلادية ، سيطغى تماما على رأس السنة الهجرية و حتى على تذكرها و إستذكارها ،..مهما حاولنا إنكار ذلك فنحن لا نتذكر رأس النسة الهجرية إلا نادرا و إذا تذكرناه فان ذلك على الاغلب يكون مرتبطا بأسباب أخرى غير ترتيب جدول حياتنا ، غير تنظيمها ، غير حسابات الحقل و البيدر في حصاد سنيننا.. بعبارة اخرى، مهما تجنبنا "الاحتفال" برأس السنة الميلادية ، مهما جلسنا تلك الليلة دون ان نحتفل ، حتى لو لو تعمدنا النوم باكرين متحججين بالتعب و الارهاق ،محاولين أن نشيح بوجوهنا عن أفراح و احتفالات الآخرين ، فاننا على الاغلب نؤرخ لحياتنا ، لخططنا ، لحصاد السنة الماضية و بيدر السنة القادمة ، لأجنداتنا الشخصية ، بالميلادي.. و اكثر من هذا كله ، ليس إن اغلب الناس لا يذكرون رأس السنة الهجري إلا لأنه أتخذ "عطلة رسمية" في اغلب البلدان الاسلامية فحسب ، و لكن الاسوء من هذا هو ان اغلب الناس لا يعرفون في أي سنة هجرية نحن بالضبط ، دون ان يشكل ذلك لهم أي أزمة على الاطلاق ، و دون ان يتصوروا إنهم اصيبوا بخرف مبكر أو بفقدان ذاكرة كما سيتبادر الى إذهانهم لو انهم نسوا و لو لثوان عابرة في أي سنة ميلادية نحن بالضبط.. لا أتحدث هنا عن حرمة الاحتفال بأعياد غير المسلمين ، و لا عن بدعية او عدم بدعية الاحتفال برأس السنة الهجرية ، أي لا اتحدث عن الامر بالبعد الفقهي ، بل ببعد آخر هو البعد الفكري- الحضاري للامر..فرأس السنة الميلادية لم يكتسح العالم عبر نظرية المؤامرة أو اخطبوط إعلامي حاذق ( رغم إن الاعلام زاد من تكريس الامر حتما ) لكن قبل ذلك كله كان هناك انتصار ساحق للحضارة الغربية ، و هو الانتصار الذي أدى الى تعميم طقوسها و شعائرها و احتفالاتها بآلية معقدة تجمع بين تقليد المغلوب للغالب ، و بين إعتبار تلك الاحتفالات رمزا للتحضر ..هذا الانتصار الساحق لتلك الحضارة ، جعل منها تغزو الرؤوس أولا..و هذا الذي جعل من رأس السنة الميلادية كاسحا و مهيمنا هكذا.. قد نختلف في تقييم منجزات الحضارة الغربية ، في رفض أو قبول اهدافها و منطلقاتها و أساليبها و أدواتها ، لكن من الصعب جدا أن نختلف على كون تلك الحضارة قد "أنجزت "..في كونها قد نجحت الى حد بعيد في تحقيق ما ارادته بغض النظر عن تقييمنا لذلك..و هذا الانجاز هو الذي جعل رأس السنة الميلادية كاسحا هكذا ، و شجرة عيد الميلاد تغطي كل أجزاء المعمورة ، حتى المعمورة التي لا تدين بنفس الدين..و هو الانجاز ذاته الذي جعل "أجنداتنا " الشخصية تدور حول السنة الميلادية سواء أقررنا بذلك أم أنكرناه.. و مقابل ذلك الفعل و الانجاز الذي جعل من احتفالات رأس السنة الميلادية احتفالا كوكبيا ، هناك ذلك اللافعل ، الاإنجاز الذي أدمنّاه منذ قرون ، هناك تلك السلبية التي أودت بنا إلى الدرك الادنى في مراتب الفاعلية..و التي جعلت من رأس السنة الهجرية يمر مروراً عابراً...كما لو كان "نكرة"..أو "مجهولا".. اسمحوا لي ان أكون حزينا الليلة ، بينما يبتهج الجميع و يحتفلون بطريقة أو بأخرى ، لا أتمنى جهنم لأحد حقا ، و لا اريد أن ارسل أحدا الى هناك بهذه المناسبة ، و اتمنى للجميع عاما أفضل و عالما أفضل حقاً.. لكن اسمحوا لي أن اكون حزيناً و ان أحتضن رأسي ليلة راس السنة الميلادية ..بدلا من أن اخبئه في الرمال كما كل سنة، اسمحوا لي ان اجعله يحلم ، في ليلة رأس السنة الميلادية ، برأس سنة هجرية يكون احتفالا كوكبيا يضم المسلمين و غيرهم ، ليس لأن غير المسلمين قد دخلوا الاسلام بالضرورة ، و لكن لأن حضارة المسلمين قد بزغت و انجزت ما تجاوز منجزات أي حضارة غربية.. أسمحوا لي الليلة ان احلم برأس سنة هجرية يحتفلون به في كل مكان ، بنخلة مزينة ، بنطاقين يحتويان زاد المعاني و القيم ، بهجرة يمكن أن نتمثلها في كل ما نقوم به ، في إصرار على الاتجاه دوما الى ما هو صواب..اسمحوا لي أن احلم بغار صغير في الطريق الى هناك ، و بحمامة و عنكبوت افتراضيين ، و بثاني اثنين إذ هما في الغار.. اسمحوا لي الليلة ان أحتضن رأسي و انا أسمع الصوت قادما من الغار ، يتردد عبر القرون .." لا تحزن ، إن الله معنا "..فأجده يخاطبني أنا المسلم الحزين في ليلة رأس السنة الميلادية..بل أجدها الجملة الاكثر مناسبة بين كل ما يقال في مناسبات كهذه.."لا تحزن ، ان الله معنا "...كما لو اننا نحتاج الى "هجرة" من جديد ، من كل ما نحن فيه و عليه ، من أجل ان نخرج من هذا الدرك الحضاري الذي سقطنا فيه ... اسمحوا لي ليلة رأس السنة ، ان أعكر صفو احتفالكم أو صخبكم أو حتى نومكم المبكر المتعمد ..لأذكركم بذلك الغار الضيق ، و برأس سنة "أخرى" ..نكاد ان ننساه..،و لأننا نكاد ان ننساه فاننا نكاد نصبح نسيا منسيا... |
#2
|
||||
|
||||
![]() جزاك الله خيرا ياسمينة دمشق بارك الله فيك اختي |
#3
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته جزاك الله خيرا على الموضوع أختي الكريمة |
#4
|
||||
|
||||
![]() شكرا لكما أختي الذاكرة لله وأختي إكرام أحمد
نورتم صفحتي |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |