|
ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الرجال وأزمة منتصف العمر فاطمة عبد الرؤوف (حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي)(1). عندما يبلغ الإنسان أشده ويكون إدراكه العقلي في درجته العليا كثيرا ما يراجع نفسه ويقيمها، ويراجع الفترة الماضية في حياته فيشعر بالسعادة والامتنان ويشكر ربه ويشد العزم لمواصلة الرحلة بجد واجتهاد، وربما يجد أنه لم يحقق ما كان يصبو إليه فيراجع أخطائه وينطلق. لكنه أيضاً قد يتحير ويتردد ويدور حول نفسه حيث لا يدرك طبيعة المشكلة ولا طبيعة الحل؛ فتختلط الأمور عليه، ويشعر بفراغ نفسي يتم ترجمته لفراغ عاطفي، وتتملكه مشاعر الرثاء للذات، ولعل هذا يكون ملحوظاً بدرجة أوضح عند الرجال؛ فعادة ما تندمج المرأة في حياتها خاصة بعد إنجاب الأبناء ونموهم، فتنشغل بحياتهم حتى أنها غالباً لا تتوقف في منتصف الطريق لتبحث عن ذاتها؛ لأنها ربما لا تملك الوقت لذلك، وربما لأنها لا تملك الطاقة النفسية لذلك. إن الكثير من الرجال يشعرون باستقرار مادي في هذه المرحلة فتتوقف رحلته اللاهثة وراء لقمة العيش، وضمان الحد المناسب لمتطلبات الحياة، فيعيد التفكير في حياته التي يعيشها. يشعر الكثيرون في هذه المرحلة بأنهم غير سعداء؛ فيرى بيته الذي بذل كل جهده فيه طيلة تلك السنوات لم يعد يحقق له الراحة والسكينة ناهيك عن المتعة والسعادة؛ فالزوجة مشغولة بالأبناء من رأسها حتى أخمص قدميها، وقد تحول هو لمواطن من الدرجة الثانية في بيته.. الحوار أصبح قليل وجاف.. نبرة صوت الزوجة أصبحت خشنة عالية من طول الصراخ والعراك مع الأولاد.. مضمون الحوار مادي؛ نريد كذا وكذا.. البيت ينقصه كذا وكذا. أما شكل الزوجة فحدث ولا حرج؛ سمنة مفرطة.. ملابس غير مهندمة.. شعر غير مصفف أو معصوب.. لا زينة على الوجه.. لا حلى أنيقة ربما عدد من القطع الذهبية التي لا شكل لها والتي لا تدل إلا على الثراء وانعدام الذوق معاً. في الوقت الذي تحيط به الفتنة من كل مكان؛ فالفتيات يسرن في الشارع كأنهن في عرض أزياء لم يتركن زينة إلا وتزين بها.. وزميلات في العمل لهن مظهر أنيق وكلام رقيق ودعوات مستترة لبدء حياة جديدة.. والكارثة الحقيقية أن بعض الزوجات في هذه المرحلة بالغة الحساسية يرفضن العلاقة الزوجية الحميمة مرة بحجة التعب والإرهاق ومرة للحاجة الماسة للنوم ومرات لأننا كبرنا ومرات لأن هناك مشكلات ما تعكر صفو الحياة وبالتالي لا يمكن إقامة هذه العلاقة. هذه المشكلات بالفعل قائمة وأنا أعرف زوجة أمضت ستة أشهر في غرفة منفصلة رافضة إقامة أي علاقة نتيجة خلافات مالية بينها وبين زوجها وفي نهاية الستة أشهر كان زوجها قد تزوج عليها. الصورة السابقة موجودة فعلا ولا مجال لإنكارها، لكن أحيانا تكون للصورة وجوه أخرى؛ فبعض الرجال عندما يصلون للمرحلة السابقة وتداهمهم مشاعر القلق يقومون بإسقاط هذه المشاعر على الزوجة والأبناء فيبالغون ويضخمون وتصبح الهنة الصغيرة مشكلة ضخمة كبيرة فعلى الرغم من الزوجة تبذل جهداً في الحفاظ على جمالها، لكن الزوج يقارنها بالفنانات اللاتي يقضين وقتهن كله في التجميل والتزين، أو بالشابات الصغيرات الأكثر جمالا وجاذبية، وفي الوقت نفسه تبدأ حالة من الاهتمام المبالغ فيه بمظهره؛ فيشتري ملابس غالية الزمن بألوان ونماذج لا تليق بمرحلته العمرية، والبعض يصبغ شعره ويشتري عطور باهظة الثمن، وكأنه بهذه المظاهر يستعيد الزمن.. فماذا تفعل الزوجة في هذه الحالة؟ أقول في هذه الحالة تحديدا؛ لأن الصنف الأول من الزوجات لا يشعرون بوجود المشكلة أصلا لأن الزوج خرج من دائرة الاهتمام وبؤرة الشعور. أما الزوجة التي يعاني زوجها من أزمة منتصف العمر على الرغم من اهتمامها به ورغبتها في الحفاظ على استقرار حياتها فهذه هي التي أوجه إليها الكلمات الآتية: ـ ضعي نصب عينيك حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي ابواب الجنة شئت)) (2) فحسن تبعل المرأة يسبق في سلم أولوياتك رعايتك للأبناء وذلك لسبب بسيط جدا أن العلاقة الزوجية السعيدة ستنعكس على حياة الأبناء ويكون أقل نصح وإرشاد كاف لأنهم في بيئة سوية صحية، كما أنك ستستفيدين من مشاركة زوجك لك في العملية التربوية بينما جهدك وحدك في ظل الخلافات لن يثمر شيئا ذا قيمة. ـ إذا لاحظت أن زوجك يبالغ في الاهتمام بمظهره فإياك إياك أن تنتقديه أو تسخري منه، انظري إليه بإعجاب وكوني أول إنسان يشيد بأناقته.. ساعديه على الاهتمام بمظهره، وحاولي أنت أن تقومي أيضا بتغيير مظهرك.. غيري لون شعرك واشتري ملابس عصرية دون مبالغة. ـ ما رأيك أن تصحبيه في سهرة وحدكما أو رحلة قصيرة لو كان الأمر ممكنا.. أعطيه هدية دون مناسبة. ـ كل إنسان معرض للخطأ وأنت لست استثناء من هذه القاعدة فكري جيدا في نقاط الضعف في حياتكما.. انظري لحياتك من الخارج وحاولي أن تتقمصي شخصيته، ابذلي جهدا في التفكير وستهتدين لحلول إبداعية. ـ النقطة الجوهرية ومفتاح الوصول لحل أزمة منتصف العمر عند الرجال هو الاشباع النفسي والاستقرار الروحي، وهذا لا يتحقق إلا للإنسان المتدين الذي يشكر الله بعقله وقلبه فهو وحده الذي يمثل له هذا العمر مرحلة انطلاق جديدة فلا تشغله التفاهات وصغائر الأمور؛ لأنه يدرك الوجهة جيدا، أما غيره فيحاول إعادة عقارب الساعة للوراء دون جدوى كأنه يهرب من المستقبل، ودورك أيتها الزوجة الواعية أن تعيدي الأمور أمام عينيه إلى نصابها الصحيح فتساعديه بلطف على تلمس طريقه وبلورة مستقبله وأن تسكبي في قلبه الطمأنينة، هذا الدور الدعوي هو أهم أدوارك على الإطلاق فاستعيني بالله وانطلقي. ــــــــــــــــ (1) الأحقاف: 15 (2) رواه أحمد
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |