أرجوزة زينة الفتيان ومصلحة المنطق والبيان: نظم التحف النجرانية باختصار المقدمة الأجرا

[ابوالوليد المسلم]

أرجوزة زينة الفتيان ومصلحة المنطق والبيان: نظم التحف النجرانية باختصار المقدمة الأجرامية
محمد آل رحاب




أرجوزة زينة الفتيان ومصلحة المنطق والبيان

نظم التحف النجرانية باختصار المقدمة الأجرامية

1. قال محمدٌ هو الرِّحابي[1]
راجي الرِّضا مِن ربه الوهابِ

2. الحمد لله الذي خصَّ العربْ
بأجمل اللغات نِعْم المُكتَسَبْ

3. والنحوُ منها يُصلح اللسانا
يُزيِّن المنطقَ والتبيانا

4. وخيرُ ما أُلِّفَ مِن مرقومِ
ما أبدعَ الحبرُ ابنُ آجرومِ[2]

5. وقام ذاك الحارثيُّ قائدُ
مُخْتصراً لها، ونِعمَ العَائدُ

6. وَرَامَ مِنِّي نظمَها، فلم أجِدْ
سوى استجابةٍ، فقلتُ: مُسْتعدْ

7. فهاك مني: "زينةَ الفتيانِ"
مُصلحةَ المنطقِ[3] واللسانِ

8. ضمنتها: "التحف" للنجراني
وأسأل العونَ من المنانِ

فصل

9. لفظٌ مفيدٌ حينَ وضْعٍ رُكِّبا
هو الكلامُ، قد أفاد النُّجَبا

10. له ثلاثةٌ من الأقسامِ
الاسم، والفعلُ ك:جا غلامي

يتبع

[ابوالوليد المسلم]

11. ثالثها: الحرفُ الذي للمعنى
دونَ الذي أتى لمحْض المبنى

علامات الاسم

12. يمتاز الاسم –يا فتى-بالخفضِ
ثمت "أل"، تنوينُه في المَرْضِي

13. وامتاز فعلُنا ب:قد، والسينِ
وسوف، تا التأنيث بالتسكينِ

الإعراب

14. هذا والاعرابُ[4]:اختلافٌ قد حصلْ
في آخر الكلامِ عند مَن نقلْ

15. وذاك لاختلافِ ما قد دخلا
مِن العوامل، بِه واتصلا[5]

16. لفظا يكون ذاك أو تقديرا
كما أتى مُقررا تقريرا

أقسام الإعراب

17. أقسام الاعراب لديهم: أربعهْ
رفعٌ، ونصبٌ، اخفضِ، اجزمْ مُجْمَعَهْ

18. الاسماءُ تختصُّ-فقطْ-بالرفعِ
والنصب، والخفض بغير منْعِ

19. وخُصَّ الافعالَ برفعٍ، نَصبِ
والجزمِ دونَ مِرْيةٍ أو رَيْبِ

علامات الإعراب

علامات الرفع

20. وأربعٌ من العلامات أتتْ
للرفع: ضمةٌ، وواوٌ قد ثبت

يتبع

[ابوالوليد المسلم]

21. كذلك الألفُ، ثم النونُ
والعلمُ بحرٌ كنْزُه مدْفونُ

الضمة

22. علامة الرفع تكون: الضمهْ
في هذه الأربعة، احفظْ نظمهْ

23. في الاسم إنْ أُفرد، أو في جمْعِ
تكسيرٍ او جمْع مؤنثٍ فعِ

24. إن كان سالما، معَ المضارعِ
الفعلِ إنْ لم يتصلْ يا سامعي

25. آخرُه قطُّ بشيءٍ يُرفَعُ
فهذه أربعةٌ فانتفعوا

الواو

26. والواو للرفع بموضعينِ
جمْعِ الذكور سالما للعَينِ

27. أيضا ورفْعِ الخمسة الأسماءِ
ذا واضحٌ مِن غير ما خفاءِ

الألف

28. وكلُّ ما ثُنِّيَ في الأسماءِ
بالألِفِ ارفعْه بلا امتراءِ

النون

29. والنونُ للفعل المضارعِ شِيَهْ[6]
لم يتصلْ به ضميرُ التثنيَهْ

30. كذا ضمير الجمْع أو مؤنثهْ
قد خوطبتْ، أفادناه الباحِثَهْ

[ابوالوليد المسلم]

علامات النصب

31. خمسُ علاماتٍ أتتْ للنصبِ
الفتحة، الألف دون ريبِ

32. والكسرةُ، الياءُ، وحذفُ النونِ
فهاكها يا قرةَ العيونِ

الفتحة

33. للنصبِ فتحةٌ في الاسم المفردِ
وجمعِ تكسير بلا تردُّدِ

34. أيضا وفي فعلٍ مضارعٍ دخلْ
عليه ناصبٌ له، لم يتصلْ

35. آخره قطُّ بشيء فاعلمِ
واحفظ-هُديتَ- ما أقولُ وافهمِ

الألف

36. هذا وللخمسة الأسماءِ الألِفْ
علامةٌ للنصب عندهم أُلِفْ

الكسرة

37. قل: كسرة علامةٌ للجمعِ
جمْعِ إناثٍ سالمٍ في الوضْعِ

الياء

38. والياء في تثنيةٍ، وما سَلِمْ
مِن جمْعِ ما ذُكِّر في النصب عُلِمْ

حذف النون

39. واحذف لنون الخمسة الأفعالِ
في النصب-يا صاح-بلا إشكالِ

40. وهْي التي تُرفع بالثباتِ
للنون فيها، فاضبطَنْ أبياتي

[ابوالوليد المسلم]

علامات الخفض

41. والخفضُ بالكسرة أو بالياءِ
أو فتحةٍ قد جاء في الأنباءِ

الكسرة

42. فكسرةٌ أتت في الاسم المفردِ
جمْع إناثٍ سالمٍ، فقيِّدِ

43. وجمْع تكسيرٍ إذا ما انصرفا
في الخفض كلُّ ذا أتى بلا خَفَا

الياء

44. واخفض بياءٍ خمسةَ الأسماء
مع المثنى يا أخا العلاءِ

45. أيضا وفي جمع إناثٍ سالمِ
فاحفظ، فحِفْظُ العلمِ كنْزُ العالمِ

الفتحة

46. وفتحةٌ في الاسم غير المنصرِفْ
علامةٌ للخفض عندهم عُرِفْ

علامات الجزم

47. هذا وللجزمِ علامتانِ
سكونٌ او حذفٌ لدى الأعيانِ

السكون

48. سكِّن مضارعا صحيحَ الآخرِ
في الجزمِ، واغنمْ نيلَ علمٍ فاخرِ

الحذف

49. وفي مضارعٍ أتى مُعتَلَّا
آخرُه، احذفْه على ما نُقِلا

[ابوالوليد المسلم]

50. أيضا وجزم الخمسةِ الافعالِ
تُحذفُ نونُها بلا إشكالِ

باب الأفعال

51. ثلاثةٌ أفعالُهم يا حُرُّ:
ماضٍ، مضارعٌ، كذاك الأمرُ

الماضي

52. إنْ كان ماضيا فمبنيٌّ على
الفتحِ سرمدا على ما نُقلا

الأمر

53. أو كان أمْرا فاجزمنْه أبدا
كما أتى لديهمُ مُقيَّدا

المضارع

54. وإنْ رأيتَ أحرفَ الزوائدِ
وهْي: "أنيتُ" بَدْأَ فِعْلٍ واردِ

55. فهذه علامةُ المضارعِ
والأصلُ: رفْعُه بلا تنازعِ

56. إلا إذا عليه ناصبٌ دخَلْ
أو جازمٌ، فانصبْ أوِ اجزمْ للعملْ

مرفوعات الأسماء

57. مرفوعُ الاسماء لديهم: سبعهْ
أولها: الفاعل نِلتَ الرِّفْعهْ

58. ونائبُ الفاعل ثم المُبتدا
وما له مِن خَبرٍ طُولَ المدى

59. معَ اسم "كان" ثم ما مِن الخبرْ
ل"إنَّ" شُددت على ما يُعْتبرْ

[ابوالوليد المسلم]

60. معْ أخوات "كان" ثم "إنَّ"ا
توابعُ المرفوع أيضا عَنَّا[7]

61. النعتُ والعطفُ مع التوكيدِ
آخرُها: البَدَلُ للمفيدِ

منصوبات الأسماء

62. خمسٌ وعشرٌ ما من الأسماءِ

قد نصَبُوه يا أخا الصفاءِ

63. أولها-يا صاحبي-: المفعولُ

به، ومصدرٌ كما يقولُوا

64. ظرف الزمانِ، والمكانِ، الحالُ

وبعده التمييز يا أبطالُ

65. مستثنًى، اسم لا، معَ المنادى

مفعولهم لأجله أفادا

66. ومثله-يا خِلُّ-مفعولٌ معَهْ

أخبار كان، لا تكن كالإمَّعهْ

67. أسماء "إنَّ" شددت، وما أتى

من أخوات "كان"، "إنَّ" يا فتى

68. توابع المنصوبِ، وهْي النعْتُ

والعطف، والتوكيد قد بينتُ

69. رابعها: البدلُ للأبرارِ

وما ل"ما" الحجازِ مِن أخبارِ

[ابوالوليد المسلم]

70. أيضا ومفعول "ظننت" يُنصَبُ

وما لها مِن أخواتٍ تُكتبُ

المخفوضات من الأسماء

71. ثلاثةٌ أنواع مخفوض أتتْ

بالحرفِ، أو تابع مخفوض ثبتْ

72. آخرها-ياصاح-:بالإضافةِ

وها هنا تمَّ نظامُ "الزينةِ"

73. نظمتُها بطابة المطيبهْ

وبعضُها بالروضة المُقرَّبهْ

♦♦♦♦

74. يا ربَّنا ارْفعْ قدْرَنا، ولْتَخْفِضِ

مِن شأن كل حاسدٍ ومُبْغِضِ

75. تابِعْ لنا بينَ فِعالِ البرِّ

أسْبِلْ على العَيْبِ جميلَ السّتْرِ

76. وأصلح الظاهرَ والضمائرا

فحالُنا مُدْبرةٌ كما تَرَى

77. سُكْرُ الهوى أفْقدنا التمييزا

فما نرى نَحْو العُلى تَحفيزا

78. فانصبْ لنا اللهم أعلامَ الهُدى

واصرفْ بفضلٍ منك أسبابَ الرَّدى

79. هذا النِّدا مِنَّا، وأنتَ السامعُ

أنتَ المجيبُ للدُّعا والرافعُ

[ابوالوليد المسلم]

80. لِمَن تشاءُ، أنتَ مَن يُصَرِّفُ

كلَّ الأمُور، خابَ مَن لا يَعرفُ

81. يا ربَّنا أحسنْتَ مِنَّا المُبْتَدَا

فاختمْ لنَا حُسْنَ الختامِ بالهُدى

82. أبْقِ لنا في الناسِ حُسْنَ الذِّكْرِ

وطَيِّبَ الأخبارِ حتى النَّشْرِ

♦♦♦♦

صورة غلاف الجزء المنثور الذي نظمته












[1] من باب النسبة إلى الجد كالمسعودي وغيره.




[2] على ما هو المشهور من نسبه، ورجح بعض أهل العلم أن الصحيح فيه: ابن أجرام.




[3] أي: النطق، وليس علم المنطق المشهور، الذي الصالح منه ميزان للعقل ومصلح للفكر مرتب له كالنحو ميزان للنطق مصلح للكلام.




[4] بالنقل لأجل الوزن، وكذا ما يأتي من نظائرها.




[5] ويمكن أن نقول:

...عليه من عواملٍ، واتصلا

لكن سنضر لارتكاب ضرورة صرف غير المنصرف.




[6] أي: علامة وسمه.




[7] عنّ: أي: ظهر.