من سمات الجمال .. التنظيم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         في آخر الزمان تصبح السنة بدعة والبدعة سنة (اخر مشاركة : عبد العليم عثماني - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4961 - عددالزوار : 2066702 )           »          شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 606 - عددالزوار : 339488 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4537 - عددالزوار : 1335603 )           »          فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 379 - عددالزوار : 156397 )           »          {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ}ا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 394 - عددالزوار : 92430 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 64 - عددالزوار : 14116 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 68 - عددالزوار : 53320 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 84 - عددالزوار : 46965 )           »          درر وفوائـد من كــلام السلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 15445 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى الإنشاء
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الإنشاء ملتقى يختص بتلخيص الكتب الاسلامية للحث على القراءة بصورة محببة سهلة ومختصرة بالإضافة الى عرض سير واحداث تاريخية عربية وعالمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-08-2022, 05:32 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,002
الدولة : Egypt
افتراضي من سمات الجمال .. التنظيم

من سمات الجمال .. التنظيم


أ. صالح بن أحمد الشامي






يلتقي التنظيم[1] كسمة جمالية مع التناسق. ولكن التنظيم يختص بتناسق الأبعاد، بينما تبقى سمة التناسق عامة حيث تشمل تناسق الألوان بعضها مع بعض أو المادة.. أو الصوت..


ونقصد بالأبعاد هنا معناها العام، فقد يكون المقصود أبعاد الشيء الواحد، أو المسافات بين الأشياء، وقد يكون المقصود ترتيب الأشياء على شكل هندسي من استقامة أو تطابق أو تنضيد أو تناظر. إنه التناسق في الصورة الظاهرة[2].


وقد ألمح القرآن الكريم إلى بعض مظاهر هذه السمة أحيانًا وصرح ببعضها الآخر أحيانًا أخرى: فالصفّ، ترتيب وتنظيم: وهو سمة جمالية في عالم السماء. وكذلك في عالم الأرض.


فالملائكة مصطفة في أداء عبادتها، وبها أقسم الله سبحانه وتعالى فقال: ﴿ وَالصَّافَّاتِ صَفًّا ﴾[3] وقالت الملائكة مبينة مهمتها: ﴿ وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ ﴾[4].


والمسلمون يؤدون صلاتهم بالأسلوب نفسه، فقد ورد في الحديث من رواية جابر بن سمرة رضي الله عنه قال (.. خرج علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها، قال: قالوا يا رسول الله، كيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال: يتمون الصفوف الأولى ويتراصون في الصف)[5].


والاصطفاف ليس مقصورًا على الصلاة، بل هو مطلوب في عبادات أخرى.. منها الجهاد في سبيل الله. قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ ﴾[6].


إنها سمة جمالية وعن طريقها تؤدى وظائف أخرى وفقًا للمنهج الإسلامي العام، فالاصطفاف في الجهاد تعبير عن التعاون الذي يصل بالمسلمين إلى درجة من التماسك القوي الذي يجعل منهم بنيانًا مرصوصًا غير قابل للاختراق.. إنه جمال.. وإنها وظيفة تؤدى عن طريق ذاك الجمال.


وقد استخدمت هذه السمة في بيان الجمال في الجنة ضمن التنسيق الجمالي العام، فالسرر المعدة لأهل الجنة مصفوفة مرتبة ليأخذوا عليها كامل راحتهم في وضع جمالي ﴿ مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ ﴾[7]. والوسائد أيضًا مهيأة على نسق ونظام ﴿ وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ ﴾[8]..


وقد يظهر التنظيم بأسلوب آخر كالتنضيد، وترتيب الأشياء بعضها فوق بعض:
فالسماوات طبقة فوقها طبقة ﴿ أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا ﴾[9].


وفي الجانب المقابل للسماء في عظمها وضخامتها نجد السمة نفسها في الحجوم الصغيرة.. في ثمر النبات. حيث لفت القرآن النظر إلى ترتيبها:
فقال في شأن النخيل وثمرها: ﴿ وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ ﴾[10].


وقال في شأن الموز ﴿ وطَلْحٍ مَنضودٍ ﴾[11] متراكب بعضه فوق بعض.


وفي حديث عام عن النبات قال تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ... ﴾[12].


فالحَبّ متراكب بعضه فوق بعض في نظام هندسي، والثمار كلها مرتبة وفق نظام يحث القرآن على النظر إليها للتدبر في هذا النظام...


والبناء ميدان فسيح لظهور سمة النظام.. ففي الجنة غرف أعدت للمتقين، بعضها فوق بعض.. ﴿ لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ.. ﴾[13].


وهناك مشاهد أخرى يعرضها القرآن في نعيم الجنة يبدو فيها النظام بأبهى حلله، منها تقابل السرر وتناظرها، ومنها: الحور العين اللواتي هن في سن واحدة، إنهن أتراب متساويات...


وهكذا تبدو سمة التنظيم واضحة في مجالات عدة، مؤدية دورها في إبراز ملامح الجمال...


[1] التنظيم في اللغة: من: انتظم الشيء: تألف واتسق. ونظم الأشياء نظماً: ألفها وضم بعضها إلى بعض.
ونظمت اللؤلؤ: أي جمعته في سلك، والتنظيم مثله.
والنظيم: المنظوم، ومن كل شيء، ما تناسقت أجزاؤه على نسق واحد.

[2] ذلك لا ينفي أن يكون خلف هذا الظاهر باطن له من الصورة الباطنة ما يماثل الصورة الظاهرة.

[3] سورة الصافات [1].

[4] سورة الصافات [164 - 166].

[5] الحديث في مسند الإمام أحمد 5/101، وعند مسلم. كتاب الصلاة، باب 27.

[6] سورة الصف [4].

[7] سورة الطور [20].

[8] سورة الغاشية [15].


[9] سورة نوح [15].

[10] سورة ق [10] قال في صفوة التفاسير: "أي لها طلع منضود، منظم بعضه فوق بعضه. قال أبو حيان: يريد كثرة الطلع وتراكمه وكثرة ما فيه من الثمر، وأول ظهور الثمر يكون منضداً كحب الرمان، فما دام ملتصقاً بعضه ببعض فهو نضيد، فإذا خرج من أكمامه فليس بنضيد".

[11] سورة الواقعة [29].

[12] سورة الأنعام [99].

[13] سورة الزمر [20].

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.77 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.10 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.17%)]