علاج مرض الاكتئاب النفسي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         5 زيوت طبيعية تساعدك في إزالة رائحة اللحوم من اليدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 113 )           »          حلول وخطوات فعالة للتخلص من رائحة الأضحية فى المنزل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 89 )           »          أفضل طريقة لتنظيف الممبار فى منزلك بخطوات سريعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 78 )           »          5 تريكات عشان تستمتع بمكسرات العيد طازة ولذيذة.. من الشراء للتخزين والتقديم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 120 )           »          خطبة عيد الأضحى: العيد وثمار الأمة الواحدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 110 )           »          خطبة العيد فرح وعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 85 )           »          كتاب مداخل إعجاز القرآن للأستاذ محمود محمد شاكر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 25 - عددالزوار : 1571 )           »          الآلئ والدرر السعدية من كلام فضيلة الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 82 )           »          المرأة والأسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 68 - عددالزوار : 10024 )           »          تحت العشرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 68 - عددالزوار : 11818 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-01-2021, 09:22 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,535
الدولة : Egypt
افتراضي علاج مرض الاكتئاب النفسي

علاج مرض الاكتئاب النفسي


أ. شريفة السديري


السؤال
السلام عليكم ورحمة الله،
أودُّ نصيحة منكم في أمر قد يبدو "تافهًا" بعضَ الشيء، لكنَّه بصدق يُمثِّل أكبر مُشكلاتي، ويتلخَّص في الآتي:
أمور صغيرة جدًّا، ولا تكاد تُرى، كفيلةٌ بتغيير مزاجي كلِّه والتأثير في نفسي تأثيرًا عميقًا، وعندما أتذكَّرها أشعر بالضَّيْق، بل وفي كثير من الأحيان أحسُّ أنِّي إنْ تخلَّصت من مشاعري السلبيَّة - في موقف سبَّب لي هذه المشاعر - سأتحوَّل إلى إنسانٍ دون كرامة أو إنسان بليد... إلخ.

حتى إنِّي أتجنب كثيرًا من المواقف التي أحس بأنَّها قد تُسبِّب لي شعورًا بالإهانة أو الضَّيق وهي كثيرة.

والأدهى من ذلك أنِّي لا أكاد أتصرف تصرفًا دون أن أشعر بالذَّنب، قرأت عن هذا الموضوع قليلاً، ووجدت أنَّ مَن يشعر بالذَّنب دائمًا، فإنَّ تقديره لنفسه قليلٌ، لكنَّ المشكلة أنِّي أحس بالذَّنب بعد تفكير طويل، ووصول إلى نتيجة أنِّي فعلاً "مذنبة"، لا أدري هل هو تكاسُل منِّي؛ لأنِّي لا أحيا كما أؤمن بأنَّني يَجب أن أحيا، أو لا؟

ما سبب ذلك؟ وأقدِّر النَّصيحة منكم.


الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
عزيزتي، دعيني أعترف لك أنَّ رسالتِك حيَّرتني بشِدَّة، وهذا هو سببُ تأخُّري في الردِّ عليكِ، وحين عرفت المشكلة التي تعانينها تعجَّبت حقًّا؛ لأنني لم أعرفها منذ البداية!

عزيزتي، أنت تعانين من الاكتئاب Depression، فأعراضه عندك واضحة، كوضوح الشمس في رابعة النَّهار، وقبل أن أحدثك عن الأعراض التي تعانينها، سأحدثك قليلاً عن الاكتئاب الذي أصبح مرضَ العصر الحديث، هذا المرض حَسَبَ إحصائيَّة شملت دولاً عديدة في العالم بيَّنت أنَّ 20% من الإناث، و12% من الذُّكور مصابون باكتئاب أو تعرَّضوا لنوبة اكتئاب في حياتهم، وهي نسبة ليست بقليلة، والاكتئاب هو "حالة من الحزن الشَّديد المستمر تنتج عن الظُّروف المحزنة الأليمة، وتعبِّر عن شيء مفقود، وإن كان المريضُ لا يعي المصدرَ الحقيقيَّ لحزنه"، ومن أهم أعراضه:
1- الحزن.
2- فقدان الاستمتاع بالأنشطة السَّارَّة Anhedonia.
3- اليأس.
4- مطاردة الشُّعور بالذنب.
5- الشُّعور بعدم الكفاية أو الرداءة.
6- الاعتمادية الشديدة.
7- فقد الاهتمام بالأمور المعتادة.
8- انخفاض في تقدير ومفهوم الذات.
9- المبالغة في النظر إلى المشكلات البسيطة.
10- لوم الذات.
11- تصيُّد أخطاء الذات وتضخيمها.
12- صعوبة اتِّخاذ القرار.

والأعراض التي تعانينَها واضحةٌ في قولك: "أمر قد يبدو "تافهًا" بعضَ الشيء، لكنَّه بصدق يُمثِّل أكبر مُشكلاتي... أمور صغيرة جدًّا، ولا تكاد تُرى، كفيلةٌ بتغيير مزاجي كلِّه، والتأثير في نفسي تأثيرًا عميقًا"، وهذا يمثل العَرَضَ الأوَّل، والتاسع، والحادي عشر، أيضًا: "أحسُّ أنِّي إن تخلصت من مشاعري السلبيَّة - في موقف سبَّب لي هذه المشاعر - سأتحوَّل إلى إنسانٍ دون كرامة أو إنسان بليد... إلخ"، وهنا تتمثَّل لنا الأعراض 5 و8 و11؛ "لا أكاد أتصرف تصرُّفًا دون أن أشعر بالذَّنب"، وهنا يتمثل لنا العَرَض الثاني، وأيضًا العرض الرابع يتمثَّل هنا بوضوح شديد، إضافةً إلى: "أحسُّ بالذَّنب بعد تفكير طويل ووصول إلى نتيجة أنِّي فعلاً "مذنبة""، تتمثل الأعراض 4 و8 و10 و11، وأخيرًا قولكِ: "هل هو تكاسُل منِّي؛ لأنِّي لا أحيا كما أؤمن بأنَّني يجب أن أحيا؟"، تُمثِّل لنا هذه الجملة العرض الخامس بشفافية عالية.

والآن بعد أن عرفتِ أن الأعراض موجودة عندك لا بُدَّ أنَّك ستتساءلين عن الحلِّ، وثقي - عزيزتي - أنَّ الحل لن يكون عبارة عن دواء سحري تتناولينه، وتختفي كلُّ الأعراض التي تشعرين بها، أو حلاًّ سحريًّا يعطيك إيَّاه شخصٌ ما وترتاحين بعده، الحلُّ - عزيزتي - بيدك أنتِ وهو أن تساعدي نفسَكِ بنفسِكِ؛ لتخرجي من دائرة الأحزان التي تُحيطُك، الحلُّ - عزيزتي - سيكون على خطوات أولها أن تذهبي إلى الطبيب، وتجري فحصًا سريريًّا؛ لتعرفي نوع الاكتئاب الذي تعانينه، فالاكتئاب أنواع منها:
الاكتئاب الخفيف Mild Depression: وهو أخف أنواع الاكتئاب.
الاكتئاب البسيط Simple Depression: وهو أبسط صور الاكتئاب.
الاكتئاب الحاد Acute Depression: وهو أشد صور الاكتئاب.
الاكتئاب المزمن Chronic Depression: وهو دائم وليس في مناسبة معينة.
الاكتئاب التفاعُلي Reactive Depression: وهو ردُّ فعل لحلول الكوارث أو المصائب، وهو قصير المدى.
الاكتئاب الشرطي: وهو اكتئاب يرجع مصدره إلى خبرة جارحة.

ومعرفة نوع الاكتئاب تعتمدُ على معرفة سبب الاكتئاب، وبما أنَّك لم تذكري أيَّ سبب أو موقف يتزامن مع ظُهُور الأعراض لديك؛ لن أستطيعَ أن أحدِّد لك نوعَ الاكتئاب الذي تعانينه؛ لذلك عليك أن تجلسي مع نفسك جِلْسة صريحة، وتبحثي عن سبب حزنك، فكري وغوصي في أعماقك، وحاولي أن تتذكري المواقف التي أحزنتك وأوقاتها، وابحثي عن صفة مشتركة تجمعها، فلرُبَّما كان هناك وقت معين يصيبك بالحزن، أو موقف ما أو حركة محددة يقوم بها أحدُهم تصيبك بالحزن والشُّعور بالذنب، ربَّما تعيشين ظروفًا سببت لك زيادة شُعُورك بالكرامة، وأحيانًا القسوة الوالدية والتعنيف والتوبيخ الشديد في الصِّغر، وخصوصًا في مرحلة الطفولة المتأخرة (6 - 12) سنة، سواء كان من الوالدين أم من المعلمين أم من أيِّ شخص له تأثير في حياة الإنسان، من شأنه أن يولِّد لديه هذه المشاعر السلبيَّة، وراقبي أفرادَ العائلة ربَّما تجدين شخصًا لديه هذه الأعراض، فيكون هذا وراثيًّا في العائلة، فكِّري وتذكَّري جيدًا، فعندما تفعلين هذا سيسهل على الطبيب معرفةَ نوع الاكتئاب الذي تعانينه، ومن ثَمَّ سيبدأ معك في العلاج، ربَّما سيصف لك علاجًا دوائيًّا يسهل عليك مُحاولتك لتَخَطِّي الحزن والشُّعور بالذَّنب، وقد يبدأ معك جلسات علاج نفسيَّة وسلوكية، كلها ستُسهِم في مساعدتك على تخطي حزنك وشعورك بالذَّنب.

في نفس الوقت - عزيزتي - هناك أمورٌ عليك أن تقومي بها وحْدَكِ؛ حتَّى تتخطي اكتئابك، وتعودي لممارسة حياتك الطبيعية؛ منها:
1- ممارسة الرِّياضة، فالرِّياضة لها أثر إيجابي في تحسين النفسيَّة؛ حيثُ إنَّها تساعد الجسم على إفراز هرمون الأندروفين، وهو المسؤول عن الشُّعور بالفرح والسَّعادة ومعالجة الإحساس بالألم، ومِنْ ثَمَّ تحسين المزاج والنفسية.

2- مُمارسة أساليب الاسترخاء وهي كثيرة، منها تمارين التنفُّس العميق الذي يساعد على خفض مستوى التوتُّر والقلق، وأيضًا جربي استخدام الزيوت العطرية المهدئة والمساعدة على الاسترخاء، كزيت الخزامى العطري أو زيت الورد، ضعي منه عدة نقاط على وسادتك قبل النَّوم، أو استحمي مستخدمة صابونة الخزامى، أو جَرِّبي ملء المغطس بماء دافئ مضاف إليه بعض القطرات من أحد الزيوت العطرية المهدئة، واسترخي فيه لفترة من الزمن، سينعكس ذلك إيجابيًّا على نفسيتك.

3- انغمسي في هواية أو عمل تحبين القيام به، لا تقولي: إنَّك لا تحبين القيام بأيِّ شيء، ابحثي جيدًا وبالتأكيد ستجدين أمرًا تستمتعين به، مارسيه وتعلميه وابرعي فيه، هذا سيزيد من ثقتك بنفسك كثيرًا، ومن إحساسك بذاتك وأهميتك.

4- مارسي عملاً تطوعيًّا يخدم الإسلام والمجتمع، فالعمل التطوعي يزيد من إحساس الإنسان بقيمة ذاته، ويجعله يشعر بأنَّه إنسان ذو فائدة.

5- عزِّزي من ثقتك بنفسك، ابحثي عن إنجازاتك ونجاحاتك السَّابقة مهما صغرت، وتذكَّريها بفخر، اعترفي بعيوبك وسامحي نَفْسَك، وأعطيها المزيد من الفرص، وانظري للأخطاء على أنَّها خبرة تحمينا من الوقوع في الفشل مجددًا، وتقبَّلي ذاتك كما هي بعيوبها ومميزاتها.

6- تعميق الإيمان في نفسك، صلِّي بخشوع أكثر، حافظي على السنن والنَّوافل، وحافظي على قيام الليل، ولا تتركي الدُّعاء أبدًا، إضافةً إلى أذكار الصباح والمساء، داومي عليها جميعًا، وسترين الفرق في نفسك عجيب جدًّا، لكن المهم أن تُمارسيها بإيمان ويقين وثقة بالله - عزَّ وجل.

7- حسِّني غذاءك، وحافظي على المأكولات الغنيَّة بالمغنيسيوم، كالموز، والسمك، والخضروات الورقية، والفواكه المجففة؛ حيثُ إنَّ المغنيسيوم يساعد الجسم على إنتاج هرمون السيروتونين، وهو الهرمون المسؤول عن تحسين الحالة المزاجيَّة، والشُّعور بالسعادة والانتشاء، إضافة إلى الأطعمة المحتوية على البوتاسيوم، كالبطاطس، والعنب، والكمثرى، والموز أيضًا؛ حيثُ إنَّ نقص البوتاسيوم قد يؤدي إلى الشُّعور بالحزن والاكتئاب.

8- التأمُّل في الطبيعة والبيئة؛ حيث إنَّ ذلك يحسن النفسية بشكل كبير جدًّا، إضافةً إلى أنَّه فرصة للتأمُّل في خلق الله وقُدرته، وذلك يقوي الإيمان ويُعمقه في النفس، وأظنُّ أن الأردن بها من المناظر الطبيعية والأماكن الخلاَّبة ما تعجب له النفس وتحتار، وأيضًا أدخلي الطَّبيعة إلى بيتك، ازرعي أصيصًا من الورود أو النباتات الطبيعيَّة، وضعيها في غُرفة نومك وصالةِ منزلك، اهتمِّي بها، وارعيها، وحافظي عليها، فسيحسن ذلك نفسيَّتك كثيرًا، ويساعدك على الاسترخاء والهدوء.

9- وأيضًا لا ننسى العلاجَ النبويَّ الذي ذكرته أ. عائشة الحكمي - وفَّقها الله - في إحدى استشاراتها في الألوكة، وهو:
دعاء الهم والحزن: ((اللهم إنِّي أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَة الرِّجال))، كذلك الدُّعاء الذي روي عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في الطائف، وهو من أقرب الأدعية إلى نفسي، وأحبها إلى قلبي: ((اللهم إليك أشكو ضَعْفَ قوَّتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحمَ الراحمين، أنت رب المستضعفين، وأنت ربي، إلى من تَكِلُنِي؟ إلى بعيد يَتَجَهَّمُني، أم إلى عدو مَلَّكته أمري؟ إن لم يكن بك عليَّ غضب فلا أبالي، ولكن عافيَتك هي أوسعُ لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصَلَحَ عليه أمر الدنيا والآخرة من أن ينزل بي غضبك، أو يحل عليَّ سخطك، لك العُتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بالله)).

التَّلْبِينة: عن عائشة - رضي الله عنها - أنَّها كانت تأمر بالتلبين للمريض وللمحزون على الهالك، وكانت تقول: إنِّي سمعت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((إن التلبينة تُجِمُّ فؤاد المريض، وتُذهب ببعض الحُزْن))؛ رواه البخاري، قال ابن حجر في "فتح الباري": "التَّلْبِينة - بفتح المثناة، وسكون اللام، وكسر الموحدة، بعدها تحتانية ساكنة، ثم نون - طعامٌ يُتَّخذ من دقيق أو نخالة، وربَّما جعل فيها عسل، سُمِّيَت بذلك لشبهها باللبن في البياض والرِّقة، والنافع منه ما كان رقيقًا نضيجًا، لا غليظًا نيئًا".

10- العلاج السلوكي الذي تقومين به بنفسك، وذلك لعلاج:
• النظرة غير الواقعية للأمور.
• النظرة المتدنية للذات.
• القراءة السيئة للآخرين.

وذلك عن طريق تذكُّر كلِّ نجاحاتك السَّابقة وصفاتِك المميزة، وتكرارها على مسامعك، وترديدها ليلَ نَهار، حتَّى ترتفع نظرتك لذاتك، ويزيد إحساسك بأنَّك إنسانة لها فائدة وقيمة في المجتمع، افهمي الواقع أكثر، واقرئي في تجارب الآخرين وقصصهم، وتعرَّفي على خبراتِهم الفاشلة والنَّاجحة؛ لتعرفي أنَّ الحياةَ: نَجَاح وفشل، ضعف وقوة، انتصار وهزيمة، خوف وشجاعة، كل شيء في الحياة له جانبان أحدهما جيِّد، والكل يتمناه، والآخر سيِّئ، والكل يخشاه، نحن لن نحصل على الجيد دائمًا، ولن نكون أسرى للسيِّئ أيضًا، بل مرة هذا ومرة ذاك، بقدر جهدنا وتعبنا وإصرارنا نحصل على الأمور الجيدة في حياتنا، والخطأ والفشل ليسا نهايةَ العالم، بل بالعكس هما خبرة جديدة تعلمنا ألاَّ نسلك هذا الطريق مرة أخرى، فتساعدنا على تجنُّب الفشل مجددًا، افهمي الآخرين أكثر، وتعرَّفي على شخصيَّاتهم، اقرئي عن الشخصيَّات وأنواعها، وكيف تتصرف كلُّ شخصية في المواقف المختلفة، ستعرفين حينها أنَّ هناك أناسًا يُشعروننا بأننا مخطئون دائمًا وهم على صواب، وأنَّ هناك أناسًا يُحبوننا حين يريدون شيئًا منا، ثم يختفي حبُّهم بقضاء حاجتهم، وفي نفس الوقت هناك أناس يساعدوننا؛ ليشعروا بالسعادة، وأشخاص يخافون علينا من لمسة الذُّبابة، وأشخاص يصبرون على أخطائنا وحماقاتنا؛ لأنهم يُحبوننا، فالدُّنيا مليئة بكل الناس والأشخاص، هي مليئة بما نعرفه وما لا نعرفه، وما نتوقعه وما لا نتوقعه، وما نُحبُّه وما نخاف منه.

في النِّهاية - عزيزتي - تذكَّري أنَّ الدُّنيا لم تخلق لنستمتع فيها، بل لنزرع فيها ما سنأخذه في الآخرة، فلا تفوتي الفُرصة على نفسك وابدئي في زراعة حصاد الآخرة، وتذكَّري أنَّ الدنيا دارُ همٍّ وبلاء، وأن الله - تعالى - قال: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10].

حفظك الله - عزيزتي - ووفقك ورزقك سعادة الدَّارين، وننتظر منك أخبارًا سعيدة.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.95 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.28 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.93%)]