العلاقة الزوجية عند كبر السن - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         كتاب الصيام والحج من الدر المختار وحاشية ابن عابدين (رد المحتار) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 19 - عددالزوار : 22 )           »          واتساب يستخدم وضع الإضاءة المنخفضة لمكالمات الفيديو.. كيف يعمل؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          هل يعانى هاتف أيفون 16 من مشكلات فى عمر البطارية؟ إليكم ما نعرفه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          استكشف مزايا أنظمة شبكة Wi-Fi مقارنة بأجهزة التوجيه التقليدية فى منزلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          كوالكوم تلغي إنتاج نظام Windows المصغر على أجهزة الكمبيوتر بهذا المعالج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          تطبيق ChatGPT متوفر الآن لنظام Windows.. اعرف التفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          ما تخافش لو اتسرق منك.. 3 مزايا جديدة من جوجل تساعدك على استعادة هاتفك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          Android 15 متاح الآن لهواتف Pixel.. كيفية التحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          علامات إدمان الأطفال للهواتف الذكية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          هل سقط الماء على اللاب توب؟ إليك كيفية إصلاحه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-08-2021, 03:08 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,266
الدولة : Egypt
افتراضي العلاقة الزوجية عند كبر السن

العلاقة الزوجية عند كبر السن
مرشد الحيالي





العَلاقة الزوجيةُ القائمة على الأسس الصحية والقواعد المتينة؛ مِن معرفة الحقوق مِن الطرفين، والمودة والمحبة، وغضِّ الطَّرف عن بعض الهفوات والأخطاء، والقناعة برزق الله - هي العَلاقة التي يُكتب لها النجاحُ والديمومة، وتستمرُّ معها السعادة والمودَّة، ولا علاقة للسن العمري في حياة الأسرة وسعادتها، على عكس الحياة التي تقوم على سوء الظن، وضياع الحقوق، وسوء التربية، والتحسس، فهي سرعان ما ينفصم عُراها، ويتهدَّم بناؤُها وركنُها، وإن كان كلٌّ مِن الزوجين في مقتبل العمر وريعان الشباب والقوة؛ وذلك لأن الله علَّق الحياة المطمئنة والسعادة الحقة بطاعته وعبادته وحده لا شريك له؛ قال تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97].

ويُخطِئ مَن يظن أن العَلاقة الزوجية والمحبة تضعُفُ عند تقدُّم العمر بسبب ضعف العَلاقة الجنسية، ووَهْن البدن، ورخاوة الأعصاب، بل العكس تمامًا؛ فهي تقوَى ويشتد عُودها، ويزداد نشاطُها إن كان قامتْ على الإيمان بالله واليوم الآخر، وحُسْن الصُّحبة وطيب المعاشَرة، وحِفْظ الوفاء، ولأنَّ الزوجينِ لم يمكنهما أن يحتفِظَا بأواصر الأسرة مع تقدم السن إلا لوجودِ ما يربطهما من أسباب المودة وقيام عش الزوجية على الأسس الصحيحة والمبادئ القويمة.

ولذلك أرشَدنا القرآنُ والهَدْي النبوي إلى جملةِ إرشادات ونصائح ثمينة وبيِّنات، يُمكِننا من خلالها أن نحفظ كِيان الأسرة على مدى الزمن، وفي الظروف الصعبة، وظهور الشيب، وبلوغ الكِبَر؛ ومن تلك الإرشادات القرآنية والنصائح النبوية:
1- الإيمان الصادق والعمل الصالح، فإنه يمدُّ الحياة الزوجية بمزيدٍ مِن الروح والمحبة والمودَّة، وقد تكفَّل الله تعالى للأسرة المؤمنة بالحياة المطمئنة، والسعادة الأبدية؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ﴾ [مريم: 96].

ولذا قال بعض الصالحين وهو يُنبِّهنا الى أسباب المودة، وأدلة الخلَل في الحياة الزوجية، فقال: (إني لأعصي الله، فأجد ذلك في خُلُق دابَّتِي وامرأتي)، والمخالفاتُ الشرعية لها الأثر السيِّئ في إيقاع العداوة والبغضاء بين أفراد الأسرة، ومِن الأدلة على ذلك كثرةُ وقوع حالات الطلاق في زماننا، مع التقدُّم الهائل في وسائل الاتصال، ووسائل الراحة، ووفرة المعيشة، وانشغال أغلب الأسر عن التربية والتعليم، والتوجيه والإرشاد، وقلة حالات الطلاق في الزمان القديم؛ حيث المعيشة البسيطة، والفطرة السليمة، وقوَّة أسباب المودة وقوتها، لمعرفتهم بقدر المسؤولية، وعِظَم قدرها وشرفها، والقيام بتَبِعاتها على أتم قيام؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ﴾ [الأحزاب: 72].

2- ومِن الإرشادات النبوية في هذا المجال: القناعةُ والرضا بالموجود، فإن عدم الرضا والقناعة، والتطلُّع إلى ما عند الآخرين مِن جمالٍ وثروةٍ ومال وبنين، يُؤدِّي إلى النفور والتجاهل والإعراض، فترى الزوج ينظرُ إلى صور الجميلات والنساء الغربيَّات أو العربيات المتبرِّجات في وسائل الاتصال، وهي كذلك، حتى يزهد كلٌّ منهما في الآخر، وتقل الرغبة والمحبة والأُلفة بين الزوجين حتى يتمنَّى الزوجُ أنْ يتخلَّص مِن زوجته ليأخذَ غيرها بسبب شكلها ولونها، أو تجعد وجهها، وبداية الشيب والشيخوخة، وقد أرشَدَنا الحبيبُ إلى نصيحة غالية تدوم بها المحبة في بداية الزواج إلى نهاية العمر، ومِن مُقتبل الفتوة والشباب إلى أن يشتعلَ الرأسُ شيبًا؛ ففي الحديث قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((انظُروا إلى مَن هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من فوقكم، فإنه أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم)).

أسعد الأوقات:
ربما يستغرب البعضُ مِن القول: إن أسعد أوقات الزوجين وأطيبها هي عند كِبَر السن وطول العمر، ونهاية مرحلة السن، والسببُ أن الزوجين مرَّا بتجاربَ مريرةٍ، وأحداثٍ جسيمة، وتعاونا في حَمل المسؤولية معًا، وتشاركا في السرَّاء والضرَّاء في مسيرة الحياة ودُرُوبها، ومع ذلك كانت النتيجةُ زيادةَ التماسك والالتحام، وقوة المحبة والوئام؛ ولأن تلك المرحلة العمرية هي نتاج سنين طويلة وأيام مديدة، حتى ربما تكون أسعدَ أيام العمر بين الزوجين، وهما يريان ما قدَّمَا من التربية والتعليم والنصح في الذرية الصالحة والتربية الناجحة، والتي أثمرتْ تلك الثمار مِن الأولاد المتعلِّمين، والبنات الصالحات، فتَقْوَى صلتهما، وتزداد سعادتهما، ويقوى أملهما برؤية الأحفاد وهم يشقون طريقهم في الحياة، وإكمال المسيرة في عمارة الأرض بطاعة الله، وتأمَّل قول المولى سبحانه: ﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74]، يتَّضِح مِن الآية الكريمة أن قُرَّة العين وسرور القلب وسعادة الأسرة تكون عند رؤية الذرية، وهم في صحة وعافية وإيمان، وتمسُّك بهَدْي القرآن؛ حيث يتبين للزوجين أن سعيَهما وعملها لم يذهب سدًى، بل أثْمَر ذريةً صالحة مِن بعدهم يدعون لهم، ويأتيهم منهم ما يُفرِحهم ويسعدهم في الدنيا وبعد الممات، ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ﴾ [الطور: 21].

وهذا سيدنا إبراهيم عليه السلام كان يحبُّ زوجته سارة حبًّا كبيرًا، وقد بلغ مِن العمر ثمانين عامًا، ولم تكن السن عائقًا له من المحبة، ومِن أدلة المحبة أنه لم يتزوج عليها إلا بعد طلبها؛ قال تعالى: ﴿ قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ * قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ﴾ [هود: 72، 73].

إن الحياة الزوجية والارتباط الوثيق بينهما هدفه تحقيق مرضاة الله والدار الآخرة، فإذا عَلِم كلٌّ مِن الزوجين هذا المقصد العظيم، وسعَيَا في تحقيقه في حياتهما وتعاملها وتربيتهما للأبناء - منحهما الله السعادة الحقة، والطمأنينة في مسيرة الحياة.

ولا شك أنَّ الله خلق العباد لعبادتِه وحدَه لا شريك له، وأنه لم يُوجِدْهم عبثًا، ولم يخلقهم هملًا، ولم يجعل غايتَهم التمتع بملاذ الدنيا وشهواتها؛ قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ ﴾ [محمد: 12]، فإذا علِم كلٌّ من الزوجين وفَهِم هذه الغاية والمقصد، وعلِموا أنهم راحلون عن هذه الحياة القصيرة عما قريب، وأنه لا ينفعهم زادٌ في الدار الآخرة إلا ما قدَّموا مِن تربية وتعلُّم وعمل صالح - سهلتْ عليهم متاعب الحياة وقسوتها، واستلذُّوا الطاعات والعبادات، وتسابقوا إلى الأعمال الصالحات، وأعان بعضُهم بعضًا في تحمُّل المسؤولية في حال كِبَر سنِّهم وشيخوختهم، ووجدوا بعد العمر الطويل من المتعة الروحية والراحة النفسية ما لا يجده ربما أغلب شبابنا وفتياتنا اليوم.

وتأمَّل كيف كان الصحابيُّ الجليل أبو هريرة رضي الله عنه يقسم وقته مع أسرته في العبادة، فقد كان يقوم ثلث الليل، والثلث الآخر تقومه زوجته، والثلث الآخر يقومه أولاده، يتناوَبون الليل كله، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم يقول: ((رحِم الله امرأً قام فصلَّى من الليل وأيقظ زوجته، فإن أبتْ نضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأةً قامتْ مِن الليل فصلَّتْ فأيقظتْ زوجها، فإن أبى نضحت في وجهه الماء)).

﴿ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ ﴾ [الفرقان: 74]، وصلِّ اللهم وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلِّم تسليمًا كثيرًا.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.75 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.09 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.16%)]