ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى القرآن الكريم والتفسير (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=57)
-   -   تفسير سورة الأنعام الآيات (154: 156) (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=307931)

ابوالوليد المسلم 09-10-2024 02:54 PM

تفسير سورة الأنعام الآيات (154: 156)
 
تفسير سورة الأنعام الآيات (154: 156)

يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف

﴿ ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأنعام: 154].

﴿ ثُمَّ آتَيْنَا ﴾ أَيْ: ثُمَّ أُخْبِرُكُمْ أَنَّا آتَيْنَا ﴿ مُوسَى الْكِتَابَ ﴾ التَّوْرَاةَ ﴿ تَمَامًا ﴾ لِلنِّعْمَةِ[1] أَوْ ﴿ تَمَامًا ﴾ كَامِلًا جَامِعًا لِمَا يَحْتَاجُ إِليهِ[2] ﴿ عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ ﴾ عَلَى كُلِّ مَنْ أحْسَنَ القِيامَ بِهِ[3].

﴿ وَتَفْصِيلًا ﴾ بَيانًا ﴿ لِكُلِّ شَيْءٍ ﴾ يُحْتاجُ إلَيْهِ فِي دِينِهِمْ ﴿ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ ﴾ أيْ: بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴿ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ ﴾ بِالبَعْثِ ﴿ يُؤْمِنُونَ﴾ يُصَدِّقُونَ[4].

﴿ وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الأنعام: 155].

﴿ وَهَذَا ﴾ أيِ: الْقُرْآنُ ﴿ كِتَابٌ ﴾ عَظِيمٌ[5] ﴿ أَنْزَلْنَاهُ ﴾ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ[6] ﴿ مُبَارَكٌ ﴾ كَثِيرُ الخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ[7].

﴿ فَاتَّبِعُوهُ ﴾ فِيمَا يَأْمُرُ بِهِ، وَيَنْهَى عَنْهُ[8]، وَاعْمَلُوا بِمَا فِيهِ[9].

﴿ وَاتَّقُوا ﴾ مُخَالَفَتَهُ[10] ﴿ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ فَتَنْجُوا مِنْ عَذَابِ اللهِ، وَتَظْفَرُوا بِثَوابِهِ[11].

وَالْآيةُ فِيهَا فَوائِدُ:
مِنْهَا: أَنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْأَسْبَابِ لِنَيلِ رَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى اتِّبَاعَ أَوَامِرِ الْقُرْآنِ وَاجْتِنَابَ نَوَاهِيهِ وَالْعَمَلَ بِمَا فِيهِ.

وَمِنْهَا: أَنَّ الْقُرْآنَ الْكَرِيمَ كِتَابٌ مُبَارَكٌ، كَثِيرُ الْخَيْرِ وَالْمَنَافِعِ وَالْفَوَائِدِ، دَائِمُ الْبَرَكَةِ؛ لِأَنَّهُ كَلَامُ رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَلَا شَيْءَ أَعْظَمُ بَرَكَةً مِنَ الْقُرْآنِ.

قَالَ الْعَلَامَةُ عَبْدُالرَّحْمَنِ السَّعْدِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ: "لَا شَيْءَ أَعْظَمُ بَرَكَةً مِنَ هَذَا الْقُرْآنِ، فَإِنَّ كُلَّ خَيْرٍ وَنِعْمَةٍ، وَزِيَادَةٍ دِينِيَّةٍ أَوْ دُنْيَوِيَّةٍ أَوْ أُخْرَوِيَّةٍ، فَإِنَّهَا بِسَبَبِهِ، وَأثرٌ عَنِ الْعَمَلِ بِهِ"[12].


﴿ أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ [الأنعام: 156].


أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ ﴿ أَنْ ﴾ لِئلَا ﴿ تَقُولُوا ﴾ أَيُّهَا الْكُفَّارُ ﴿ إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ ﴾ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى[13] ﴿ مِنْ قَبْلِنَا ﴾ وَلَمْ يُنْزِلْ عَلَينَا كِتَابًا[14].

﴿ وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ ﴾ قِرَاءَةِ كُتُبِهِمْ ﴿ لَغَافِلِينَ ﴾ لِعَدَمِ مَعْرِفَتِنَا لَهَا إِذْ لَيْسَتْ بِلُغَتِنَا[15]، وَالْمُرادُ: إِثْباتُ الحُجَّةِ عَلَيْهِمْ بِإنْزالِ القُرْآنِ عَلى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، كَيْلا يَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ: إِنَّ التَوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ أُنْزِلَا عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا، وَكُنَّا غَافِلِينَ عَمَّا فِيهِمَا[16].

[1] ينظر: تفسير البيضاوي (2/ 189).

[2] ينظر: تفسير ابن كثير (3/ 368).

[3] ينظر: تفسير البيضاوي (2/ 189).

[4] ينظر: تفسير النسفي (1/ 549).

[5] ينظر: تفسير أبي السعود (3/ 201).

[6] ينظر: تفسير الطبري (10/ 5).

[7] ينظر: تفسير النسفي (1/ 549).

[8] ينظر: تفسير السعدي (ص280).

[9] ينظر: تفسير البغوي (3/ 206).

[10] ينظر: تفسير النسفي (1/ 549).

[11] ينظر: تفسير الطبري (10/ 5).

[12] تفسير السعدي (ص525).

[13] ينظر: تفسير الجلالين (ص191).

[14] ينظر: تفسير السعدي (ص280).

[15] ينظر: الوجيز للواحدي (ص383)، تفسير الجلالين (ص191).

[16] تفسير النسفي (1/ 550).






الساعة الآن : 07:05 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 11.13 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 11.04 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (0.84%)]