عن الهلال والحساب وأشياء اخرى : - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         عولمة المرأة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4967 - عددالزوار : 2075030 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4545 - عددالزوار : 1346144 )           »          شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 610 - عددالزوار : 343330 )           »          فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 384 - عددالزوار : 157786 )           »          شرح صحيح مسلم الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 329 - عددالزوار : 55356 )           »          فتاوى فى الصوم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 54 )           »          موقف المدرسة العقلية من السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          افطرت فى رمضان ولا تستطيع القضاء ولا الإطعام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          و دخل رمضان ،، مكانة شهر رمضان و أجر الصيّام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-10-2007, 09:10 PM
الصورة الرمزية أبو خولة
أبو خولة أبو خولة غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
مكان الإقامة: الجزائر
الجنس :
المشاركات: 315
الدولة : Algeria
59 59 عن الهلال والحساب وأشياء اخرى :

بسم الله
عن الهلال والحساب وأشياء أخرى
1- بين التقويم الميلادي والتقويم الهجري :
مواقيتُ الصلاة للسنة كلها مرتبطة بحركة الشمس المضبوطة إلى حد كبير والمتصلة بدورها بالشهور الميلادية . ومنه فإن الشهور الميلادية نستطيع وبسهولة معرفة الذي فيه منها 28 أو 29 يوما , وكذلك الذي فيه منها 30 أو 31 يوما .كما يمكن أن نعرف وبكل سهولة مواقيت الصلاة للصلوات الخمس لأي يوم من أيام السنة وفي أية بقعة من بقاع العالم الطويل والعريض . هذا كله أمرٌ سهل وبسيط وممكنٌ ويسير , وخاصة في السنوات الأخيرة حيث عن طريق الكمبيوتر يمكن أن تعطيه خط الطول والعرض لأية منطقة في العالم فيعطيك ( عن طريق بعض البرامج الخاصة ) وخلال ثواني , يعطيك مواقيت الصلاة المضبوطة إلى حد كبير لعام كامل.
أما مواقيتُ المواعيد الدينية كبداية رمضان وموعد عيد الفطر وموعد عيد الأضحى وموعد أول محرم و... فهي مرتبطة بحركة القمر المتصلة بدورها بالشهور القمرية العربية الهجرية . وحركةُ القمر رغم كل ما قيل عنها وعن انضباطها حتى الآن من طرف الكثير من الاختصاصيين هنا وهناك وخلال ما يقرب من 50 سنة تقريبا , فإن الواقعَ يؤكدُ باستمرار وكل عام بأنها غير مضبوطة وبأنه يستحيلُ حتى الآن التنبؤ بها ولو قبل ذلك بيومين فقط
( 48 ساعة ) , بدليل أننا نلاحظُ ومن أكثر من 10 سنوات أنه في كل عام يؤكد اختصاصيون في علم الفلك بأن الهلالَ يستحيلُ أن يظهر في الليلة " كذا " أو في الليلة " الفلانية " , ومع ذلك فإن الهلال يظهرُ في تلك الليلة وبشكل واضح وفي كثير من بلاد المسلمين . وأذكر هنا :
ا-نكتة طريفة وحقيقية وقعت في العام 1427 هـ , وذلك عندما أكد الكثيرُ من الفلكيين أن الهلالَ يستحيل أن يظهر في بداية رمضان في الليلة " كذا " , ثم ظهرَ بعد ذلك في أغلبية البلاد العربية خصوصا , وبعد ذلك طلعَ علينا بعضُ الفلكيين في بعض وسائل الإعلام بمقولة مضحكة ( ليبرروا بها خطأهم عندما أكدوا ما ليس مؤكدا ) حيث قالوا بأن البلدانَ ( مثل السعودية وغيرها ) التي زعمت أنها رأت الهلالَ في بداية رمضان في الليلة " كذا " , هي لم ترَ القمرَ وإنما رأت كوكبا آخر !!!. وأنا أعتبرُ أن هذه نكتة بايخة لأن الهلالَ رآه كثيرون وفي أكثر من مكان , ثم كيفَ لم يختلط الأمرُ على الناس بين القمرِ وكوكب آخر منذ مئات السنين , ولم يختلط هذا الأمرُ على الناس إلا في القرنِ الخامس عشر : قرن العلم والتكنولوجيا .
ب-ونكتة أخرى واقعية تتمثل في أنه في الفترة التي كانت تعملُ فيها الجزائرُ بالحساب لحوالي 12 أو 13 سنة ( من عام 75 إلى حوالي 88 ) , وكانت الجزائر غالبا تتأخر في تلك الفترة عن أغلبية بلدان العالم العربي والإسلامي في بداية رمضان وفي عيد الفطر وحتى في عيد الأضحى , كانت تتأخر غالبا بيوم واحد . ومنه فإن هلالَ اليومِ الثاني ( في الحقيقة ) هو هلالُ اليوم الأول عند الجزائر , وكان التلفزيون الجزائري يُـقدم لنا في بعض السنوات وفي بداية رمضان وبالضبط في ليلة 2 رمضان التي تعتبرها الجزائرُ – بالحساب – ليلة 1 رمضان , كان يقدمُ لنا شخصا يقول للجزائريين الجملة التي أصبحَ الكثيرُ من الجزائريين يتداولونها كنكتة " وإن بدا الهلالُ كبيرا فهو بن يومه "!!!. أي حتى ولو رأيتم شخصا بشارب ولحية , فهو رضيعٌ ولم تلده أمُّـه إلا اليوم !!!.
قلتُ : حركةُ القمرِ غيرُ مضبوطة ولو قبل ب 48 ساعة , لذلك فإن الحسابَ لحركة القمر فيه من الظن ما فيه , ومنه فإن اليوميات (Calendriers ) التي أُنشئت منذ حوالي 50 سنة , والتي يتمُّ من خلالها تحديدُ عدد أيام كل شهر هجري ( 29 أو 30 سوما ) فيها من الخطأ ما فيها , بدليل أنه ليس عندنا – نحن العرب والمسلمين -يومية واحدة , بل توجد لدينا أكثر من يومية واحدة . وأحيانا نجدُ في الدولةِ الواحدة أكثرَ من يومية واحدة . وكذلك نجد هذه اليوميات داخل دولة واحدة أو فيما بين الدول , نجدها في الكثيرِ من الأحيان متناقضة ومختلفة , مما يؤكد على أن حركةَ القمر غيرُ مضبوطة وأن الاعتمادَ على الحسابِ في تحديدِ المواعيد الدينية هو أمرٌ باطلٌ .
وأذكرُ :
1-أنني سألتُ منذ حوالي 30 سنة الدكتور بشير التركي الذي له اختصصات متصلة بعلم الفلك والفيزياء النووية عن حركة القمر , فأكد لي بأنها غير مضبوطة نهائيا وأنه لا يمكن التنبؤ بشكل صحيح ومؤكد 100 % بأن الهلال سيظهر في الليلة كذا أو أنه لن يظهر ولو قبل 48 ساعة . ومنه - قال لي – بأن كلا من العلم الصحيح والشرع الحنيف يفرضان على المسلمين الاعتمادَ على طريقة واحدة من أجل معرفة المواعيد الدينية , ألا وهي رؤية الهلال سواء تمت بالعين المجردة أو بالأجهزة . وصدقَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم القائل " صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ".
2-أنني سمعتُ في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات - عندما كانت الجزائرُ تعتمدُ على الحسابِ وترفضُ العملَ بالهلال – وفي أكثر من عام , بأن عددا من الناس العدول والثقات يرونَ الهلالَ في الليل على اعتبار أن الغد مثلا هو أولُ رمضان فيتصلون بإمام المنطقة أو بمديرية الشؤون الدينية أو بوزارة الشؤون الدينية ليخبروهم بالأمر , ولكن النتيجةَ هو أن السلطةَ تطلعُ علينا بعد العِشاء لتخبرَنا بأن بعدَ الغدِ – وليس الغد - هو أولُ رمضان , اعتمادا على يومية مُـعدة سلفا فيـها المواعيدُ الدينية ل25 سنة ( من 1975 إلى 2000 م ) . بل حدثَ في بعضِ الأحيانِ أن الإمامَ بعد أن يسمعَ شهادةَ الشهودِ على ظهورِ الهلالِ في الليل لا يُـبلِّغُ للسلطاتِ بالأمرِ ولكنه يقدمُ في الغدِ درسا في المسجد , وفيه يسُبُّ الشهودَ ويعتبرهم ضالين ومنحرفين وخارجين على القانون و"خوانجية " نسبة إلى الإخوان المسلمين (!) , فإنا لله وإنا إليه راجعون. والله وحده أعلم بالصواب , وهو الموفق والهادي لما فيه الخير.
2-مسألتان ومسألة واحدة : فيما يتعلق بالاعتمادِ على رؤيةِ الهلالِ من أجلِ تحديدِ مواعيد المواسم الدينية أذكر هنا 3 مسائل : اثنتان متفقٌ عليهما بين علماء الإسلام , وأما الثالثة فمختلفٌ فيها .
أما المسألتان المتفق عليهما فهما :
1- لا خلافَ بين علماء الإسلام على أنه لا يجوزُ الاعتماد على الحساب من أجل تحديد مواعيد المواسم الدينية. وإن أردتُ الدقةَ أكثرَ فإنني أقولُ بأن شبهَ إجماع منعقدٌ على أنه يحرمُ على الأمة الإسلامية الاعتمادُ على الحسابِ , وقلتُ " شبه إجماع " على اعتبار أن هناك قولا – ولكنه شاذٌّ في نظر العلماء والفقهاء – يبيحُ الاعتمادَ على الحسابِ . هذا القولُ شاذٌّ والشاذُّ يُحفظُ ولا يُقاسُ عليهِ ولا يُعتمدُ عليهِ . هو شاذٌّ لأنه من جهة مخالفٌ للنصوص الإسلامية الشرعية الواضحة التي تأمرُ بالاعتماد على رؤيةِ الهلال , ولأنه من جهة أخرى مخالفٌ لمقتضياتِ العلمِ الصحيح والواقعِ الصريح اللذين يؤكدان باستمرار على أن الحسابَ ظنٌّ وليس يقينا " وإن الظنَّ لا يغني من الحق شيئا ".
2- بالنسبة للبلدين اللذين لا يشتركان مع بعضهما البعض في جزء من الليل كأن يكون بينهما حوالي 6 ساعات ( أو أكثر ) [ كما هو الحال بين الجزائر ووسط أمريكا مثلا ] , بحيث إن كان في أحدهما ليلٌ فإن النهارَ قد طلعَ في البلدِ الآخر . بالنسبة لبلدين مثل هذين اتفق العلماءُ قديما وحديثا على أن رؤيةَ أحدِهما للهلال ليست ملزمة للبلدِ الآخر , بمعنى أن الفقهاءَ اتفقوا بالنسبة لهذين البلدين على أن لكل بلد رؤيته الخاصة به . وعليه فمن الطبيعي بالنسبة لهذين البلدين أن يصومَ أحدهما مع بداية رمضان في يوم وأن يصومَ البلدُ الآخر في يوم آخر , وكذلك الأمرُ بالنسبة للفطر ولعيد الفطر مع نهاية رمضان . وأما بالنسبة للوقوف بعرفة ولموعد عيد الأضحى فلأنهما شعيرتان مرتبطتان بالحج وبمكة والمدينة فإن اتباعَ السعودية في ذلك يصبح أمرا مطلوبا بداهة .
أما المسألةُ المختلفُ عليها أو فيها فمتعلقةٌ بالبلدين اللذين يشتركان مع بعضهما البعض في جزء من الليل كما هو حال أغلبية بلدان العالم العربي وحتى الإسلامي ( مثلا بيننا في الجزائر وبين تونس ساعة واحدة , وبيننا وبين السعودية ساعتان , وبيننا وبين الإمارات العربية المتحدة 3 ساعات , وهكذا فإن أغلب البلدان الإسلامية ليس بينها وبين بعضها البعض أكثر من 3 ساعات ) , بحيث أن الليلَ في بلد هو الليلُ في سائر البلدان الأخرى والنهارَ في بلد هو النهارُ في سائر البلدان الأخرى .أما في هذه المسألة فوقع الخلاف بين الفقهاء قديما وحديثا على قولين :
ا- الأول وهو قول الجمهور الذي ينصُّ على أنه إن رؤي الهلال في بلد واحد وجب على جميع البلاد الأخرى أن تلتزم به , فإن كنا مع بداية رمضان وجب على الجميع الصيامُ وإن كنا مع نهاية رمضان وجب على الجميع الفطرُ والعيدُ . وإن أخذنا بهذا القول وجب – مع نهاية رمضان لهذا العام 1428 هـ - على الجزائر وسوريا وسلطنة عمان ومصر أن تفطرَ يوم الجمعة 12 أكتوبر ( لا السبت 13) بناء على أن هلالَ شوال ظهر ليلة الجمعة في أغلبِ البلدان الإسلامية الأخرى التي تشتركُ مع الدول الأربعة في جزء لا بأس به من الليل. وأكبر فائدة في هذا الذي يقولُ به الجمهورُ هو أن فيه تحقيق الوحدة بين المسلمين أولا من الناحية النفسية والشعورية ثم ثانيا من النواحي الأخرى الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتربوية والتعليمية , وفي هذا ما فيه من خير .
ب-الثاني وهو قول له كذلك قيمته واعتباره ومكانته ومنزلته وله أيضا حجته ودليله بغض النظر عن ما هو الرأي الراجح أو المرجوح , وينص على أنه لكل بلد رؤيته . وإن أخذنا بهذا القول لم يجب – مع نهاية رمضان لهذا العام 1428 هـ - على الجزائر وسوريا وسلطنة عمان ومصر أن تفطرَ يوم الجمعة 12 أكتوبر بناء على أن هلالَ شوال ظهر ليلة الجمعة في أغلبِ البلدان الإسلامية الأخرى , وإنما يجوز للدول الأربعة أن تفطرَ وأن تحتفلَ بعيد الفطر يوم السبت 13 أكتوبر : كل بلد بناء على رؤيته الخاصة .
والله وحده أعلم بالصواب.
يتبع :...
__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19-10-2007, 07:21 AM
الصورة الرمزية أبو خولة
أبو خولة أبو خولة غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
مكان الإقامة: الجزائر
الجنس :
المشاركات: 315
الدولة : Algeria
58 58


3- قال لي " أعرفُ ولكنني مغلوبٌ على أمري " :
عندما كنتُ في الخدمة العسكرية فيما بين 1979 م و1981 م , كانت الجزائر في تلك الفترة ولسنوات طويلة استمرت لأكثر من 10 سنوات بدأت من حوالي 1975 م واستمرت لما بعد 1985 م , كانت الجزائرُ تعملُ بالحساب – لا بالهلال - في تحديدِ أول شهر رمضان من كل عام وكذا في تحديد مواعيد الأعياد الدينية مثل عيد الفطر وعيد الأضحى. فكرتُ في يوم من الأيام أن أكتبَ رسالة لوزير الشؤون الدينية في ذلك الحين ( وكان رجلا طيبا على ما يبدو , بالمقارنة مع رجال آخرين جاءوا من بعده وتقلدوا مسؤولية وزارة الشؤون الدينية ) . كتبتُ الرسالةَ التي قدمتُ من خلالها الأدلةَ والبراهين والحجج الشرعية ثم العقلية والواقعية على أن العملَ بالحسابِ باطلٌ وعلى أن الصوابَ كلَّ الصوابِ هو في العملِ برؤية الهلالِ سواء بالعين المجردة أو بالآلات والأجهزة والمراصد و... وأرسلتُ الرسالةَ للوزيرِ عن طريقِ شخص يعرفني جيدا ويعرفُ كذلك الوزيرَ شخصيا.ولقد جاءني ردُّ الوزيرِ بسرعة , وكان ملخصُـه " أنا يا أستاذ عبد الحميد معك فيما قلتَ ونقلتَ وفيما أكدتَ عليهِ , ولكنني في هذه المسألة بالذاتِ غُـلبتُ على أمري , لأن العملَ بالحسابِ في الجزائر فرضهُ "فلان" ( وذكر شخصية دينية رفيعة المستوى في الجزائر في ذلك الوقت ) ووافقت عليه الحكومةُ الجزائريةُ . وفلانٌ هذا ماتَ بعد ذلك بسنوات , وهو الآن بين يدي ربه نسأل الله أن يغفرَ له وللوزيرِ وأن يرحمهما رحمة واسعة , وأن يُصلحَ أحوالَ الجزائرِ والعالم العربي والإسلامي وأن يهدينا جميعا لخيري الدنيا والآخرة آمين.

4- هل يفطرُ شخصٌ في بلد على رؤيةِ بلد آخر للهلال ؟ :

مثلا في هذا العام ( 1428 هـ) أفطرت أغلبُ البلدانِ الإسلامية يوم الجمعة 12 أكتوبر بناء على أن هلالَ شوال رؤي ليلةَ الجمعة , وأما 4 بلدان منها الجزائر فإنها أفطرت يوم السبت 13 على اعتبار أن رؤية الهلال لم تتحقق لها ليلةَ الجمعة فأكملت عدةَ شعبان ثلاثين يوما كما أوصى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم " فإن غُـمَّ عليكم فأكملوا عدةَ شعبان ثلاثين يوما ". والسؤالُ المطروحُ : هل يجوزُ لي أنا مثلا ( في الجزائر ) أن أُفطرَ يوم الجمعة بناء على رؤية أغلبِ الدولِ الإسلامية للهلالِ , أفطرُ يومَ الجمعةِ وأغلبُ أهلِ بلدي صائمون لأنهم لن يفطروا إلا يومَ السبتِ . هل يجوز لي هذا أم لا ؟ .
والجوابُ : ا-يجوزُ لي أن أفطرَ بناء على قولِ الجمهورِ الذي يؤكدُ على أن رؤيةَ الهلال في بلد ملزمةٌ لكل البلاد الأخرى التي تشتركُ مع هذا البلد في جزء من الليل. والإلزامُ هنا موجهٌ في الأصل وبالدرجةِ الأولى لولاة الأمر , ولكنهُ موجهٌ كذلك لأفرادِ وآحادِ المسلمين . هذا مع ملاحظتان : الأولى أنني هنا لستُ بصدد ذكرِ الرأي الأفضلِ وإنما أنا هنا بصدد ذكر ما يجوزُ وما لا يجوزُ فقط بغض النظر عن الأفضل والأحسن , والثانية هو أنني إن أفطرتُ فيجبُ علي أن أراعيَ مشاعرَ الناس بحيث لا أفطرُ أمامهم بل لا أفطر إلا بعيدا عنهم , من أجلهم حتى لا أستفزَّهم ومن أجلي أنا حتى لا أُتهم بأنني من المستهترين بشهرِ الصيام .
ب- يجوز لي أن أصومَ مع قومي وأهل بلدي يوم الجمعة , ما داموا يعتمدون على رؤية الهلال لا على الحساب , ومادام هناك علماء وفقهاء قالوا بأن لكل بلد رؤيته حتى بالنسبة للبلدان الإسلامية المشتركة مع بعضها البعض في جزء من الليل . قال الشيخُ بن باز رحمه الله تعالى رحمة واسعة كجواب على السؤال الآتي "ماذا أفعل لو رؤي الهلال في بعض الدول الإسلامية ، ولكن الدولة التي أعملبها أتمت شهر رمضان ثلاثين يوماً ؟" , قال " عليك أن تبقى مع أهل بلدك ، فإن صاموا فصم معهم ، وإن أفطروا فأفطر معهم ؛ لقولالنبي صلى الله عليه وسلم : "الصوم يوم تصومون ، والإفطار يوم تفطرون ، والأضحى يومتضحون" . ولأن الخلافَ شرٌّ ، فالواجبُ عليك أن تكون مع أهل بلدك ، فإذا أفطر المسلمونفي بلدك فأفطر معهم ، وإذا صاموا فصم معهم".ثم قال " ...فالواجب على المسلمين أن يصوموا جميعاً إذا رأوا الهلال ، ويفطروا برؤيته ، لعمومقوله عليه الصلاة والسلام " إذا رأيتم الهلال فصوموا ، وإذا رأيتم الهلال فأفطروا، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين "، فإذا اطمأن الجميعُ إلى صحة الرؤية وأنهاحقيقية ثابتة فالواجب الصوم بها والإفطار بها ، لكن إذا اختلف الناسُ في الواقع ولميثق بعضهم ببعض ، فإن عليك أن تصوم مع المسلمين في بلدك ، وعليك أن تفطر معهم..." . انتهى كلام بن باز رحمه الله .
هذا جائزٌ وهذا جائزٌ وفي كل خيرٌ بإذن الله , والله ورسوله أعلمُ .
يتبع :...
__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19-10-2007, 08:45 AM
الصورة الرمزية أبو خولة
أبو خولة أبو خولة غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
مكان الإقامة: الجزائر
الجنس :
المشاركات: 315
الدولة : Algeria
59 59

تعقيبات :

1- قال لي أخ كريم" أخي في الجزء الأول والثاني والثالث من موضوعك كنتَ تُرجح القولَ الذي يقضي بأن يصومالإنسانُ أو يُفطر في اليوم الذي ظهر فيه الهلالُ في أية دولة من دول الإسلام ( التي تشترك مع بعضها البعض في جزء من الليل ) , ولكنني أراك أخي الآن – أي في الجزء الرابع من الموضوع- تُـرجح القولَ الآخر الذي ينص على أن يصوم الإنسان أو يُفطر مع بلده ولو على خلاف باقي دول الإسلام التيصامت أو أفطرت قبل ذلك "!. فأجبـتهُ : " أنا لا أرجح قولا على آخر لأنني لست أهلا للترجيح . أنا فقط أستعرضُأقوال العلماء لبيان المتفق عليه منها والمختلف فيه من هذه الأقوال .ثم مع ذلك أنا عرضتُ هنا القولَ الأخير بأن لكل بلد رؤيته , عرضتُه فقط من أجل بيان أنه قول محترمٌ قال به بعض العلماء سواء كان راجحا أومرجوحا . ولكنك سترى في ما تبقى من موضوعي , بأنني أعمل دوما بالرأي الذي يقول بأنه إن رؤي الهلالُ في بلد وجب على الأمةكلها أن تصوم أو تفطر , بدليل أن الجزائر أفطرت يوم السبت في هذا العام ( 1428 هـ)وأنا وعائلتي أفطرنا على رؤية أغلبِ الدول وكذا على رؤية السعودية وغيرها من البلدانالعربية والإسلامية , أي أننا أفطرنا يوم الجمعة ".

2- وسألني أخ ثاني " لي سؤال مبدئي , إذا قدر الله تعالى وتمكن العلمُ من ضبطِ حسابِ حركة القمر فيالمستقبل , هل سوف نعملُ بهذا الحساب ولن نـعمل برؤية الهلال مباشرة ؟! " , فأجبتُ " عندما يصبحُ الحسابُ في يوم من الأيام دقيقا , سيُطرحُ عندئذ السؤالُعلى علمائنا وسيجيبون بإذن الله : هل يجوز الاعتماد عليه أم لا ؟ . ولكنني لستُ أنا الذيسيجيبُ لأنني عامي مقلد ولست فقيها مجتهدا , ومع ذلك فأنا أؤكدُ بأن الحسابَ حاليا أعور أونصف أعمى , ومنه فإنه خاطئ في كل عام تقريبا , وهو مختلفٌ عليه من دولة إلى أخرى , بل هومختلفٌ عليه حتى داخل الدولة الواحدة , والله أعلم.

3- ثم قال أخ ثالث " يا أخي لماذاتستمرون في اعتماد رأي فقهي غير صالح لعصرنا . نعم في القديم هو قول له قيمته واعتباره ونـتفهمه , أما الآن ومع تطور وسائل الاتصال المختلفة والمتعددة والفائقةالسرعة فالبلدان والشعوب الإسلامية غير معذورة في عدم توحيدالمطالع . إن مشكلتنا هي أننا شعوب غير منظمة ولا تجتمع على رأي سديد وواحد , وكلحزب بما لديهم فرحون... في الحقيقة هذه علامة من علامات التخلف الفكري والاجتماعي و... عند العرب والمسلمين حاليا . ولهذا السبب احتلتناالشعوبُ الأكثرُ تنظيما والأكثرُ جدية في إعتماد الحلول التي تُـوحد وتُقويمجتمعاتها ". فقلتُ له " أنا معك أخي العزيز فيما قلتَ , أنامعك في هذا الرأي ومنه فإني أُذكِّـر بأن البشير الإبراهيمي رحمه الله (وهو من المفكرين الإسلاميين الكبار في الجزائر ) كان يرفضُ حتى في عهد الاستعمارالفرنسي للجزائر ,كان يرفضُ أن تُفصلَ الجزائرُ عن باقي العالم العربي والإسلامي في المناسباتالدينية , وكان يُـصرُّ على أنه إن رؤي الهلال في بلد واحد وجبَ على الأمة كلها أن تصومَأو تفطرَ . هذا أمرٌ أميل إليه كثيرا وأنا أعمل به فيحياتي الشخصية ( منذ 1975 حين كنتُ طالبا في الجامعة ) مع نفسي أولا أو مع زوجتيوأولادي فيما بعد أو ...واللهأعلم .
يتبع :...
__________________
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 21-10-2007, 12:46 PM
الصورة الرمزية أبو خولة
أبو خولة أبو خولة غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
مكان الإقامة: الجزائر
الجنس :
المشاركات: 315
الدولة : Algeria
58 58

4-ثم قال لي أخ رابع "لقد قلتَ :لا خلافَ بين علماء الإسلام على أنه لا يجوزُ الاعتماد على الحساب من أجل تحديد مواعيد المواسم الدينية. ثم أنت هنا تقول : عندما يصبحُ الحساب في يوم من الأيام دقيقا , سيُطرح عندئذ السؤالُ على علمائنا وسيجيبون : هل يجوز الاعتماد عليه أم لا؟. ألا ترى بأن هناك تناقضا في إجابتك ؟!.
فـقلتُ لهُ : قلتُ في موضوعي ما نصه" وإن أردتُ الدقةَ أكثرَ فإنني أقولُ بأن شبهَ إجماع منعقدٌ على أنه يحرمُ على الأمة الإسلامية الاعتمادُ على الحسابِ , وقلتُ " شبه إجماع " على اعتبار أن هناك قولا – ولكنه شاذٌّ في نظر العلماء والفقهاءيبيحُ الاعتمادَ على الحسابِ ". إذن هو شبه إجماع وليس إجماعا تاما وكاملا , ومنه فإننا نتمسك به اليوم ونعتمد على الرؤية مادام الحسابُ غير دقيق ومادام الشرعُ يوصينا ويؤكد على الوصية
" صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته " . أما إن فرضنا بأن الحساب أصبح قطعيا ودقيقا في يوم من الأيام , فيمكن للفقهاء أن يطرحوا المسألة من جديد للنقاش وللإجتهاد لأن الإجماع على حرمة العمل بالحساب ليس منعقدا بالتمام والكمال . ومنه فأنا أظن بأنه ليس هناك أي تناقض في كلامي , والله أعلم .
5- وقال لي أخ خامس : " فأعلم يا أخي بأنه يوجد من لا يعمل برأيك هذا الذي قلتَ فيه [ وأما بالنسبة للوقوف بعرفة ولموعد عيد الأضحى فلأنهما شعيرتان مرتبطتان بالحج وبمكة والمدينة فإن اتباعَ السعودية في ذلك يصبح أمرا مطلوبا بداهة ] ولا يراه أمرا مطلوبا بداهة كما قلتَ أنتَ , فأنا أعلمُ شخصيا مسجدا لم يتبع السعوديةَ حتى في تحديد عيد الأضحى ويوم عرفة وناقشتُ مسؤولي هذا المسجد بدون تمكني من إقناعهم من أجلِ عدم التفريق بين المسلمين في مدينة واحدة ومن أجل أن يستمتعوا بعيد الأضحى مع إخوانهم . فتثبتهم بحرفية فهمِ النصوصِ حال دون ذلك ".
فقلتُ لهُ بأنه ليس شرطا أن يوافقني فيما أقول كلُّ الناس في كل مكان . ثم هناك فرق بين أن يخالفني قليلون أويخالفني كثيرون , وبين أن يخالفني عامة جاهلون أو أخالفُ أنا علماءَ مجتهدين , وهكذا ... فإنني أقولُ لك أخي الحبيب بأن من ذكرتهم جهلة وشاذون , ومنه فلا يُعتد برأيهم . وحتى أنتَ فيما كتبتَ أنت تُلمح ولو تلميحا إلى أنهم جهلة بدليل الكلمات التي قلتها :

* "مسجد" , هو مسجد واحد داخل السعودية أو خارجها !, مسجد ضمن آلاف المساجد على طول وعرض الدولة الواحدة .

**


" ناقشتُ مسؤولي هذا المسجد بدون تمكني من إقناعهم ... فتثبتهم بحرفيةِ فهم النصوص حالَ دون ذلك". ومنه يبدو لي بأنك أخي الكريم لو أتيتَ لهؤلاء بعلماء الدنيا كلهم لا أظنهم سيستطيعون إقناعَ هؤلاء بأنهم مخطئون .

6- ثم سألني سادسٌ :"ألا تعلم بأن مواقيت الصلاة مختلف فيها أيضا , فيوجد من لا يعمل بالحساب في تحديد وقت الفجر مثلا أو وقت المغرب وهم يطلبون من المسلمين أن يرجعوا إلى " السنة " في تحديد هذه الأوقات وعدم الإعتماد على الجداول الحسابية . هم يقولون بأنها ليست من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم - حسب زعمهم - , وربما هم يعملون ب ( نحن أمة لا نحسب ).
قال الله سبحانه و تعالى "....وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ...." و هنا يقول الرسول صلى الله عليه و سلم "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته " و في كلا النصيين أمر.
لماذا في الآية الكريمة نستعمل الحساب لتحديد وقت الإمساك وفي الحديث لا نعتمد الحساب في تحديد رمضان الكريم . الأول أمر من الله سبحانه وتعالى والثاني أمر من الرسول صلى الله عليه و سلم . إذا كنتم حرفيين في فهم النص الأول إفعلوا نفس الشيء في النص الثاني والعكس صحيح.... حددوا مبد أواحدا" .
فقلتُ لهُ ما يلي :
* الآية " حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر " فيها وفي تأويلها من الظن ما فيها , وأما " صوموا لرؤيته وأفطروالرؤيته " ففيه من اليقين والوضوح والصراحة والقطع ما فيه .

**
الآية لم تُـذكر فيها الشمسُ صراحة , وأما في الحديث فذُكر الهلالُ صراحة .

***
في الآية لم تُذكر الرؤيةُ صراحة وأما في الحديث فالرؤيةُ مذكورة صراحة ومكررة " لرؤيته ...لرؤيته".

**** مواقيت الصلاة المتعلقة بحركة الشمس مضبوطة إلى حد كبير جدا , وعلى سبيل المثال أنا عندي في الكمبيوتر 3 برامج لتحديد مواعيد أوقات الصلاة , في كل مرة أستعمل برنامجا ( المحدث , بلال , إلى صلاتي ) . أعطي البرنامج خط الطول والعرض لمدينة ميلة ( الجزائر ) أو أجد المدينة مدونة في البرنامج . وصدِّق أو لا تصدق أخي الكريم أنه كلما أذن المؤذنُ عندي في البيتِ من خلال الكمبيوتر, تفتحُ زوجتي أو ابنتي النافذةَ فتسمعُ صوتَ الأذانِ في مساجدِ ميلة المختلفة , والفرقُ دوما ( بين أذان الكمبيوتر والأذان الحقيقي في مدينة ميلة ) هو دقيقة أو أقل قليلا أو أكثر قليلا , أي أن حركة الشمس ومواقيت الصلاة التابعة لها مضبوطة جدا . وأما مواعيدُ المواسم الدينية المرتبطة بحركة القمر فإنها غير مضبوطة البتة , لأن حركة القمر غير مضبوطة نهائيا , ولأن الحساب الفلكي ليس علميا ولا يشبه العلمي لا من قريب ولا من بعيد .
إذن ما أبعد الفرقَ بين مواقيت الصلاة ومواعيد الشهور القمرية ! . الفرقُ بينهما كالفرق بين السماءِ والأرضِ .
والله وحده أعلمُ بالصواب .


يتبع :...

__________________
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 27-10-2007, 03:40 AM
الصورة الرمزية أبو خولة
أبو خولة أبو خولة غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
مكان الإقامة: الجزائر
الجنس :
المشاركات: 315
الدولة : Algeria
63 63


7- وقال لي أخ سابعٌ : " يا أخي رميته هل أنت أتبعت بلدك في صيام يوم الجمعة 1428 هـ أم اتبعت البلدان الأخرى التي أعلنت بأنيوم الجمعة هو العيد ؟! ".
فقلتُ لهُ : وأنا أجيبكَ عن السؤالِ - مع أنه شخصي - بأنني أفطرتُ يوم الجمعة على خلاف أهل بلدي , ولكن بدون أن أُظهر فطري للناسِ حتى لا أكون سببا في فتنة الغير من المؤمنين الصادقين الذين يظنون أن من أفطر يوم الجمعة خلافا لأهل بلده – ولو بناء على رؤية أغلب مسلمي العالم - يعتبر آثما وأن عليه القضاء والكفارة , وحتى لا أكون سببا في فتنة الساقطين من الناس الذين يبحثون عن أي سبب من أجل أن يفطروا لا لأن الغير رأى هلال شوال ولكن استهتارا وانتهاكا لحرمة شهر رمضان . إذن أنا أفطرتُ يوم الجمعة لا حبا في السعودية أو في أية دولة رأت الهلالَ ليلة الجمعة وإنما التزاما بقول من قال من العلماء (وهو قول الجمهور ) بأنه إن رؤي الهلالُ في بلد ( أي بلد مهما كان إسمه ) وجب على جميع المسلمين ( في الأقطار التي تشترك مع بعضها البعض في جزء من الليل ) أن يصوموا أو يفطروا .
ثم سألتني " هل يمكنك يا أخي أن تذكر لنا مَن مِن العلماء يجيز للفرد المسلم أن لا يتبع بلده في إتمام 30 يوم من رمضان في حال تعذر رؤية الهلال ويتبع بلد أخر رغم أن بلده يعمل بتحري هلال رمضان بالمشاهدة . وبذلك يخالف أهله وقومه من المسلمين وعلماء بلده وأئمة مساجده الذين هم حوله ؟!".
وأنا أقول لك :


*
الذي يبقى مُـمسكا وصائما وأغلبُ العرب والمسلمين مفطرون بناء على رؤية هلال شوال , هذا هو الذي يُطالب بالدليل على صحة ما يفعل وليس العكس .

**
أنا أفطرتُ استجابة لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم " صوموا لرؤيته وأفطروالرؤيته " .



وأنا كذلك أفطرتُ اعتمادا على قول جمهور العلماء المسلمين قديما وحديثا . ولا داعي لآن آتيك بأسماء علماء في مسألة , أنا أخذتُ فيها بالأصل ومن أفطر يوم الجمعة هو الذي أخذ بالاستثناء , وأنا حين أفطرتُ أخذتُ بالعزيمة ومن صام يوم الجمعة أخذ بالرخصة . وبن باز رحمه الله ورضي الله عنه وعن سائر العلماء ( وغيره ممن يوافقه ) أفتوا بجواز أن يوافق المسلمُ بني قومه في صيامهم ولو أفطر الناسُ في سائر البلدان الأخرى . هو رحمه الله في فتواه كان يُخرجُ بعضَ الناس من الحرج وكان يُرخِّص لهم في موافقة ناس بلدهم رفعا للحرج عنهم . إذن لا تنسَ أن الذي صام يوم الجمعة إنما عمل برخصة , وهو الذي يمكنُ أن يطالبَ بالدليل , وأما من أفطرَ يوم الجمعة مثلي فإنهُ أخذَ بقول جمهور العلماء واستجابَ لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
***


ثم لا تنسَ أن هذه الحواجز بين الجزائر وتونس والسعودية وقطر و... كلها اصطناعية , وهي من صنع الاستعمار ومن نتائج تخلف المسلمين , ومنه فلا معنى لأن تسألني " لمَ أفطرت يوم الجمعة وخالفتَ أهل بلدك - الجزائر - لأنني أقولُ لك بأن حديث " صوموالرؤيته وأفطروا لرؤيته " موجهٌ لكل المسلمين وأنا مسلمٌ , وهو ليس موجها لجزائري ولا لسعودي ولا لبحريني ولا لإماراتي ولا ...
****
إقرأ أخي في الكتب الفقهية على المذاهب الأربعة أو الخمسة ( مع مذهب بن حزم) أو الستة ( مع مذهب جعفر الصادق ) أو على مذاهب الكثير من العلماء المعاصرين , وستجد أن جواز فطري يوم الجمعة مع أغلب المسلمين وإن خالفتُ أهل بلدي , هو أمرٌطبيعي وبديهي وجائزٌ عند أغلب العلماء ولا أقول عند الكلِّ .



*****
أنا لا أفرض قولي هذا على الغير , بدليل أنه حتى داخلَ أسرتي طلبتْ مني زوجتي أن آمرهم - هي والأولاد والبنات - بالفطرِ يوم الجمعة أو بالصيامِ , ولكنني رفضتُ - لأنني منذ كنتُ صغيرا أمقتُ التعصبَ في الدين أو في الدنيا - على اعتبارِ أن المسألةَ خلافيةٌ وأن من أفطر هو على إسلام ومن صام فهو على إسلام كذلك , ومنه فإنني أفطرتُ وتركتُ لبقية أفراد أسرتي الاختيارَ ( فأفطرت الأغلبيةُ وصامت الأقليةُ ) . أنا لا أتعصبُ ضدَّ الغير , أي ضد من صام يوم الجمعة موافقة لأهل الجزائر , ولكنني لا أقبلُ أن يتعصبَ ضدي شخصٌ ويقولُ لي " ما دليلك على جواز فطرك يوم الجمعة ؟! " أو " أنت مفطرٌ إذن أنت آثمٌ , وعليك القضاء والكفارة " , وكذلك أنا لا أقبلُ قولَ من يقولُ كما قال قائلٌ عام 1982 م – وأنا في السجن - في مناسبة مشابهة ومماثلة لمناسبتنا اليوم , قالَ أمامي , وكان يعنيني " اللهم تَـقبَّـل من الصائمين واغفرْ للمفطرين "! , لأنني عندئذ أعتبرُ أن هذا الكلامَ جاهلٌ وأنه قمةُ التعصبِ في الدينِ .



والله وحده أعلمُ بالصواب .
يتبع :...
__________________
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 30-10-2007, 02:00 PM
الصورة الرمزية أبو خولة
أبو خولة أبو خولة غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
مكان الإقامة: الجزائر
الجنس :
المشاركات: 315
الدولة : Algeria
59 59


5- قصتي مع الفطر وصلاة العيد : خلال السنوات التي كانت فيها الجزائر مُصرة على العمل بالحساب – لا بالهلال- من أجل تحديد مواعيد المواسم والمناسبات الدينية , وهو أمرٌ لا يجوز في ديننا ويكاد الإجماعُ ينعقد بين العلماء على حرمته وعدم جوازه . قلتُ في هذه السنوات ( بين 1975 وحوالي 1988 م )عانيتُ ما عانيتُمن أجل الفطرِ في اليومِ الأولِ من أيام شوال حيثُ أغلبُ الدول العربية مُفطرة وفي عيد الفطر ومع اليوم الأول من شهر شوال , وأما الجزائر وبناء على حسابها لا على ترقبها للهلال ما زالت مع الصيام لما تسميه اليوم الـ30 من رمضان . عانيتُ من أجل الفطرِ والناسُ صائمون , ولو كانت الجزائرُ تعتمدُ على الرؤيةِ لكان لها عذرُها حتى وإن خالفت كلَّ الدولِ العربية الأخرى في الصيام أو في الإفطار .
وعانيتُ كذلك من أجلِ صلاة العيدِ في اليوم الأول من أيام شوال , حيث الجزائرُ ما زالت مع الصيام لما تسميه اليوم الـ 30 من رمضان .
وكنتُ متشددا في ذلك الوقت بسبب صغرِ سني ( عمري آنذاك حوالي 22 سنة ) من جهة أولى , وبسبب تعصب السلطة ضد المتدينين من جهة ثانية , وبسبب جهل عامة الناس حيال الدعاة إلى الله من جهة ثالثة , قلتُ : كنتُ مُتشددا بالنسبة لصلاة العيد :
ا- التي كنتُ مُصرا على أدائها في اليوم الأول , مع أن بعض الحنابلة قالوا بأنه يجوز قضاؤها في اليوم الثاني سواء أخَّـرها المسلمُ ولم يُـصلها في اليوم الأول بعذر أو بدون عذر . ومعنى ذلك أنني أرى الآن – وأنا صاحب 52 سنة من العمر - بأنه كان الأفضل لي لو أخرتُ صلاةَ العيد لليوم الثاني من شوال وصليتُـها مع عامة الناس في المسجد أو في الخلاء إبعادا للشبهة وللحرج عني .
ب- والتي كنتُ مُصرا على أدائها جماعة مع بعض الإخوة والأصدقاء في الخلاء , مع أن بعض المالكية قالوا بأنه يندبُ صلاتها في البيت جماعة أو بشكل فردي لأن ذلك أبعدُ عن الرياء . قالوا : يندبُ ذلك بشروط ثلاثة : أن ينشط بفعلها في بيته , وأن لا يكون بأحد الحرمين المكي والمدني وهو من أهل الآفاق , وأن لا يَـلزمَ من فعلها في البيتِ تعطيلُ الصلاةِ بالمساجدِ أو في الخلاءِ . وقال هؤلاء المالكية : " إذا انتفى شرطٌ واحدٌ فُعِـلت عندئذ في المسجدِ" .
لقد عانيتُ من أجل الفطرِ حيث كنتُ أفطر في بيتي بعلم وموافقة والدي وأهل بيتي وبعلم البعض من إخواني وأصحابي الثقات . وكان البعضُ من الإخوة الذين لا يستطيعون أن يُـفطروا في بيوتهم ,كانوا يفطرون عندي في بيتي . كنتُ أفطرُ خفية وكنتُ أحرصُ كلَّ الحرصِ على أن لا يسمعَ بخبرِ فطري واحدٌ من الناسِ , لأن السلطاتِ من حزب وشرطة ودرك ومخابرات كانوا يتجسسون علي ويبحثون عن أي دليل أو شبه دليل مهما كان تافها على أنني أفطرُ قبلَ سائرِ الناس لأُعتقل ثم ربما أُسجن أو أُعذب أو أُحاكم أو ... بتهمةِ الخروج على القانون والنظامِ وكذا تهديد أمن الدولة وكذا المساس بوحدة التراب الوطني و...!.
ولقد عانيتُ كذلك من أجل صلاةِ العيد جماعة مع حوالي 10 من إخواني وأصحابي وتلاميذي ( لأنني كنتُ أنا الذي أُعلمهم وأُقدم لهم دروسا في الدين وكنتُ أنا الذي أُشرفُ على حلقاتِ العلمِ في المساجدِ وفي غيرها ) , حيثُ كنا نخرجُ يوم العيد بعد طلوع الشمس مباشرة أو قبلها , نخرجُ من البيت ونتجهُ إلى مكان بعيد في غابة بعيدة بجانب واد ( كان المكان متفقا عليه بيننا ومعلوما عند الجميع ) . كان كلُّ واحد يخرجُ من بيته ويتجهُ إلى المكانِ المتفق عليه عبر طريق معين متشعِّـب , ثم نلتقي بعد السير لحوالي 5 كلم عبرَ الغابة , نلتقي في مكان معين نتخذه خلاء فأصلي أنا بالجماعة ركعتي العيد ثم أخطبُ فيهم ثم نتصافحُ ونباركُ لبعضنا البعض بمناسبة العيدِ , ثم ننصرفُ كل واحد على حدة , وكل واحد في طريق . وبعد حوالي ساعة يصبحُ كلُّ واحد مستقرا في بيته وكأنه لم يكن شيء منه .كنتُ أنا وإخواني نتخذُ هذه الاحتياطات لأنني كنتُ على يقين من أنَّ رجالَ السلطة في ذلك الحينِ كانوا يتجسسون علي وكانوا يبحثون عن أية حجة أو ما يشبهها على أنني أُصلي صلاةَ عيدِ الفطرِ قبل صلاة العيد لسائر الجزائريين , ليعاقبوني بطريقة أو بأخرى بتهمة الخروج على النظام العام أو ...
نسأل الله الهداية والصلاح لي وسائر المسلمين في كل مكان وكذا لجميع حكام المسلمين آمين. ا.هـ.
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 108.72 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 104.71 كيلو بايت... تم توفير 4.01 كيلو بايت...بمعدل (3.69%)]