مؤسسة الحب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الحرص على الوقت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          فوائد وعبر من قصة قارون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          الاستبشار بنزول الأمطار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          عبرة اليقين في صدقة أبي الدحداح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          البر بالوالدين دين ودين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          سلسلة شرح الأربعين النووية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 27 - عددالزوار : 6424 )           »          مصعب بن عمير باع دنياه لآخرته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          كيف يتحلى الشباب بالوقار؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          الثبات: أهميته وسير الثابتين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          عاشوراء: فضل ودروس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-12-2020, 11:03 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,280
الدولة : Egypt
افتراضي مؤسسة الحب

مؤسسة الحب






إسلام عبدالتواب




عندما شرعتُ في كتابة هذا المقال عن الزواج، خطر لي أن أُعنْوِنه بـ: الزواج ما له وما عليه، أو الزواج بين الحقوق والواجبات، ولكن الآية القرآنية الموحية: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21] أرخَتْ بظلالها على المقال فحوَّلت عنوانه إلى ما أراه الصواب: مؤسسة الحب.

إن حقيقة أن الزواج مؤسسة، لا توجب أن تكون تلك المؤسَّسة جامدة تقوم على القوانين الملزمة وعلى الحقوق والواجبات؛ فهي مؤسسة أقامها الله تعالى على السكن والمودة والرحمة، وهذه المعاني من طبيعتها التلقائية والاندفاع والعطاء بلا حدود، بخلاف الحقوق والواجبات التي تتميز بالتقتير والإلزام والالتزام، ومن ثم بالجفاء والجفاف في آنٍ واحد.

إن الزواج يقوم على العطاء المبنيّ على الحب؛ فكل طرف يسعى لإرضاء الطرف الآخر ابتداءً، بل إنه يسعى إلى أن يفاجئه بما يعلم أنه يحبه ويرضيه ويبهجه، أما من يتبنى منهج الحقوق والواجبات فلا يقدِّم للآخر إلا بمقدار ما ينتظر منه، فإن لم يردَّ عليه عطاءه هجره وشكاه وجفاه.

وليس قول الفاروق عمر رضي الله عنه للمرأة التي جاءت تسأله تطليقها من زوجها لأنها صارت لا تحبه: "إن البيوت لا تُبنى على الحب"، ليس هذا القول بدليل للفريق الآخر؛ فإنه قول صحيح عند التنازع، يُناسب حال مَن يُصلح بين الأزواج لكي لا تخرب البيوت؛ فالمرأة تريد الطلاق رغم أن زوجها يُحسن عشرتها، فلماذا نهدم بيتًا وهناك أساس من الرحمة ما زال باقيًا؟!

أما عندما نتحدَّث عن بناء الحياة فإن المُقبلين على الزواج لا بد أن يتفهَّموا أنه لا بد مِن الحب أساسًا للزواج، وأن الزوج لا بد أن يبادل زوجته الحب وتبادله إياه، وإلا نفذ شياطين الإنس والجن من تلك الثغرة إلى الزوج والزوجة على حدٍّ سواء؛ فانهارت الحياة، وانتشرَت المفاسد.

إن مِن المؤسف في حياتنا المعاصرة أن انتشر الزواج لأسباب عملية بحتة؛ مثل أن الزوج يريد الاستقرار مع أية فتاة، أو يريد أن يعفَّ نفسه، ولا يهمه بعد ذلك أن ينمِّي الحب بينهما، وأن يجعلها تعيش حالة حب حلال في زواجها.


كما انتشر بين كثير من الفتيات الزواج لأجل التخلُّص من شبح العنوسة؛ دون أدنى استعداد للتوافق مع الزوج من أجل البحث عن السعادة، حتى إذا تمَّ الزواج أهملت زوجها وبيتها وانشغلت بصديقاتها وحياتها الخاصة، وصار لكل من الزوجين حياته الخاصة.

ومما يؤسَف له الدور السلبي الذي قام به بعض مدربي ومستشاري التنمية البشرية والأسرية الذين نقلوا الأفكار الغربية عن الحياة وبثُّوها في دوراتهم واستشاراتهم دون نقد أو تمحيص، ودون أن يبذلوا الجهد في البحث عن نموذج الحياة الزوجية في الإسلام، فالنموذج الغربي يتميز بالأنانية والروح الفردية؛ حيث لا قيمة للأسرة عندهم، ولا معنى للتضحية من أجل الأسرة والزوج والأبناء، فالمرأة عندهم لها كيانها الخاص وطموحها المستقل المرتبط بشكل رئيس بعملها وليس بنجاحها في إسعاد زوجها وأسرتها، كما أن لها صديقاتها (وأصدقاءها)، وكذلك الزوج له حياته وطموحه غير المرتبطين بزوجته وأبنائه.

لقد أضرَّ ترويج مفردات هذا النموذج - كشكل للنجاح لدى الأسرة المسلمة - بكثير من الأسر المسلمة وخاصة الحديثة منها، وجعلها على حافة الفشل والانهيار، بل ضاعف مِن نِسَب الطلاق، وعلى صعيد الفتيات كان من أسباب مضاعفة نسب العنوسة بشكل غير مسبوق في العالم العربي والإسلامي.

إن السعادة الزوجية مثل "عسل النحل" تحتاج إلى بذل جهد في جمع رحيق الأزهار على تباعُدِها، ثم هضمه وتمثله ليخرج في النهاية عسلاً لذيذًا حلوًا سائغًا شرابه له ولمن يحب، أما كل أناني فسيعيش لنفسه فقط يسعى لها ويكدُّ من أجلها ثم يجد نفسه وحيدًا، فأي الفريقين تختار؟



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.80 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.44%)]