الانجذاب الجسدي وحده.. لا يكفي!! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         كتاب الصيام والحج من الدر المختار وحاشية ابن عابدين (رد المحتار) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 19 - عددالزوار : 22 )           »          واتساب يستخدم وضع الإضاءة المنخفضة لمكالمات الفيديو.. كيف يعمل؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          هل يعانى هاتف أيفون 16 من مشكلات فى عمر البطارية؟ إليكم ما نعرفه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          استكشف مزايا أنظمة شبكة Wi-Fi مقارنة بأجهزة التوجيه التقليدية فى منزلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          كوالكوم تلغي إنتاج نظام Windows المصغر على أجهزة الكمبيوتر بهذا المعالج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          تطبيق ChatGPT متوفر الآن لنظام Windows.. اعرف التفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          ما تخافش لو اتسرق منك.. 3 مزايا جديدة من جوجل تساعدك على استعادة هاتفك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          Android 15 متاح الآن لهواتف Pixel.. كيفية التحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          علامات إدمان الأطفال للهواتف الذكية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          هل سقط الماء على اللاب توب؟ إليك كيفية إصلاحه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-11-2020, 03:54 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,266
الدولة : Egypt
افتراضي الانجذاب الجسدي وحده.. لا يكفي!!

الانجذاب الجسدي وحده.. لا يكفي!!


سلوى عبدالمعبود محمد قدرة




عندما يبدأ التفكير في إقامة أسرة جديدة تُطرَح معايير كثيرةٌ، وتظهر في الأفق متطلَّبات ومواصفَات قَد تقتَرِب أو تَبتَعِد عَن المعَايير الجوهريَّة التي رسَمَها الإسلامُ لأبنائه وألَحَّ عليها عند الاختيار..


ولا تُعتَبر تِلكَ المعايير الإسلاميَّةُ قَيْدًا على حريَّة الأفراد والأسَر، بل تعتبر في حقيقة الأمر تعديلاً وتصحيحًا لما قد يعتري الاختيار من خلل أو زَيغٍ قد تَفرِضه قوة التيارات المتسلِّطة بالزَّيف والضلال على عقول ومشاعر الشَّباب، إلاَّ مَن رَحِم ربي..




كيف تُصبِح المعاييرُ الإسلاميَّة هي سفينة الإنقاذ المنتَظَرَة لانتشال المجتَمَعَات الإسلامية من آثار مدمِّرَة يُخلِّفُها الزواج المُحطَّم أو الذي يقِف على شفا الانهيار؟!



كيف يُمكِن تقديمُ المعايير الإسلامية للزواج على حقيقتها، أي: كمفهوم إيمانيٍّ عقائديٍّ لا يحرم الشباب من مُتَعِ ولذَّات الحياة.



الإعجاب الجسدي وحده.. عامل انهيار!!



دأبَت الكثير من المجتَمَعَات على الاحتفاء بالبِنَاء الأسري الوليد؛ فهو امتداد طبيعيٌّ لها ونمو عدديٌّ يكفل لها الاستمرار والتواصُل، ولكنَّ احتفاء الإسلام بهذا البناء الوليد يختلف؛ فالإسلام لا يُقِيم وزنًا لتوارث الأرض، ولا للامتداد الكمِّيِّ والعدديِّ للبَشَر قَدْرَ ما يَحتَفِي بِجوهر هذا التوارُث وحقيقة هذا الامتداد..!



مِن أجل هذا يخرج الإسلام بِمَفهوم الزواج من الحيِّز الضيِّق الَّذِي تُوجِده وترسِّخُ له غريزة الجسَد؛ ليَفتَح الآفاق الشعوريَّة والمستقبليَّة على الأهداف والثمار التي تُرجَى مِن هذا الزَّواج {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان: 74]، وتحديد الهدف الإيماني من الزواج الإسلامي يَكشِف الدَّور الجوهري والإيماني منه؛ إذ يغدو الزَّواج وسيلة لإطفاء ظمَأ الجسَد.. وأيضًا وسيلة لإمداد المجتَمَع المسْلِم بِمَن يَرِث الفِكرَة قبل أن يَرِث المادَّة!



والظَّمَأ الجسَدِي والانطلاق اللامَحْكُوم للغَرِيزَة لا يُشَكِّل فَقَط مُنْزَلقًا خطيرًا يَنتَهي في الأغلَب بفَشَل الزواج، بَل إن خطورتَه الحقيقيَّة تَكمُن في أنَّه يَضَع على العَقل والقَلْب الغافل حُجُبًا تَمنَعه مِن أن يَرَى إلا المُتَع الحسِّيَّة الفانيَة والمتقلبة والتي لا تُدْفِئ الرُّوح الإنسانيَّة النابضة بمشاعر الإنسان!



إنَّ الإسلام يَرفُض أن يكون إرضاء الجسد هو محور حيَاة المسلم واهتماماته حتى لا يصبح هذا المحوَر الهش سببًا في إثقال النفس المسلمة بالمتطلَّبَات المادية فتغرق في اللَّذَّات والمتَع المعرقلة عن حقيقة الحياة الفانية السريعة وتَنسَى في خِضَمِّ ذَلك الزَّاد الحقيقي والحيَاة الحقيقيَّة.




وحين يرفض الإسلام إقامة البناء الأسري على أساس الطمع بالمتاع الدنيوي (اللَّذات الجسدية، المال، المراكز الاجتماعية)، فإنه في الواقع يكون قد ضَمِن له استمرارية التمتُّع بكل ذلك، ولكن في جو إيمانيّ نظيف يَستَهدِف رضا الله تعالى، مِمَّا يَضمَن الهدوء الداخلي والسُّمُو في الأحاسيس، وهَذا يَحمِي البِنَاء من أيِّ اهتزاز..



والبناء الأُسَريّ القائم فقط – أو في جزءٍ كبيرٍ منه – على الإشباع الجسدي بناء ناقص بِمعايير الإسلام وإن كان حلالاً.. ذلك أنَّه لا يُحقِّق (المسؤوليَّة الإيمانيَّة) تِجاه مؤسَّسة الأسرة المقامة، ولا يُنشئ لها أهدافًا تُحقِّق التَّواصُل العقائدي بيْن الأجيال أو يُمكنها من إيجاد جيل يَرِث المفاهيم الجوهريَّة للإسلام.. إذ كيف سيتحقَّق ذلك والطرفان لا هَمَّ لهما إلا الاستغراق في إرضاء جَسَدٍ نَهِمٍ، لا يهدأ ولا تحكمه أهدافٌ أجَلُّ وأعظَمُ..



وحين ننظر حولنا في أحوال الأُسَر التي قامت على معيار الإعجاب الجسدي فقط، فإننا سرعان ما سَنكتَشِف أنَّها لم تَصمُد أمَام أقَلِّ الرِّيَاح شَأنًا.. فالطبِيعَة البَشريَّة لا تَبقَى بنفس القوة والاندفاع والاستغراق.. إنَّها تَمُر بلحظات فتور وخُفوت ورُبَّما خُمول وغفوة.. فإذا لم تَتَواجد العواطف الدَّاعمَة والمسانِدة التِي تُعوِّض هذا التَّراخِي والتَّراجُع مِثل: الوُدِّ، والمَحَبَّة، والإيثار، والكرم، والتفاني، والإخلاص.. فإنَّ هذا البناء يَنهَار رَغم كلِّ ما قد يبدو للمجتَمَع من عوامل تَماسُكه!.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.09 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.42 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.33%)]