كيف يعوض العاق لوالديه في حياتهما برهما بعد الوفاة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         قيام الليل يجعلك قريبا من رب العالمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          التقوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          زكاة القلب ورشد العقل وسواء النفس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          أثر الذنوب والمعاصي والمجاهرة بها على الفرد والمجتمع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          زَيتُ قنديلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          قبل الندم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الهند .. حملة ترحيل قسري غير قانونية تستهدف المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الفرح بالحياة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الطوفان الرقمي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          التغابن المعرفي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-07-2024, 09:49 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,761
الدولة : Egypt
افتراضي كيف يعوض العاق لوالديه في حياتهما برهما بعد الوفاة

كيف يعوض العاق لوالديه في حياتهما برهما بعد الوفاة
برُّ الوالدين من أعظم القُرُبات إلى الله؛ قال الله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الإسراء: 23].

وفي حديث ابن مسعود قال: ((قلت: يا رسول الله، أي العمل أحبُّ إلى الله تعالى؟ قال: «الصلاة على وقتها» ، قلت: ثم أيٌّ؟ قال: «بر الوالدين» ، قلت: ثم أي؟ قال: «الجهاد في سبيل الله»؛ [متفق عليه].

ومعلوم أن برَّ الوالدين فيه من الأجر العظيم لمن وفَّقه الله، لكن كيف لو كان الابن عاقًّا أو مقصرًا في برِّ والديه أو أحدهما في حال حياتهما، وبعد وفاتهما، ندِم الابن أشدَّ الندم، وتاب إلى الله، وأخذ يتحسَّر على ما فات، ويبكي أشدَّ البكاء، فهل بإمكانه أن يعوِّض ذلك التقصير الذي حصل منه لبرِّ والديه في حال حياتهما، بعد موتهما، أم أنه لا مجال له وانتهت الفرصة؟

هذا السؤال قام به عنَّا رجلٌ جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فسأله السؤال نفسه، فماذا كان جواب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

عن مالك بن ربيعة الساعدي رضي الله عنه قال: ((بَيْنا نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ جاءه رجل من بني سلمةَ، فقال: يا رسول الله، هل بقي مِن برِّ أبويَّ شيءٌ أبَرُّهما به بعد موتهما؟ فقال: «نعم، الصلاةُ عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذُ عهدِهما من بعدهما، وصلةُ الرحم التي لا تُوصَلُ إلا بهما، وإكرامُ صديقِهما»؛ (رواه أبو داود).

خمسة أشياء من فَعَلَها، أو فعل بعضها، صار بارًّا بوالديه بعد وفاتهما، وهذه الخمسة أولها: الصلاة عليهما؛ أي: الدعاء؛ فإن الصلاة أصل معناها في كلام العرب: الدعاء؛ وقد جاء ذلك في القرآن بقوله تبارك وتعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ} [التوبة: 103]؛ أي: ادعُ لهم، فكان الرجل يأتي للنبي صلى الله عليه وسلم بصدقته؛ يعني: بزكاته فيدعو له، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم صلِّ على آل أبي أوفى»؛ [أخرجه البخاري (1497)].

ويدخل في الصلاة عليهما، صلاةُ الجنازة؛ فإنها دعاء، والصلاة عليهما: الترحم عليهما، وهو من أحق الحق، ومن أعظم البر في الحياة والموت.

فعلى كل ابنٍ أكان بارًّا أو كان مقصرًا، أن يكثر من الدعاء لوالديه في كل صلواته، ويُكثِر من: ربِّ اغفر لوالدي، وارحمهما كما ربياني صغيرًا.

وهكذا الاستغفار لهما، وسؤال الله أن يغفر لهما سيئاتهما، هذا من أعظم برهما؛ حيَّينِ وميِّتَينِ.

وإنفاذ عهدهما من بعدهما: الوصية التي يوصيان بها، والوصية قد تكون أداء حقوق مالية، أو الوصية بشيء من الإرث لغير وارث، وذلك يصح في حدود الثلث، أو أداء عبادة عنهما، كلها تدخل ضمن الوصية، فالواجب على الولد ذكرًا كان أو أنثى إنفاذها، إذا كانت موافقة للشرع المطهر.

والخصلة الرابعة: إكرام صديقهما، إذا كان لأبيك أو لأمك أصدقاء وأحباب وأقارب فتُحسن إليهم، وتُقدِّر لهم صحبة وصداقة والديك، ولا تنسَ ذلك بالكلام الطيب، والإحسان إليهم، إذا كانوا في حاجة إلى الإحسان، وجميع أنواع الخير الذي تستطيعه؛ فعن أبي بردة قال: قدِمتُ المدينة، فأتاني عبدالله بن عمر، فقال: أتدري لِمَ أتيتك؟ قال: قلت: لا، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من أحب أن يصِلَ أباه في قبره، فلْيَصِلْ إخوان أبيه بعده»، وإنه كان بين أبي عمرَ وبين أبيك إخاء ووُدٌّ، فأحببتُ أن أصل ذاك؛ (رواه ابن حبان في صحيحه، وأبو يعلى في مسنده).

عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما: أَن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ أَبرَّ البرِّ أَنْ يَصِلَ الرَّجُلُ وُدَّ أَبِيهِ»؛ (أخرجه مسلم، رقم: (2552)).

فهذا من برهما بعد وفاتهما.

والخصلة الخامسة: صلة الرحم التي لا تُوصَل إلا بهما، وذلك بالإحسان إلى أعمامك وأقارب أبيك، وإلى أخوالك وخالاتك من أقارب أمك، هذا من الإحسان بالوالدين، وبر الوالدين أن تُحسِنَ إلى أقارب والديك؛ الأعمام والعمات وأولادهم، والأخوال والخالات وأولادهم؛ فالإحسان إليهم وصلتهم كل ذلك من صلة الأبوين، ومن إكرام الوالدين، هذا، والله يوفقني وإياكم إلى بِرِّ آبائنا أحياءً وأمواتًا، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
__________________________________________________ ____
الكاتب: يحيى بن إبراهيم الشيخي

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.41 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.74 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.52%)]