أقوال الأئمة في تفسير معنى الحكمة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4967 - عددالزوار : 2074433 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4545 - عددالزوار : 1345501 )           »          شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 610 - عددالزوار : 343288 )           »          فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 384 - عددالزوار : 157745 )           »          شرح صحيح مسلم الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 329 - عددالزوار : 55228 )           »          فتاوى فى الصوم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          موقف المدرسة العقلية من السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          افطرت فى رمضان ولا تستطيع القضاء ولا الإطعام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          و دخل رمضان ،، مكانة شهر رمضان و أجر الصيّام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          هل العدل في الهدايا بين الزوجات واجب؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة
التسجيل التعليمـــات التقويم

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-12-2020, 08:48 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,441
الدولة : Egypt
افتراضي أقوال الأئمة في تفسير معنى الحكمة

أقوال الأئمة في تفسير معنى الحكمة
أ. خالد حسين إسماعيل




بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 269].

إن الحمد لله نحمده، ونستعينُه ونستغفِرُه، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضلَّ له، ومن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُ الله ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وبعد:

فقد اختَلَف أهل العلم في بيان المراد من الحكمة الواردة في هذه الآية؛ قال ابن الجوزي رحمه الله: في المراد بهذه الحكمة أحد عشر قولًا[1]، وذكَر الأقوال إجمالًا.

قال السدي رحمه الله: الحكمة: هي النبوة[2]، وقال ابن مسعود رحمه الله: القرآن[3].
وقال ابن عباس رحمه الله: الحكمة: المعرفة بالقرآن ناسخه ومنسوخه، ومُحكَمه ومُتشابِهه، ومُقدَّمه ومُؤخَّره، وحلاله وحرَامه، وأمثاله[4].

وقال قتادة ومجاهد رحمهما الله: الحكمة: هي الفقه في القرآن[5].
وفي رواية قال مجاهد رحمه الله: هي القرآن والعلم والفقه، وفي رواية قال: الإصابة في القول والفعل[6]، وفي رواية أخرى، قال: القرآن يُؤتِي إصابتَه من يشاء[7].

وفي رواية قال ليث بن أبي سليم: قال مجاهد رحمه الله: ليست بالنبوة، ولكنه العلم والفقه والقرآن [8].
وقال ابن زيد رحمه الله: الحكمة: العقل في الدين[9]، وقال زيد بن أسلم رحمه الله: العقل[10].
وقال ابن قتيبة رحمه الله: العلم والعمل، لا يسمَّى الرجل حكيمًا إلا إذا جمعهما[11].

وقال مالك بن أنس رحمه الله: الحكمة: المعرفة بدين الله، والفقه فيه، والاتباع له، وروى عنه ابن القاسم أنه قال: الحكمة: التفكُّر في أمر الله والاتباع له، وقال أيضًا: الحكمة طاعة الله، والفقه في الدين، والعمل به[12].

قال مالك رحمه الله: وإنه ليقعُ في قلبي أن الحكمة هو الفقه في دين الله، وأمْرٌ يُدخله الله في القلوب من رحمته وفضله، ومما يبين ذلك: أنك تجد الرجل عاقلًا في أمر الدنيا ذا نظر فيها، وتجد آخر ضعيفًا في أمر دنياه، عالمًا بأمر دينه، بصيرًا به، يؤتيه الله إياه ويَحرِمه هذا، فالحكمة: الفقه في دين الله[13].

وعن ابن وهب قال: قال مالك رحمه الله: العلم: الحكمة؛ نور يهدي الله به من يشاء، وليس بكثرة المسائل[14].
وقال الرَّبيع بن أنس رحمه الله: الحكمة: الخشية[15]، وقال الحسن رحمه الله: الورع[16].
وقال إبراهيم النخعي رحمه الله: الحكمة: الفهم[17]، وفي رواية قال: معرفة معاني الأشياء وفهمها[18].
وقال أبو العالية رحمه الله: الحكمة: الخشية، فإن خشية الله رأس كلِّ حكمة[19].
وفي رواية عنه: قال: الكتاب والفهم به[20].

وقال سعيد بن جبير رحمه الله: الخشية حكمة، من خشي الله فقد أصاب أفضل الحكمة[21].
وعن مطر الوَرَّاق رحمه الله قال: بلغنا أن الحكمة خشية الله والعلم بالله[22].
وقال أبو مالك رحمه الله: الحكمة: السنَّة[23]، وقال الضَّحاك رحمه الله: القرآن والفهم فيه[24].
وقال أبو الدرداء رحمه الله: الحكمة: قراءة القرآن، والفكرة فيه[25]، وقال مقاتل رحمه الله: قراءة القرآن ظاهرًا[26].

وقال مكحول رحمه الله: إن القرآن جزء من اثنين وسبعين جزءًا من النبوة، وهو الحكمة التي قال الله: ﴿ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ [البقرة: 269][27].

قلتُ: وبعد جمع وذكر الأقوال الواردة في بيان معنى الحكمة، نذكر أقوال وترجيحات المفسِّرين بعد ذكرهم لهذه الأقوال:
قال الماوردي رحمه الله: ويحتمل أن تكون الحكمة هنا صلاح الدين وإصلاح الدنيا[28].

وقال ابن عرفة رحمه الله: الظاهر أنَّ المراد به الفقه والعمل به[29].

وقال القرطبي رحمه الله:وهذه الأقوال كلها ما عدا السدي والربيع والحسن قريب بعضها من بعض؛ لأن الحكمة مصدر من الإحكام، وهو الإتقان في قول أو فعل، فكل ما ذكر فهو نوع من الحكمة التي هي الجنس، فكتاب الله تعالى حكمة، وسنة نبيِّه حكمة، وكلُّ ما ذكر من التفضيل فهو حكمة.

وأصل الحكمة ما يُمتنع به من السفه، فقيل للعلم: حكمة؛ لأنه يُمْتَنع به، وبه يُعلم الامتناع من السفه، وهو كلُّ فعل قبيح، وكذا القرآن والعقل والفهم[30].

وقال ابن كثير رحمه الله:والصحيح: أن الحكمة كما قاله الجمهور لا تختص بالنبوة، بل هي أعم منها، وأعلاها النبوة، والرسالة أخص، ولكن لأتباع الأنبياء حظٌّ من الخير على سبيل التبَع[31].

وقال الطبري رحمه الله:بيَّنَّا أن الحكمة مأخوذة من الحُكم وفصْل القضاء، وأنها الإصابة، وإذا كان ذلك معناه، كان جميع الأقوال التي قالها القائلون الذين ذكرنا قولهم في ذلك داخلًا فيما قلنا من ذلك؛ لأن الإصابة في الأمور إنما تكون عن فهم بها وعلمٍ ومعرفة.

وإذا كان ذلك كذلك، كان المصيب عن فهم منه بمواضع الصواب في أموره فَهِمًا خاشيًا لله فقيهًا عالمًا، وكانت النبوة من أقسامه؛ لأن الأنبياء مسدَّدون مُفَهَّمون، ومُوفَّقُون لإصابة الصواب في الأمور، فالنبوة بعضُ معاني الحكمة، فيكون تأويل الكلام: يؤتي الله إصابة الصواب في القول والفعل مَن يشاء، ومَن يؤتِه اللهُ ذلك فقد آتاه خيرًا كثيرًا[32].

المصادر والمراجع:
1 - تفسير مجاهد.
2 - تفسير القرآن العظيم، لابن أبي حاتم.
3 - تفسير القرآن العظيم، لابن كثير.
4 - تفسير ابن عرفة.
5 - الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي.
6 - جامع البيان عن تأويل آي القرآن، للطبري.
7 - الدر المنثور في التفسير بالمأثور، للسيوطي.
8 - زاد المسير، لابن الجوزي.
9 - معالم التنزيل، للبغوي.
10 - المحرر الوجيز، لابن عطية.
11 - النكت والعيون، للماوردي.
وصلِّ اللهمَّ وسلِّم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه.


[1] ينظر: زاد المسير، لابن الجوزي 165.

[2] ينظر: معالم التنزيل، للبغوي 1 /334.

[3] ينظر: جامع البيان عن تأويل آي القرآن، للطبري 5/ 9.

[4] ينظر: تفسير القرآن العظيم، لابن كثير 1 /700.

[5] ينظر: المحرر الوجيز، لابن عطية 1 /364.

[6] ينظر الروايتين: معالم التنزيل، للبغوي 1 /334.

[7] ينظر: تفسير مجاهد 34.

[8] ينظر: تفسير القرآن العظيم، لابن كثير 1 /700.

[9] ينظر: المحرر الوجيز، لابن عطية 1 /364.

[10] ينظر: النكت والعيون، للماوردي 1 /345.

[11] ينظر: زاد المسير، لابن الجوزي 165.

[12] ينظر: المحرر الوجيز، لابن عطية 1 /364.

[13] ينظر: تفسير القرآن العظيم، لابن أبي حاتم 532.

[14] ينظر: المصدر السابق 534.

[15] ينظر: النكت والعيون، للماوردي 1 /344.

[16] ينظر: المحرر الوجيز، لابن عطية 1 /364.

[17] ينظر: تفسير القرآن العظيم، لابن كثير 1 /700.

[18] ينظر: معالم التنزيل، للبغوي 1 /334.

[19] ينظر: تفسير القرآن العظيم، لابن أبي حاتم 531.

[20] ينظر: جامع البيان عن تأويل آي القرآن، للطبري 5/ 9.

[21] ينظر: الدر المنثور في التفسير بالمأثور، للسيوطي 3 /289.

[22] ينظر: تفسير القرآن العظيم، لابن أبي حاتم 533.

[23] ينظر: المصدر السابق 532.

[24] ينظر: معالم التنزيل، للبغوي 1 /334.

[25] ينظر: تفسير القرآن العظيم، لابن أبي حاتم 533.

[26] ينظر: المصدر السابق 532.

[27] ينظر: المصدر السابق 534.


[28] ينظر: النكت والعيون، للماوردي 1 /345.

[29] ينظر: تفسير ابن عرفة 1 /322.

[30] ينظر: الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي 4 /356.

[31] ينظر: تفسير القرآن العظيم، لابن كثير 1 /701.

[32] ينظر: جامع البيان عن تأويل آي القرآن، للطبري 5 /12.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.04 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.36 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.65%)]