معاني أسماء الله الحسنى: الرزاق، الشكور، الهادي، الناصر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ}ا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 394 - عددالزوار : 92373 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 64 - عددالزوار : 14108 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 68 - عددالزوار : 53241 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 84 - عددالزوار : 46890 )           »          درر وفوائـد من كــلام السلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 15429 )           »          الثقافة والإعلام والدعوة في مواجهة الغزو الفكري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 21 )           »          أساليب نشر العلمانية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          سلوكيات غير صحيحة سائدة في حياتنا الأسرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 3624 )           »          الصوابية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          القوامة الزوجية.. أسبابها، ضوابطها، مقتضاها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 40 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-07-2023, 09:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,993
الدولة : Egypt
افتراضي معاني أسماء الله الحسنى: الرزاق، الشكور، الهادي، الناصر

معاني أسماء الله الحسنى: الرزاق، الشكور، الهادي، الناصر
سعد محسن الشمري

قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [الذاريات: 58].

وقال تعالى: ﴿ أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ [المؤمنون: 72].

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله هو المسعِّرُ القابض الباسط الرازق))[1].

والرزق اسم لكل ما يُنتفَع به من الحسيات والمعنويات؛ فالقوت رزق الأبدان، والإيمان رزق الأرواح.

والله عز وجل هو الرزاق المتكفِّل بأرزاق العباد؛ قال الله تعالى: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [هود: 6].

وقال تعالى: ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [العنكبوت: 60].

ورزقه سبحانه رزقان: رزقٌ يستوي فيه جميع العباد؛ وهو قوت الأبدان، ورزق خاص؛ وهو قوت القلوب.

وتغذيتهما بالعلم والإيمان، والرزق الحلال هو رزق المؤمنين الذين يتحرَّون الحلال، ويبتعدون عما حرم الله عز وجل عليهم[2].

ومن عظيم ثمرات الإيمان بهذين الاسمين الكريمين اليقينُ بأن الله وحده هو الرزاق، وبيده أرزاق العباد؛ فيطلبه العباد منه سبحانه.

قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 17]، وفيه يظهر ما يدل على توحيده وعبادته وحده، وبطلان الشرك، ومن حكمة الله تعالى أن وسَّع على بعض عباده في الرزق، وضيَّق على آخرين؛ قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا ﴾ [الإسراء: 30].

وهذا الاسمان الكريمان يُورِثان في دين العبد وتدينه لربه شكرَه سبحانه على نِعَمِهِ العظيمة.

وقال تعالى: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7].

فبالشكر تدوم النعم وتزيد، وبضده تنقص وتنتزع منها البركة، والله المستعان.

وأعظم رزق عند الله هو دخول الجنة، وما فيها من النعيم المقيم، والسعادة الأبدية.

قال تعالى بعد أن ذكر جملًا من نعيم المؤمنين: ﴿ إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ ﴾ [ص: 54].

الله سبحانه الشاكر، الشكور:
قال الله تعالى: ﴿ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ﴾ [فاطر: 30].

وقال تعالى: ﴿ إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ ﴾ [التغابن: 17].

وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 158].

وقال تعالى: ﴿ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا ﴾ [النساء: 147].

الله سبحانه هو الشاكر الشكور الذي يقبل الحسنات، ويضاعفها، وينميها لعاملها، ويعطي العطاء الجزيل على العمل اليسير، ويُثْنِي على العبد عنده في الملأ الأعلى.

والمرء يعمل العمل الصالح ولو شيئًا يسيرًا؛ طمعًا في ثواب الله وفضله.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تحقِرَنَّ من المعروف شيئًا، ولو أن تلقى أخاك ببوجه طليق))[3].

وقال عليه الصلاة والسلام: ((اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة))[4].

قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 40].

والمرء بأعماله الصالحة وبقرباته التي يقدمها لله دليل على شكره لربه، وبها ينال الأجر العظيم، ويدفع بها عن نفسه العذاب.

قال تعالى: ﴿ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا ﴾ [النساء: 147].

وشكر العبد لربه يكون بذلك، وهو أثر من آثار إيمانه باسم الله تعالى الشاكر والشكور، ويقر بنعم الله تعالى عليه، ويلهج لسانه بها جهرًا وشكرًا.

وقد أثنى الله سبحانه وتعالى الثناء العاطر على نبيه ومصطفاه نوح؛ قال تعالى: ﴿ ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا ﴾ [الإسراء: 3].

وقد سألت السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها النبيَّ صلى الله عليه وسلم لما رأت منه تورم قدميه؛ من طول القيام: ((أو تفعل ذلك يا رسول الله، وقد غُفِر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: يا عائشة، أفلا أكون عبدًا شكورًا))[5].

الله سبحانه الهادي:
قال الله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا ﴾ [الفرقان: 31].

الله سبحانه هو الهادي الذي يهدي ويرشد عباده إلى جميع المنافع، وإلى دفع المضار، ويعلمهم ما لا يعلمون، ويهديهم لهداية التوفيق والتسديد، ويلهمهم التقوى لقلوبهم، ويجعل قلوبهم منيبة إليه منقادة لأمره[6].

فالله الذي أرسل الرسل، وأنزل الكتب لهداية عباده إلى الصراط المستقيم، وإلى ما فيه نجاتهم وفوزهم من عذاب الآخرة، ومن حكمته سبحانه أنْ جَعَلَ رُسُلَه حُجَّة له على خلقه؛ ليهدوا الناس إلى صراط العزيز الحميد.

قال تعالى: ﴿ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا ﴾ [الكهف: 17].

وإن هدى، فبفضله سبحانه، وإن أضلَّ فبعدله؛ ولهذا على العبد أن يتطلَّب أسباب الهداية من العلم النافع، والعمل الصالح، حتى يكون هاديًا مهتديًا.

وكان من عظيم دعاء النبيِّ صلى الله عليه وسلم: ((اللهم إني أسألك الهُدى والتُّقى، والعفافَ والغِنى))[7]، وفي قنوت الوتر: ((اللهم اهدني فيمن هديت...))[8].

الله سبحانه، الولي، المولى، الناصر، النصير:
قال الله تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [الشورى: 28].

وقال تعالى: ﴿ رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ﴾ [يوسف: 101].

وقال تعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ﴾ [الحج: 78].

وقال تعالى: ﴿ بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ ﴾ [آل عمران: 150].

والوليُّ من الولاية؛ وهي ضد العداوة، ويدور معناها حول القرب والحب والنصرة[9].

والله سبحانه هو الولي الناصر لعباده المؤمنين، المحب لهم، يتولى نصرهم وإرشادهم، وهو الذي يتولى حسابهم وثوابهم.

وهو سبحانه المولى السيد المالك الخالق المعبود الناصر[10].

وهو سبحانه الناصر النصير الذي ينصر عباده المؤمنين على الكافرين، ويعلي شأنهم، ويعينهم على أعدائهم، ويثبت أقدامهم.

ومن عظيم الثمرات التي يجنيها العبد من إيمانه بهذه الأسماء الكريمة اعتزازه بالله، وثقته به سبحانه، وتوكله عليه؛ لأنه نِعْمَ مَن يُتوكَّل عليه هو الله عز وجل، ونِعَمَ مَن يُحَبُّ هو الله، ونعم من يوالي هو الله، ومن يحب الله، يحبه الله.

ومن آثار هذه الأسماء الكريمة اليقينُ الجازم بأن النصر من الله تعالى لا من غيره؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ﴾ [آل عمران: 126].

وعلى العبد أن يحقق نصر الله بنصر دينه وشريعته، والعمل بهما، حتى يحقق الله نصره له ولعباده المؤمنين؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾ [محمد: 7].

[1] رواه أبو داود، (3451).

[2] من كلام العلامة السعدي بتصرف.

[3] مسلم، (2626).

[4] رواه البخاري (281)، ومسلم (703).

[5] رواه البخاري (1130)، ومسلم (2891).

[6] تفسير السعدي، ص: 949.

[7]رواه مسلم، (2087).

[8] رواه ابن ماجه، (1178).

[9] انظر: اللسان والقاموس، مادة: (و ل ي).

[10] تفسير ابن جرير، (8/94).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.53 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.86 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.12%)]