شرح حديث أبي موسى: إن هذه النار عدو لكم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ففروا إلى الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الذكاء الاصطناعي بين نعمة الشكر وخطر التزوير: وقفة شرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الملائكة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          السياسة النبوية في اكتشاف القدرات وتنمية المهارات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          توبة الأمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          هوس الشهرة عند الشباب والفتيات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          الخشية من الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          العولمة وتشويه الغيب في وعي المسلم المعاصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          وقفات مع الذكاء الاصطناعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          تقنية الذكاء بين الهدم والبناء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-06-2020, 09:55 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,804
الدولة : Egypt
افتراضي شرح حديث أبي موسى: إن هذه النار عدو لكم

شرح حديث أبي موسى: إن هذه النار عدو لكم

سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين

عَنْ أبِي مُوسَى رَضْيَ اللهُ عنه قَالَ: احْتَرقَ بيتٌ بالمدينةِ علَى أَهلِهِ مِنَ الليلِ، فلمَّا حُدِّثَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بِشَأنِهم قَالَ: «إنَّ هذه النارَ عَدوٌ لكم، فإذا نِمتُم فأَطفِئوها عَنْكم». متفق عليه.

قَالَ العلَّامةُ ابنُ عثيمينَ - رحمه الله -:
ذكرَ المؤلِّفُ في «باب الحثِّ على اتباع السُّنَّةِ وآدابها» هذا الحديث؛ الذي وقعَ في عهِد النبي صلى الله عليه وسلم، أن قومًا احترق عليهم بيتُهم في الليلِ، فبلغ ذلك النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: «إنَّ هذه النارَ عدوٌ لكم فإذا نِمتُم فأطفِئوها عنْكم».

هذه النار التي خلقها الله - عزَّ وجلَّ - وأنشأ شجرها، امتنَّ الله بها على عباده؛ فقال سبحانه وتعالى: ﴿ أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ ﴾ [الواقعة: 71-72]، والجواب؛ بل أنت يا ربنا الذي أنشأتها: ﴿ نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ ﴾ [الواقعة: 73] تذكرة يتذكر بها الإنسان جهنم، فإن هذه النار جزء من ستين جزءًا من نار جهنم، كل نار الدنيا الشديدة الحرارة والخفيفة، كلها جزء من ستين جزءًا من نار جهنم، أعاذني الله وإياكم منها.

فجعلها الله تذكرة؛ حتى إن بعض السلف كان إذا هم بمعصية ذهب إلى النار، ووضع إصبعه عليها؛ يعني يقول لنفسه: اذكري هذه الحرارة؛ حتى لا تتجرأ نفسه على المعصية التي هي سبب لدخول النار، نسأل الله العافية.

ومن هذا يقول تعالى: ﴿ وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ ﴾ يعني جعلناها متاعًا للمسافرين وغيرهم من المحتاجين إليها، يتمتعون بها، ويستدفئون بها في الشتاء، ويسخنون بها مياههم، ويطبخون عليها أطعمتهم، فهي مصلحة، ولكن قد تكون مُضرَّةً؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث: «إنَّ هذه النارَ عدوٌ لكم»، فهي عدو إذا لم يحسن الإنسان ضبطها وقيدَها، وصارت عدوًا إذا فرَّط فيها أو تعدَّى، فرَّط فيها بأن لم يُبعد ما تكون سببًا لاشتغاله، أو تعدَّى فيها بأن أوقدها حول ما يشتعل سريعًا، كالبنزين والغاز وما أشبه ذلك، فإنها تكون عدوًا للإنسان.

وفي هذا دليل على أن الإنسان ينبغي له أن يتَّخذ الاحتياط في الأمور التي يخشى شرها، ولهذا أُمِر الإنسانُ عند النوم أن يطفئ النار ولا يقول هذه سهلة أنا آمن من ذلك، ربما يظنُّ هذا الظنَّ ولكن يحدث مالا يخطر على باله.

ومن ذلك أيضًا صمامات الغاز التي حدثت في عصرنا الحاضر، فصمامات الغاز يجب على الإنسان أن يتفقدها؛ لئلا يكون فيها شيء من التسريب؛ فتملأ الجو من الغاز، فإذا أشعل النار احترق المكان كله.

ومن ذلك أيضًا أفياش الكهرباء، ينبغي على الإنسان أن يكون حريصًا عليها ومتفقدًا لها، وأن يكون الذي يركبها شخصًا عارفًا مهندسًا؛ حتى لا تركب على وجه الخطأ؛ فيحصل بذلك الاحتراق، إما احتراقًا كليًّا للبيت كلِّه أو لجزء منه. المهم أن الإنسان يجب عليه الاحتراز من كل ما يخشى ضررَه.

وإذا كان هذا في نار الدنيا، فكذلك يجب أن يحترس مما يكون سببًا لعذاب النار في الآخرة، من أسباب المعاصي، ووسائلها، وذرائعها؛ ولهذا قال أهل العلم - رحمهم الله -: إن الوسائل لها أحكام المقاصد، وإن الذرائع يجب أن تسد إذا كانت ذريعة إلى محرم، خشية من الوقوع في الهلاك. والله الموفق.

المصدر: «شرح رياض الصالحين» (2 /291 - 293)



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.89 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.23 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.56%)]