الراسبون في الصداقات بسبب الزوجات - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         دور السنة النبوية في وحدة الأمة وتماسكها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الافتراء والبهتان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الشهوات والملذات بين الثواب والحسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          (المنافقون) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          التأثير المذهل للقرآن على الكفار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          ما يلفظ من قول... إلا لديه رقيب عتيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          نهاية الرحلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          من غشنا فليس منا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          وقفات مع اسم الله العدل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          تبرؤ المتبوعين من أتباعهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-10-2021, 03:07 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,827
الدولة : Egypt
افتراضي الراسبون في الصداقات بسبب الزوجات

الراسبون في الصداقات بسبب الزوجات
إبراهيم عطية السعودي




أعرفُ بعضَهم كان قبلَ زواجِه ملازمًا لأصدقائه، مرافقًا لهم في ذَهابهم وإيابهم، في رَحَلاتِهم وأفراحِهم وأتراحِهم...
إذا دُعي لعزاءٍ لبى، وإذا نُودي لفرحٍ أجاب، وإذا سألوهُ صحبةً لم يتوانَ ولم يتأخرْ...
كان يدعو الأصدقاءَ لبيته، فيهشُّ لهم ويبشُّ، ويقدِّمُ لهم ألوانًا طيبةً من الضِّيافة، وأنواعًا من التراحيبِ والاحترامات...
وكان - ردَّ الله غيبتَه - إذا لم يرَ أصدقاءَه أو غابَ عنه أحدُهم، بادرَ بالاتصالِ والاطمئنانِ، وسألَ عن الحالِ، واستقصى عن الأحوال...

وبينما هو على هذا الوضعِ الجميل، والشعورِ النَّبيل، إذا به يتزوجُ من ذاتِ الصَّونِ والعَفاف؛ فيأتيه الأصدقاءُ من كلِّ حَدَب وصَوب، يلتفُّونَ حولَه، ويعرضونَ خدماتِهم، ويقومونَ بكلِّ واجب.
وللحقيقةِ إنَّ من النساءِ من تحاكي الألماس؛ فهي مزيجٌ منسجمٌ من صورِ الوداعةِ والطيبةِ ومراعاةِ الحقوقِ والواجبات؛ نفحةٌ مباركةٌ ينبضُ الإيمانُ بين ثناياها، ويشع نورُ الحبِّ من حروفِها ومُحياها، همسةٌ في محرابِ الزوجية، بسمةٌ على ثَغرِ ملاك...

ومنهنَّ من تخرجُ عن القياسِ؛ خِفة ثعلب، ونعومَة ثُعبان، كأنَّها من مكرِها وكيدِها أمضتْ عمْرَها في أعماقِ النُّفوس، وتلافيفِ الأدْمغة، وومضاتِ العيون... أُخْطُبُوط يُلَمْلِم أذرعَه حولَ ضحيته الغافلة!

والحقُّ يقالُ إنَّه في بدايةِ زواجِه كان مُحافظًا على نسبةٍ جيدةٍ من العلاقاتِ مع الأصدقاء...


ثم...
بدأ بالتَّراخي، وبدأتْ عملياتُ الانسحابِ التكتيكية من ساحةِ الصَّداقة وميدانِ الأخوة، وبدأتْ إطلالاتُ (القمر!) تقل وتختفي وتنطفئ رويدًا... حتى أظلمت دُنيا صداقتِه وأعتمتْ وغادرتْ إلى مثواها الأخير؛ إلى القفصِ الذَّهبي والأسْرِ العائلي...
ومن البَديهِيَّة التي لا تَحْتاجُ إلى إِثْباتٍ أنه لا مانعَ من أن يهتمَّ المرءُ بزوجِه وأهلِه، ويصرفُ لهم الأوقات، ويقضي لهم الحاجات... على أن يُعطي كلَّ ذِي حقٍّ حقَّهُ، ولا يبخس الناسَ احترامَهم وودَّهم وصداقتهم.

إنَّ الكارثةَ أن يدَّعيَ هؤلاءِ الأزواجُ الضعفاء الرجولةَ والقِوامةَ والتَّصرفَ في مسارِ العائلة، وواحدُهم قد بلعَ الطُّعم، ومشتْ عليه الحيلُ، وخضعَ تدريجيًّا لعمليةِ غسيلِ دماغ، ومحاورات ومجادلات ومساومات على أحبابه وأرحامه بحجة:
إنَّ لأهلكَ عليكَ حقًّا...
ونريدُ أن تمكثَ عندنا أكثر!

ولنا فيك حصة، وأنا مريضة جدًّا وأريدك بجانبي، والأولاد يحتاجونَ لتمكثَ معهم أكثر...
ولا تزال به صاحبةُ الصون والمكرِ، وقاطعةُ الأرحامِ، ومفرقةُ الجماعات؛ تنهشُ إحساسَه بأصدقائه، وتغتال ما تبقى لديه من وفاء؛ حتى يخضع وينسلخ منهم وعنهم، فيتركهم ويتخلى دونَ أن يتململَ شيءٌ من الرجولةِ في أعماقه...

مسكين هذا الزوج الضعيف؛ ينسى فلسفةَ بعضِ النساء؛ ترتدي ثيابَ الدبلوماسيةِ ثم تتسللُ بغموضٍ وحذرٍ إلى نفسه، فتُمسكُ بها من أطرافها، فتهيِّج طرفًا، وتخدرُ آخر، وتعبثُ بثالثٍ، وتناغي رابعًا، تداعبُ في نفسه طموحًا متوهمًا.. فيُصبح بمرورِ الوقت مسرحًا حقيقيًّا للعجائبِ والتناقضاتِ والمجهولات؛ طلسمٌ غريبٌ لا تعرفُ حلًّا لرموزهِ وأحاجيه... تكهناتُه غامضة، واستنتاجاتُه غير دقيقة..

وبهذا تسدلُ الستارة على مشهدٍ مؤلمٍ من مشاهدِ الحياة، ويعيشُ صاحبُنا عابدًا ساجدًا راكعًا لرغباتها، منبطحًا لطلباتها، ملبِّيًا مطيعًا فاهمًا لتوجهاتِها... ومن ثَمَّ تدورُ دائرةُ معركةِ المفارقةِ لسواها، وتقتربُ من والديه وإخوته وأخواته.

وأخيرًا يصبح خاتَمًا في إصبعها، وساعيًا لبريدها، ومنفذًا لكلِّ مشتهياتِها وشهواتِها... يفرشُ لها الطريقَ بخدِّه، وإن جاعتْ فطعامُها من لحمِ أكتافه... فتصيرُ هي مالكة أسواره، وعارفة أسراره، والمسيطرة على تحركاته، والمتحكمة في أحلامِه.
وهكذا يصبحُ راسبًا - وبجدارة يُحسدُ عليها - في الصداقةِ والتَّواصل الاجتماعيِّ بكلِّ المقاييسِ والمواصفات.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.66 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.99 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.50%)]