بين النفس و...والقلب : - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ما أفضل حمية للمصابات بسكر الحمل؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          دليلك الشامل لأنواع السرطان! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          ما لا تعرفه عن أسباب العقم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          العصبية وصحة القلب: هل الغضب يدمّر صحتك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          أعراض مرض الزهري: كل ما تحتاج معرفته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          أطعمة غنية بسكر الفركتوز: هل هي ضارة أم مفيدة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          7 نصائح ذكية حول كيفية الوقاية من داء القطط للحامل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          أسباب وعوامل خطر الإصابة بسوء التغذية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          أطعمة تحتوي على الكربوهيدرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          إنقاص الوزن بعد الولادة: طرق آمنة وفعالة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-09-2007, 04:33 AM
الصورة الرمزية أبو خولة
أبو خولة أبو خولة غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
مكان الإقامة: الجزائر
الجنس :
المشاركات: 315
الدولة : Algeria
58 58 بين النفس و...والقلب :

بسم الله
بين النفس والهوى والشيطان والروح والقلب
1- مسائل الغيب ليست كمسائل الشهادة . مسائل الشهادة كالفيزياء والكيمياء والطب والعلوم الطبيعية والفلاحة و...معقولة المعنى , ويجوز أن تؤخذ من مسلم أو من كافر , والأصل فيها الابتكار والابتداع , والدليل عليها التجربة الحسية الملموسة .
وأما مسائل الغيب كالقبر والجنة والنار والجن والملائكة و...والنفس والروح والقلب والشيطان والهوى و...وكذلك العلوم الإنسانية كالفلسفة وعلم الإجتماع والحقوق وعلم النفس وعلم التربية والاقتصاد والسياسة و... غير معقولة المعنى , ولا يجوز أن تؤخذ إلا من مسلم مؤمن , والأصل فيها الاتباع والتقليد لا الابتداع والابتكار , ولا دليل لنا عليها إلا الوحي أو الكتاب والسنة فقط .
2- ومما سبق ولأن الروح من عالم الغيب , ومنه لا دليل لنا عليها وعلى ماهيتها وعلى علاقتها بالبدن أو الجسد وعلى علاقتها بالنفس وعلى... إلا ما ورد في الكتاب أو السنة فقط . وكل ما يقال عن الروح مما ليس عليه دليل من الكتاب أو السنة هو مجرد كلام يمكنُ أن نأخذه ويمكن أن لا نأخذه بدون أي حرج من الناحية الشرعية , بل إن عدم أخذه وعدم تصديقه أولى . قال تعالى" يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي , وما أوتيتم من العلم إلا قليلا " .
3- مما ورد في الكتاب والسنة أن هناك روحا طيبة وخيرة وروحا خبيثة وشريرة , ونحن نسأل الله أن تكون أرواحنا طيبة وخيرة . ولا يهمنا بعد ذلك أن تكون الروح هي النفس أو أن الروح شيء والنفس شيء آخر, وكذلك لا تهمنا علاقة كل منهما بالآخر , ولا تهمنا علاقة كل منهما بالبدن أو الجسد . يكفينا نحن أن نعلم – يقينا - بأن المؤمن الطائع صاحبُ روح طيبة خيرة , وهو من أهل الجنة , نسال الله أن نكون منهم . وفي المقابل نحن نعلم كذلك – يقينا - بأن المؤمن العاصي صاحب روح خبيثة وشريرة , وهو من أهل النار نعوذ بالله منها ومما يقربنا منها كما نعوذ بالله أن نكون من أهلها .
4- تحدث العلماء كثيرا عن النفس وماهيتها واختلفوا كثيرا . والقاعدة الذهبية تقول بأن كل ما اختلفوا فيه مما ليس لهم عليه دليل ( من كتاب أو سنة ) نحن أحرار : أخذنا من فلان أو من علان أو لم نأخذ من أي واحد منهم شيئا . كل ذلك جائز لنا . لماذا ؟ لأن المسألة متعلقة بعالم الغيب الذي لا دليل عليه إلا الوحي . وعندما لا يكون هناك وحي , فنحن أحرار ( في الأخذ أو عدم الأخذ , وفي الأخذ عن فلان أو عن علان ) بدون أن نخاف من أي حرج شرعي بإذن الله .
5- والله لم يُفصل في أشياء معينة من عالم الغيب , لأن التفصيل فيها لا ينبني عليه عمل . الشجرة التي نهي الله آدم وحواء عن الأكل منها : ما نوعها ؟ لا يهم , لأنه لا فائدة من معرفة ذلك . كم كان عدد أفراد أهل الكهف ؟ لا ندري , لأن العدد لا يهم ولا علاقة له بطاعة أو معصية . أب المرأة التي تزوجها سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام : من هو بالضبط ؟ الأمر لا يهم , وليست له بإذن الله أية فائدة عملية . وهكذا ... لذلك يمكن أن نتساءل أين هو موضع النفس من جسد الإنسان ؟ هل النفس متعلقة بعضو معين أم لا ؟ هل هي الروح أم أنها أمر مختلف ؟ أيهما أكثر أهمية وخطورة ؟ ...الخ...كل هذه الأسئلة وغيرها كثير , الأجوبة عليها ليست قطعية , وهي محل خلاف كان ومازال وسيبقى إلى يوم القيامة . والله لم يفصل في هذا الأمر, لأنه لا فائدة عملية من التفصيل .
6- المؤكد أن النفس كالروح أمرٌ معنوي وليست أمرا ماديا . هذه مسألة لا يختلف عليها إثنان بإذن الله تعالى .
7- يكفينا بالنسبة للنفس أن نعلم بأن هناك نفسا أمارة بالسوء ونفسا لوامة ونفسا مطمئنة راضية . وحتى إن لم نعلم ولم نعرف التفاصيل المتعلقة بكل منها , إلا أننا متفقون على أن الأحسن والأفضل هي النفس الراضية المطمئنة . ومنه فنحن نسال الله باستمرار أن يجعلنا من أصحاب الأنفس الراضية المطمئنة , وأن نكون ممن يُقال لكل واحد منهم يوم القيامة "يا أيتها النفس المطمئنة . إرجعي إلى ربك راضية مرضية . فادخلي في عبادي وادخلي جنتي" , اللهم آمين .
8- القلب ما هو ؟ هل هو النفس أو الروح أو أنه شيء آخر . ما علاقة القلب بسائر الجسد ؟.وما علاقة القلب بالنفس والروح ؟. المسألة خاض فيها العلماء ومازالوا وسيبقون إلى يوم القيامة . لماذا لم يجب القرآن والسنة عن ذلك ؟ ببساطة لأن المسألة ليست لها أية فائدة عملية . والمؤكد هو أن القلب الذي هو " مُضغة " أَلا وإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ وإذَا فَسَدَت فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ أَلا وَهيَ القَلْبُ) رواه البخاري ومسلم" , هو أمر معنوي وليس أمرا ماديا . هذا أمر مؤكد لا يختلف عليه إثنان . ونحن نسأل الله باستمرار أن يكون قلب كل واحد منا طيبا مباركا وصالحا , وأن نكون ممن قال الله تعالى فيهم " يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم" . اللهم آمين .
9- ما هو العدو الأخطر : هل هو الهوى أم النفس أم الشيطان ؟. المسألة فيها من الخلاف ما فيها ولا توجد أية فائدة عملية في معرفة الأخطر . ما علاقة الثلاثة ببعضهم البعض ؟. المسألة كذلك فيها من الخلاف ما فيها ولا توجد أية فائدة عملية في معرفة هذه العلاقة , أو على الأقل لا توجد فائدة كبيرة في هذه المعرفة , لذلك لم يُفصل في أمرها اللهُ وكذا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم .
10- الهوى منه ما هو حسنٌ , وهو ما وافق الكتابَ والسنة كما قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم" لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئتُ به"( هذا الحديث صححته جماعة وضعفته جماعة أخرى , لكن معناه صحيحٌ عند الكل ) . ومعنى الحديث أن المؤمنَ الكامل الإيمان يجب أن يكون هواه تبعا لما يريد اللهُ ورسوله , وأما من كان هواه تبعا لما يريدُ الشيطانُ لا الرحمانُ فإن إيمانَـه ناقصٌ . ومنه نحنُ نسألُ اللهَ أن يجعل هوانا دوما تبعا لما جاء في الكتاب والسنة , اللهم آمين .
ومن الهوى ما هو سيءٌ , وهو كلُّ ما عدا ذلك . والأصلُ في الهوى إذا أُطلقَ أنه سيءٌ وخبيثٌ وفاسدٌ وأنه اتباعٌ للشيطان وللنفس الأمارة بالسوء . ونحن نعوذ بالله من أن يكون هوانا تبعا لما يحبُّ الشيطانُ ,كما نسأل الله أن يحيينا سادة لأهوائنا لا عبيدا لها . اللهم آمين.
11- الشيطان بصفة عامة هو الجنُّ الكافر , وهو لا يأمرُ الإنسانَ إلا بمعصية الله , وهذه هي وظيفته الأساسية , وهذا هو دورُه الرئيسي . ونحن باستمرار نسأل الله أن يُغلبنا على الشيطان ما حيينا آمين .
12- من هم أعداء الإنسان المؤمن في الحياة الدنيا ؟. لا خلاف في أنها الهوى السيء والنفس الأمارة بالسوء والشيطان لعنه الله ( مجتمعة ) , بغض النظر عن العلاقة بينها وبين بعضها البعض , وبغض النظر عن أيـها الأخطر ؟ .
نسأل الله أن يغلبنا على أنفسنا وعلى الشيطان ,وأن يجعل هوانا تبعا لما جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
كما نسأله تعالى أن يـجعل أرواحنا طيبة خيرة لا خبيثة شريرة .
كما نسأله سبحانه أن يهبنا قلوبا سليمة وصالحة لا سيئة ولا فاسدة .
اللهم آمين وصل اللهم وسلم على سيد الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه .
__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-09-2007, 11:57 AM
الصورة الرمزية ashraf3h4
ashraf3h4 ashraf3h4 غير متصل
مشرف الملتقى الانكليزي
 
تاريخ التسجيل: Apr 2007
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 1,822
الدولة : Egypt
افتراضي

نسأل الله أن يغلبنا على أنفسنا وعلى الشيطان ,وأن يجعل هوانا تبعا لما جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
كما نسأله تعالى أن يـجعل أرواحنا طيبة خيرة لا خبيثة شريرة .

كما نسأله سبحانه أن يهبنا قلوبا سليمة وصالحة لا سيئة ولا فاسدة .
اللهم آمين وصل اللهم وسلم على سيد الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه
جزاكم الله خيرا
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10-09-2007, 03:56 PM
الصورة الرمزية mar_mar
mar_mar mar_mar غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
مكان الإقامة: فى ملك الله
الجنس :
المشاركات: 87
الدولة : Egypt
افتراضي

ـــــــــــــــــــــــ((السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة))ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
اشكرك ايها الاخ الكريم على موضوعك هذا
بين النفس والقلب
افتنا فية بمعلومات جديدة
وامتعتنا بحديثك
اللهم ما اجعلة لك زخرا لك لا عليك يوم القيامة
اللهم ما يا مقلب القلوب ثبت قلبى على دينك
__________________
مرمر
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10-09-2007, 04:37 PM
الصورة الرمزية * فلسطــ نجمة ــــين *
* فلسطــ نجمة ــــين * * فلسطــ نجمة ــــين * غير متصل
مشرفة سابقة
 
تاريخ التسجيل: May 2007
مكان الإقامة: أينما وجد الظلم فذاك موطني
الجنس :
المشاركات: 1,993
الدولة : Palestine
افتراضي

السلام عليكم ورحمته الله وبركاته
بارك الله فيك أخي الكريم على موضوعك الطيب
وجزاك الله كل الخير
__________________

أَطْـــ ي َــافْ المَـــ جْ ـــد

حَمَامَةً تَحْمِلُ رِسَالةً لِكَيْ تُوَّصِلَ تَارِيخَ أَرْضَ الرِبَاطْ
عَبْرَ نَافِذَةِ العَالَمْ ..لِنَجْعَلَ مِنَ الأَلمْ أَمَلْ
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10-09-2007, 08:42 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,020
الدولة : Yemen
افتراضي

بارك الله فيك اخى الطيب

موضوع رائع اسال من الله ان يجزيك الجنه
__________________
[CENTER]
كبرنا
وأصبح لنا أصدقاء لا يجمعنا بهم شئ
يرحلون بلا ودآع . ولا نعلم سـ يعودون أم لا !

واستراح الشوق منى
وانزوى قلبى وحيداً
خلف جدران التمني
واستكان الحب فى الاعماق
نبضاً غاب عني


ما هقيت السعادة .. خيالا في خيال

كن الحياه ... رافق الجميع .. ولا تتمسك . باحـــد .
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 11-09-2007, 01:55 AM
الصورة الرمزية أبو خولة
أبو خولة أبو خولة غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
مكان الإقامة: الجزائر
الجنس :
المشاركات: 315
الدولة : Algeria
58 58 تابع :


13- هناك فرق بين ما تعلق بعلم الغيب وبعلم الشهادة . أما ما تعلق بعلم الغيب فالمطلوب البحث فيه اليوم وغدا وبعد غد , والمطلوب التقصي والمبالغة في البحث , والمطلوب الابتداع والابتكار , لأنه بسهولة يمكننا أن نصل في علم الشهادة إلى يقينيات , ولأن ما نصل إليه من قوانين وقواعد وأصول و...نستفيد منه الكثير دينا ودنيا .
وأما ما تعلق بعالم الغيب فالمطلوب فيه - في نظري - أن نكتفي بما ورد في الكتاب والسنة ( أنظر إلى مفاسد علم الكلام الذي خاض في كثير من مسائل العقيدة التي لم يتحدث عنها الله ولا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة والتي ليس فيها ولا لها أية فائدة عملية ..) ما استطعنا , لأننا لن نصل من خلال هذه الدراسات إلى حقائق أبدا , ولأن المسائل الخلافية والنظريات الظنية التي يمكن أن نصل إليها لن نستفيد منها لا من قريب ولا من بعيد .
14- أنا قرأتُ أكثر من 100 كتابا أيام زمان كلها متعلقة بالنفس والقلب والروح والعقل والهوى والشيطان : لابن تيمية ولابن القيم ولأبي حامد الغزالي ولابن حزم وللشاطبي ولأبي زهرة ولابن رشد ولغيرهم خلال حوالي عام واحد , وفي النهاية تحسرتُ كثيرا ( وقلتُ لنفسي : واحسرتاه على العمر الذي ولى في قراءة ودراسة هذه المسائل ) للوقت الذي ضيعتُه في قراءة مثل هذه المسائل التي إن صلُحت للعلماء فإنني أرى أنها لا تصلحُ لنا نحن البسطاء من المسلمين . هي لا تصلحُ لأننا نجد أنفسنا أمام كم هائل من الأقوال , ونجد أن كل واحد من العلماء يدعي بأنه على صواب , والصواب الله وحده يعلمه , ثم نجد أننا نقرأ مواضيع لا نستفيد منها عمليا من أجل زيادة طاعتنا لله أومن أجل تقوية إيماننا بالله , أومن أجل زيادة قربنا من الله أو من أجل رفع درجتنا عند الله أو من أجل رفع معنوياتنا أو ...
15- فرق كبير بين أن أدرسَ علم النفس من وجهة نظر إسلامية ( قرأتُ أكثر من 100 كتابا في علم النفس بالعربية وبالفرنسية , واستفدتُ منها كثيرا كما استفدت كثيرا كذلك من مخالطتي للأطباء الاختصاصيين في الأمراض النفسية والعصبية وكذا من ممارستي للرقية الشرعية لأكثر من 22 سنة ) . قلتُ : فرق كبير بين دراسة علم النفس من وجهة نظر إسلامية , الذي هو علم مفيدٌ ونافع وممتع وجيد ومهم لأغلبية الناس بمن فيهم الآباء والأمهات والمعلمين والأساتذة والمربين والأطباء والرقاة و... وبين إضاعة الوقت في القراءة عن النفس والروح والعقل والقلب والهوى والشيطان والعلاقة بينها وبين بعضها البعض وعن أيها أخطر وعن محل كل منها وعن...
16- عمر الواحد منا محدود , والوقتُ هو الحياةُ , وكلُّ واحد منا سيسأل عن عمره فيمَ أفناه ؟ وعن علمه ماذا عمل به ؟. ومنه فإنني عندما أرى وأجد أمامي أحد خيارين :
الأول : أن أدرس العقيدة والآداب والأخلاق والسيرة والتفسير والفقه و...والسياسة والاقتصاد والاجتماع والتربية والتعليم و...وأن أهتم بدراسة ما تعلق بمجال تخصصي (أنا في العلوم الفيزيائية وأنت في ...وهو في ...وهي في ...و...) وأن أدرس ....أن أدرس كلَّ ذلك أصولا وفروعا حتى أعرفَ المسائلَ الأصولية التي لا خلاف فيها والتي يجب علي أن أتعصبَ لها وأن أتشددَ فيها وأن لا أتسامح حيالها وأن ...وحتى أعرفَ المسائلَ الفرعية الخلافية الظنية التي لا يجوز التعصبُ أو التشدد أو التزمتُ فيها بل المطلوبُ فيها سعةُ الصدر مع المخالفِ وحسنُ الظنِّ و...
الثاني : أن أدرسَ التفاصيلَ الفرعية في العقيدة والتي هي محل خلاف بين علماءِ أهل السنة والجماعة , أو أن أبحثَ عن الأدلة العلمية على مسائل غيبية مثل القبر والميزان والصراط والحساب يوم القيامة والجنة والنار و...أو أن أبحثَ عن خلافات في العقيدة بيننا وبين فرق اعتقادية ضالة ومنحرفة لم يبق لها وجودٌ لأنها اندثرت من زمان , أو أن أهتمَّ بدراسة العلاقة بين النفس والروح والعقل والقلب والهوى والشيطان و...
إذا وجدتُ نفسي بين هذين الخيارين ( ولا ننسى أن عمرَنا محدودٌ وان الوقتَ هو الحياةُ ) , فإنني لن أتردد ولو للحظة من الزمان , وسأختار قضاءَ وقتي وإفناءَ عمري مع الدراسات الأولى لا الثانية .
نعم إن قدِر شخصٌ على دراسة الكل فلا بأس عليه ولا حرج عليه بإذن الله , ولكن من النادر أن يجدَ الواحدُ منا الوقتَ الكافي لكل هذا , ويمكنُ أن أقولَ بأن هذا مستحيلٌ إلا أن يكونَ عمرُ الشخصِ مثلَ عمرِ سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام .
17- عندنا مثلا طلبةٌ في الجامعة الإسلامية هنا في الجزائر أو في غيرها إذا اهتموا بالدراسات والبحوث والنظريات المتعلقة بالنفس والروح وغيرهما , فإنني أجدُ لهم أكثرَ من عذر . وأما بالنسبة لغيرِ المتخصصين في الدراسات الإسلامية مثلي ومثلك أيها القارئ الكريم , فإنني لا أميلُ أبدا إلى الاهتمامِ بتلك الدراسات وأنا أعتبر ذلك مضيعة للوقت وللجهد وربما للمال كذلك .
18- أنا أعتقد أن كثرةَ الاهتمام – وأؤكد على كلمة كثرة - بالدراسات المتعلقة بمسائل غيبية , ( فضلا عن أنها غالبا خلافية ولا نعرفُ الصوابَ فيها , وفضلا عن أنه ليست لها فائدة عملية ) تُقَسي القلبَ مع الوقتِ , خاصة إن لم يُصاحبها اهتمامٌ كافي بالتربية الروحية مثل النوافل من الصلاة والصيام ومثل الذكر والدعاء ومثل قراءة القرآن ومثل زيارة المقبرة ومثل محاسبة النفس ومثل ... وأنا أعرف شبابا عندنا في بعض المناطق في الجزائر , هم أبطالٌ في نقل أقوال العلماء في النفس والروح والقلب والعقل و...مما ليست لهُ أية فائدة عملية , ثم تجدهم جاهلين لأبسط مسائل الفقه في الصلاة والصيام , وتجدهم ضعافا جدا في مجال تخصصهم الدراسي , وتجدهم بعيدين كلَّ البعد عن التعامل مع الناس بما يمليه عليهم الأدبُ والخلق الإسلامي , وتجدهم قساة في التعامل مع أقرب الناس إليهم من إخوة وأخوات وأب وأم , وتجدهم يعانون ( بشهادة أهاليهم ) في الكثير من الأحيان من القلق والوسواس والخوف والخلعة و... وكلُّ هذا نتجَ في نظري عن اهتمامهم الزائد بدراسة علم ظني - ليست فيه فائدة عملية ويُقسي القلب - على حساب علوم أخرى تُعرِّفُ بالدين وتُـقرِّب من الله وتزيدُ من الأجر وتُسعد الإنسانَ وتُرقِّـق القلبَ وترفعُ المعنوياتِ وتُـقوي الإيمانَ و...
19- هذا النقاش يُذكرني بحوار تم منذ حوالي 3 شهور بين أخوين كريمين هنا في الجزائر. أحدُهما يؤكد على أن عدوه الأساسي هو النفس الأمارة بالسوء , وكان يُـقدمُ على صحة دعواه أدلة من أقوال بعض العلماء , وأما الآخر فكان يؤكد على أن عدوه الأكبر هو الشيطان وكان هو الآخر يستدل على صحة ما يقول بأقوال علماء آخرين . واحتد النقاشُ بينهما فقلتُ لهما مهدئا " على رسلكما لن يستفيد الدينُ ولن يستفيد أيُّ مسلم من حدة النقاش بينكما , ولن يُـقدم أحدكما دليلا قطعيا على صحة ما يقول , ولن يستطيعَ أيٌّ منكما أن يُـقدم لنا ولو فائدة عملية بسيطة يمكن أن نأخذها من هذا الحوار. على رسلكما ! إن المطلوبَ من كلِّ واحد منا حتى يحبَّـه اللهُ ويرضى عنه أن يتخذَ الشيطانَ عدوا وأن يتغلبَ على هواه وأن يرفعَ نفسه على درجة الرضى والاطمئنان أو على الأقل إلى درجة النفس اللوامة , ثم لا علينا بعد ذلك من بقية النقاش والحوار.
قولا لي بالله عليكما ما الذي يستفيدُ منه أيُّ واحد منا إن عرفنا أين موضع النفس من البدن أو لم نعرف ذلك ؟ ما علاقة النفس بالروح ؟ أيهما أهم ؟ ما علاقة النفس بالهوى والشيطان ؟ ما علاقة النفس بالعقل ؟ ما علاقة النفس بالقلب ؟ إلى آخر هذه الأسئلة . قولا لي بالله عليكما أية فائدة سيجنيها المؤمنُ من خلال هذه الدراسات أو البحوث أو من وراء أي نقاش في هذه المسائل أو من هذه الخصومة بينكما ؟ . هداني الله وإياكما لكل خير آمين ".
والله أعلى وأعلم . وفقنا الله جميعا لخيري الدنيا والآخرة .
نسأل الله أن يُعلمنا ما ينفعنا وأن يَنفعنا بما يُعلمنا وأن يزيدنا علما .
__________________
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 26-09-2007, 01:10 PM
الصورة الرمزية أبو خولة
أبو خولة أبو خولة غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
مكان الإقامة: الجزائر
الجنس :
المشاركات: 315
الدولة : Algeria
58 58

وهذا نقل من كتاب " الطريق إلى الربانية " منهجا وسلوكا ... د. مجدي الهلالي , له صلة بموضوعنا :
1- الإنسان بين السماء والأرض :
خلق الله عز وجل الإنسان وأسجد له الملائكة , وكرمه على سائر مخلوقاته بما أودعه في عـقله من ملَكات يمكنهُ من خلالها أن يصل إلى معرفته سبحانه , لدرجة لم يصل إليها مخلوق من قبل ... نفخ فيه من روحه وخلق له الأرض وأسكنه فيها وهيأه للمعيشة عليها , فجعل جسده مكونا من عناصرها . قال تعالى : "إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين (71) فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين (72)".
فالواحد منا مكون من جسد وروح .. جسد يجذبه بمتطلباته إلى الأرض , وروح تسمو به إلى السماء .. وكلما اقترب من الأرض ابتعد عن السماء , وضعفت صلته بالله . وقد يصل إلى المرحلة التي تنقطع فيها صلته تماما بربه , ويصبح أرضيا خالصا , وهذا ما نجده في قوله تعالى : " أخلد إلى الأرض " [الأعراف : 176 ].
وفي المقابل : كلما تخلص الإنسان من جواذب الأرض بروحه وقلبه ارتفع إلى السماء , وازدادت شيئا فشيئا صلتُـه بخالقه حتى وصل إلى درجة الانتساب إليه , فيصبح عبدا ربانيا .
... إنه انتساب واحد إما إلى الأرض وإما إلى السماء .. نعم قد يكون في القلب انجذاب نحو الأرض وما فيها من شهوات , وفيه كذلك اتصال بالله , ولكن يظل هذا الاتصال في إطار ضيق محدود . ولا يصبح صاحبه موصولا بالله , منتسبا إليه إلا إذا تحرر قلبه من أسر الهوى وحب الدنيا .
2-كيف يُـؤسَرُ القلبُ ؟
جعل الله عز وجل القلب محلا لعبوديته , ففيه تجتمعُ المشاعرُ داخلَ الإنسان من حب وكره , وخوف ورجاء وفرح وحزن , ورغبة ورهبة , وفزع وسكينة .. وغير ذلك من العواطف .
ولقد جعل اللهُ سبحانه وتعالى القلبَ مَـلِـكا على الجسم كله , فما من حركة إرادية يقوم بها أيُّ عضو إلا وتأتي استجابة لأوامر القلبِ ..فالقلبُ محلُّ الإرادة واتخاذ القرار , وما على الجميعِ إلا التنفيذُ .
يقول رسولُ الله r: (ألا إن في الجسد مضغة إذا صلُحت صلح الجسد كله , وإذا فسدت فسد الجسد كله , ألا وهي القلب) .
ومن جنودِ هذا القلبِ : العقلُ . ومن أهم وظائفِ العقلِ أنـه محلُّ العلمِ والتفكيرِ , فـبالعقلِ تُدركُ العواقبُ , وتُـلجَم العواطفُ .
أما النفسُ فهي المعنى الجامعُ للشهواتِ والأهواءِ الغريزية .. تريدُ النفسُ دائما أن تجمحَ بالإنسانِ وتدفعَـه للاستجابةِ لطلباتها .
النفسُ تحبُّ أن تأخذَ حظَّـها من كلِّ فعل يفعلُـه العبدُ , لذلك فهي تعملُ على إخضاعِ القلبِ وتجنيدِ مشاعرِه لخدمةِ حظوظِـها , ويقفُ الشيطانُ من خلفِ النفسِ مستغلا جهْـلَـها وشُـحَّـها فيُـزيِّـنُ لها الأفعالَ التي تستوفي حظوظّـها الظاهرةَ والخفيةَ .
ولقد خلق الله النفسَ بهذه الصفات ليختبرَ مدى صدقِ عبوديتنا له .. فهو سبحانه وتعالى يريدُ منا أن ننصرَه على نفوسنا وأن نُـخضِع له مشاعرَنا , فنطيعَ أوامره وإن خالفتْ هوانا , أما النفسُ فتريدُ عكسَ ذلك ...
فالعبدُ – كما يقول عبد القادر الكيلاني – مُـلقى بين الله وبـين نفسه , إن نصَـرَ نفسَه كان عبدا للنفسِ وإن نصر اللهَ كان عبدا لهُ تبارك وتعالى .. فالنفسُ هي ميدانُ المعركةِ , ولولا وجودُها لكنـا كالملائكةِ .
وما من قرار يصدرُ من القلبِ إلى الجوارحِ إلا ويُـترجِم انتصارَ حبِّ الله والإيمانِ بـه على حبِّ النفس وهواها , أو يُـترجِم عكسَ ذلك . فالصراعُ بين داعي الإيمان وداعي الهوى لابد أن يُحسَم لصالح أحدِهما لحظـةَ اتخاذِ القرارِ . فإن انتصرَ الإيمانُ انقادت الجوارحُ لأوامره , سواء كان ذلك فعلَ طاعات أو تركَ منكرات ...أما إذا ما انتصرت النفسُ في هذه المعركة كان القرارُ قرارَها , فتأمرَ الجوارحَ بفعلِ ما يرضي رغباتِـها ومشتهـيـاتِـها ويخالفُ أمرَ الله ورضاه .
يقول r : ( لا يزني العبدُ حين يزني وهو مؤمنٌ , ولا يسرقُ حين يسرقُ وهو مؤمنٌ , ولا يشربُ الخمرَ حين يشربُـها وهو مؤمنٌ ,...) أخرجه البخاري في صحيحه .

يتبع :...
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 92.05 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 87.61 كيلو بايت... تم توفير 4.44 كيلو بايت...بمعدل (4.82%)]