تسبيح الكائنات لخالقها سبحانه - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تعريف بكتاب المدخل إلى علم السيرة النبوية على صاحبها الصلاة والسلام: النظائر في السير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          جوانب من عظمة الرسول صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الهوية في حالة صيرورة وتشكّل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          تأملات مرتحل مسلم .. السفر محطة للإثراء الثقافي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          تأملات مرتحل مسلم .. الأسرة ومدرسة السفر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          كيف تتقلب النفس البشرية بين رغبة المدح وخشية النقد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الزينة في القرآن الكريم والكشف عن مفهوم الجمال الحقيقي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          تفنيد دعوى وجود رواة أعاجم رووا الحديث بالمعنى فأفسدوه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          حين يلتقي الجهل بالتعصب: كيف يولد التطرف الفكري؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          30 طريقة لإحلال الهدوء في فصول المرحلة الثانوية الصاخبة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-04-2023, 09:08 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,066
الدولة : Egypt
افتراضي تسبيح الكائنات لخالقها سبحانه

تسبيح الكائنات لخالقها سبحانه
الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي

قال سبحانه: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴾ [النور: 41].

يقول الإمام ابن كثير- رحمه الله-: "يُخبر الله تعالى عن عظمته وجلاله وكبريائه الذي خضع له كل شيء، ودانت له الأشياء والمخلوقات بأسرها؛ جماداتها وحيواناتها ومكلفوها من الإنس والجن والملائكة، فأخبر أن كل ما له ظلَّ يتفيَّأ ذات اليمين وذات الشمال؛ أي بكرًة وعشيًّا، فإنه ساجد لله تعالى، قال مجاهد: إذا زالت الشمس سجد كل شيء لله عز وجل"[1].

والكون كله يوحد الله ويسبحه ويمجده؛ كما قال سبحانه تعالى: ﴿ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ﴾ [الإسراء:44]، "وَهَذَا عَامٌّ فِي الْحَيَوَانَاتِ وَالنَّبَاتِ وَالْجَمَادِ"(13).

وتسبيحها تسبيح حقيقي فطرها وجبَلها عليها خالقُها، لا يعلمُ كيفيته وصفته إلا هو سبحانه؛ كما قال عز وجل: ﴿ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ﴾ [الإسراء: 44].

ومما ورد في هذا الصدد ما أخرج ابن السُّني في عمل اليوم والليلة وغيره وصحَّحه الألباني في السلسلة الصحيحة، من حديث عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: (ما تَسْتَقِلُّ الشمسُ فيبقَى شيٌء من خلق الله إِلا سَبَّح الله بحمدِه، إلا مَا كان من الشياطين وأغبياء بني آدم)"[2].

ومما يُروى أن ما يصيب بعض المخلوقات من العجماوات والأشجار وغيرها، بسبب ما ضيَّعت من تسبيح الله وتقديسه، وتنزيهه وذكره جل في علاه، وفي ذلك إشارة إلى أن الله قد جعل لها إدراكًا خاصًّا علَّمها إياه بارؤها سبحانه وتعالى، فعن ميمون بن مهران (ت: 117هـ) - رحمه الله - قال: "أُتي أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - بغراب وافر الجناحين، فجعل ينشر جناحه ويقول: ما صيدَ مَن صيد، ولا عُضِدت من شجرة، إلا بما ضيَّعت من التسبيح"[3].

و"لقد تضاءلت لعظمته المخلوقات العظيمة، وصغُرت لدى كبريائه السماوات السبع ومَن فيهنَّ، والأرضون السبع ومن فيهنَّ، وافتقر إليه العالم العلوي والسفلي فقرًا ذاتيًّا لا ينفك عن أحد منهم في وقت من الأوقات"[4].

[1] تفسير ابن كثير: (4/ 575).

[2] أخرجه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " (146) وعنه الديلمي (4/ 46( وأبو نعيم في " الحلية " (6 / 111) من طريق بقية بن الوليد حدثني صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن ميسرة أبي سلمة الحضرمي عن عمرو بن عبسة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات معروفون غير أبي سلمة الحضرمي، وقد روى عنه جمع منهم حريز بن عثمان، وقد قال أبو داود: " شيوخ حريز كلهم ثقات"، وقال العجلي: "شامي تابعي ثقة".
وبقية الكلام فيه معروف، والراجح منه الاحتجاج بحديثه إذا صرح بالتحديث عن شيخه، وقد قال الذهبي في " الكاشف ": "وثقه الجمهور فيما سمعه من الثقات، وقال النسائي: إذا قال: (حدثنا) و (أخبرنا)، فهو ثقة"، ويُنظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها: برقم: (2224).

[3] رواه إسحاق بن راهويه في تفسيره: (ص: ؟؟؟؟)، وذكره الباحث بصيغة التمريض؛ لأنه لم يقف عليه بسند يطمئن إليه، وتبرأ به الذمة، ومثل هذا قد لا يُستبعد حسًّا وعقلًا إذا ثبت ذلك شرعًا، (الباحث).

[4] تفسير ابن سعدي: (1/ 458)، بتصرف.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.04 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.38 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.55%)]