|
الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم روى ابن داوود عن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: " إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب أوقال العشب".وفي رواية أخرى" إياكم أن ترجعوا بعدي كفارا." وفي حديث الإمام أبو داود عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم:"لا تشددوا على أنفسكم فيشدد الله عليكم فإن قوما شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم فتلك بقاياهم في الصوامع والديار رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم" ثم أشار أنس رضي الله عنه إلى ديار قوم باد أهلها انقرضوا وفنوا فهي خاوية على عروشها وقال هذه ديار قوم أهلكهم البغي والحسد إن الحسد ليطفئ نور الحسنات والبغي يصدق ذلك أو يكذبه، والعين تزني والكف والقدم والجسد واللسان والفرج يصدق هذا أو يكذب."(انتهى). العلماء ورثة الأنبياء، والأنبياء لم يُورثوا درهماً ولا ديناراً، بل ورثوا العلم، كما أن الأنبياء هم أشد الناس بلاء بنص الحديث " أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالمثل". فمرتبة العلماء ليست تشريفاً بقدر ما هي تكليف، وبالتالي فالعاقل لا ينبغي أن يتهافت على مثل هذه الألقاب ابتغاء مدح الناس أو حب الظهور أو ربما الطمع في بعض المناصب الدنيوية الزائلة. فأول من تًصعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة، ومنهم العالم الذي تعلم ليقول عنه الناس عالم. من هنا ينبغي على أهل العلم من علماء وطلبة العلم أن يضعوا نصب أعينهم بأنهم سيحاسبون على كل كلمة تعلموها ولم يبلغوها للناس، والتبليغ ينبغي أن يكون لوجه الله تعالى، وهذا يتطلب تصفية للنفس من كل رياء ومصلحة اخرى غير إرضاء الله تعالى وابتغاء وجهه. فمن منا يقدر على هذا ؟ ومن منا يستطيع أن يلجم نفسه فلا تتحرك إلا لله، ولا تبتغي سوى رضا الله عز وجل ؟ فإذا علم العلماء وطلبة العلم أنهم يتقدمون صفوف الأمة في الدفاع عن الاسلام وإحياء السنة، وأن هذه المهمات تقتضي تضحيات، فإن القليل القليل من سيتصدر المجالس ، والقليل القليل من سيصعد على المنابر، والقليل القليل من سيحمل الراية خوفاً من بطش الأعداء. وكل من يَصْدُق في هذا ويتحمل مشاق المسير، فإنه يستحق أن يكون من العلماء، ولن يحسده بعد ذلك أحد ، ومن يا ترى يحسد أحداً على الابتلاء ؟ ومن يا ترى يتسابق إلى التضحية والفداء؟ فالحسد سببه الأساسي ودافعه الأول هو الشيطان، لأنه أول من حسد في هذه الدنيا، حيث حسد آدم عليه السلام حينما أمره رب العزة بالسجود لآدم فأبى. ومنه انبثق كل أنواع الحسد إلى يوم القيامة. قال قتادة : إنهذا السجود كان كرامة كرم الله بها آدم ، ولكن إبليس حسد آدم على هذا التكريم فحملههذا الحسد على الاستكبار والفسوق عن أمر به ، قال الإمام الرازي : إن إبليس وقعفيما وقع فيه بسبب الحسد والكبر ، فكان بدء الذنوب : الكبر ، استكبر إبليس أن يمتثللأمر ربه بالسجود لآدم، ولهذا جاء التحذير من الكبر ، والوعيد للمتكبرين. وإذا كان ما أوقع إبليس في معصية الله تبارك وتعالى هو الحسد والكبر ، فإن على المسلم أن يحترز منهما، وأن يفحص قلبه دائماً خوفاً من أن يلقي الشيطان فيه شيئاً من جراثيم الحسد ، فيحمله ذلك على بطر الحق وغمط الناس حقوقهم. فالشيطان هو الذي يحرش العلماء مثلاً فيحسدون أقرانهم من العلماء الربانيين الصادعين بالحق أو الذين لديهم القبول عند الناس، فيدفعهم هذا الحسد إلى غمط الناس وبطر الحق ، وغمط الناس أو غمصهم : احتقارهم والازدراء بهم. ومنأعظم مظاهر بطر الحق رفض أوامر الله ، والتمرد عليها ، لأن ما يأمر به الله هو الحق، فالتمرد على هذا الحق ودفعه يمثل حقيقة الكبر. وبهذا يتحولون إلى علماء السلاطين، يرضون هؤلاء على حساب رضا الله عز وجل، ويقفون في وجه العلماء الربانيين الصادقين، الذين يصدعون بالحق ولا يخافون في الله لومة لائم، فتراهم يدافعون عن الباطل وينصرون الظالم ويلوون أعناق النصوص لتوافق أهواء السلاطين والظالمين وأصحاب البدع. كل هذا مقابل دنيا زائلة أو مناصب تافهة، وبهذا يكونون قد حققوا هدفين في آن واحد، الانتقام من هؤلاء العلماء الصادقين وفي الوقت ذاته الفوز بعرض من الدنيا قليل. قال العلامة / محمد بن احمد بن عبد الهادي الحنبلي تلميذ شيخ الاسلام ابن تيمية عليهما رحمة الله في كتابه مختصر طبقات علماء الحديث، وهو يتحدث عن محنة شيخ الإسلام مع الحسد،حيث أنه عانى الكثير من حساده، من الفرق الصوفية خاصة والمبتدعة بصفة عامة، فقامت بسبب ذلك حرب ومعارك متعددة بين أهل السنة بقيادة شيخ الاسلام ، وبين المبتدعة وعلى رأسهم الصوفية والقدرية وغيرهما. يقول: (إلى أن دب إليه مناهل بلاده داء الحسد , وأكب أهل النظر منهم على ما يُنقد عليه من امور المعتقد , فحفظوا عنه في ذلك كلاماً اوسعوا بسببه ملا ماً , وفوقوا لتبديعه سهاماً وزعمواأنه خالف طريقهم , وفرق فريقهم , ونازعهم ونازعوه , وقاطع بعضهم وقاطعوه . ثم نازع طائفة أخرى ينتسبون من الفقر الى طريقه, ويزعمون أنهم أدق باطن منها واجلى حقيقة ، فكشف تلك الطرائق وذكر لها بوائق ، فاضت الى الطائفة الأولى من منا زعيه واستعانت بذوي الضعن عليه من مقاطعيه ، فوصلوا بالأمراء أمره ، وأعمل منهم في كُفره فِكرَه ، فرتبوا محاضر ، والّوا الرويبضة للسعي بها بين الأكابر , وسعوا في نقله الى حضرة المملكة بالديار المصرية , فنقل واودع السجن ساعة حضوره واعتقل ، وعقدوا لإراقة دمه مجالس، وحشدوا لذلك قوماً من عُمار الزوايا وسكان المدارس ، من مُجَامل في المنازعة مخاتِلٍ في المخادعة ومن مجاهر بالتكفير مبارز بالمقاطعة , يسمونه ريب المنون { وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون}.(انتهى). يتبع بحول الله. |
#2
|
|||
|
|||
![]() يتبع بارك الله فيكم |
#3
|
|||
|
|||
![]() وهناك نقطة مهمة يجدر الإشارة إليها في هذا المجال، وهي ظاهرة السب والشتم بين العلماء أنفسهم وهي نتيجة حتمية للحسد، وهذا باب معروف فالحاسد يريد أن يرى المحسود في أقل درجة وأسوأ حالة فهو يعتقد أنه بتهجمه وسبه وتنقيصه لخصمه ينزل قدره ومقداره..ونحن نعلم أن الكثير من العلماء تعرضوا للطعن والسب والدسائس بسبب الحسد نظرا لشهرتهم واحترام الناس لهم, فقد يكون الشاتم حسودا حقودا ولا يرضيه إلا زوال النعمة عن غيره.
ومن الأشعار المناسبة في هذا الباب قولهم : كل العداوة قد ترجى مودتها **** إلا عداوة من عاداك عن حسد وبناء عليه قد يستتر الحاسد الشاتم بالدين ويبرر شتمه بأنه دفاع عن الإسلام ونحو ذلك وما هو في الواقع إلا إنسان مريض مصاب بداء الحسد والعياذ بالله وعلامة الحاسد في موضوعنا هذا أنه لا يبالي أن يحرم الناس من الإنتفاع المحقق لخصمه أي قد يكون خصمه ذا نفع واضح في تعليم الناس وإرشادهم لما فيه صالح دينهم فتراه يدعو الى أمور لا يختلف عليها العلماء أويدعو الى أمور مقبولة من المنظور الفقهي ولكن هذا الشاتم لا ينظر الى هذه المصلحة العظمى فتراه يسعى لتحطيم ذلك الخصم بالسب والشتم ويغفل عن النفع العظيم الذي يقدمه خصمه للمسلمين.ونحن لا نملك إلا أن نقول نعوذ بالله من شر حاسد إذا حسد. واجب الدعاة و العلماء وعلى الدعاة وهم يدعون الناس إلى الإسلام، ويبصرونهم بحقائق الإسلام ومعانيه، أن يبينوا لهم تحريم الحسد وأضراره وشروره ولذلك خصه الله بالذكر في جملة ما يستعاذ بالله منه ، فقال تعالى : (قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق. ومنشر غاسقٍ إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد. ومن شر حاسد إذا حسد.) كما أن على الدعاة أن يبينوا للناس حقيقة الكبر لأنه مرتبط بالحسد ارتباطاً وثيقاً، والتحذير من مظاهره وآثاره ، وأنه بعيد عن أخلاق المسلم التي دعا إليها ديننا الحنيف. عليهم أن يولوا موضوع الحسد ما يستحق من أهمية واعتبار ، ليس فقط فيما تبينه لعموم المسلمين من حكم الإسلام في الحسد والحاسدين ، وأن تحريمه مثل تحريم الخمر والميسر. وعليهم أيضاً أن يحذروا أنفسهم قبل غيرهم من الوقوع في الوهم الباطل : وهو أن العلماء والدعاة ، لا يتصور أن يقع فيما بينهم تحاسد ، فهذا وهم باطل ، لأن الحسد والتحاسد وقع بين إخوة يوسف حتى حملهم الحسد على التآمر على أخيهم يوسف ، وهم كلهم يعيشون في كنف أبيهم يعقوب نبي الله ، وكادوا أن يقتلوه ، ولكنهم تساهلوا معه فألقوه في غيابة الجب. والحسد وقع أيضاً بين ابني آدم حتى حمل أحدهما على قتل أخيه. فليس هؤلاء العلماء وطلبة العلم والدعاة بمعصومين من الحسد ، وليسوا هم في نجوة منه، والشيطان يحوم حولهم ليوقعهم فيه. هناك عبارة قديمة كانت متداولة : لو بـيـع الحسد بالفضةلاشتراه العلماء بالذهب. يقول الدكتور عبد الكريم زيدان في كتابه: (المستفاد من قصص القرآن) : " وسر المسألة أن الحسد يقع عادة بين المتعارفين المشتركين في شيء ما ، سواء كان هذا الشيء قرابة أو صداقة أو جواراً أو حرفة أومهنة أو غير ذلك مما يقع به الاشتراك ، فيريد كل واحد من المشتركين أن يستأثر بماحصل عليه غيره من هؤلاء المشتركين ، حتى لا يمتاز عليه بشيء مما يجعله في مرتبة أعلى منه. ولهذا نجد الحسد بين الأقارب أكثر من الحسد فيما بين الأباعد ، ونجد الحسد بين أصحاب المهنة الواحدة ، ولا نجده بين أصحاب المهن المختلفة ، ونجد الحسد بين العلماء علماء الدين – مع الأسف – ولا نجده فيما بينهم وبين أصحاب الاختصاصات أو المهن الأخرى".(انتهى) فحسد العلماء لأقرانهم شائع في القديم والحديث ، وهذا يذكِّرنا بأن النوازع البشرية يشترك فيها العالم والجاهل على حدّ سواء، ولذالك فعلماء الجرح, والتعديل لاحظوا هذه الصفة فوضعوا قاعدة لذلك معناها (عدم قبول أقوال الأقران في بعضهم). هذا ونسأل الله تعالى أن يبصر علماءنا الفضلاء بواجباتهم ويعينهم على القضاء على آفة الحسد ورديفتها الكبر، وهاتان الصفتان هما اللتان تمزقان شمل الأمة وتتركها فريسة سهلة لأعدائها وأعداء الدين، يدخلون منهما لنفث سمومهم في الأمة في غياب هؤلاء العلماء الذين من المفروض أن يكونوا حراساً وحماة لهذا الدين، في الوقت الذي نراهم يتنابزون ويتحاربون فيما بينهم بسبب الحسد الذي ملأ قلوبهم. |
#4
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم
جزاك الله خيرا اختي بالفعل الحسد آفه خطيره وممكن الكثير منا يقع في الحسد دون قصد من الوهله الاولى فتتحول من حسد محمود الى حسد مزموم نسأل الله ان يقينا شر الحسد والحساد ويضع كل منا تلك النصائح نصب عينيه بارك الله فيكي اختي نورها |
#5
|
|||
|
|||
![]() بارك الله فيك أختنا الفاضلة نورها، موضوع مهم للغاية ويحتاج إلى قراءة متأنية ومكررة.
نعوذ بالله من الحسد و الكبر والرياء. |
#6
|
|||
|
|||
![]() بورك فيك شيخنا الفاضل أبو البراء وأسأل الله أن يجعلنا وإياكم من عباده الصالحين ، الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
|
#7
|
|||
|
|||
![]() اقتباس:
وفيك بارك الله أخي الريحان ، نعم ، نعوذ بالله من الحسد والكبر والرياء. |
#8
|
||||
|
||||
![]() الحسد مهلكة ابن ادم حتي ولو كان كبير واعلمهم فهذه الافه خطيرة جدا يجب علنا تجنبها قدر المستطاع حتي لا نقع فيها وقديما قيل ( ما خلا جسد من حسد ولكن الكريم يخفيه واللئيم يبديه ) . وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: مشكوورة اختي نورها على هذا الطرح الطيب والجميل والله يجزيك الخير ويثوبك الله الجنه والله لا يحرمنا من تفاعلك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________
__________________ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ![]() |
#9
|
||||
|
||||
![]() بارك الله فيك اختي الفاضلة نورها
فقد وضعت يدك على اعمق الجراح التي تنخر العلاقات الانسانية في مجتمعاتنا المسلمة
__________________
[/CENTER][/COLOR] ![]() أنا لم أتغيّر ! كل ما في الأمر أني ! ترفعت عن ( الكثير ) ! حين اكتشفت أن ( الكثير ) لا يستحق النزول إليه ! |
#10
|
|||
|
|||
![]() - قال الإمام ابن عبد البر -رحمه الله- أحد كبار أئمة المذهب المالكي:
أنشدني بعض شيوخي لأبي بكر بن دريد قوله : أهلا وسهلا بالذين نحبّهم ونودّهم في الله ذي الآلاء أهلا بقوم صالحين ذوي تقى غرّالوجوه وزين كل ملاء يسعون في طلب الحديث بعفّة وتوقر وسكينة وحياء لهم المهابة والجلالة والنّهى وفضائل جلّت عن الإحصاء ومداد ماتجري به أقلامهم أزكى وأفضل من دم الشهداء ياطالبي علم النبي محمد ماأنتم وسواكم بسواء
__________________
![]() أيها العائب لأصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- لو نمتَ ليلك ، وأفطرت نهارك لكان خيرا لك من قيام ليلك ، وصوم نهارك مع سوء قولك في أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فويحك لا قيام ليل ، ولا صوم نهار ، وأنت تتناول الأخيار فأبشر بما ليس فيه البشرى إن لم تتب مما تسمع وترى .. وبم تحتج يا جاهل إلا بالجاهلين ، وشر الخلف خلف شتم السلف لواحد من السلف خير من ألف من الخلف "
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |