|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() كيف أتصرَّف مع زوجي؟ أ. أريج الطباع السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاةٌ متزوِّجة من 6 سنوات تقريبًا، وعندي طِفلان، والحمد لله كلُّ أموري تمام، لكنَّ المشكلة في زوْجي، فإنه من فترة متغيِّر؛ يعني - بكلِّ صَراحة -: يأتي مِن الدوام، يجد أكْلَه جاهزًا، يأكُل ويَنام، يقوم العصر يشْرب قهوتَه ويخرج قبل المغرِب ولا أراه إلا وقتَ العِشاء، ثم يَنام، وطوال الأسبوع على هذا الحال، وآخر الأسبوع يَقضيه عندَ أهله، وأنا عندَ أهلي! لا يُوجد وقتٌ نجلس أنا وهو على انفرادٍ أو يأخُذني في مكان نُروِّح عن أنفسنا فيه. هذه مُشكلتي، وأتمنَّى أن تُعطوني حلاًّ، أو طريقةً أحاول أن أُغيِّر بها مِن نمط حياة زوْجي الرُّوتينيَّة. أرجو بأسرعِ وقت، وربي أحسُّ أني كالخدَّامة، كلُّ طلباته منفَّذة، ولكن أنا ما لي حقوقٌ؛ كيف أُواجِهُه؟! والسلام عليكم. الجواب وعليكم السلام ورحمةُ الله وبركاتُه. مِن أصعبِ التحديات التي تُواجِهنا بالاستشارات أنَّ علينا أن نُكمل الفراغاتِ بها؛ لنستطيعَ الإجابةَ عليها، ورغم ذلك قد نُصيب وقد نَخيب في توقُّعاتنا بالنِّهاية! كثيرٌ مِن المعلوماتِ نحتاجها لنساعدَك، فما هي طبيعةُ زوجك؟ وما طبيعتُك؟ ومنذُ متى تغيَّر؟ وكيف كانتْ عَلاقتكما قَبْلَها؟ وماذا عن علاقتكما الحميميَّة؛ هل تأثَّرتْ أيضًا؟ بشكل عام، غالِب الأزواج يَصِلُون لمرحلة المَلَل الزوجي، بعدَ فترة مِن الروتين في حياتهم الزوجيَّة، وفي هذه المرحلة تُبالِغ النساءُ بالعناية بالأزواج دون أن يُبدينَ تذمُّرَهنَّ بشكل صريح، ويَزداد الرجل انسحابًا دون أن يُطالِب زوجتَه بما يفتقده بوضوحٍ أيضًا، بل ربَّما دُون أن يُدرِكَ حتى ما الذي يَدْفعُه لذلك الانسحاب سِوى أنَّه لم يجدْ ما يجذبه للبيتِ، وعاد للحنين لحياتِه الماضيَّة! وفي هذه الحالة بعضُ التَّغيير، والحوارُ المثمِر، كفيلان بإنعاشِ الحياة الزوجيَّة ولإعادة الرُّوح إليها. أهمُّ ما يجب أن تَنتبهي له هو اختيارُ الأسلوب المناسِب بعيدًا عن اللَّوْم والغضَب، فربَّما زوجكِ لا يَشعُر بالمشكلة، ولا ينظر لها كما تنظرين لها أنتِ، تحتاجين أنْ تَجعلِيه يراها بالمنظار الذي ترينها به؛ لتساعديه على تخطّيها معًا. ما أَجِده أكبرَ مثال على اختلاف الرؤية بين الزَّوْجين هو تلك الصُّور التي تحتمل أكثرَ مِن رؤية واحدة، فترين بها صورةَ عجوز ولو قَلَبْتِها تجدين امرأةً شابة مثلاً، حينما تعرضين صورة كهذه على الناس ستُراقِبين اختلافَ نظرتهم وما يَرَوْنه داخلَ الصورة نفسها، لكنَّهم لا يتوتَّرون من ذلك، بل يتساعَدون ليَرَوْا كلَّ الجوانب الخفية بالصورة، أيضًا كنَّا نتعرض لذلك حينما كنَّا صِغارًا مع مجلَّة ماجد والبحْث عن فُضولي، هل قرأتِها وبحثتِ عنه بطفولتكِ؟ تذكَّري ذلك وتحدَّثي مع زوجك بنفسِ ذاك الحماس، الذي يجعلك تساعدينه ليرَى ما ترين، دون أن يجعلَه يَنفِرُ ويزداد بُعدًا! تَحتاجين أيضًا أن تَعرفي مفاتيحَ زوجكِ، وما يُناسب طبيعتَه، فلا يوجد هناك أسلوبٌ واحد يُجدِي مع كلِّ الرِّجال، بل لكلِّ رجلٍ أسلوبُه الخاص به، فبعضهم تؤثِّر فيه المشاعر والعاطفة فتجذبينه بها، وبعضُهم يَكْرَه المواجهةَ ويُجدي معه التلميحُ دون التصريح، وتؤثِّر فيه الكلمات المكتوبة أكثرَ مِن المقروءة، وتَعابِيرُ الوجه والقلب أكثرَ مِن تَعابير اللِّسان، بينما البعضُ الآخَر لا يَفهم سوى بالتصريح، ويُحبُّ الوضوح، ويُجدي معه الحوار والمنطِق والتخطيط لحياةٍ أفضل. وقدْ تَجِدين شيئًا مختلفًا بزوجكِ عن كلِّ ذلك، لكنَّ المهمَّ أن تَفْهَمي طريقتَه، وأن تتصرَّفي معه بحِكمة دون أن تُحبِطيه أو تُتعبي نفسَكِ. أحيانًا يكون شُعورك بالمشكلة أكبرَ مِن حجمها الحقيقي، فالفراغ وعدم وجود ما يشغل الزوجةَ سوى زَوْجها يَزيد مِن تركيزها عليه، وبالتالي مِن انسحابه، تحتاجين أن تَجدي مِن الهوايات ما يملأ عليكِ وقتَكِ ويَزيدك ثقةً أيضًا. لا تَضغطي على نفسِكِ حينما تشعرين بالغَضَب مِن زوجكِ ومِن بُعْده، صحيح أنَّك لا يجب أن تَغضبي، لكن لا تُبالغي في الرِّعاية حتى تصلي لمرحلة تشعرين بها أنَّك الخادِمة! بل دَلِّلي نفسكِ وأشعريه أنَّكِ تستحقين منه الدلالَ أيضًا، فعكس ما تعتقد معظمُ السيِّدات: الرجل يحبُّ المرأة التي تحبُّ نفْسَها، وتَعْتني بها أكثرَ مِن تقديره للمرأة التي تقوم بدَوْرِ الخِدمة وتشعر بعدمِ الثِّقَة. في النهاية لا تَنسي أثرَ الدعوات، واحتساب الأجْر بطُمأنينة قلبكِ ومدِّكِ بالثِّقة التي تحتاجين إليها، فلا تملِّي سهامَ الليل، وأكْثري مِن الاستغفار، وفَّقك الله وأسْعَدك وأسرتَكِ في الدارين.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |