|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() تفسير سورة الأنعام الآيات (154: 156) يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف ﴿ ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأنعام: 154]. ﴿ ثُمَّ آتَيْنَا ﴾ أَيْ: ثُمَّ أُخْبِرُكُمْ أَنَّا آتَيْنَا ﴿ مُوسَى الْكِتَابَ ﴾ التَّوْرَاةَ ﴿ تَمَامًا ﴾ لِلنِّعْمَةِ[1] أَوْ ﴿ تَمَامًا ﴾ كَامِلًا جَامِعًا لِمَا يَحْتَاجُ إِليهِ[2] ﴿ عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ ﴾ عَلَى كُلِّ مَنْ أحْسَنَ القِيامَ بِهِ[3]. ﴿ وَتَفْصِيلًا ﴾ بَيانًا ﴿ لِكُلِّ شَيْءٍ ﴾ يُحْتاجُ إلَيْهِ فِي دِينِهِمْ ﴿ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ ﴾ أيْ: بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴿ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ ﴾ بِالبَعْثِ ﴿ يُؤْمِنُونَ﴾ يُصَدِّقُونَ[4]. ﴿ وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الأنعام: 155]. ﴿ وَهَذَا ﴾ أيِ: الْقُرْآنُ ﴿ كِتَابٌ ﴾ عَظِيمٌ[5] ﴿ أَنْزَلْنَاهُ ﴾ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ[6] ﴿ مُبَارَكٌ ﴾ كَثِيرُ الخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ[7]. ﴿ فَاتَّبِعُوهُ ﴾ فِيمَا يَأْمُرُ بِهِ، وَيَنْهَى عَنْهُ[8]، وَاعْمَلُوا بِمَا فِيهِ[9]. ﴿ وَاتَّقُوا ﴾ مُخَالَفَتَهُ[10] ﴿ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ فَتَنْجُوا مِنْ عَذَابِ اللهِ، وَتَظْفَرُوا بِثَوابِهِ[11]. وَالْآيةُ فِيهَا فَوائِدُ: مِنْهَا: أَنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْأَسْبَابِ لِنَيلِ رَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى اتِّبَاعَ أَوَامِرِ الْقُرْآنِ وَاجْتِنَابَ نَوَاهِيهِ وَالْعَمَلَ بِمَا فِيهِ. وَمِنْهَا: أَنَّ الْقُرْآنَ الْكَرِيمَ كِتَابٌ مُبَارَكٌ، كَثِيرُ الْخَيْرِ وَالْمَنَافِعِ وَالْفَوَائِدِ، دَائِمُ الْبَرَكَةِ؛ لِأَنَّهُ كَلَامُ رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَلَا شَيْءَ أَعْظَمُ بَرَكَةً مِنَ الْقُرْآنِ. قَالَ الْعَلَامَةُ عَبْدُالرَّحْمَنِ السَّعْدِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ: "لَا شَيْءَ أَعْظَمُ بَرَكَةً مِنَ هَذَا الْقُرْآنِ، فَإِنَّ كُلَّ خَيْرٍ وَنِعْمَةٍ، وَزِيَادَةٍ دِينِيَّةٍ أَوْ دُنْيَوِيَّةٍ أَوْ أُخْرَوِيَّةٍ، فَإِنَّهَا بِسَبَبِهِ، وَأثرٌ عَنِ الْعَمَلِ بِهِ"[12]. ﴿ أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ ﴾ [الأنعام: 156]. أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ ﴿ أَنْ ﴾ لِئلَا ﴿ تَقُولُوا ﴾ أَيُّهَا الْكُفَّارُ ﴿ إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ ﴾ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى[13] ﴿ مِنْ قَبْلِنَا ﴾ وَلَمْ يُنْزِلْ عَلَينَا كِتَابًا[14]. ﴿ وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ ﴾ قِرَاءَةِ كُتُبِهِمْ ﴿ لَغَافِلِينَ ﴾ لِعَدَمِ مَعْرِفَتِنَا لَهَا إِذْ لَيْسَتْ بِلُغَتِنَا[15]، وَالْمُرادُ: إِثْباتُ الحُجَّةِ عَلَيْهِمْ بِإنْزالِ القُرْآنِ عَلى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، كَيْلا يَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ: إِنَّ التَوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ أُنْزِلَا عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا، وَكُنَّا غَافِلِينَ عَمَّا فِيهِمَا[16]. [1] ينظر: تفسير البيضاوي (2/ 189). [2] ينظر: تفسير ابن كثير (3/ 368). [3] ينظر: تفسير البيضاوي (2/ 189). [4] ينظر: تفسير النسفي (1/ 549). [5] ينظر: تفسير أبي السعود (3/ 201). [6] ينظر: تفسير الطبري (10/ 5). [7] ينظر: تفسير النسفي (1/ 549). [8] ينظر: تفسير السعدي (ص280). [9] ينظر: تفسير البغوي (3/ 206). [10] ينظر: تفسير النسفي (1/ 549). [11] ينظر: تفسير الطبري (10/ 5). [12] تفسير السعدي (ص525). [13] ينظر: تفسير الجلالين (ص191). [14] ينظر: تفسير السعدي (ص280). [15] ينظر: الوجيز للواحدي (ص383)، تفسير الجلالين (ص191). [16] تفسير النسفي (1/ 550).
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |