|
ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() زوجة عاقلة وأمها أعقل علي علي بدر العلاقة بين الزوجين يجب أن تقوم على أساس المعاشرة بالمعروف· كما أمر اللّه تبارك وتعالى، قال تعالى {وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً} >النساء 19< والمعاشرة بالمعروف رهينة حُسن تفهِّم كل من الزوجين للآخر، وللأهل دور كبير في تدعيم هذه العلاقة الحميمة لما لهم من خبرات وتجارب في الحياة· ذكر >الشعبى< أن >شريحاً< تزوج إمرأة من بني تميم يقال لها >زينب< فلما عقد عليها ندم حتى أراد أن يرسل إليها بطلاقها ثم قال: في نفسه لا أعجل حتى يجاء بها أي حتى يدخل بها، فلما جيئ بها تشهدت أي نطقت بالشهادتين ثم قالت: أما بعد فقد نزلنا منزلا لا ندري متى نظعن منه، فانظر الذي تكره، هل تكره زيارة الأختان؟؟(1) فقال إني شيخ كبير لا أكره المرافقة وإني لأكره ملال الأختان، أي صحبة أهل الزوجة التي تورث الملل قال: فما شرطت عليها شرطا إلا وفت به، فأقامت سنة أي في عصمته يقول: ثم دخلت البيت في ذات يوم فإذا أمها في زيارتها فسلمت عليها، ثم قالت الأم: أنظر فإن رابك منها شيء فأوجع رأسها، أي إن حدث منها شيء مريب فاضربها ثم قال: فصحبتني ثم هلكت قبلي - اي أم زوجته- قال: فوددت أني قاسمتها عمري، أو مت أنا وهي في يوم واحد، ثم أنشد يقول: رأيت رجالا يضربون نساءهم فشلت يميني حين أضرب زينبا(2) التعليق هذه القصة فيها من الحكم ما يحتاج إليها كل زوج وزوجة في هذه الأيام وخصوصاً إذا كثرت الخلافات الزوجية التي قد يكون السبب الغالب فيها تدخل الأهل· أولاً: تزوج شريح ذلك الرجل الكبير بزينب لكنه أحسَّ بالندم بعد العقد عليها وقبل الدخول بها إلا أنه راجع نفسه فإن كان قد بدا له بعد العقد عليها ما يجعله يفكر في التراجع عن التمسك بها، لعل فيها من المحامد ما يجعله يفضُّل العيش معها· مصداق قول رسول الله [ في الحديث الذي رواه الإمام مسلم ] عن أبي هريرة ] قال: قال رسول اللّه [ >لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر<(3) ثانياً: حصافة الزوجة وما تنطوي عليه من خلق رفيع ودين وأدب جم حيث جعلت أول كلامها في حياتها الزوجية هو النطق بالشهادتين، تبركا وتيمنا فليت الأزواج والزوجات يتبعون منهج اللّه عز وجل في حياتهما الزوجية حتى تستقيم لهم الأمور ويتيسر لهم كل عسير· ثالثاً: جاءت إلى بيت زوجها وهي تدرك مدى قداسة الحياة الزوجية، فهي في ترغب العيش مع زوجها إلى الأبد، ويظهر ذلك من قولها: أما بعد فقد نزلنا منزلا لا ندري متى نظعن منه· أي لا ندري متى ستنتهي هذه الحياة الزوجية· وهذا ينم عن مدى كمال تربيتها في بيت أهلها وتدريبها على حسن تدبير أمورها بعد الزواج· هذه الحلقة فقدها كثير من الناس في عصرنا الحاضر فشقيت بافتقادها كثير من الأسر· رابعاً: أرادت معرفة ما يكرهه زوجها حتى تتحاشاه فهي تريد منه أن يحبها كما هي تحبه، والصراحة بين الزوجين جسر من المودة لا ينقطع وترقب المشاعر والأحاسيس من الأمور المهمة بين الزوجين، ليس هذا فحسب ولكن المحافظة علىها ورعايتها من ضمانات سعادة الأسرة ولا بأس أن يجلس الزوجان في بداية حياتهما الزوجية يعرض كل منهما على الآخر ما يحب وما يكره ويتعرف كل منهما إلى مشاعر الآخر ويدخل في أحاسيسه ولا يتركون هذا الأمر للتجربة والمعاشرة· فكثير من الخلافات الزوجية في بداية الزواج تنشأ عن إهمال هذا الجانب حتى يدرس كل منهما الآخر بحكم المعاشرة، ولكن هذه الزوجة عرفت هذا الدرس منذ اللحظات الأولى من الحياة الزوجية· خامساً: ثم إنها بادرته بما يمكن أن يتحرج من الكلام فيه فقالت: هل تكره زيارة الأختان؟؟ (أي أهلي) فقال لها: لا أكره المرافقة· وهي إما أن تكون مفاعلة من الجانبين بمعنى المعاملة برفق، أو المرافقة بمعنى العشرة والمصاحبة، وقد يكون المعنيان معاً ثم أفصح لها عن ما يجب التحرز منها وهو تدخل الأهل الذي يورث الملل·· وهذه صورة من الصور السلبية التي تفرض نفسها على الحياة الزوجية· وفرض الوصاية من الأهل على الزوجين حقا يورث الملل·· ولو تُرك الزوجان يرسمان حياتهما بحرية من غير تدخل من الأهل من الجانبين لاستطعنا احتواء كثير من الأزمات الزوجية· لا أقول عدم التدخل في الصلح وحل المشكلات التي تعتري الحياة الزوجية، فإن التدخل في هذه الحال مشروع بل واجب إذا كان الهدف تحقيق المصلحة وليس تجاذب الأهواء وتنازع الأغراض بين أهل كل من الزوج والزوجة مصداق قوله تعالى: {إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما}>النساء 35<· أما التدخل في غير مناسبة فيما لا شأن للأهل به فهو أمر مرفوض· سادساً: ولما جاءت أم الزوجة لتعيش في كنف زوج ابنتها برضاه· لم يتردد بها الزوج ولكنه أفصح عن مروءته وكرمه ونبل أخلاقه، لأنه أحس بمدى ضيمها واضطرار الظروف لها، ثم إن الأدب الجم الذي كانت عليه أم الزوجة جعل قلب زوج ابنتها يسعها قبل بيته من غير ضجر····· سابعاً: أم الزوجة استشعرت أنه يمكن لابنتها أن تتعالى أو تتمرد على زوجها طمعاً في مروءته بأن لا يحاسبها على الخطأ حياء من وجود أمها معهما! فسرعة البداهه أسعفتها أن تقول لزوج ابنتها: >إن رابك شيء منها فأوجع رأسها<(4) أي إن بدا منها شيء يغضبك فأوجع رأسها ضرباً! وكأن أم الزوجة أرادت أن تحرك في زوج ابنتها المروءة وحسن الخلق·· فهي تعلم أنه لا يفعل بابنتها ما صرحت له به، ولكنه الاعتراف بالرجولة والسيادة على البيت· ثامناً: ثم لما ماتت أم الزوجة نعاها زوج ابنتها قائلاً: >وددت أني قاسمتها عمري، أو مت أنا وهي في يوم واحد!! فنعمت العشرة عشرة العقلاء ونعمت الصحبة لأصحاب الأخلاق الرفعية والخلال الحميدة· تاسعاً: إن الرجل بعد موت أم زوجته أبان عن معدنه الأصيل، فزاد من اكرام زوجته وحسن معاشرتها أكثر مما كانت أمها على قيد الحياة· ثم أنشد هذا البيت: رأيت رجالا يضربون نساءهم فشلت يميني حين أضرب زينبا وحسبي ببعض الرجال وقد خلعوا ثياب المروءة ولبسوا رداء الخسة والندالة حين يسيء الرجل منهم إلى زوجته بعد موت أهلها فيزيدها على بؤسها بؤساً وعلى وحشتها وحشة وعلى غربتها غربة كل ذلك أنها صارت مقطوعة من شجرة! وتمضي الأم إلى مثواها الأخير لتستريح هناك لأن ابنتها في كنف رجل كريم·· هوامش (1) الأختان/ أهل الزوجة (2) حكم القرآن لابن العربي 417/1/ (3) رياض الصالحين138/ (4) علماً بأن الإسلام نهى عن الضرب المبرح وعن التقبيح وضرب الوجه ![]()
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |